لكى تصفى القلوب ***

الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله فإنه لا يدرى متى يفجأه أمر ربه ، ولا يدرى متى يستدعى
أنى أرى خلقاً كثيراً غرهم الشباب ، ونسوا العدة للقاء الله والأهم طول الأمل وربما قال العالم لنفسه : أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً ، فيتساهل فى الزلل بحجة الراحة ، ويؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ، ولا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، ومن كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع . وينسى أن الموت قد يبغت فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه ، فإن بغته الموت رؤى مستعداً ، وإن نال الأمل ازداد خيراً .
- ولا بد أن تعلموا أن تقوى الله هى التى تجعل المؤمن فى معية ربه طوال الوقت ، ومن يرد المؤمن بسوء فإن جنود الله تحمى المؤمن ويقول الحق تبارك وتعالى ( وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [سورة: آل عمران - الأية: 122] .
- وانظر إلى أن الإنسان المسافر إلى الله تعالى يغتنم اللحظات والثوانى فى طاعة الله تعالى وهو يستجيب لرسول الله " صلى الله عليه وسلم "وهو يقول : " تغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ".
- وما دام الإنسان مسافراً فهو يجهز حقيبة سفره منتظراً ساعة الإقلاع ، لإجل هذا فإنه يفرح بلحظات حضور قلبه ويقبل على الله بكليته ويحسن الظن بلقاء ربه ، عن أبى ذر " رضى الله عنه " قال : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " من أحسن فيما بقى غفر له ما مضى ، ومن أساء فيما بقى أخذ بما مضى وما بقى" .
- وعندما تطول رحلة الإنسان فى هذه الحياة ويختمها بعمل صالح فنعم الختام هو ، عن جابر " رضى الله عنه " قال : سمعت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يقول : من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة .
- فلا بد من حضور القلب ونقاء النفس وحسن الاستعداد للقاء الله عز وجل