زائر زائر
| موضوع: احتسب بالله تعالى في كل أمورك الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 10:36 am | |
| [size=21]الاحتســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــاب يمر الإنسان في حياته بتجارب عديدة , ويتعرض لوقائع كثيرة , وقائع متباينة , وحوادث متغايرة , ومعايش مختلفة , ينطلق المرء في مسيرته الحياتية فيصادف متغيرات الحياة , وتقلب الأيام , وتحولات الزمان , في بعض أيام عمره قد ينزل به البلاء , ويتعرض للشقاء , وفي بعضها قد يكون حليفاً للرخاء , سميراً للهناء , في بعض أيام عمره وساعات حياته يوفق لأنواع من الطاعة عظيمة , وفنون من البر كريمة , فالمرء في حياته يفرح ويحزن , ويضحك ويبكي , ويصح ويسقم , ويسعد ويشقى , ويغضب ويرضى , ويفتقر ويغنى , ويُعطي ويُمنع , ويكرم ويُحرم , والمسلم إضافة إلى إسلامه لربه والتزامه بدينه وإيمانه بقضائه وقدره يحب أن يتصف بصفة عظيمة وسمة حميدة في كل أطوار عمره ومتغيرات حياته , تلك الصفة هي الاحتســــــــــاب ) وهى صفة غفل عنها كثير من الناس مع أنها صفة كمــــال , وسمة جمـــــال . الاحتســاب دليـــل على اليقــــين , وإعلان للرضا , وبيان للمحبـــــــــة , وبرهان على المودة , يصفـــــــــي الأعمــــــال , ويزكي الأقوال , يضاعف الأجـــــــــــر , ويُعظم القدر , يطرد الرياء , ويدفع الحزن , ويجـــلب السرور , وينير القــــلــب , ويطمـــئن الفــــــــــؤاد , ويسـلي الخـــــاطر ويــفــتح أبواب الأمــــل :{ والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار }[ الرعد : 22] كثير من المسلمين يتعرضون لأنواع من البلاء , وتمر بهم أيام من الشقاء ,. فيتحملون ويصبرون , وذلك أمر مشكور , ولكنهم لم يعمروا أفئدتهم بجمــــــال الاحتساب , كثر من المسلمين يوفقون إلى أعمال خيرة وأفعال نيرة , وذلك أمر محمود , ولكنهم لا يضفون عليها روعة الاحتســـــــاب لدى العزيز الوهاب , كثير من المسئولين والموظفين محبون للخير , مُيسرون للأمور , محبوبون لدى الناس , وهي أمور حسنة , ولكنهم يغفلون عن احتســــــــــاب كل صغيرة وكبيرة من أعمالهم حتى يعظم أجرها , ويزكو برها . كثير من المعلمين والمربين يكـــدحون في أعمالهم , ويتعبـــون في أدائهم , ويعانون من تعليمهم , ويفوتهم أن يروحوا عن أنفسهم , ويشحذوا من عزائمهم بتذكر ثــــواب الاحتســــــــــــاب . الدعــــاة إلى الله , سواء في حال قبول دعوتهم والترحيب بتوجيههم أو حــال الــرد عليهم والرفض لكلامهم , يجــب أن يُشربوا قلوبهم رحــيق الاحتســــــــــاب , ويعمروا أنفسهم بجمــــالـــه : { يا قوم لا أسألكم عليه أجراً عن اجري إلا على الذي فطرنيِ أفلا تعقلون } [ هود 51 ] . الاحتســــــــاب ديدن المؤمنين , وسمة المتقين , وبرهان الصادقين . الاحتســــــــاب في البلاء والمصائب يكون بالصبر عليها والرضا بما قدر الباري بنفس مطمئنة , ويقين حازم . الاحتســــــاب في أعمال الطاعة ودروب الخير يكون بحسن القيــام بها على الوجه الأكمل والأسلوب الأمثل , طلباً للثواب وطمعاً في الأجر . إن المؤمن بالاحتســــــــــاب يجعل كل أوقــاته عبادة , وجميع عمره طــاعة , وشتى أفعاله قُربة , يقول أحد السلف "" إني لأحتســـب على الله نومتي كما أحتســـب قومتي "" وهذه عبارة مشرفة وكلمة جميلة وموعظة جليلة فهو حتى في حال نومه يحتســــــب هذا النوم عند الله تعالى لأنه إنما نام ليريح جسمه ويقوي بدنه على طاعة ربه والسير في دربه ؛ فلولا الراحة والنوم لما استطاع أن يقوم , فإذا قام الليل فهو محتســـــــب , وإذا نام فهو محتســـــــب , وقل مثل ذلك في الأكل والشرب والراحة والترويح , إن الأعمال لا قيمة لها من غير احتســـــــاب , فالعمل جســــم والاحتســـــــــــاب روح , يقول e "" من صام رمضان إيماناً واحتســــــاباً غُفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتســــاباً غُفر له ما تقدم من ذنبه "" ويشيرe إلى أهمية الاحتســــــــــاب وينبه على منزلته بقوله : "" إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتســــبها كانت له صدقة ""[ رواه مسلم ] ويحرصe على بث روح الاحتســــــــــاب في نفوس أصحابه في كل عمل يعملونه فيقول :"" من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتســـــــــاباً وكان معه حتى يُصلى عليها ويُفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بفيراطين كل قيراط مثل جبل أحد , ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط "" [ رواه البخاري ] . هذا هو الاحتســـــــــاب في أعمال الطاعة ودروب الخير وطرق الإحسان , أما الاحتســـــاب في حال البلاء , فيقول e: "" إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتســــــب وقال ما أمُر به بثواب دون الجنة "" [ صحيح النسائي ] . ويقصد بقوله (( ما أمر به )) أي يمتثل قوله تعالى : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } . [ البقرة 156] وأرسلت ابنة النبي e إليه أن ابناً لي قد مات فأرسل يُقرئها السلام ويقول "" إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتســـــب ""[ صحيح النسائي وهكذا يقرن e الصبر بالاحتســــــاب , فلا قيمة للصبر من غير احتســـــــــاب للأجر ؛ لأن غير المؤمن قد يصبر ويتحمل ولا يتبرم بما أصابه , ولكن المؤمن يتزيد على غيره ويختلف عن سواه باحتســــــــاب الأجر عند الله تعالى : { إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيما } [ النساء 104 ] إن المؤمن لا يصيبه من هم أو غم أو أذى حتى الشوكة يشاكها فيحتســـــــب الأجر إلا كفر الله بذلك خطاياه ورفع درجاته وضاعف حسناته وعجباً لأمر المؤمن فأمره كله له خير , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له . يقول عمر بن الخطاب t: "" أيها الناس احتســـــبوا أعمالكم فإن من احتســــب عمله كتب له أجر عمله وأجر حســـــبته "" هكذا أيها الأحبة يجب على كل مسئول وكل مدير وكل موظف وكل عامل وكل داعية وكل معلم وكل مربٍّ وكل زوج وكل زوجة , يجب عليهم جميعاً أن يقرنوا أعمالهم باحتســـــــــــــاب الأجـــــــــر عند الله تعالى فإن الاحتســـــــــاب يرتقي بالأعمال , ويرفع الدرجات , ويضاعف الحسنات , من نزل به بلاء أو مرّ به شقاء أو تعرض لعناء , فليحتســــب أجره على الله وليرضَ ما قدره وقضاه , وليكن من الذين قال الله عنهم : { الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أُولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هُمُ المهتدون } [ البقرة 157]
اللهم اجعلنا من المحتســـــــــــبين لأعمالهم , المخلصين في أقوالهم وأفعالهم الموفقين في جميع أحوالهم ,,,,,,, آمـــــــــــــــــــــــــــــــين
[/size] |
|
ريماس خالد عضو فعال
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1026 نقاط : 1276 تاريخ التسجيل : 23/11/2009
| موضوع: رد: احتسب بالله تعالى في كل أمورك الخميس نوفمبر 26, 2009 9:14 pm | |
| فالمرء في حياته يفرح ويحزن , ويضحك ويبكي , ويصح ويسقم , ويسعد ويشقى , ويغضب ويرضى , ويفتقر ويغنى , ويُعطي ويُمنع , ويكرم ويُحرم , حقيقى الموضوع رائع ربنا يجزيكى كل الخير
:tov: | |
|
زائر زائر
| |
آدم المشرف العام
العمر : 00 الدولة : مصر عدد المساهمات : 881 نقاط : 1042 تاريخ التسجيل : 30/05/2012
| موضوع: رد: احتسب بالله تعالى في كل أمورك الأحد يونيو 09, 2013 1:22 pm | |
| جزاك الله خيرا _________________ <br>
| |
|