سلسلة قمة ألخطر ألرهيب (2)
نهج ألمؤمنين ونهج أتباع الشياطين
فداحة ألخسران مصيبة عظيمه والواجب على ألسالك فى طريق الله أن يراقب نفسه وأن يصحح مسار عقيدته ، فعقيدة المؤمن هي عقيدة ألتوحيد ، ولن يقبل ألله عملا إلا عمل من إتبعها وحافظ عليها وسار على نهجها ، وشراك ألشيطان متعددة ومهلكة وحالقة للدين ، وقد جند ألشيطان جنوده من ألإنس والجن فعلت حناجرهم بالنعيق والدعوة إلى ألشرك ألخفي وألذى حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عبد ألملك بن أبى سليمان ألعرزمى عن رجل من بنى كاهل عن أبى موسى مرفوعاً(ياأيها ألناس إتقوا هذا ألشرك فإنه أخفى من دبيب ألنمل فقال له من شاء الله أن يقول:فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب ألنمل قال :فقولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لانعلمه )رواه أحمد ، وأحاطت بالمسلمين ألفتن من كل جانب وصارت دعوة ألمضلين تقتحم علينا خدورنا وقد نجحت في تضليل كثير من الذين قد خلعوا رداء التقوى وألتمسك بالقيم الأخلاقية وشرعية الحياء من الله ولبسوا رداء ألرياء وألتباهى وهم لايعلمون أن الرياء نوع من أنواع الشرك الخفي بالله سبحانه وتعالى وممااخرجه مسلم والبيهقى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( أخوف ما أخاف عليكم ألشرك ألأصغر قالوا وما ألشرك ألأصغر يارسول الله ؟قال : الرياء ،وأحب أن أوضح كلمة كان يرددها العرب لاستيعاب معناها الحقيقي وهى ألفرق بين (ألكفر وألكافر ) فالكفر لغه معناها ألتستر وألتغطيه وألعرب تسمى ألليل ( كافراً) لأنه يستر ألأشياء ويخفيها وتسمى ألفلاح كافراً لأنه يغطى ألحب فى ألتراب وألإنسان كافرا لأنه يستر إنكاره لبعض علوم الدين أوكلها ويظهر ألأيمان وألمصداقية ، ومن هذا ألمعنى قوله تعالى (اْعْلَمُواْ أَنَّمَا اْلْحَياةُ اْلْدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فى اْلأَمْوَالِ وَاْلأَوْلادِ كَمَثِل غَيْثٍ أعْجَبَ اْلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرَّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفى اْلْأخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ الله وَرِضْوَانٌ وَمَااْلحيَاةُ الدُنْيَآ إلا مَتَاعُ اْلْغُرور)ايه20من سورة الحديد ،لاحظ هنا في هذه الايه المقصود من كلمة الكفار أن معناها (ألزُرَّاع)وحتى نعلم مدى خطورة هذه القضية فقد أرسل ألله جبريل عليه ألسلام ظاهرا وليس متخفياً فرآه كل ألصحابه ليعَّلم ألناس كيف يكون ألإسلام والإيمان والإحسان وألإعتراف بالأمور ألغيبيه (عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال:بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض ألثياب شديد سواد ألشعر لايرى عليه أثر السفر ولايعرفه منا أحد حتى جلس إلى ألنبي فأسند ركبته إلى ركبته ووضع كفيه على فخذيه وقال :يامحمد أخبرني عن ألإسلام؟-فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ألإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى ألزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن إستطعت إليه سبيلا قال :صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن ألإيمان؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وأليوم ألآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال :صدقت قال فأخبرني عن ألإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) الحديث الثاني من الأربعين ألنوويه ،فبالله عليك ياأخى لوتدبرنا أمر هذا الحديث الصحيح وقدوم جبريل عليه السلام ظاهرا قد رآه جميع الجالسين من ألصحابه فماذا تستنتج؟ إلا أنه قد جاء ليبين أمر خطير يريد أن يبينه الله للناس فإن إستنتجت شيئا وكان يضاهى ما أقول فأنظر ألمفاجأة ألثانيه (عن إبن عمر رضي الله عنه قال:كنا جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أقبح ألناس وجها وأقبحهم ثياباً وأنتن ألناس ريحاً،جَلِقُ جاف يتخطى ألناس ،حتى جلس بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال من خلقك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم –الله فقال من خلق السماء ؟فقال الله قال :من خلق ألأرض؟ قال :الله قال:من خلق الله ؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :سبحان الله وأمسك بجبهته وطأطأ رأسه وقام الرجل وذهب ،فرفع رسول الله صل الله عليه وسلم فقال :علىَّ بالرجل ؟فطلبناه فكأن لم يكن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:هذا إبليس جاء يشككم فى دينكم)رواه البيهقى في ألدلائل وقال ألمحقق إسناده صحيح ،إن ألكفر شرعاً هو رد ألحق بعد معرفته أو إستنكار شيئاً من علوم القرآن ومعنى هذا أن ألذى يرد ألحق جهلا وهذا ترا ه فى بسطاء الناس والذين لم يكن لهم نصيب من العلم أو ألمعرفة ظاناً أنه من ألإسلام وأنه فعل مالا يضاد ألإيمان فليس بكافر حتى تقوم ألحجة عليه ويعلم ألحق فيرده على ألنحو ألمبين سابقاً فى تعريف ألإيمان ومستلزماته ونواقضه وكذلك لن يكون كافراً من يشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول ألله ثم يفعل مناقضاً للإيمان جاهلا به غير عالم أنه مخرج له من ألإيمان فإن علم ورد وكابر وجحد فقد كفر وهذا تجده فى أوساط ألمثقفين وألعلماء ألدنيويين الذين يشترون بعهد الله ثمناً قليلا ويبيعون ألآخرة بعرض واحد من عروض ألدنيا وهؤلاء كثيرون جدا ،وقد فعل بعض الصحابة شيئاً من هذه ألمناقضات للإيمان عن جهل بحكمها فأنكر عليهم ألرسول صلى الله عليه وسلم إنكاراً شديداً ولم يخرجهم من ألإيمان ،فعن المقداد بن ألأسود رضى الله عنه أنه قال :قلت يارسول الله إن لقيت رجلا من ألكفار فقاتلنى فضرب إحدى يدى بالسيف فقطعها ثم لاذ منى بشجرة فقال :أسلمت لله أفأقتله يارسول الله بعد أن قالها ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لاتقتله قال فقلت يارسول الله إنه قطع إحدى يدى ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لاتقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته ألتي قال )رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد والمعنى فى ذلك أنك بذلك تقتل مؤمنا وتصبح كافراً ولهذا لما قتل أسامه بن زيد رجلا قال لا إله إلا الله فى غزوة من الغزوات عنَّفَه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعنيفاً شديدا وظل يردد عليه قوله:قال لا إله إلا الله وقتلته ؟ حتى أن أسامه ليقول تمنيت انى أسلمت يومئذ أى لم أكن أسلمت قبل )رواه البخاري ومسلم والسبب فى ذلك أن أسامه كان جاهلا بهذا ألحكم والقاعدة ألشرعيه ألمعروفة هى أن ألمؤاخذة لاتكون إلا بعد العلم،فهكذا أخي روعة ألحكم فى ألإسلام وويل للمثقفين الذين يقرؤون ويتجالسون فى حلقات ألعلم بغية الشهرة والمجد يعلوهم الكبرياء وإستصغار مقامات الناس وهم يعلمون وفى ألحلقه القادمة سوف أذكر بعضاً من نواقض الإيمان لنتجنب خطر الوقوع في نقيضة من نواقضه
ولكنى أقدم بين أيديكم أمانة أن ألحاضر يبلغ الغائب
ألا هل بلغت؟أللهم فأشهد
ساديكو