الحياء والفرق بينه وبين الخجل
بعد موضوعي السابق فى تعريف الخجل الشديد فى علم النفس , وأسبابه
وأعرضه ووسائل علاجه ونصائح علاجه المقدمة من احد خبراء علم النفس
زيمبارد دو وتوصلنا الى أن الخجل الشديد من واقع التجارب ونتائج الاصابه به
أن الخجل الشديد مرفوض ومذموم وانتهينا الى أن الحياء مقبول ومحمود. وهنا إن
شاء الله سنتحدث عن الحياء لتوضيح الفرق الشامل بينه وبين الخجل.
تعريف الحياء
هو التمسك بالفضيله وتعاليم الدين من القرآن والسنه.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من
الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك
، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما
حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك
استحيا من الله حق الحياء" (رواه الترمذي).
قال المناوي: قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وحسنه الألباني. ا.هـ والله أعلم
وكثيراً من الأحاديث النبويه تحثنا على الحياء وأهميته ومنها :-- 681عن ابن
عمر رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ
أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”دعه فإن الحياء من
الإيمان” ((متفق عليه)) .
682- وعن عمران بن حصين، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: “ الحياء لا يأتى إلا بخير” ((متفق عليه)) .
وفي رواية لمسلم” "الحياء خير كله”أو قال: “الحياء كله خير".
683-وعن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله،
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان” ((متفق عليه)) .
684- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئياً يكرهه عرفناه في
وجهه. ((متفق عليه)) .
الحياء مفتاح محبة اللَّه -تعالى-: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّه تعالى إذا أنعم على عبد يحب أن يرى أثر النعمة عليه ويكره البؤس
والتباؤس ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف المتعفف)[صحيح الجامع للألباني
1711]
وقال الله تعالى بسورة الأحزاب عن الحياء وتوضيحه الايه 53يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ
إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ
كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا
رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا
وكثيراً من الأحاديث النبوية الشريفه والآيات القرانيه توضح أن الحياء حق
واجب تنفيذه
وقال الحكماء إذا ذهب الحياء نزل البلاء
وقال الحكماء أيضا احيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه )
وقال القرطبي عن الحياءالحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان غير أن كن كان فيه غريزة
الحياء فإنها تعينه على المكتسب وقد يتطبع بالمكتسب حتى يصير غريزياً… وهذا
قول صحيح ومعلوم بالتجربة في مجال التربية فإن المتربي قد يكون في بدايته لا
يملك حياء غريزياً أو أن عنده حياءاً غريزياً ناقصاً ثم ينشأ في جو ينمي بواعث
الحياء في قلبة ويدله على خصال الحياء فإن هذا المتربى سيكتسب الحياء شيئاً
فشيئاً ويقوى الحياء فى قلبه بالتوجيه والتربيه حتى يصبح الحياء خلقاً ملازماً له،
نتائج الحياء للفرد والمجتمع:-
تطمئن إليه النفس ولا تنزعج منه وتتوافق معه من داخلها .
عواقب الحيـــاء : لا يترتب عليه تفويت مصالح او ضياع حقوق والاستسلام
والخضوع للآخرين بذله .
أمثله على الحياء : الحياء من الناس عند انكشاف العورات والحياء من الضيف
والمبادرة بإكرامه وحياء
الفتاة البكر عندما تسأل عن رغبتها في الزواج.
اللهم ارزقني ومن ذريتي الحياء ويكون شاهدا لنا لا شاهدا علينا
وأني اسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وأن يجعل التفرق من بعده
تفرق معصوما وأن لا يجعل بيـننا ولا منا ولا حولنا شقيا ولا محروما ،
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
ربنا آتـنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
مع تحيات أخيكم ابوشادى
26/1/2011