(وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ) "حصرى"

يقول الحق سبحانه وتعلى : (وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ) [سورة: الحج - الأية: 47]

وقوله تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [سورة: المعارج - الأية: 4]

لقد أدعى السطحيون من المستشرقين أن هناك تناقضاً فى القرآن الكريم .. فكيف يمكن أن يكون اليوم ألف سنة وأن يكون خمسين ألف سنة ؟

ج- الجواب الله سبحانه وتعالى خالق الزمن .. والزمن مخلوق لله يضع فيه من الأحداث ما يشاء .. ونحن نرى أن اليوم عندنا على الأرض .. وهو

محدد من شروق الشمس إلى غروبها يستغرق وقتا معينا .. ولكن فى كواكب أخرى قد يختلف اليوم فالسمش تكون مشرقة لا تغرب عدة أيام أو عدة

شهور .. وهى تغرب ولا تظهر عدة أيم أو عدة شهور ... إذن فالزمن نسبى وهو مخلوق من مخلوقت الله مقياس للأحداث التى تقع فيه .. فنحن

نقيس الأحداث بالزمن .. ونقول هذا العمل يستغرق يوما أو يومان أو ثلاثة إلى آخره كل شئ يحدث ظرف زمان وظرف مكان .. ظرف الزمان هو

الوقت الذى يستغرقه الحدث ... وظرف المكان هو المكان الذى يقع فيه ... وإذا خرجنا عن دائرة الأحداث فنحن لا نحس بالزمن فالإنسان حين ينام لا

يشعر بالزمن . وحين يستيقظ لا بد أن ينظر إلى الساعة لكى يعرف كم ساعة نامها .

أو يعرف ذلك بمقاييس لزمن العامة .. كأن يكون قد نام والسمش مشرقة واستيقظ وقد غابت وجاء الظلام .. أو أن يكون قد نام فى أول الليل

واستيقظ وتكون السمش قد أشرقت ... والانسان لا يملك الزمن ولكن الزمن هو الذى يملكه . فأنت لا تستطيع أن تبقى شابا طوال حياتك . ولا أن

توقف لأحداث التى تمت أة التى ستتم ، إذن فالزمن مقياس للأحداث ... ولكنه مقياس نسبى وليس مقياسا محددا ... لآنه يخضع لمشيئة الله شبحانه

وتعالى .. إن شاء أجراه على خلقه .. وإن شاء أوقفه ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى وهوخالق الزمن يستطيع أن يخلق يوما مقداره إثنتا عشر ساعة

وأن يخلق يوما مقداره عام .. وأن يخلق يوما مقداره سنه .. وأن يخلق يوما مقداره خمسون ألف سنه .. وأن يخلق يوما مقداره مليون سنه .. ذلك

لانه يخلق ما يشاء .

فمقدار الأحداث التى يريد الحق سبحانه وتعالى لها أن تتم .. يخلق لها الزمن .. ويوم القيامة موجود فى علم الله سبحانه بكل أحداثه .. وكل الخلق

الذين سيحاسبون فيه .. عندما يريد الحق سبحانه وتعالى لهذا اليوم أن يكون يقول له كم فيخرج من علمه إلى علم مخلوقاته سواء كانوا من

الملائكة أو البشر أو الجان ، وإذا أراد الله سبحانه وتعالى يوم القيامة أن يحدث الأن حدث . وإذا أراده أن يحدث بعد مليون سنه حدث . إذن لا نحاول

نحن .. أن نجعل مقاييس يوم القيامة كيوم من أيامنا .

ومن رحمة الله سبحانه وتعالى انه لفتنا فى القرىن الكريم إلى أنه لا يوجد عنده شئ اسمه يوم مطلق .. ولذلك قال أن هناك يوما يساوى ألف سنة ..

ويوما يساوى خمسين ألف سنة .. حتى نعرف إن الله يخلق الزمن بقدر الأحداث التى يريدها الله سبحانه أن تقع فيه .. ولذلك إذا قال يوم القيامة ...

فمعنى ذلك أنه مقدار من الزمن يتسع لكل الأحداث التى ستقع فى هذا اليوم العظيم .. سواء استغرقت هذه الأحداث عاما بحسابنا الارضى .. أو

استغرقت ألف عام ... أو استغرقت أكثر من ذلك أو أقل . إذن فاستخدام الحق سبحانه لكلمة يوم .. لا نستطيع أن نعرف مقدر الزمن الذى سيستغرقه

هذا اليوم لانه مرتبط بمشيئة الله سبحانه وتعالى ..ولكننا نعرف منها إن لحساب لن يتوقف منذ تقوم الساعة حتى تتم محاسبة كل الخلق .. أى أن

الله سبحانه وتعالى لن يأتى فى يوم القيامة ويؤجل باقى الحساب ليوم تال ، ولن تكون هناك فترات راحة .. سيمضى الحساب متصلا كعمل يوم

واحد وليست أياما متتالية .. وسيبقى الناس فى يوم المشهد العظيم حتى يتم حسابهم ، ثم يضرب الصراط فوق جهنم .. ليذهب أهل النار إلى النار ،

وأهل الجنة إلى الجنة .

المرجع / الشعراوى كتاب مشاهدة يوم القيامة

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

واحد وليست أياما متتالية .. وسيبقى الناس فى يوم المشهد العظيم حتى يتم حسابهم ، ثم يضرب الصراط فوق جهنم .. ليذهب أهل النار إلى النار ،

وأهل الجنة إلى الجنة .

لله يجعلنا من اهل الجنه

السلام عليكم
كل الشكر والتقدير لكى ست الحبايب على مرورك الطيب
بارك الله فيك يا عمرى

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

متألقة كعادتك بولا موضوع قيم ومهم
جزاك الله خيرا