نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر حقوقي، معلومات عن إطلاق قوات الأمن السورية النار
لتفريق معتصمين وسط مدينة حمص، بينما توعدت السلطات المحتجين متحدثة عن "تمرد مسلح"
يعبث بأمن سوريا يقوم به سلفيون.
وكان أكثر من 20 ألف شخص اعتصموا وسط
المدينة اعتباراً من مساء أمس الإثنين 18-4-2011. وقال مصدر مطلع إن الاعتصام مفتوح
ومستمر حتى يتم تحقيق مطالب المعتصمين بضمان الحريات والإفراج عن جميع معتقلي
الرأي، ووقف الاعتقالات السياسية. وأضاف المصدر أن الاعتصام بدأ في ساحة الساعة وسط
المدينة، والتي أطلق عليها المحتجون اسم ساحة "التحرير" تيمناً بميدان القاهرة.
ومن هتافات المعتصمين "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام"، و"حرية حرية".
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية السورية أنها لن "تتساهل مع
النشاطات الإرهابية"، حسب ما جاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية.
وجاء
في البيان "كشفت مجريات الأحداث الأخيرة أن ما شهدته أكثر من محافظة سورية (..)
إنما هو تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية، لا سيما في مدينتي حمص
وبانياس، حيث دعا بعضهم علناً إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة
إمارات سلفية".
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أنها "لن تتساهل مع النشاطات
الإرهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بأمن الوطن وتنشر الإرهاب والرعب بين
المواطنين"، مؤكدة أنها "ستعمل بكل حزم لفرض استتباب الأمن والاستقرار على كافة
أرجاء الوطن وملاحقة الارهابيين أينما وجدوا، لتقديمهم للعدالة وإنهاء أي شكل من
أشكال التمرد المسلح".
وكان عشرات الآلاف شاركوا في تشييع 7 متظاهرين قتلوا
بالأمس في حمص (160 كلم شمال دمشق) بحسب ناشطين حقوقيين. وطالب المتظاهرون بسقوط
النظام وهتفوا من أجل الحرية.
واعتبرت المعارضة وعد الأسد بإلغاء قانون
الطوارئ في الأيام المقبلة غير كاف، ودعت إلى التعددية الحزبية والإفراج عن
المعتقلين السياسيين.
"اتهامات جاهزة للمعارضة"من جانب آخر، وعندما خرجت صحيفة "واشنطن بوست" بخبر في صفحتها
الرئيسية يقول إن الحكومة الأمريكية تدعم المعارضة السورية، بدا وكأن المقصود هو
التجريح بحركة الشارع السوري ومطالباته بالحقوق والحريات، وأخذ الموضوع حيزاً جيداً
من النقاش بين الصحافيين والناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، الذي أكد "أن
ذلك لا يختلف عن مشاريع أخرى أمريكية في دول أخرى حول العالم".
وأضاف في
محاولة لوضع المساعدات المفترضة في إطارها الأوسع، ونبّه إلى أن "الفارق هنا أن
الحكومة السورية تعتبر تلقي هذه المساعدات تهديداً لسيطرتها على الشعب السوري".
أما اتهام الحكومة السورية للمعارضة بالخيانة فأشارت إليه وثيقة من السفارة
الأمريكية في دمشق نشرتها "واشنطن بوست" نقلاً عن ويكيليكس وتتحدث عن رفض المنظمات
المدنية وغير الحكومية تلقي مساعدات من الحكومة الأمريكية.
بسام البيطار
أحد ممثلي المعارضة السورية في واشنطن يشرح أيضاً هذه الإشكالية ويقول
لـ"لعربية.نت" إن الحكومة السورية لديها اتهامات جاهزة بالعمالة والخيانة للمعارضة
وجمعيات المجتمع المدني.
ويضيف أن الحكومة الأمريكية أيضاً لا تدعم جبهات
المعارضة، بما فيها الإيرانية والسورية وغيرها بسبب سوء تصرف المعارضة العراقية
السابقة بالأموال التي صرفت لها قبل سقوط نظام الرئيس صدام حسين.
إلى ذلك،
يعود المعارض السوري بسام البيطار إلى تجربته وهو كان دبلوماسياً في السفارة
السورية في دمشق ويقول إن السبب الثاني لعدم تلقي المعارضة السورية ومنظمات المجتمع
المدني لأية أموال هو أن أجهزة الأمن السورية تتقاسمها مع هذه المنظمات، وبالتالي
تمتنع واشنطن عن دفع الأموال لكي لا تصل إلى يد أجهزة الأمن السورية.
وتبقى
قضية رصد أموال المعارضة السورية مسألة غير واضحة أو معلّقة، فالخارجية الأمريكية
نفت أنها توجّه أموالاً لحركة "العدالة والبناء"، وبقي موقفها من تلفزيون "بردى"
المعارض معلّقاً، ورفض مارك تونر الناطق باسم الخارجية الأمريكية "الدخول في تفاصيل
ما قالته واشنطن بوست غير القول إننا نعمل مع مؤسسات ومنظمات مختلفة لدعم
عملها".