باريس هي المحطة ُالأوروبية ُالثانية بعدَ روما في زيارةِ وفدِ المجلسِ الوطنيّ
ِ الانتقاليّ ِالليبي، جاءَ الوفدُ ليشكرَ فرنسا التي كانـَتْ السباقة َفي
الاعترافِ به كممثلٍ شرعيّ ٍللشعبِ الليبي، وقوبل رئيسُ المجلس مصطفى عبد الجليل
بحفاوةٍ كبيرةٍ تليقُ بكبارِ الشخصياتِ السياسيةِ مع الوفدِ المرافقِ
له.
وتعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعبد الجليل بأنْ تكثفَ فرنسا
الضرباتِ الجوية َعلى قواتِ العقيد الليبي معمر القذافي، ومن جانبه وجه َمصطفى عبد
الجليل الدعوة َلساركوزي لزيارةِ مدينةِ بنغازي الليبيةِ التي تسيطرُ عليها
المعارضة ُشرقَ البلاد.
وقال ساركوزي لعبد الجليل إنَّ فرنسا ستساعدُ الثوارَ من دونِ
قيود، فيما وعدَ عبد الجليل فرنسا بإيقافِ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ إلى أوروبا، وتعهد
بإرساءِ الديمقراطيةِ في ليبيا بحيث ُيجري اختيارُ الرئيسِ عن طريقِ الانتخابات
وليسَ على ظهرِ دبابةٍ.
وشكر عبدالجليل الدولَ العربية بدون استثناء ولاسيما
قطر والإمارات، وقال نحن نقدر ظروف الدول العربية التي هي معنا اليوم رغم إعلانها
المتأخر ولكن الدعم العربي هو معنا منذ البداية.
وأعلن فرانسوا باروان
المتحدثُ باسمِ الحكومةِ الفرنسية، أنَّ فرنسا سترسلُ نحو عشرةِ ضباطٍ للقيامِ
بمهامّ َتنظيميةٍ لقواتِ المعارضة الليبية التي تكافحُ في مواجهةِ جيشِ القذافي.
في حين يطالبُ الثوارُ في ليبيا بتدخل ٍغربيّ ٍعلى الأرض استبعدَهُ حتى الآنَ
القرارُ الدوليُّ ألف وتسعُمائة وثلاثة وسبعون وكذلكَ باريس ولندن.
وأكد
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لممثلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن فرنسا
"ستساعدهم كما يفعل الإنكليز، هناك عناصر عسكرية مع ممثلنا الدبلوماسي لدى المجلس
الوطني الانتقالي"، مؤكدا أن هذه الخطوة "لا علاقة لها إطلاقا بإرسال قوات
برية".
يذكر أن هذه هي المرة الثالثة التي يستقبل فيها الرئيس الفرنسي
المجلس الوطني الانتقالي، لكنها المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيسه مصطفى عبد
الجليل في اللقاء الذي حضره عضوان آخران يمثل أحدهما بنغازي والثاني طبرق (شرق
ليبيا) إلى جانب علي العيساوي مسؤول العلاقات الدولية في المجلس، وطلبوا جميعا
بتكثيف الضربات على قوات القذافي وخصوصا في مصراتة "حيث الوضع خطير
جدا".
وقال المتحدث بقصر الاليزيه إن المجلس "لم يقدم أي طلب لإرسال قوات
برية. إنه أمر لم يطلبوه منذ البداية".
وشكر مصطفى عبد الجليل جهود فرنسا،
وقال إنها وكل الدول التي دعمتنا وساندتنا سيكون لها دور مهم جدا في مستقبل الشعب
الليبي، مرحبا "بالقرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس الفرنسي بمساندة الثورة الليبية
والاعتراف بالمجلس الوطني".
وقال رئيس المجلس الذي زار روما الثلاثاء إنه
"وعد الأسرة الدولية ببناء دولة ديموقراطية يصل فيها الحاكم أو رئيس الدولة ليس على
ظهر دبابة، بل عبر صناديق الاقتراع".
وأضاف "نتعهد أيضا بالعمل على مكافحة
الارهاب ووقف الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر الذي كانت عواقبه سيئة جدا علينا
جميعا".
وأمام خطر انزلاق عسكري للحلف الاطلسي في المستنقع الليبي واحتدام
الجدل حول تدخل غربي على الأرض، أكدت باريس وجود "عدد صغير" من الضباط يقل عن
العشرة في بنغازي لإسداء النصح للثوار.
كما أعلنت ايطاليا مبادرة مماثلة مع
إعلان وزير دفاعها انياسيو لا روسا وضع عشرة مدربين عسكريين تحت تصرف المجلس الوطني
الانتقالي الليبي، الذي يمثل الثوار. وكانت لندن قد سبقتهما أمس بإعلانها إرسال نحو
عشرين مستشارا عسكريا.
وقالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم وزارة
الخارجية الفرنسية إنه "في إطار تعاوننا الثنائي مع سلطات المجلس الوطني الانتقالي
أرسلت فرنسا إلى مبعوثنا الخاص في بنغازي عددا صغيرا من ضباط الاتصال للتعاون مع
المجلس الوطني الانتقالي".
وأضافت أن "الهدف يتمثل تحديدا في تقديم النصح
إلى المجلس الوطني الانتقالي وخاصة في النواحي التقنية واللوجستية والتنظيمية
للمساهمة في تعزيز حماية المدنيين وتحسين توزيع المساعدات الإنسانية
والطبية".
ومع إعلانها عن هذه المهمة حرصت باريس الاربعاء على التأكيد من
جديد على أنه ليس من الوارد نشر قوات على الأرض لمساعدة الثوار
الليبيين.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه مجددا هذا الموقف الاربعاء
لدى خروجه من الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء. لكنه اعتبر ان النقاشات التي تدور
حاليا حول تدخل قوات برية في ليبيا "يستحق تفكيرا دوليا".
وإثر اجتماع
ساركوزي ومصطفى عبد الجليل أعلنت الرئاسة الفرنسية أن المجلس الوطني الانتقالي "لم
يطلب على الإطلاق نشر قوات على الأرض".
إلا أن الثوار الذين يسيطرون على
مدنية مصراته (غرب) المحاصرة طلبوا الثلاثاء للمرة الأولى نشر قوات غربية على الأرض
لإنقاذهم، لا سيما وأن نظام العقيد معمر القذافي يبدو أكثر ثقة وتفاؤلا في تطور
الوضع العسكري لصالحه.
وأوضح الاليزيه أن وفد المجلس الوطني الانتقالي الذي
تم استقباله في باريس طالب ب"تكثيف" الضربات الجوية لقوات الزعيم الليبي وخاصة في
هذه المدينة التي تبعد 200 كلم شرقا عن طرابلس وحيث "الوضع شديد الخطورة".