أبوعبدو عضو نشيط
العمر : 32 الدولة : لبنان عدد المساهمات : 75 نقاط : 175 تاريخ التسجيل : 03/09/2010 العمل/الترفيه : معلم المزاج : رايق
| موضوع: ما هو مقام النبوة والعصمة الإثنين سبتمبر 06, 2010 9:18 pm | |
| ما هو مقام النبوة والعصمة
الأنبياء صفوة الله من خلْقه وخيرته من عباده اجتباهم هداةً واصطفاهم لأنهم مهديون. بعثهم إلى البشرية عموماً للهداية لأمور الدنيا والآخرة فهم عليمون كاشفون لحقائق الدنيا والآخرة يتنبؤون آنياً ومستقبلاً بالوقائع الثابتة لأنهم بالوحي ينطقون ولأن بصائرهم ثاقبة فلمْ يخفِ تعالى عنهم شيئاً {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} سورة التكوير: الآية (24).)، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ..} سورة الجن (27). إنَّ عدم معرفة الإنسان بمقام النبوة وما ينشأ عنه من العصمة قد يجر الإنسان إلى الاعتقاد بإمكان وقوع الخطأ من الأنبياء زعماً منه أن الأنبياء كغيرهم من الرجال، وقد يتفاقم به الأمر فينسب لهم الخطأ ويسعى في تأويل أعمالهم العالية بما لا يليق بشرف مقامهم ومكانتهم وفي ذلك ما فيه من تباعد النفس عنهم والحرمان من محبَّتهم وتقديرهم والله تعالى يقول في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم: {..فَالَّذينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} سورة الأعراف: الآية (157).. ولذلك من الواجب علينا أن نبيِّن معنى مقام النبوة فإذا نحن عرفنا ذلك استطعنا أن نقر بعصمة الأنبياء وبعدم وقوع الخطأ منهم في أي حال من الأحوال فنقول: إنَّ التقوى هي مشاهدة النفس المقبلة على الله ورؤيتها بذلك النور الإلهي الذي اكتسبته منه تعالى الخير من الشر والحق من الباطل. فالنور الإلهي يكشف للنفس المستنيرة بنور ربِّها عمَّا في الأمور المحرمة أو المنهيات من شر فتتقيها بُعداً عن أذاها وضررها، كما أن ذلك النور الإلهي يكشف أيضاً للنفس عمَّا في الأوامر الإلهية من الخير فتسارع إليها رغبة بها فتتقي تركها لما تراه في الترك من الحرمان والخسارة المحدقة. ثم إنَّ التقوى وإن شئت فقل هذه الإستنارة بنور الله على درجات فكلَّما كانت صلة النفس بربِّها أعظم وكلما كان إقبالها عليه تعالى أشد وأدوم كان نورها أكثر إضاءة لها وكشفاً وكانت رؤيتها أعظم وضوحاً. ومثل التقوى بالنسبة للمؤمن ذي الإقبال العظيم المتواصل كمثل مصباح بين يديه شديد التوقُّد مستمر الاشتعال قوي النور والاشعاع، وبما أن الأنبياء وصلوا في معرفتهم بربهم إلى حالٍ شاهدوا فيه كمال الله تعالى مشاهدة فاقوا بها البشر جميعاً، لذلك كانت نفوسهم دوماً شاخصة ببصيرتها إلى خالقها مستغرقةً في نعيم تلك المشاهدة لا تبغي عنها حولاً ولا ترضى عنها بديلاً، وفي الحديث الشريف «نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا» أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/136 عن عطاء. فإذا عرفنا أنَّ هذا حال الأنبياء استطعنا أن ندرك دوام إستنارة قلوبهم بنور خالقها وأن نعرف أنَّ صاحب هذا المقام دوماً على نور وهدى من ربِّه. وكلمة (نبي) تعني المتنبئ بالحق فلا يمكن أن يفعل فعلاً أو يقول قولاً أو يخاطب إِنساناً أو يمازح أحداً كما لا ينزل منزلاً حربياً ولا يسلك طريقاً إلاَّ وقد ظهر بنور الله الفعل المناسب والقول أو الخطاب اللازم والمنزل الحربي أو الطريق الملائم فالله دوماً هاديه ودليله وهو أبداً وليَّه ووكيله، وإلى ذلك أشارت الآيات الكريمة في قوله تعالى: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالقَولِ وَهُم بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ} سورة الأنبياء: الآية (27).. {إِنَّ وَلـِّيَ اللهُ الَّذي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ} سورة الأعراف (196). {..وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ..} سورة البقرة: الآية (282). {..وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً، ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..} سورة الطلاق (3). كما أشارت الأحاديث القدسية الشريفة: «لا يزال يتقرَّب العبد إليَّ بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به، وبصره الّذي يُبصر به، ولسانه الّذي ينطق به» أخرجه البخاري، الاتحاف، للزبيدي ( ج3،ص165 ).. وفي صيغةٍ أُخرى: «فإذا أحببته كنت له سمعاً وبصراً فبي يسمع وبي يُبصر وبي ينطق». إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في هذا المعنى والشارحة لمعاني الآيات الكريمة. ذلك هو مقام النبوة، عشقٌ عظيم للكمال الإلهي لا يُضاهى ولا يماثَل واستنارة دائمية بنور الله لا تنقطع، وتنبؤ بالحق وعصمة من الوقوع في الخطأ: {وَمَا يَسْتَوي الأعْمى وَالبَصِيرُ، وَلاَ الظُّلُمَاتُ ولاَ النُّورُ} سورة فاطر: الآية (19-20). وهكذا فكل من أدرك حقيقة التقوى عرف مقام الأنبياء وفهم المُراد من كلمة نبوة فأيقن بعصمتهم وعدم إمكان وقوعهم في الخطأ حق الإيقان وأوَّل أعمالهم وأقوالهم بما تقتضيه العصمة وبما يليق بمقام النبوة وشرف الرسالة. هذا ما بينه العلامة الكبير محمد أمين شيخو في كتاب عصمة الأنبياء.
| |
|
رؤية قسم الأسرة والطفل- الاشغال الفنيه ,, والأزياء والموض
العمر : -- الدولة : مصــر التوقيع : لا إله إلا الله محمد رسول الله عدد المساهمات : 3071 نقاط : 5514 تاريخ التسجيل : 13/05/2010
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: ما هو مقام النبوة والعصمة الخميس سبتمبر 13, 2012 9:02 pm | |
| دمت ودام لنا روعه مواضيعك لكـ خالص احترامي _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|