سلسلة ظاهرة الموت وبعثرة القبور
الروح ومن أسرارعالم البرزخ
سبحان العظيم الكريم الذى بيَّن لنا من عظائم آياته وعلمه ورحمته وفضله ماتقر به أعيننا وقلوبنا من حقائق عظيمه ظلت تعاصر أجيالا قد تواترت على مر فترة سحيقة من الزمان لتتداول فى معيشتها على الأرض تجديد أمانة الرسالة ، ولم يقطع عنهم الرحمن سبل الرحمة برغم أثقال ذنوبهم التى قد إقترفوها برغم مابين لهم من آيات عظيمة تخترق تكذيب السمع والبصر والفؤاد ولتثبت صدق رسالات الرسل وصدق مابيََّنه الله فى كتبه ، ثم تبيان إعجاز آياته العظيمة التى يهديها لعباده ولاتحتمل الشك أو الريب وتخترق كذلك حجب الغيب لتكون تصديقا لما جاء على أيدى الرسل وكتب الله ، فبرغم أن الإنسان يعاصر كل حياة مستقلة يقضيها على الأرض إلا أنه مازال يكابر ويجادل ويحاول أن يشق لنفسه طريقا يرتاح إليها ويطلق عنان فكره وشغله الشاغل فى البحث والتنقيب ليثبت تكذيب الرساله وتكذيب الحقائق الدامغة التى أهداها له الله ليرحمه ويقترب منه بالشكر وتقدير الحلم والرحمة والرغبة فى العفو ، فالإنسان بطبيعته ظلوما جهولا مهما حاول أن يثبت عكس ذلك وضعيفا فى الفكر وتحمل الصعاب ومجابهة الواقع والإعتراف بفضل ربه عليه وحبه لذاته وشهواته وهلما جرة فى الصفات الذميمة التى تتمكن من نفسه ويحبها الشيطان ويستعرض الدنيا أمام عينينه ثم يتمكن من إسدال أستار الغفلة فلن يستيقظ منها إلا فى لحظة الرحيل وترك الدنيا، فمثلا يعلم الإنسان أنه قد عاش فى بطن أمه حياة مستقله كان يحيطها فى العصور السابقة كثيرا من الغموض والحيرة ويفسرون هذا الغموض على حسب مقدار إجتهاد عقولهم وطبعا لكل مجتهد نصيب وتقَّدَّر هذه الحياة بتسعة شهور تقريبا ، وقد ظلت الأبحاث والعلوم فى تقدم مع مرور العصور ، وحتى تتواصل نتائج البحث وتثبت لنا صدق كل ماجاء به الرسل وحذّر منه الأنبياء وصدق ماوعد به الله عباده ، ثم تعقبها حياة أخرى مستقلة عن التى سبقتها والإنسان فى رحم الأم ، وهذه الحياة تقَّدَّر بالسنين ويبيِّن الله فيها للإنسان من آياته كل شىء ويوفر له الإستقرار المحدود ، وسهل له طرق الهداية وجلب الرزق وأنزل الرسل والكتب والآيات والمعجزات ولكن لا حياة لمن تنادى إلا من رحم الله ، ثم تعقب هذه الحياة حياة أخرى يعلمها الإنسان ولن يستطيع تجاهلها أو تكذيب قدومه عليها وهى (حياة البرزخ ) وهى حياة تكتنفها أخطار وأسرار ومواقف دامية ، وتبدأ هذه الحياة منذ وقوع الإنسان تحت طائلة سكرات الموت وما يكتنفها أيضاً من أهوال تتشابك مع بعضها فى سلسلة من الأحداث المرعبة والمخيفة ولكنها واقع ولا مهرب منه إلا بوجود ماقدمت يد الإنسان من عمل كريم قد إستعدت له النفوس المطمئنة وقد باتت تحرص عليه بقدر إستطاعتها وعرفانها بفضل الله عليها ، والدلائل التى تثبت صدق أحداث عالم البرزخ كثيرة جدا وتنحصر فى ثلاثة اشياء 1- ماجاء فى ألقرآن الكريم والأحاديث النبوية والقدسية 2-ماجاء فى تواتر الأحداث القديمة والحديثة والتى نستلهم منها العظة والعبر 3- ما أثبتته البحوث العلمية والأبحاث ويؤكد صدق ماجاء فى الدين وفى القرآن والأحاديث النبويه فنستخرج منه صدق مانحن فيه من الحق ليزداد الذين آمنوا إيمانا على إيمانهم وتستقر نفوسهم على كلمة التوحيد والتقوى ،وسوف يوفقنى الله تعالى بإذنه فى الجمع بين هذه الجهات الثلاثة ليكون بين أيدينا بحثا شائقا ومفيدا نستطيع من خلاله هزيمة الشيطان وهوى النفس وزينة الدنيا ثم نقبل على الله بقلوب نقية واعية تطرد الجهل بالشىء لتحشى صدورها بنور العلم واليقين ، ومن الحقائق التى أثبتها العلم أن الإنسان يسبح الله تعالى تسبيحاُ فطريا منذ أن كان فى صلب آدم عليه السلام ويظل يسبح بنفس الطريقة وهو فى بطن أمه وحتى ميلاده وحتى يصل إلى سن التكليف فيبدأ التسبيح الإختيارى ولكن يظل التسبيح الفطرى لخلايا جسده وذراته وجميع عناصره ومركباته ومايتعايش معه من كائنات مثل الفطريات والفيروسات وغيرها ، ثم بعد وفاته تظل ذرات جسده المتحلل تسبح الله وتقدسه إلى قيام الساعة حين تدعى إلى التجمد من جديد لحظة البعث ولكن كيف تسبح هذه الذرات بعد الوفاة ؟!! : هنا تأتى الحقيقة ألتى يخفق لها قلبك وتخشع لها جوارحك والتى لايستطيع الملحدون أن ينكروها والتى تقبض عليهم وتحبسهم فى غيابات نكرانهم لشىء هو واقع وحقيقى فلقد اكتشف العلم الحديث أن الأحماض الأمينية التى تعتبر اللبنات الأساسية لتكوين الجزىء البروتينى والتى لها القدرة على ترتيب ذراتها ترتيبا يسارياً فى أجساد جميع الكائنات الحية (هى بذلك النظام الدقيق تكون مسبحة لله تعالى فى أثناء حياة الكائن الحى ) نفس هذه الأحماض تعاود ترتيب تلك الزرات ترتيبا يمينيا بمعدلات ثابته بمجرد وفاة الكائن الحى !!! فسبحان الذى سبح الوجود كله بحمده وقدرته وسيظل يسبح بعظيم إقتداره وإلى حلقة قادمة نستكمل فيها هذا البحث الشيق والذى يظهر لنا حقائق علمية مثيرة فى عالم البرذخ إن كان لى فى العمر بقية
وأستودعكم الله تعالى ...............ساديكو