استحضر القوة من داخلك
عوامل القوة
أنت تملك القوة بداخلك
في هذه الرحلة سوف تعود إلى ذلك الطفل
الذي بداخلك لتتكلم معه وبلطف ..
وتستمر المقاومة ، فلا بد إذن من أسلوب آخر :
الحقيقة لم تستمر سعادتي مع تلك الإيحاءات الجميلة
التي كنت أوحيها لنفسي صباحا ومساء ،
من قبيل أنا سعيد وأنا قوي و إلخ .
حتى بعد أن حققت نجاحات كبيرة
وتمكنت من أن أنال ثقافة سيكولوجية عالية
وصارت لدي قدرات طيبة في السيطرة على عقلي .
وجدتني مجددا أسقط في ذات الفخ الذي كنت فيه سابقا ،
فخ السلبية والتردد والإضطراب الداخلي واليأس والهزيمة …. !
يا إلهي ماذا أفعل ؟
لا أريد أن أعود إلى ذات الحال من الفشل والتعثر
الذي كنت عليه … لا أريد … يجب أن أنتصر … !
ذهبت إلى بعض الأصدقاء من السيكولوجيين
الذين كان لهم الفضل في إيقاظ عناصر القوة في داخلي ،
هتفت بهم … إنني أنكسر … أعود إلى ذات القفص الكريه
الذي كنت فيه قبل بضع سنوات . أجابني أحدهم بكل ثقة ،
” هل سامحت أبويك ونفسك وهذا الطفل الذي في داخلكِ ؟ ”
– ماذا ؟ هذا الطفل الذي في داخلي ؟ – نعم …
”
سالم ” الصغير الذي كنيته يوما
والذي لا زال يعيش فيكِ بلا شك وهو يشعر
أنك لم توليه أي اهتمام وانشغلت عنه بإيحاءات القوة والثقة
… ثم أبويك … هل سامحتهم عن هذا الذي فعلوه معك ؟ …
أنا متأكد أنك لم تفعل ذلك لحد الآن بشكل متقن …
صحيح أنك عالجت أنماط تفكيرك السلبي وتخلصت منها ،
لكنك لم تتخلص من جذورها الكامنة في الماضي ….
عليك أن تعود إلى الماضي وتنظر له بعين رحيمة
وتسامح كل هؤلاء الذين أساءوا لك
وتغفر لهم أخطائهم وتتفهم إشكاليات حياتهم
ولماذا فعلوا كل هذا الشر أو السوء معك .
” وعدت إلى بيتي وإلى أوراقي وصوري وكتبي ،
بحثت عن جذور أسرتي وظروفهم ،
قمت مجددا بزيارة بعض من تبقى من أقاربي
وكونت صورة جديدة لم أكن أعرفها عن ظروف أبي وأمي
وتربيتهما ولماذا فعلا معي هذا الذي فعلاه
ولماذا انفصلا عن بعضهما ،
ولماذا كانت زوجة أبي قاسية معي وما هي ظروفها التربوية في الطفولة
… جمعت أقصى قدر ممكن من المعلومات
وناقشتها مع نفسي وشعرت بأني كنت مخطئا
في قسوتي على هؤلاء ، لقد كانت ظروفهم ذاتها قاسية ،
لم يكونوا أصحاء بالكامل ولم يكونوا سعداء ،
وبالتالي فمن الطبيعي أن لا يستطيعوا منحي السعادة والثقة ،
فالإنسان لا يستطيع أن يعطي ما لا يملك .
شعرت بأني يجب أن أسامحهم جميعا وأعفو عنهم
لكي أتركهم بسلام في حياتهم في عالمهم الآخر
أو في شيخوخة من لا زال حيا منهم .
وعدت إلى هذا الطفل الصغير الذي لم أنتبه له جيدا ،
”
سالم ” الصغيرالذي لا زال حيا في داخلي
وتوهمته قد كبر ونضج. وجدت أنه لا زال موجودا
ولا زال يعاني من عدم ثقتي به وعدم حبي له،
عدت إليه، جلست الساعات الطويلة لوحدي مع نفسي
وبدأت أقلب صور طفولتي القديمة ، أتلمس حاجاتي العتيقة ،
وأحدث هذا الطفل فيّ بحب واهتمام ،
وانشغلت أيام عديدة بإيحاءات جديدة
موجهة إلى
سالم الصغير ، من قبيل …
أنا أحبك يا صغيري …
أنت رائعا …
أنظر إلى أين وصلت وكيف نجحت…
أنا بدونك لا شيء يا صغيري …
ستبقى حيا فيّ وسنلعب معا وستكون سعيدا …
أنا أحترمك يا صغيري …
أنت لم ترتكب أي أخطاء كبيرة …
أنت ذكيا وجميلا ورائعا وناجحا …
أنا أحبك وأحترمك وستعيش فيّ إلى الأبد … !
صغيري تعال إلى هنا
تعال أنا أمد لك يدي .. أنظر يدي تمتد لك .. تعال أنا أحبك
تعال لنرسم أروع ألوان الحياة الجميلة .. ونسامح الكل ونبتسم لحياة ..
تعال نقف بين يدي الله ونسجد له شكرا أن وجدتك
وأحببتك وعرفتك وابتسمنا معا" للحياة ..
(و على فكرة لا أحد سيمنحك هذه الفرضة لتنجو بنفسك
لن تجد سوى اللائمين و المنتقدين و المثبطين)
وشفيت مجددا من الخوف والتردد والضعف الذي انتابني …
شفيت إلى الأبد وتعزز نجاحي . هذه التجربة الصغيرة أيها القارئ الكريم ،
استعرضتها أمامك من تجربة شخصية
لأبين لك أن الطريق ليس معبدا دائما
وأننا لا يمكن أن ننجح في استخراج القوة التي في داخلنا
بمجرد أن نؤمن بها ونثق بها ونعبد لها الطريق …
لقد عمدت إلى أن أضع أمامك الأساس العام
الذي يجب أن تنتهجه لاستخراج الدرر الدفينة في روحك ،
وعندما تأكد لي أن الطريق لم يكن سهلا معي ولا معك
عدت في هذه الرحلة لأتعمق أكثر في داخل روحي
وأظنك ستفعل ذات الأمر إذا ما وجدت
أن الإيمان بقوة الداخل وبالعقل لا يكفي لوحده
للوصول إلى منابع الثروة الداخلية .
أعود لأؤكد أنه حيث تصادفك معوقات قوية جدا
لا تجيز لك أن تغير نمط تفكيرك السلبي
فإذن هناك قوة في الداخل تعمل ضدك ،
هذه القوة هي قوة العادة أو قوة الماضي
أو ذكريات عميقة في داخلك لا تريد لك أن تنتصر
إلا بأن تنتبه لها وتعالجها بالحب والرحمة والمغفرة .
سامح نفسك ، وسامح أولئك الذين أساؤوا لك ،
عندها يمكنك أن تمتلك الشجاعة والقوة للتقدم باتجاهات جديدة
لم تكن واردة في مخيلتك سابقا .
[i]هذا هو الطفل الذي بداخل كل شخص منا ..
إقتربوا من ذلك الطفل وتسامحوا معه واجعلوه يسامح الآخرين ..
وتعالو لنغير الماضي ونغير أفكارنا حتى تتغير الحياة من هذا التمرين الرائع .
[u]تمرين : غير تفكيرك … تتغير حياتك
أنت تملك القدرة و القوة على تغيير طريقة تفكيرك،
إذا كنت غير راضي أو غير مستمتع بما تعيشه الآن ! …
غير أفكارك
إذا أردت أن تحول فكرة قديمة …
جهّز الفكرة الجديدة الرائعة لكي تبدل القديمة
اليوم استعرض الأفكار القديمة و أبدلها بأفكار جديدة رائعة ..
تمرين التخيل :
أتخيل نفسي أمضي في يومي و أعيشه،
و ألاحظ أغلب الأفكار التي تمر بي،
و أشعر أنه من السهولة علي أن أبدل أي فكرة لا أريدها …
بفكرة بديلة رائعة أنا اخترتها، أنا متأكدا
بأن هذه الفكرة الجديدة ستغير حياتي
و تجعل حياتي رائعة و ستجعلني أعيش التجارب التي أريدها،
في خيالي أرى أنني أعيش الحياة التي أريد بالأفكار التي اخترتها،
و كل أفكاري الجديدة في طور التجلي.
أثناء الخيال أستشعر جميع المشاعر التي ستمر عليها،
و أنا أعمل التمرين كنت أبتسم طوال الوقت
مثال بسيط:
إذا كنت تريد أن تستبدل الغضب بالهدوء،
تخيل نفسك في موقف كان يغضبك
و لكن في هذه المرة تصرف بحكمة و هدوء و روية،
شاهده نفسك و أنت تذكر نفسك و تقول يجب
أن أكون هادئا اليوم، تغلب على الموقف و حاول تكرار التمرين.
(و إن لم تنجح فآعلم أن مشكلتك كبيرة جدا)