حال المؤمن بين الخوف ورجاء ! إما الخوف فهو الزجر عن المعاصي
فإن هذه النفس الأمارة با السوء ، ميالةإلي الشر ،
طماحه الي الفتنة ،فلا تنتهي عن ذلك إلا بتخويف عظيم وتهديد با لغ....
ذكر بعض الصالحين ان نفسه دعته الى معصيه ،فنزع ثيابه واخذ يتمرغ في الرمضاء ،
ويقول
لنفسه : ذوقي ! فنارجهنم اشد حراً من هذه ... وعن إبن المبارك فيما يعاتب
نفسه :تقولين قول الزاهدين وتعملين عمل المنا فقين ! وفي الجنة تطمئنين !
هيهات ..هيهات ....هيهات ....
أن للجنة قوماً آ خرين ....... فهذه الاقوال وأمثالها مما يلزم العبد تزكيرها للنفس وتكريرها عليها ،
لئلا
تعجب بطاعة او تقع في معصية فتستهونها ..... أما الرجاء للبعث علي الطاعات
، ذلك ان الخير ثقيل ، والشيطان عنه زاجر ، الهوى الي ضده داع ، الثواب
الذي يطلب با الطاعات عن العين غائب ، وفي هذه الحالة لا تبعث النفس للخير
، واعلم أن من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل ................
فعلي الطالب للعبادة ونيل السعادة ان يشعر النفس با الأ مرين
اللذين هما الخوف والرجاء وإلافلاتساعد النفس صا حبها ،
وبهذا المعني ورد الذكر الحكيم : با الوعد والوعيد ، والرغيب والترهيب ......
ومقدمات الخوف أربع الأولى : ذكرالذنوب الكثيرهالتي سبقت ، وكثرة الخصوم الذين مشوا الي المظالم وأنت مرتهن بها ...........
. الثانية : ذكر شدة العقوبة من الله سبحانه التي لا طاقة لك بها ...
والثا لثة : ذكر ضعف نفسك عن احتمال العقوبة ....
والرابعة : ذكر قدرةالله تعالي عليك متى شاء وكيف شاء .....
وأما الرجاء فهو ابتهاج بمعرفة فضل الله سبحانه ، واستراحوا إلي سعة رحمة الله تعالي،
ومقدمات الرجاء اربع : الأولى : ذكر سوابق فضله إليك من غير قدم أو شفيع .
الثا نية : ما وعد الله تعالي من جزيل ثوابه وعظيم كرامته دون استحقاقه .
والثالثة : ذكر كثرة نعم الله عليك في أمر دينك ودنيا ك من أنواع الأ مداد والأ لطاف بغير استحقاق .
والرابعة : ذكر سعة رحمة الله تعالي . فإ ذا واظبت علي هذين النوعين من الأ ذكار أفاق بك الي استشعار
الخوف والرجاء بكل حال فإن هذه العقبه دقيقة المسلك خق وذلك إنها بين طريقين مهلكين
احدهما : طريق الأمن ، والثاني طريق اليأس ، فإن غلب الرجاء وفقدت الخوف وقعت في طريق الأ من ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .
وأن غلب عليك الخوف حتي فقدت الرجاء ، فقد وقعت في طريق اليأسولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين ،
فإن كنت ركبت بين الخوف والرجاء واعتصمت بهما جميعا فهو الطريق العدل المستقبم ، الذي هو سبيل أولياء الله واصفيائه .
الذين وصفهم الله تعالى : ( أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً لنا خاشعين )