أبوعبدو عضو نشيط
العمر : 32 الدولة : لبنان عدد المساهمات : 75 نقاط : 175 تاريخ التسجيل : 03/09/2010 العمل/الترفيه : معلم المزاج : رايق
| موضوع: سـورة الهمزة الخميس أكتوبر 28, 2010 4:52 pm | |
| سـورة الهمزة
بعد أن بيَّنت لنا السورة السابقة ما حلَّ بأصحاب الفيل، الذين فعلوا ما فعلوا طمعاً في المال والدنيا، جاءت هذه السورة الكريمة تبيِّن لنا أن الذي يُحب الدنيا، ويقبل على جمع المال نصيبُهُ الويل والهلاك، وليس له في الآخرة إلا النار. قال تعالى: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ }: والويل: هو حلول الشرِّ والهلاك يُصيب الإنسان فيجعله تعيساً معذَّباً ولو كان يملك القناطير المقنطرة من المال، وإن كان صاحب نفوذ وسلطان. ولكن لمن هو الويل؟. فقد بيَّن تعالى ذلك بقوله: { لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ }. فمن هو الهمزة؟. الهُمزةُ: هو الذي غابت نفسه في محبة الدنيا، مأخوذة من الهمز، وهو الضغط والنَّخْسُ، ومنه: المهماز، يُقال: همزَ الفرس، أي: نخسها بالمهماز لِتُسرع في الجري، فهو همَّاز، وهمزة: أي: كثير النخس والغمز. والهمزة هنا: تدل على الذي يهمزُ، أي: يندفع ويغيب في محبة الدنيا سعياً وراء زينتها، كما يغيب المهماز في بطن الفرس. واللمزة: مأخوذة من اللمز، وهو: العيب. يُقال: لَمَزَ فلان فلاناً، أي: عابه ، فهو لمّاز ولُمَزَةٌ. واللمزة: هو العيَّاب، وليس المراد منه هذا الذي يعيب الناس بذكر نقائصهم، بل الذي يعيب نفسه بما يلصقه بها من الشُّح والبخل والبغي والحسد وغير ذلك من العيوب النفسية التي تنشأ عن محبة الدنيا. قال تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). التوبة (79).
ويكون مُجمل ما نفهمه من آية: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ }: أن الهُمزة: الذي يغيب منهمكاً في محبة الدنيا. واللمزة: الذي جرَّ العيوب لنفسه، فنصيبه حلول الهلاك ونزول الشر والبلاء، وقد أراد تعالى أن يبيِّن لنا الآية الأولى فقال سبحانه: { الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ }: وعدَّد المال: أي: أحصاه وجعله ذا عددٍ. عدَّد المال أيضاً بمعنى: جعله عُدَّة للدهر. فمن خصائص المستغرق في محبة الدنيا أن يجمع المال ويجعله عدةً له، ظنّاً أنه بالمال قد أمَّن لنفسه الحياة الهنيئة والسعادة الدائمية. وقد ردَّ تعالى عليه بقوله: { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ }: وفي ذلك تقريع له وتنبيه، أي: وهل يظنُّ هذا الرجل أنَّ ماله يجعله خالداً فلا يمدُّ له الموت يده. ثم بيَّن تعالى مصير هذا المسكين بعد الموت بقوله: { كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ }: وكلا: كلمة ردع، أي: ليس الأمر كما يحسبه ذلك الغافل المطمئن بالدنيا، فإن ماله لا يخلده، وإنه ليُنبذن في الحطمة. والمراد بكلمة ( لَيُنْبَذَنَّ ) أي: ليطرحنَّ، يُقال: نَبَذَ الشيء، أي: طرحه ورمى به. والحطمة: مأخوذة من حطَّم، بمعنى: كسر، ومنه الراعي الحطَم، أي: الظلوم، يسوق الماشية فيحطمها، والحطمة: كل شيء شديد يُضعف الإنسان ويحطمه. ويكون ما نفهمه من آية: { كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ }: أي: ليطرحن فيما يحطِّمه، ثم بيَّن تعالى عظيم شأن الحطمة بقوله: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ }: أي: إنك لا تعلم ما هي الحطمة؟. ولو أنك علمتها لما انكببت على الدنيا ولما انهمكت في محبتها. ثم وضَّح تعالى الحطمة بقوله: { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ }: فالحطمة: هي النار، نار الله، وقد نسبها تعالى لنفسه بياناً لشدَّتها. والموقدة: بمعنى المُشعلة الشديدة الحرِّ. ثم بيَّن تعالى فعلها بقوله: { الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ }: فهذه النار إنما تطَّلعُ، أي: تصيب وتأتي على الأفئدة، والأفئدة: جمع فؤاد، وهو لبُّ النفس. أي: إن حريقها إنَّما يُسلَّط على لبِّ النفس وينصبُّ عليها. ثم بيَّن تعالى ما تلْقاه تلك الأنفس الملوَّثة من شدة الحر وحريق النار، فقال تعالى: { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤصَدَةٌ }: والمؤصد: هو المغلق والمطبق. يُقال: أوصد الباب، أي: أغلقه، وأوصد القدر أي: أطبقها. فالنار مؤصدة على تلك الأنفس، أي: مطبقةٌ عليها محيطة بها من جميع جهاتها. ثم بين تعالى كيفية انصباب النار على تلك الأنفس بقوله: { فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ }: والعَمَدُ: جمع عمود وهو ما كان على خط مستقيم، كما ينصبُّ لهيب النار نار الصائغ على القطعة التي يصوغها، فبهذا الوضع العمودي يكون حريقها أكثر وفعلها أعظم، وقد جاءت كلمة ( عَمَد ) بصيغة الجمع لتبيِّن أن النار إنما تُمدَّدُ وتُصوَّب على تلك الأنفس من جهات عدَّةٍ، تصيبها من جميع جهاتها، فلا تجد لها مخرجاً ولا مخلصاً. ( ونعوذ بالله من حب الدنيا، ونعوذ به تعالى أن تكون النارُ لزاماً ) والحمد لله رب العالمين هذا الشرح من كتاب تأويل جزء عم لفضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو
| |
|
لمار عضو نشيط
الدولة : مصر التوقيع : حبيبى يا رسول الله عدد المساهمات : 638 نقاط : 704 تاريخ التسجيل : 28/05/2010 العمل/الترفيه : ربة منزل المزاج : الحمد الله
| موضوع: رد: سـورة الهمزة الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 5:32 pm | |
| | |
|
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: سـورة الهمزة الخميس ديسمبر 01, 2011 1:05 pm | |
| منتهى الابداع والتميز من ابو عبده
فى انتقاء وطرح الموضوعات الرائعة والهادفة
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|