أسينات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 610 نقاط : 753 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمل/الترفيه : مهندسة كهرباء
| موضوع: غاب الضمير.. ضاع العدل .. وضاعت القيم الإنسانية .. وانقلبت المعايير ..!! الجمعة نوفمبر 13, 2009 5:11 pm | |
| بالأمس كان أجدادنا وآباؤنا يفتخرون بأحاديثهم عن الماضي ويسردون علينا القصص والأمثال التي تتميز بالمحبة والصدق والإخلاص والحفظ والغيرة على الجار من أي مكروه إضافة إلى الأمانة المتبادلة بين بعضهم البعض دون كتابة ورقة ومستند وشهود ؛ كان الجار عندما يطلب من جاره مساعدة أو مبلغاً معيناً يأخذه إلى مكان بعيد عن الناس ويعطيه دون علم أحد حفظاً على سمعته وعدم إحراجه، وكان الرجل الكبير في السن والمقام قدوة واحتراماً للجميع والكل يصغي لحديثه بكل احترام وتقدير وينفذون أوامره دون تردد لأنها صادقة وعادلة إضافة لحل المشكلات في لحظتها دون اللجوء إلى المحاكم ومخافر الشرطة..حقاً لقد مضت تلك الأيام وذهبت مع رياح الزمان تاركة الذكرى لأجيالنا الحالية يتحدثون بها فقط دون أن يتقيدوا بها. لقد تغيرت الحياة والزمان وأصبح الأخ والأخت والابن والأب على غير وفاق مع بعضهم البعض والجار يحسد جاره والصديق يبحث عن مطب لصديقه ولعنة الزمان حلت علينا وأصبح الكره والحسد والحقد والفرقة تحلّ مكان المحبة والصدق والوفاء والأمانة. وأبواب المحاكم مشرعة والسجون ممتلئة وأقسام الشرطة على مدار24 ساعة ترحب بالظالم و المظلوم. بالله عليكم إلى أين ذاهبون...؟ كان يقال لكل بيت مدبّر وهذا المدبر كان يمثل أعمدة البيت التي تقويه وتمنعه من التصدع والانهيار وكان يقال من ليس له كبير فليشتري كبير أي الرجل الكبير هو الواعي المدرك الذي يقدر الأصح من الخطأ ويوجه دفة السفينة بحكمة وقليل من الخطأ وكان الجميع في الأسرة يسترشدون برأيه ويسمعون كلمته ويعملون بتوجيهه لأن المسن في الأسرة وطبعا" ليس من بلغ من العمر عتيا وأصبح لا يدرك ما يقول أو يتصرف هو المقصود بالمسنّ بل الحكيم الواعي الذي له تجربة كبيرة في الحياة ولن أقول المثل القائل ( أكبر منك يوم أفهم منك دوم ) فهذا القول ربما يظلم الكثيرين فيوجد من الأبناء من يتميز برجاحة العقل وحسن التدبير وكان المجتمع يسير على هذا المنوال حيث يتميز به بعض الوجهاء الذين يتم استشارتهم في الأمور . المعقدة حيث كان معظم رجال القرية أو الحي يجتمعون عند المختار في المنزول وهو مكان واسع مخصص للضيافة ويساهم الوجهاء بحل الخلافات التي تنشب بين الأهل والأبناء وأبناء القرية أو الحي والكبير دائما" يتميز برأيه السديد وحكمته المأثورة وينالون الثقة والاحترام وكم نسمع من الحديث المداول عن هذه الأمور والأحداث التي مرت واليوم نسمع عن التعاون والمحبة التي كانت سائدة من خلال المسلسلات التلفزيونية مثل باب الحارة أو ليالي الصالحية أو أهل الراية وغير ذلك وهذا ما كان سائدا" بالأمس وسببه يعود لمحبة الناس لبعضهم البعض وبعدهم عن الغش والخداع والجشع أي كانوا يهابون محاسبة الله لهم وكانت الميزة التي تجمعهم هي البساطة والطيبة وكانت الموارد محدودة وكذلك وسائل العيش أيضا" والثقافة والوعي البسيط يتساوى غالبية أبناء المجتمع به ومن يتميز بنبوغ وذكاء معين وسعة أفق هو الذي كان يظهر في المجتمع وعلى صعيد الأسرة كانت الطاعة العمياء للوالد وللأخ الأكبر في حال غياب الوالد لأي سبب كان من البيت فهو الآمر والناهي في كل الأمور بينما اليوم في عصر المادة والتقدم العلمي والتكنولوجي تعددت مصادر الرزق وتوسعت آفاق المعرفة وسبل الوعي وأصبح الابن لا يأخذ برأي والده عندما يصبح في سن البلوغ وخاصة إذا كان منتجا" وفعلا" أصبح هناك تفاوت فكري وربما الابن أصبح أكثر وعيا" من والده بسبب العلم أو الإطلاع على العلوم أو الثقافات الأخرى وغير ذلك من الأسباب فلم يعد رأي الأهل مسلما" به ويؤخذ على علاته ويعتبره الابن صحيحا" وأصبحت الحاجة للمادة ليمتلك البيت والسيارة والحاجات المنزلية والرفاهية وأصبح يتطلع على ما يملكه الغير ويحاول أن يصبح أغنى منه وهذه الحالة جعلته غير متسامحا" مع أخيه في الأسرة الواحدة بل يحاول أن يأخذ أكثر من حقه فقلّت العاطفة تجاه أخيه وتجاه الغير ولم يعد ضميره يعذبه في حال ظلم أو تسبب بظلم الآخرين ليستفيد هو أي أصبحت الغاية تبرر الوسيلة وسادت المصالح الخاصة على المصالح العامة وأصبح معظم الناس لا يعطون شيئا" لوجه الله كما كان يقال وأصبحت المصالح المتبادلة مقرونة" بالعقود والمواثيق أي انعدمت الثقة بين البشر فإذا احتجت مبلغا" من المال لفترة معينة أو لظرف ما وطلبته من أحد معرفك أو أصدقائك تقول بينك وبين نفسك يا حبذا لو أخذته من المرابي بفائدة كبيرة ولم آخذه من أخي أو صديقي لما يسمعه من الكلام ، الغير مألوف سابقا" وتتألم لأنك تعرف الحقيقة وتوفر المال لديه ولكن العاطفة الإنسانية رحلت وحلتّ محلها الأنانية وحب الذات وحب التملك وكم من الدعاوى أصبحت تقام بين الأخوة وغير الأخوة بسبب النزاعات على الميراث والمعاملات التجارية وغيرها وضياع الضمير عند الكثيرين من الناس أصبح تحليلهم أكل الحرام مألوفا" وساد الفساد في المجتمع وانتشرت الرشاوى بين بعض الموظفين والمواطنين والمراجعين وفسد بعض القضاء وأصبح من يسرق الدولة والمجتمع والشعب ذنبه مغفور وسيحاكم حسب ما يدفع وقيمته الاجتماعية بمقدار ما يملك وطبعا" أصبح الكثيرين بهذه الصفات السيئة ولا يصح التعميم على كل الموظفين أو الناس فما زال يوجد أيضا" الكثيرون مما يحكّمون ضمائرهم ويعملون بصدق ولو كانوا يتعرضون لضغوط معينة وفي حال غياب الضمير وضياع العدل ضاعت القيم الإنسانية وانقلبت المعايير . سيدي القارئ سوف أقص عليك هذه القصة لكنها ليست من صنع الخيال بل حقيقة حدثت منذ فترة قصيرة . أسرة مؤلفة من أب وأم وثمانية أبناء والجميع متأهل، منهم من يعيش داخل القطر ومنهم خارجه. الأب يملك منزلاً كبيراً في ضواحي دمشق ويسكن معه أحد أبنائه مع زوجته وأولاده . علماً بأن هذا الابن يملك عدة بيوت في مدينة دمشق وريفها وقد لجأ لتأجير هذه البيوت التي يملكها مستفيدا منها ببقائه مع عائلته في منزل الأب.. توفيت الأم قبل سبع سنوات إثر حادث مروري وبقي الأب في منزله مع ابنه وزوجته وبعد عدة سنوات عجز الأب بسبب مرضه وكبر سنه الذي تجاوز الثمانين عاما وكان أولاده المقيمون في مدينة دمشق يترددون عليه باستمرار وشبه يومي، ثم اتفق الأبناء على أن يأتوا له بسيدة تعينه بالمأكل والمشرب والملبس مقابل راتب شهري بحدود عشرين ألف ليرة سورية. لكن للأسف لم تعمل أكثر من شهرين بسبب المضايقات التي حصلت عليها من زوجة ابنه المقيم معه. بعد ذلك تم الاتفاق مع زوجة ابنه بأن تقوم العمل نفسه لخدمته مقابل أن تحصل على المبلغ المذكور وهكذا دام مرض وعجز الأب حتى توفي منذ شهرين تقريبا. والمفاجأة التي حصلت بعد وفاة الأب للأبناء حصولهم على قيد عقاري بأن الأب باع زوجة ابنه المقيمة معه المنزل بمبلغ سبعة آلاف ليرة سورية وحسب العقد المرفق بالسجل العقاري يقول بأنه امتنع المالك أي الأب عن التسجيل والفراغ لها مما ساعدها على رفع دعوى على عمها والد زوجها بمساعدة ابنته المحامية التي كانت تمتلك وكالة عامة عن أبيها وبموجب الوكالة تم تسجيل الملكية في السجل العقاري علما أن الأب كان على فراش الموت وفاقد الصحة والوعي وبقيت هذه المبايعة سرا حتى بعد وفاته ومن دون علم باقي الورثة.. وتقدر القيمة الحقيقية لهذا المنزل بما لا يقل عن خمسة ملايين ليرة سورية.
ومن هنا نطرح السؤال كيف يرضى أخ أن يمتلك هو وزوجته منزل والده ويحرم باقي إخوته من دون وجه حق من ورثة والدهم كذلك كيف تتآمر أخت محامية مع زوجة أخيها وتستخدم وكالة عامة عن أبيها المريض والعاجز بالبيع والفراغ دون علم باقي إخوتها الورثة. بالله عليكم لا تعتبوا علي عندما قلت بأن زمان الأخلاق وصدق المحبة قد ولّى وذهب ولا تستغربوا عندما أقول لكم بأن الطمع والجشع يحول الأخوة إلى أعداء في هذه الأيام ..!! وانقلبت معايير الأخلاق في هذا الزمان الحالي ، وأرجو السماح منكم جميعاً . منقول | |
|
راجينى مشرف منتدى مهارات الاتصال وتطوير الذات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1763 نقاط : 2061 تاريخ التسجيل : 11/09/2009
| موضوع: رد: غاب الضمير.. ضاع العدل .. وضاعت القيم الإنسانية .. وانقلبت المعايير ..!! الجمعة نوفمبر 13, 2009 5:36 pm | |
| | |
|
ريماس خالد عضو فعال
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1027 نقاط : 1277 تاريخ التسجيل : 23/11/2009
| |