:السلام:
:حملمه: الاستغفار
الاستغفار هو طلب المغفرة , والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها .
أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته .
وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن , فتارة يؤمر به كقوله تعالى : (واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) وتارة يمدح أهله كقوله تعالى : (والمستغفرين بالأسحار) وتارة يذكر الله عز وجل أنه يغفر لمن استغفره كقوله تعالى : (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما)وكثيرا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح , وحكم الاستغفار كحكم الدعاء , إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لا سيما إذا خرج من قلب منكسر بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات , وأفضل الاستغفار أن يبدأ بالثناء على ربه ثم يثني بالاعتراف بذنبه ثم يسأل ربه بعد ذلك المغفرة كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : (سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني , وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) وقوله : (أبوء لك بنعمتك علي) أي أعترف لك و (أبوء بذنبي) أي أعترف وأقر بذنبي , ومن أفضل الاسغفار أن يقول العبد : (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قاله : (غفر له وإن كان فر من الزحف) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول : رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) وفي الحديث القدسي قال تعالى : (يابن آدم , إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي , يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك , يابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)
وقد تضمن هذا الحديث ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة :
1- الدعاء مع الرجاء فإن الدعاء مأمور به موعود عليه بالإجابة ومن أعظم شرائطه حضور القلب ورجاء الإجابة من الله .
2- الاستغفار , فلو عظمت الذنوب وبلغت من الكثرة عنان السماء وهو السحاب ثم استغفر العبد ربه فإن الله يغفرها له .
3- التوحيد وهو السبب الأعظم ومن فقده حرم المغفرة ومن أتى به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة .
ومن الآثار التي وردت في فضل الإستغفار :
قول عائشة رضي الله عنها : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا .
وقال علي رضي الله عنه : ما ألهم الله سبحانه عبدا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه .
اللهم ألهمنا الاستغفار واجعلنا من المستغفرين بالأسحار .