عبادة الرضا
جاء في الحديث القدسي: " عبدي .. خلقتك لعبادتي فلا تلعب . وقسمت لك رزقك فلا تتعب إن قل فلا تحزن . وإن كثر فلا تفرح . إن أنت رضيت بما قسمته لك ، أرحت بدنك وعقلك ، وكنت عندي محموداً . وإن لم ترض بما قسمته لك، أتبعت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً. وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة، فلا يصيبك منها إلا ما كتبته لك".
ابن عطا الله يقول :"إياك والهم بعد التدبير، فما فما قام به غيرك عنك ، لا تقم أنت به لنفسك". أنت أديت واجبك ، واتقنت عملك ، فلماذا تشعر بالهم؟
أرح نفسك من الهم بعد تدبير، فما قام به غيرك عنك، لا تقم أنت به بنفسك، وتفرغ للعبادة. فبدلاً من أن تقضي الليل شارد الذهن بلا نوم، تفكر في الربح والخسارة. أرح نفسك من هذا الهم، وقم لتصلي.." خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب. إن قل فلا تحزن. وإن كثر فلا تفرح".
إن أنت رضيت بما قسمته لك: أرحت بدنك وعقلك، وكنت عندي محموداً. وإن لم ترض بما قسمته لك، أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً.
في النهاية لن تأخذ إلا ما قسمه الله لك، ولو غير راض عما قسمه الله لك.. اسمع التهديد الرباني الذي يوجع قلبك: " وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا". وإذا سلط الله الدنيا على أحد، جعله في دوامة طوال الليل والنهار . وكلما ازداد ثراؤه . ازداد جشعه وسعيه إلى المال.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ".رواه مسلم
علامات رضا الإنسان بقضاء ربه
ترك الاختيار قبل القضاء
فقدان المرارة بعد القضاء بالحمد والشكر
ألا تقل محبتك لله عز وجل بعد البلاء
انظر إلى عمر بن الخطاب وهو راض عن ربه يقول عمر ابن الخطاب :" ما أصابتني مصيبة إلا حمدت الله على أربعة أشياء :
أنها لم تكن في ديني .
أنها لم تكن أكبر منها .
أن الله رزقني عليها الصبر فيعطيني بالصبر الجنة .
أنني تذكرت مصيبتي في فقد النبي صلى الله عليه وسلم ".
ويقول : " والله لا أبالي على أي شيء من الدنيا أصبحت ..بمال أو بغير مال . بخير أو بشر – برخاء أو بفقر. ما دمت مسلماً " .
في حديث لأبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك ربنا وسَعْدَيْكَ، والخير في يديك.
فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب؟!! وقد أعطيتنا ما لم تُعْطِ أحدًا من خلقك
فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب! وأي شيء أفضل من ذلك قال: أُحِلَّ عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا .
وهذا أعظم درجات الرضا يوم القيامة
يا رب كنت أدعوك فيما أحب ، فأوقعت ما لا أُحب
أترك هوايا لما تحب ، وأرضى بما تحب
اللهم ارضني وارض عني
اللهم آمين
:حملمه: :oymhynk: