أبوعبدو عضو نشيط
العمر : 32 الدولة : لبنان عدد المساهمات : 75 نقاط : 175 تاريخ التسجيل : 03/09/2010 العمل/الترفيه : معلم المزاج : رايق
| موضوع: سورة العصر الخميس أكتوبر 28, 2010 4:54 pm | |
| سـورة العصر
بعد أن ذكر لنا الله تعالى في ( سورة الهمزة ) أن الإقبال على الدنيا، والاسترسال في محبتها، يصل بصاحبه إلى الحطمة، ويُلقيه في نار الله الموقدة، أراد أن يحذِّرنا في هذه السورة من تضييع عمرنا سدى، وبيَّن لنا أن هذا العمر كنز ثمين، فإن نحن صرفناه في الدنيا وجمعِ حطامها خسرنا خسراناً مبيناً وكان أمرنا فُرُطاً: ولذلك قال تعالى: { وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }: وللعصر معانٍ عدة: فهي آخر النهار، وهي بمعنى الدهر، بمعنى اليوم، والمراد بالعصر هنا: عمر الإنسان، تعتصر فيه نفسه، فيظهر خيرها من شرها. وتنكشف حقيقتها وطويتها، وكلمة (العصر) والحالة هذه مفتاح هذه السورة، فبها يستطيع الإنسان أن يُقبل على الله، وبها يستطيع أن يتمثَّل معاني السورة كلها. فإذا قرأ الإنسان كلمة: (وَالْعَصْرِ)... عرَّفته هذه الكلمة أن له في هذه الدنيا مدةً معلومة، وعصراً معيَّناً، وأن له بداية، وهي يوم خروجه طفلاً إلى الدنيا، ونهايةً ينتهي بها أجله، فيفارق هذه الحياة ويرحل عنها، وبهذا تحصل للنفس موعظةً وذكرى، فهي تَذْكُرُ بدايتها، وأنها من قبل لم يكن لها وجود، ولم تكن شيئاً مذكوراً، والخالق العظيم الذي خلقها وساقها لهذه الدنيا هو الذي يعظها ويُذكِّرها، ثم هي تذكر نهايتها، إذ أن عصرها سينقضي يوماً ما، وأنها لا بد لها من الرحيل والزوال، وعندها تتذكر يوم فراقها فلا تعود تركن إلى الدنيا، ولا تعود تطمع في البقاء فيها، ثم إن كلمة ( وَالْعَصْرِ ) تُعرِّفنا أيضاً أن هذه المدة التي نقضيها في الدنيا ثمينة وثمينة جداً، فيها يستطيع الإنسان أن ينال سعادة أبدية لا نهاية لها، وبهذه المدة المحددة نستطيع أن نؤمِّن لأنفسنا حياة طيبةً أبداً وسرمداً. فإذا اغتنم الإنسان هذه الحياة، فقد فاز فوزاً عظيماً، وإن هو اشتغل بالدنيا وزينتها، فقد خسر خسراناً مبيناً، ولذلك قال تعالى: { إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }: والخسر: ضد الربح، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان، وقد أعدَّ له من قبل أن يخرجه إلى الدنيا خيراً كثيراً، وعطاءً عظيماً، ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )، ولكن هذا الإنسان بإعراضه عن ربه تعمى بصيرته، فيضلّ طريقه، ولا يرى ذلك الخير الذي أعدَّه له ربه بل يضيّعه ويخسره. ومن جهة ثانية ذلك المُعرض عن الله يتناول الأشياء المؤذية، ويُقارف المعاصي المهلكة، وبذلك يغدو مريض القلب، عليل النفس، فيخسر السعادة التي أعدَّها الله له في الدنيا، ومن رحمة الله به ألاَّ يدعه في ذلك المرض النفسي المهلك، بل يزوي عنه الدنيا ويسوق له من المرض والفقر والنغص والكرب ما يكون مُطهِّراً لقلبه وعلاجاً لنفسه، ولو أنه سلك الطريق الذي بيَّنها له ربُّه لبُدِّل فقره غنىً، ومرضه صحة، ولكان عمره كله خيراً. ذلك لأن الله الذي خلق هذا الكون، وجعله على أبدع نظام، لم يخلق الإنسان عبثاً، ولم يُرسله إلى هذه الدنيا ليعيش فيها شقياً معذَّباً، بل جعل له نظاماً، وبيَّن له طريق السعادة شِرعةً ومنهاجاً. وقد أراد تعالى أن يُبيِّن لنا الطريق الذي به ننال الفضل الإلهي المُعدَّ لنا، ويندفع به ذلك الخسر عنا، فقال تعالى: { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ }: ولكن ما هو هذا الإيمان الذي يكون سبباً في نوال الفضل الإلهي، ودفع الخسران؟. أقول: هذا الإيمان هو الإيمان بالله، أي: معرفة الإنسان بصفات ربِّه، وشهود كماله، ورؤية فضله وإحسانه. فإذا أقبلت النفس إقبالها الصادق على الله، فهنالك تشهد من عطفه ورحمته، وترى من لطفه ورأفته، وتُعاين من إحسانه وفضله ما يجعلها تذوب في محبته، وتُسبِّح بحمده، وتقدِّره حق قدره. ذلك مبدأ الإيمان، وهنالك وبهذا الإيمان وبتلك المشاهدة يستسلم الإنسان إلى ربِّه، كيف لا وقد رأى أنه سبحانه أرحم به من أمه وأبيه!. لا بل من نفسه التي بين جنبيه، نعم يستسلم الإنسان لربه، فيطيعه في أوامره، ذلك لأنه رأى أن جميع أوامر الله كلها في خير الإنسان ومصلحته، وجميعها سبب جلب الخير والسعادة إليه، ولذلك ذكر تعالى عمل الصالحات بعد الإيمان، إذ أن الإيمان الذي تكلَّمنا عنه أصلٌ، ومنه ينبعث العمل الصالح وبسببه تنشط النفس لفعل الخيرات وعمل الصالحات. فالإيمان يُري النفس أن سعادتها وهناءها لا يكون إلا بطاعة الله، وبهذه الطاعة يعود الخير على النفس بما قدَّمته من الأعمال، فتشكر الله وتزداد إقبالاً عليه، وهنالك تشتق من الرحمة والعطف فتعود عطوفة رحيمة، تتمنى الخير لكل إنسان، وعندها تنطلق في دعوة الناس إلى ذلك الربِّ الرحيم مبيِّنة لهم أن طاعته سبحانه سبب السعادة ومصدر الخير، ولذلك قال تعالى: { وَتَوَاصَواْ بِالْحَقِّ }: والتواصي بالحق: إنما هو مرتبة تتلو العمل الصالح المرتكز على الإيمان، ومن شأن هذا الرجل المؤمن الذي أخذ يوصي الناس بالحق وسلوك طريق الخير أنه يتكلم للناس دوماً عن رحمة الله بخلقه، مبيِّناً لهم أن الله تعالى لا يدع الإنسان مريض النفس، عليل القلب، بل إن الرحمة الإلهية تقتضي مداواة الأنفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة، فكل ما يسوقه الله تعالى من البلاء والشدة كل ذلك علاجٌ ودواءٌ للأنفس المريضة، التي أعرضت عن الله فوقعت في المعصية. وعلى الإنسان أن يصبر على ما ابتلي به، فإن ذلك كله علاج ومن بعده الشفاء واليسر، والله رحيم بخلقه، ولذلك قال تعالى: { وَتَوَاصَواْ بِالصَّبْرِ }: فالمؤمن المقبل يدرك بإيمانه حكمة الله في البلاء الذي يسوقه لخلقه، ولذلك تراه يُوصي الناس بالصبر، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات تراهم ينطلقون في الدعوة إلى الحق والتواصي بالصبر، ومن سلَكَ مسلكهم فقد خلُصَ من الخسر وفاز بالسعادة. هذا الشرح من كتاب تأويل جزء عم لفضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو
| |
|
سوسو نائب المدير والمدير الفنى
الدولة : مصر التوقيع : سبحان الله عدد المساهمات : 3032 نقاط : 5968 تاريخ الميلاد : 01/07/1992 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 32
| موضوع: رد: سورة العصر السبت أكتوبر 30, 2010 3:50 pm | |
| | |
|
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17809 نقاط : 28622 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: سورة العصر الخميس ديسمبر 01, 2011 1:06 pm | |
| منتهى الابداع والتميز من ابو عبده
فى انتقاء وطرح الموضوعات الرائعة والهادفة
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
lolo عضو مميز
العمر : الاجل المحدد الدولة : مصر عدد المساهمات : 3907 نقاط : 5015 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: رد: سورة العصر الخميس ديسمبر 01, 2011 9:35 pm | |
| جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
:35: | |
|
آدم المشرف العام
العمر : 00 الدولة : مصر عدد المساهمات : 881 نقاط : 1042 تاريخ التسجيل : 30/05/2012
| موضوع: رد: سورة العصر الثلاثاء مارس 12, 2013 10:57 am | |
| . پآرگ آلله فيگ وچزآگ گل آلخير تسلم آلآيآدي _________________ <br>
| |
|