سلسلة من عجائب أحداث ألقرآن ألكريم 3
ثورة ألشياطين
أحاطت ألفتن أرجاء ألأرض كلها بدمار وتخريب وسفك دماء وظلم وتظالم وبهتان وكفر وقد إختلط الحابل بالنابل فتذكرت آية قد اقتحمت خلوتي بنفسي فارتعدت فرائصي ، وكدت أن اختنق من تلاطم ألأحداث وأيقنت أنه لامنجى من حمى هذا الوطيس ورعبه والمقدر على رؤس من لم يعى ويستمع ويسرع فى إنقاذ نفسه من بين الذين قد وصف آخرتهم ومصيرهم ألله فى هذه ألآية الخطيرة وألمنذرة بشدة لمن لم يعي مغزى قسم ألله فيها فقال تعالى( لَقَد خَلَقْنَا اْلإنْسَانَ في أحْسَنِ تَقْوِيم * ثُم رَدَدْ نَاهُ أسفَل سَافِلِين ) وهاتان ألآيتان تدلان على أن ألذين يردهم الله لأسفل ألسافلين هم ألأغلبيه وألأكثريه وهذا مايؤكده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقوم آدم ويطلب منه الله سبحانه وتعالى أن يبعث بعث ألنار من ذريته فيقول( وكم بعث ألنار يقول ألمولى عزوجل كل تسعمائه وتسع وتسعين إلى ألنار وواحد إلى الجنة ) فياهول من إستكان وغره البقاء وفتنته ألدنيا وجثا على ألأرض عبدا للشهوات ليضع على ألطين رأسه لتعتليها أقدام ألشياطين ،أما العدد ألقليل فهم ألذين قد إثتثناهم الله في ألآية ألتي بعد هاتين ألآيتين فقال تعالى(إلا اْلْذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا اْلْصَالِحَاتِ فَلَهُم أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون ) أيه 4-6 من سورة التين ونحن هنا بصدد حادثة مدمرة وخطيرة وتحتاج لعقل وفطنه ،وحتى يكون بحثى شاملا جميع نواحى هذه ألكارثة بكل معانيها قد إخترت حديثا واحدا صحيحا من بين مئات ألأحاديث ألنبويه كى أستطيع ألتركيز لدحض ألباطل وألدفاع عن حقائق هامة يريد ألمستشرقون وألفلاسفة دحضها خاصة فى ألرد على إفترءاتهم ألتى تريد هدم ألإسلام وألتشكيك فى ألرسالة ألمحمديه من أساسها فقد زعموا أنه كان لإختلاط ألنبى بأهل ألكتاب دور كبير فى الأخذ عنهم وشككوا فى أحاديث صحيحة ثابتة مروية فى أصح ألكتب والمصادر بحجة دس أهل ألكتاب لها وبحجة ألإسرائيليات ،ونحن نعلم قطعا أن علماء الحديث قد بينوا لنا ألفرق بين ذلك وذاك ،وشككوا كذلك فى صدق حديث تميم الدارى وقالوا أنه كان راوي قصص فأخذ ماكان فى عهود ألنصارى واليهود وأملاها على ألنبى صلى الله عليه وسلم وألنبى لم يأتي بجديد وأخذ هذه ألروايات ونقلها على ألناس ومعنى ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يدرى من أمور الغيب شيئا ورسالته تعتمد على ألنقل من علوم أهل ألكتاب وسيرة الأولين وهذا بدوره معناه ألتشكيك في صدق الرسالة وهذا طبعا يعد من ألغباء ألشديد فدعوة ألرسل جميعا هى دعوة لله وحده وآدم قد خلقه الله وميزه بأن جعله خليفة فى ألأرض وأنزل الرسل على ذريته من بعده والدعوة واحدة وألشريعة ألسماوية واحدة ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل رغما عن أنوفهم ولكن مايعمى أعين هؤلاء ألحاقدين والمكذبين أنهم قد تناسوا أنهم من ذرية آدم وأنهم كذلك قد سخروا أنفسهم ليكونوا عبدة ومداسا للشياطين وكان من غبائهم ألشديد وألذى لم ينتبهوا له ،هو(إبليس ) عدو أدم وذريته وحنقه ألشديد على ذريته وإبتعاده عن رحمة الله ونزوله على الأرض فمن يومئذ وهو ثائر وقد أقسم بعزة الله ليغوينهم أجمعين إلا عباده ألمخلصين وقد كان للشيطان ثورات وجولات حتى إستطاع أن يجند ألكم الهائل من بني ألبشر ،وألشياطين من ذريته ، وخسئ من إتبعه فقد خسر الدنيا والآخرة ،وللأسف فقد جاء من قل نصيبهم من ألعلم من أبناء هذه ألأمه فنقلوا عن ألمستشرقين أفكارهم ألهدامه وهم يظنون أنها من ألمسلمات و دون أن يعلموا أنهم بذلك يساعدون أهل الحقد وألكفر على ترويج أفكارهم ألهدامة وقد ركزت على حديث تميم الدارى لأبين من هو هذا ألصحابى ألجليل دفاعا عن الحق ،هذا الصحابى ألجليل شارك ألرسول فى غزواته ،وشارك في عملية جمع القرآن ألأولى وهو مكتوب على الرقاع ، وكان حافظا للقرآن الكريم ومواظبا على قراءته ليل نهار وكان يكثر ويطيل القراءة حيث أنه كان يختم القران كله فى ركعة وكان حافظا لكثير من أحاديث سيد المرسلين،وهو من الرواة ألثقات ، وقد بين ألنبى صلى ألله عليه وسلم في حديث تميم ألداري أن ألدير المحبوس فيه الدجال هو إقليم يسمى (خراسان ) تحديدا من قرية يهودية (أصبهان )اى على ألحدود الروسية ألإيرانية (وطبعا هذا في عهد الرسول ) وكان تميم بن أوس ألدارى رضى الله عنه من ألسابقين بإعلان إسلامهم طواعية وبدون إكراه من أحد ومن مناقبه رضى الله عنه وأرضاه أنه كان ألمدبر لإنسحاب وعصيان أخوانه ألداريين من فرقة ألأمير الغساني أللخمى جبله بن ألأيهم ألمتحالف مع جيوش الروم حينئذ ضد ألمسلمين في معركة مؤتة، وكان رضى الله عنه أول من نقل ألقناديل من بلاد ألشام فى تجارته ،واول من أضاء المساجد ،ويعتبر أول راو لقصص ألأمم ألغابرة ومخافة من ألفتنه وقول ألمكذبين كان يجلس عمر بن ألخطاب رضى الله عنه بجواره ليستمع حتى لاتتدخل ألسنة أهل ألفتنة وألضلال ،ويعتبر ألشخص ألوحيد ألذى روى عنه رسول ألله صلى الله عليه وسلم لأنه محل ثقه ولأنه خارج محيط أ لشبهه ولو كان غير ذلك مانقل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكشفه الله فى كتابه ولكن الله قد أيد قصة الدابة فى كتابه العزيزفى سورة ألنمل آيه رقم 82 ،ومناقب هذا الصحابى ألجليل كثيرة جدا ،ولايوجد فيها شىء يدعوا إلى ألريبة أو ألشك فى مكانة هذا ألصحابى ألجليل فى صدر ألإسلام ،أما ماذكر من غرائب حديثه كالجساسة مثلا :فقد هوجم ألإسلام بضراوة وشدة لانظيرلها ومن أمثلة ذلك ماجاء على لسان احد منظمات أقباط ألولايات ألمتحدة ،فقد كتبوامقالة كعرض بحث وإستهزاء تحت عنوان (ألجساسة ..ألحيوان ألخرافى وألجزيرة ألمفقودة ) ووصفوا ماجاء فى كتاب الله (ألقرآن) أنه أساطير ألأولين ولم يدروا أنهم بذلك يعيدوا صورة ألكفر القبيحه ويكشفوا عن شدة كفرهم وتكذينهم بما أنزل ألله وهم بذلك أصبحوا إمتدادا لصورة ألكفار ألقبيحة بترديد شعار ألكفر والخلود فى ألنار ،أولم يروا آيات الله فيما حولهم وفى أنفسهم ،بل إعترضوا على ماجاء فى تفسير بن كثير والقرطبى ومسلم ،بل ألأدهى من ذلك وأنكى أنهم يدعون إخوانهم فى ألضلال ويقولون (لنضحك على هذا الهراء ألإسلامى )وهم لايعلمون أنهم بهذه ألأقوال (يضحكون ألعقلاء عليهم فى كل طوائف ألبشر ويعلنون عن غبائهم ألشديد وعن عقولهم ألتى غابت عن ألرشاد وعن ألوعى)فأصبحوا كحيوانات تتدلى كجثث معلقه فوق سنن رماح كلمة الحق ،والمسلمين ،ولى مع هؤلاء الرعاع فى هذه ألسلسلة صولة وجولة لإثبات ألحقائق ألتى غابت عن عقولهم ألشمبانزيه وليعلموا أن كتاب ألله لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها وأن هذا ألإسلام يزخر بأبناؤه ألذين يحملون راية ألعلم وألحقيقه وأن كتاب الله هو كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن الحارث عن على رضى الله عنه وكرم الله وجهه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستكون فتن كقطع الليل المظلم.قلت:يارسول الله وما المخرج منها؟قال :كتاب الله تبارك وتعالى ،فيه نبأ من قبلكم .وخبر مابعدكم ،وحكم مابينكم،هو الفصل ليس بالهزل ،من تركه من جبار قصمه ألله ،ومن إبتغى ألهدى فى غيره أضله ألله ،هو حبل الله ألمتين ،ونوره المبين ،وألذكر ألحكيم ، وهو ألصراط ألمستقيم ، وهو ألذى لاتزيغ به ألأهواء ،ولاتلتبس به ألألسنه ،ولا تتشعّب معه ألآراء ،ولاتشبع منه ألعلماء ،ولا يمله ألأتقياء ،وَلايَخْلَق ُعلى كثرة ألرد ، ولاتنقضى عجائبه ،وهو ألذى لم تنته ألجن إذا سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ،من عَلِمَهُ سبق ،ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أجر ،ومن دعا إليه هُدِىِ إلى صراط مستقيم )رواه الترمذى ولعل الله قد طمس على عقول هؤلاء الزنادقه حتى لايروا من آيات الله شيئا فهم لايفقهون ،ولكن من دواعى الأسف الشديد والذى يحز فى ألنفس أن ترى مسلما ينتمى للإسلام وتراه يؤيد أفكار ألمكذبين فمثل هؤلاء يجب على أبناء هذه ألأمة الشرفاء أن يقاتلوهم بأقلامهم وبفكرهم ويتخذون كل سبل ألدعاية والعلم ،ليعلم ألفاسقين أنهم على جهل شديد وسوء دراية بما يحدث حولهم ومثالا لهؤلاء أبو رية فى كتابه (أضواء على ألسنة المحمدية ) فقد عقد فى كتابه هذا فصلا تحت عنوان (ألمسيحيات فى الإسلام ) زعم فيه أن ألجساسة من مسيحيات الصحابى ألجليل تميم ألدارى بل ألأنكى من ذلك أنه قد تحدث بتهكم وسخرية فقال :لعل علماء ألجغرافيا يبحثون عن هذه ألجزيرة ويعرفون أين مكانها من ألأرض؟حتى نرى مافيها من ألغرائب ألتى حدثنا بها تميم ألدارى ،وأنا أقول له خسئت ياأباجهل فقد أوضحت حقائق القرآن كل شىء وسوف أقوم على أمثالك من الجهلاء بالرد فى ألحلقات ألقادمه حتى تعلموا أن وعد ألله حق وأن ألساعة آتية لاريب فيها ،ولكى يزداد ألمؤمنون إيمانا وثقة فى دينهم وليفرحوا ،أما امثالك فليس لهم إلا ألنار مع إبليس وألمسيخ ألدجال وكل شىء بالبرهان لينكشف كذبكم وجهلكم وتطاول ألسنة الحاقدين على دين ألعلم والفضيلة وحتى نستكمل الحديث بين قلوب قد آمنت وصدقت بالله أستودعكم الله فى ألحلقة ألقادمة إن كان لى فى ألعمر بقية
ساديكو