هذا هو قرآننا العظيم (1)
نظراً لحاجة المسلم ألشديدة لمعرفة كل شيء عن ألقرآن ودحض الأكاذيب
ألتي تدور حول تحريفه أو الشك في طريقة جمعه أو الزيادة أو ألنقصان في
عدد حروفه أو كلماته وإثبات حفظ الله لهذا الكتاب من كل هذه الأباطيل
قررت أن أكتب هذه السلسلة ألفقهية الرشيدة حتى يعلم الذين ظلموا أن جنود
الله في كل شبر على هذه الأرض تخوض معارك الحق بالبرهان والحكمة
والموعظة الحسنة فهذا الكتاب ميزان وبرهان وحجة لك أو عليك ،وهو
كلام الله حقا وآخر كتب الله التى أنزلت على آخر الأنبياء ورسل السماء،
وقد تحدى الله به المكذبون فقال تعالى (وَإن كُنتُمْ فىِ رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى
عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِثْلِهِ وَاْدْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِن دُونِ اللهِ إن كُنْتُم صَادِقِينَ *
فإن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَأتَّقُواْ اْلْنَّارَ اْلْتِى وَقُودُهَا اْلْنَّاسُ وَاْلْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ
للكَافِرِيِن)ايه 23-24 من سورة البقرة ولكى نتعلم من دروس الذين
اجتهدوا في جمع هذا الكتاب فى مصحف من بعد وفاة الرسول صلَّ
الله ُعليه وسلم والذين قاموا بتنوينه كما نرى فقد صانوه عن زيف أللكنات
التي قد أوجدها المستعمرون وأعداء الإسلام وفرقوا أساس لكنة اللغة
العربية الصحيحة وألتى هى ولابد ألجامع الأساسي لأبناء اللغة ألعربية
الصحيحة ،وكلنا يعلم مدى ماوصلت إليه اللغة العامية لكل شعب عربي
فلكنة أبناء السودان مثلا غير لكنة أبناء الشام وهكذا كل بلد شقيق قد إستطاع
أعداء اللغة العربية وألتى هى أساس جميع اللغات في جميع أرجاء العالم
كما سأبين هذا في حلقات هذه السلسلة وسأبين لماذا أختار الله اللغة العربية
بالذات لتكون منهجا وعلما ولغة ودينا حتى نعلم كيف قاسى علماء السلف
ليخرجوا لنا المصحف الشريف على ماهو عليه وحتى يكون القارئ
للمصحف بلكنة عربية صحيحة وهذا مايدل على أن الله يحمى كتابه كما
وعد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ،من الزيغ ومن أهواء المكذبين
والكافرين والمنافقين وسوف نبدأ بالبحث فنقول
بدء ألوحي
وقد أخرج البخاري فى صحيحة فى باب (بدء الوحي) مايشير إلى هذا،
وإلى كيفية نزول القرآن ، حيث روى فى مسنده عن عائشة أم المؤمنين
رضي الله عنها أنها قالت
((أول مابدىء به رسول الله صلَّ الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا
الصالحة فى النوم، فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب
إليه ألخلاء وكان يخلو(بغار حراء)فيتحنث فيه(أي يتعبد فيه)الليالي ذوات
العدد، قبل أن ينزغ إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزَّود
لمثلها حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء، فجاءه الملك(المراد به جبريل
عليه السلام )فقال :اقرأ،فقال:ما أنا بقارئ، قال:فأخذني فغطنى حتى بلغ بى
الجهد ثم أرسلني، فقال:اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطنى الثالثة ثم
أرسلني فقال (اْقْرَأْ بِأْسْمِ رَبِّكَ اْلذى خَلَق *خَلَقَ اْلإنسَان مِنْ علق) آية 1-2
من سورة العلق الآيات فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده وهذا الحديث يثبت
أن الله سبحانه وتعالى قد وضع الرسول في مرحلة إعداد قد سبقت نزول
الوحى ومنها أيضا حادثة شق الصدر للرسول وهو صغير لإستخراج
عوالق حب الدنيا والغل والحسد وكذلك لتهيئة الرسول لتحمل مشاق الدعوة
للإسلام
جمع القرآن جُمِع القرآن في عهدين أولا عهد النبوّة ، وعهد الخلفاء
الراشدين وقد كان لكل جمع خصائصه ومزاياه،وكلمة (جمع ) تطلق أحيانا
ويراد بها الحفظ والاستظهار في صدور الرجال ن وتطلق تارة ويراد منها
الكتابة والتسجيل في الصحف والأوراق وقد كان الجمع فى عصر النبوة
الأمران معا: أولا: الجمع فى الصدور، عن طريق الحفظ والاستظهار
ثانيا:الجمع فى السطور، عن طريق الكتابة والنقش
وقد كانت همة الرسول والصحابة منصرفة إلى حفظه واستظهاره ليحفظه
كما أنزل ثم يقرأه على الناس على مهل ليحفظوه وقد كانت الأمة العربية
وقتئذ تتمتع بخصائص العروبة الكاملة والتي تتمتع بقوة الذاكرة وسرعة
الحفظ وسيلان الأذهان وكان العربي يحفظ مئات الآلاف من الأشعار
ويعرف الأحساب والأنساب فيستظهرها عن ظهر قلب ويعرف التواريخ
فلما جاءهم القرآن الكريم بهرهم بقوة بيانه ، وروعة احكامهن وجلال
سلطانه فأخذ عليهم مشاعرهم واستحوذ على قلوبهم وعقولهم حتى صرف
هممهم الى الكتاب المجيد فيمموا وجوههم نحوه يحفظونه ويستظهرون آياته
وسوره وتركو الشعر لانهم وجدوا فى القرآن روح الحياة!!!
أما ألنبى صلَّ الله عليه وسلم فقد بلغ من حرصه الشديد على حفظ القرآن أن
يحيى الليل بتلاوة آيات القرآن فى الصلاة، عبادة وتلاوة وتدبر لمعانيه، حتى
تفطرت قدماه الشريفتان من كثرة القيام إمتثالا لأمر الله
وأما الصحابة فقد كانوا يتسابقون على حفظه ويبذلون قصارى جهدهم
لاستظهاره وحفظه
جمع القرآن في السطور
وقد كان لرسول الله صلّ َالله عليه وسلم كتاب للوحي وكلما نزل شيء من
القرآن أمرهم بكتابته، مبالغة في تسجيله وتقييده، وزيادة في التوثق والضبط
والاحتياط الشديد فى كتاب الله عز وجلن حتى تظاهر الكتابة الحفظ ويعاضد
التسجيل المسطور، ما أودعه الله في الصدور ن وكان هؤلاء الكتاب من
خيرة الصحابة اختارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المجيدين
المتقنين ، ليتولوا هذه المهمة العظيمة وقد اشتهر منهم زيد بن ثابت وابى بن
كعب ومعاذ بن جبل ومعاوية بن أبى سفيان والخلفاء الراشدون وغيرهم من
الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وقد كان لبعض الصحابة مصاحف
خاصة قد كتب فيه كلا منهم ماسمعه أو حفظه من رسول الله صلَّ الله عليه
وسلم كمصحف ابن مسعود ومصحف على ومصحف عائشة وغيرهم
طريقة الكتابة أما عن طريقة الكتابة فقد كانوا يكتبون القرآن على العسب
(أي على جريد النخل) واللخاف (وهى الحجارة الرقيقة) والرقاع (أي
رقعة من رقاع الجلد او ورق وغيرها من أدوات الكتابة ولعل فى هذا العمل
جهادا شاقا فى سبيل تثبيت كلام الله وحفظه من التحريف او الضياع وقد
تعهد الله بحفظه وإلى لقاء في المشاركة التالية حتى نبين للناس كيف وطل
المصحف لأيدينا بهذا الشكل الرائع الذي يجمع الناس جميعا على لكنة واحدة
بلغة عربية صحيحة بحيث ترى قارئ القرآن من اقاصى الأرض إلى أدناها
يقرؤون القرآن بلكنة عربية صحيحة وتنوين صحيح لقراءة صحيحة لنواجه
الذين يبتغون لقارئ القران عوجا
ساديكو