قصة تحاكي الواقع .. الصدفة عامل رئيسي في تشكل أفكارنا وتوجهاتنا

الحسن و عبد العزيز و ناصر

ثلاثة أصدقاء في مقتبل العمر قرروا أن يزوروا معرض الكتاب الذي يقام سنويا في مدينتهم
تجول الفتية الثلاثة في معرض الكتاب ولأول مرة تخطر على بالهم فكرة زيارة المعرض واقتناء الكتب ..

الفتية ما يزالون في مقتبل العمر ، لم تظهر على ملامحهم بعد تأثيرات التوجهات الفكرية لا في الزي ولا في اللسان ، لا يعرفون من المذاهب إلا أسماءها ولا يعرفون من الأيدلوجيات أيا من خزعبلاتها ولا يدركون من القومية إلا شطحاتها ، ما تزال عقولهم قابلة لتشكل الأفكار خصوصا وان الشاب في بداية هذه المرحلة من العمر يُقبل على تبني الأفكار والإيديولوجيات بحماس وإذا آمن الشاب بائيتها فكرة استمات دفاعا عنها !! بل إن التوجهات تتدخل في تحديد الأصدقاء الجدد والأعداء الذين سيكونون بالطبع هم كل المخالفين لأصدقاء النهج والإيديولوجية التي آمن بها الشاب وأصبحت هي المحرك لحياته ، وأكثر من ذلك علاقاته بالناس من حوله ستحكمها وتحددها النظريات الجديدة التي آمن بها ! وكلما اقترب الناس من مشاركته الرأي اقتربوا من قلبه ، وكلما ابتعدوا كانوا في موطن ودار حرب ..

بينما كان الفتية محتارين في ماذا يقتنون من الكتب ؟
وما هي الكتب المفيدة ؟ وما هو الكتاب السحري الذي سيضيف على عقولهم معلومة واستنارة جديدة ؟
احتار الفتية في اختيار أيا من الكتب الكثيرة بعناوينها الجذابة والبراقة وفجأة جاء الحل في انقطاع التيار الكهربائي !! فخطرت فكرة على بال احدهم وقال : فليأخذ كلا منا كتاب في وسط هذا الظلام !! ولندع للحظ نصيب في تحديد الكتاب !! وافق الأصدقاء على الفكرة وهم يضحكون مسرورين بعد أن وجدوا لحيرتهم وترددهم مخرج ، أخذ كلا منهم كتاب وغادروا المعرض متلهفين للعودة إلى المنزل ليقرأ كلا منهم كتابه الذي كانت الصدفة ولا شيء غير الصدفة هي التي حددت نوع هذا الكتاب !! وبالتالي كل ما سيترتب من معرفة وفهم سيكون سببها الصدفة وفضلها للظلام !!

ذهب الفتية في خُطى متسارعة يسابقها الشوق ، متعطشين لقراءة ما اختار لهم الحظ في الظلمات
وبعد أن وصل كلا منهم إلى منزله وأنهمك في قراءة " كتابه " أخذت الأفكار تغوص في العقول وتأخذ مكانها في الفراغ المترامي وفي التجويفات الخاوية حتى تشبعت العقول بالأفكار واستسلمت العواطف وآمن القلب بان ما جاء في هذا الكتاب لهو الحق المبين والمخلص للإنسانية من شقوتها ولهو الحل لكل مشاكلنا الدنيوية والأخروية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ..
أخذ كلا منهم عهد على نفسه أن ينتمي إلى هذا الفكر الجديد الذي آمن به وأخذت علاماته تظهر على ألسنة الفتية وتصرفاتهم وملبسهم ومأكلهم واصطبغت طباعهم وأهواؤهم بصبغة هذا الفكر الذي أنتجته الصدفة !! حتى إن الناظر يحكم على توجه احدهم الفكري بمجرد أن يتحنحن !!

ثم قرر الأصدقاء أن يلتقون كعادتهم ليتبادلون الأحاديث وليعلم كلا منهم من الذي صبأ وخاب وخسر في جنح الظلام بغدر الحظ في الليل البهيم ، أقترح عبد العزيز أن يكون اللقاء في المسجد فرفض الفكرة ناصر متعللا بظلامية ورجعية الفكرة .. وأقترح ناصر أن يلتقون في كازينو العرب فقاطعه عبد العزيز بقراءة المعوذات ورفض الفكرة معللا رفضه بأن الكازينو لا يدخله إلا الكفار .. ثم أقترح الحسن أن يلتقون في مقبرة بجوارها ضريح فقاطعه ناصر بقوله أنا أكرة مقابر المجوس وليخسأ الخاسئون ..تبادل الأصدقاء الشتائم والسباب وعبارات التكفير والتبديع والتفسيق حتى أفترق الأصدقاء- الأعداء وهم يلعنون بعضهم البعض وإلى يومنا هذا لا يزالون مختلفين على مكان اللقاء ..

التساؤلات !
يا ترى كم للصدفة من دور في تشكل أفكارنا ؟
لماذا تركنا للحظ والصدفة دور في تشكيل فكرنا ؟
لماذا ألغينا وعطلنا عقولنا عن البحث واعتمدنا صدفة الظلام كي تحدد توجهاتنا ؟؟؟

مع خالص تحيتي ....
--------------------------------------------------------------------------------

التساؤلات
يا ترى كم للصدفة من دور في تشكل أفكارنا ؟
لماذا تركنا للحظ والصدفة دور في تشكيل فكرنا ؟
لماذا ألغينا وعطلنا عقولنا عن البحث واعتمدنا صدفة الظلام كي تحدد توجهاتنا ؟؟؟
منقول

كل الشكر والتقدير سلوى جعله الله فى موازين حسناتك

التساؤلات
يا ترى كم للصدفة من دور في تشكل أفكارنا ؟

لماذا تركنا للحظ والصدفة دور في تشكيل فكرنا ؟

لماذا ألغينا وعطلنا عقولنا عن البحث واعتمدنا صدفة الظلام كي تحدد توجهاتنا ؟؟؟

موضوع رائع لا أعتقد فى الصدفه كله بامر الله

بارك الله فيكى سلوى وجزاكى خيرا

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

لايوجد صدفه كله قدر مكتوب من رب العالمين

شكرا على هذا الموضوع سلوى محمود

الارض