^ الرحمة ^ مع نبيلة محمود خليل * وكلمة حق *

...

الرحمة

إن المسلم يعلم من
الله عز وجل أنه ينزل عليه رحمات كثيرة ، وأن الدعاء بأسماء الله الحسنىرحمة ، وأن
التسبيح رحمة ، فهيا نتعلم من أين تأتى الرحمة وكيف تجلب الرحمة ، ومن هم
المرحومون ، ومن هم المحرومون .

فنجد رحمات الله
تعالى كثيرة وان البشر جميعهم لن يتحملوا غير رحمة واحدة ، فالكون كله يعيش برحمة
واحدة من رحمات الله تعالى ، فلننظر إلى آثار رحمة الله تعالى ، أنظر الأرض بعد
موتها ، والدابة ترفع حافرها عن ابنها مخافة أن تجرحه ، والأم تحنو على طفلها بفضل
هذه الرحمة ، فإن الرحمة لا ترى بالعين ولكن تستشعر آثارها بالقلوب .

قال رسول الله
" صلى الله عليه وسلم "" إن الله تعالى خلق مائة رحمة فأنزل رحمة
واحدة وادخر عنده تسهة وتسعون رحمة " كأن الرحمة الكبرى والعفو الأكبر والفتح
الأكبر سيأتى لنا فى الآخرة .
خاص بمنتديات الرحمة
والمغفرة

الرحمة فى الدنيا
تختلف عن الرحمة فى الآخرة ، الرحمة فى الدنيا أن الله تعالى أعطانا السكينة
والثبات والهداية وشرح الصدر وصلاح البال ونوراً على وجوهنا وضياءً فى قلوبنا .
خاص بمنتديات
الرحمة والمغفرة
قال تعالى:
(رَبّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن
لّدُنْكَ رَحْمَةً إِنّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ) [سورة: آل عمران - الأية: 8]

فكأن الكون محتاج
إلى رحمة لكى يثبت بها المثبتون .

قال تعالى: (إِنّ
رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مّنَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: الأعراف - الأية: 56] خاص
بمنتديات الرحمة والمغفرة

أى الرحمة تأتى
للمحسنين والمثبتين ليزدادوا إحساناً وتثبيتاً

فإن الماء رحمة فى
حد ذاته ، ولكن داخله ملايين الرحمات ( جريانه ، قبضه ، بسطه ) فالماء يرتوى به
الناس ، نزوله من السماء رحمة .

من هم المرحومون ؟

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ
أُوْلَـَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة: التوبة -
الأية: 71] .

والمؤمنون والمؤمنات
بعضهم أولياء بعض , يأمرون بالمعروف , وينهون عن المنكر , ويقيمون الصلاة , ويؤتون
الزكاة , ويطيعون الله ورسوله , أولئك سيرحمهم الله إن الله ( عزيز ) لا يعجزه شء
عن إنجاز وعده ووعيده ( حكيم ) لا يضع شيئاً إلا فى محله , وأولئك يستحقون الرحمة
والثبات .

( سيرحمهم ) : دخلت
على يرحمهم حرف ال (س) لسرعة وصول الرحمة وقربها لهم ولم تأت سوف يرحمهم : لأن
التسويف فيه تأخير بعض الوقت ويكون فيها ترقب وانتظار وتمهل , كأن يقول أحد من
الناس : غداً سأتوب , ويطول الوقت ولم يتب أى يؤخر ويؤخر حتى فوات الأوان .

( ُ نُصِيبُ
بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: يوسف
- الأية: 56] . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة
( نصيب برحمتنا
من نشاء ) أى بإحساننا , والرحمة والنعمة والإحسان ( ولا نضيع أجر المحسنين ) أى
ثوابهم , قال ابن عباس ووهب : يعنى الصابرين . جمع الله تعالى الرحمة والإحسان أى
أن أقرب الناس لرحمة الله تعالى هم المحسنون كما ذكرنا .

(وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـَذِهِ الدّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ إِنّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِيَ أُصِيبُ بِهِ
مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ
يَتّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزّكَـاةَ وَالّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [سورة:
الأعراف - الأية: 156].
( وأكتب ) أوجب (
لنا فى هذة الدنيا حسنة وفى الآخرة ) حسنة (إنا هدنا )تبنا ( إليك قال ) تعالى (
عذابى أصيب به من أشاء) تعذيبه ( ورحمتى وسعت ) عمت ( كل شئ ) فى الدنيا
(فسأكتبها) فى الآخرة ( للذين يتقون ويؤتون الزكاة , والذين هم بآياتنا يؤمنون ) .

سيكتبها لـ : الذين
يتقون , والذين يؤتون الزكاة والذين يؤمنون بآياتنا والذين يتبعون النبى قال
تعالى: (الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ [سورة: الأعراف -
الأية: 157] .
فالمرحومون سيرحمهم
الله عز وجل بالثبات واليقين ونصر منه تعالى من أجل هذا فتحت أبواب من الرحمات من
الله فإنها تعتبر رحمة واحدة ولكنها أعم وأشمل لكل البشر رحمة الله تعالى الواحد
تعم كل شئ ولكن تخلف منه جل وعلا من عطايا البشر فالرحمة الواحدة من الله عز وجل
بداخلها ملايين الرحمات . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

أين توجد هذة الرحمات
. وكيف نكون من المرحومين ؟

1- تتواجد الرحمات
فى الطاعات , فقراءة القرآن رحمة وحضور مجالس العلم رحمة , واتباع الرسول صلى الله
عليه وسلم رحمة , فمن أطاع الحبيب دخل أبواب الرحمة .

(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ لَعَلّكُمْ
تُرْحَمُونَ) [سورة: آل عمران - الأية: 132] , فقوله تعالى : ( وأطيعوا الله ) يعنى
أطيعوا الله فى الفرائض ( والرسول ) فى السنن , وقيل ( وأطيعوا الله والرسول )
فيما بلغكم من التحريم ( لعلكم ترحمون ) أى كى يرحمكم الله . خاص بمنتديات الرحمة
والمغفرة

2- من
يتبع أوامر القرآن دخل من باب الرحمة : (وَهَـَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ
فَاتّبِعُوهُ وَاتّقُواْ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة: الأنعام - الأية: 155]
قوله تعالى : ( أنزلناه مبارك ) , نعت , أى كثير الخيرات ( فاتبعوه) أى أعلموا بما
فيه ( واتقوا ) اى اتقوا تحريفه ( لعلكم ترحمون ) أى لتكونوا راجين للرحمة فلا
تعذبون .

اتباعه : فى أوامره ونواهيه وأحكامه
وشرائعه .
والتقوى : تعنى
العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل . خاص بمنتديات الرحمة
والمغفرة
1-
قراءة القرآن
والاستماع والإنصات له باب من أبواب الرحمة (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ
فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة: الأعراف -
الأية: 204] .
( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا )
عن الكلام (لعلكم ترحمون ) نزلت فى ترك الكلام فى الخطبة وعبر عنها بالقرآن
لاشتمالها عليه وقيل فى قراءة القرآن مطلقاً .

استمعوا : شدة الإنتباه , ولم يقل : اسمعوا
لأن الزيادة فى المبنى زيادة فى المعنى , وقال : أنصتوا لأنها أقوى من الاستماع
دليل على أن الإنصات بالقلب وبحضور نفس وبعزيمة واهتمام وليس بالأذى فقط .

أى أن المسلم كى
تجب عليه الرحمة من الاستمتاع دليل على أن الإنصات بالقلب وبحضور نفس وبعزيمة
واهتمام وليس بالأذى فقط . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

أى أن المسلم كى تجب عليه الرحمة من الله عز
وجل وعفوه وكرمه لابد أن يكون هذا المسلم على درجة إيمانية فيهيى قلبهبنورانيات
وإشراقات ليستشعر آثار هذة الرحمات , أى له قلب تقى مستعد لاستقبال السكينة
والطمآنينة والثبات وليس قلباً شقياً لاهياً لن تنزل عليه هذة الرحمات لأنه غير
مستعد فليس فى قلبه أى نورانيات فعلى هذا القلب أن يعيش كما ذكرنا
من قبل على :

1-
ان يطيع الله تعالى
ورسوله صلى لله عليه وسلم .
2-
أن يقرأ ويستمع إلى
القرآن بقلبه وبروحه ليس بلسانه فقط.
3-
أن يتبع ما به وأن
يكون تقياً .
فبذلك يمنى الله عليه ربه بالمنة والبركات
والخيرات , فيكون بذ لك من المرحومين .
فبشرهم بالرحمة من الله تعالى ليس فى الدنيا
فقط , فيصبرهم فى الدنيا نالوا رضوانه وجناته بكل ما بها من نعيم فى الآخرة .
(يُبَشّرُهُمْ رَبّهُم بِرَحْمَةٍ مّنْهُ
وَرِضْوَانٍ وَجَنّاتٍ لّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مّقِيمٌ) [سورة: التوبة - الأية: 21]
قوله تعالى ( يبشرهم ربهم ) أى يعلمهم فى
الدنيا ما لهم فى الآخرة من الثواب الجزيل والنعيم المقيم , والنعيم : لين العيش
ورغده , هذة هى البشرى بالرحمة منه ورضا رب العالمين عليه .
من مظاهر رحمة الله تعالى على عباده :
1-
أنه تعالى أودع رحمته
فى قلوب الناس .

2-
أنه تعالى جعل أعين
المسلم (دموعه ) تسيل خضوعاً لله فاطر السموات والارض .

3-
أنه تعالى فتح
مسامع قلوب المؤمنين لاستقبال النور ( القرآن الكريم ) .

4-
القرآن الكريم أعظم
مظاهر الرحمة على هذة الأرض .

5-
بعث الرسول (
البعث يعنى أن يحيى القلوب بعد موتها ) رحمة للعالمين .

قال تعالى: (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ
رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ) [سورة: الأنبياء - الأية: 107] يخبرنا الله تعالى أن
الله جعل محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أى أرسله رحمة ( الإرسال يعنى
بكل الخير والنعم ) لهم كلهم فمن قبل الرحمة وشكر هذة النعمة سعد فى الدنيا الآخرة
ومن ردها وجحدها خسر الدنيا والآخرة كما قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ
بَدّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ"28"جَهَنّمَ
يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ) [سورة: إبراهيم29 - 28] , قال ابن زيد : أراد
بالعالمين المؤمنين خاصة . عن ابن عباس ( وما أرسالنك إلا رحمة للعالمين ) قال :
من تبعه كان له رحمة فى الدنيا والأخرة , ومن لم يتبعه عوفى مما كان يبتلى به سائر
الأمم من الخسف والمسخ والقذف .

فعلينا أن نعلم أن لنا رحمتين :

1-
فى الدنيا : تزيد
المسلم نوراً وهداية وتثبيتاً ورضا ويقيناً .

2-
فى الأخرة : تفتح لنا
أبواب الجنان .

فالدعاء بموجبات الرحمة أى بكل ما فيها من
بركان ويمن وخيرات من الله تعالى , وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : كان من دعاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك ,
وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من
النار "

{رواه
الحاكم أبو عبد الله, وقال : حديث صحيح على شرط

مسلم}
والأن سترككم مع نبيلة محمود خليل للتكملة

مع تحيات

نبيلة محمود خليل
و
كلمة حق

....

القرآن الكريم رحمة

بمجرد أن نقرآ القرآن الكريم نشعر بسكينة وطمأنينة وتكون الجوارح ساكنة وهذا تثبيت من الله تعالى لمن يحبون القرآن الكريم وأن يصبح عندهم إيمان يصبرهم على التلاوة والحفظ والمراجعة . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

قال تعالى: (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 204] لما ذكر تعالى أن القرآن بصائر للناس وهدى ورحمة أمر تعالى بالأنصات عند تلاوته إعظاماً له وإحتراماً ,عن أبى هريرة رضى الله عنه وارضه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من أستمع إلى إية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة " ( تفرد به الإمام أحمد رحمه الله تعالى ) .

قال تعالى: (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً) [سورة: الإسراء - الأية: 82] أى ذلك للمؤمنين فيستشعرون بالرحمة والذين يعتقدون أيضاً أن القرآن فيه شفاء وجعل الله تعالى التنزيل مستمراً وأن الرحمات والفيض والعطاء فى ( النور والرزق واليقين وفى العلم ) يقول تعالى مخبراً عن كتابه الذى أنزله على رسوله محمد وهو القرآن الذى لا ياتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد :إنه "شفاء ورحمة للمؤمنين " أى يذهب ما فى القلوب من أمراض , ومن شك ونفاق وشرك وزيغ وميل , فالقرآن يشفى من ذلك كله .

وهو أيضاً رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه وليس هذا إلا لم آمن به وصدقه واتبعه فإنه يكون شفاء فى حقه ورحمة وأما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه القرآن إلا بعداً وكفراً , والآفة من الكافر لا من القرآن , كقوله تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيّ وَعَرَبِيّ قُلْ هُوَ لِلّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيَ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مّكَانٍ بَعِيدٍ) [سورة: فصلت - الأية: 44] .

وقال تعالى: (وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مّن يَقُولُ أَيّكُمْ زَادَتْهُ هَـَذِهِ إِيمَاناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ "124"وَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىَ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [سورة: التوبة - الأية124: 125] .

والآيات فى ذلك كثيرة قال قتادة فى قوله " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ( ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) أى لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين .

قال تعالى: (يَأَيّهَا النّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مّوْعِظَةٌ مّن رّبّكُمْ وَشِفَآءٌ لّمَا فِي الصّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ) [سورة: يونس - الأية: 57] . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

يقول تعالى ممتناً على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم : ( ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم ) أى زاجر عن الفواحش ( وشفاء لما فى الصدور ) أى من الشبه والشكوك وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس , وهدى ورحمة أى يحصل به الهداية والرحمة من الله تعالى ؛ وإنما ذلك للمؤمنين به والمصدقين الموقنين بما فيه كقوله تعالى ( وننزل من القرآن شفاء ورحمةللمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) وقوله (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) الآية . والنداء يشمل الناس كلهم , فيه عمومية للموعظة وشفاء لما فى الصدور , والهدى والرحمة نداء به خصوصية للمؤمنين . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

قال الامام أبن القيم : من أصابه خوف , أو أضطراب , أو فزع فليقرأ سورة الفاتحة فتأتيه سكينة لا مثيل لها وتستمر حتى يستشعر بها فى قلبه وبدنه رحمة فى الدنيا , تعنى الثبات واليقين والتثبيت والرضا عن الله تعالى .

والمسلم عندما يتحمل ويصبر ولا يشتكى الله تعالى إلى عباده فهذة رحمة فى حد ذاتها .

" إذا شكوت إلى ابن آدم فإنما تشكو الرحيم إلى من لا يرحم عندما تشكو إلى الناس فإنهم يشمتون فيك , وعندما تشكو إلى الله أرحم الراحمين إنه يجيرك مما أنت فيه فهو يجير ولا يجار عليه "

(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاُوْلِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىَ وَلَـَكِن تَصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة: يوسف - الأية: 111] .

يقول تعالى : لقد كان فى خبر المرسلين مع قومهم وكيف نجينا المؤمنين وأهلكنا الكافرين ( عبرة لأولى الألباب ) وهى العقول (ما كان حديثا يفترى ) أى وما كان لهذا القرآن أن يفترى من دون الله ( ولكن تصديق الذى بين يديه ) أى يكذب ويخلق أى من الكتب المنزلة من السماء هو يصدق ما فيها من الصحيح وينفى ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغير , ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير ( وتفضيل كل شئ ) من تحليل وتحريم ومحبوب ومكروه وغير ذلك من الأمر بالطاعات والواجبات والمستحبات والنهى عن المحرمات وما شاكلها من المكروهات والإخبار عن الرب تبارك وتعالى بالأسماء والصفات المنزهة عن مماثلة المخلوقات .

فلهذا كانت : ( وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) تهتدى به فلزمهم من الغى إلى الرشاد ومن الضلال إلى السداد ويبتغون بها الرحمة من رب العباد فى هذة الحياة الدنيا ويوم المعاد فنسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم فى الدنيا وألآخرة , يوم يفوز بالريح المبيضة والناظرة وجوههم , ويرجع المسودة وجوههم بالصفقة الخاسرة .

الارتباط بين الهداية والرحمة فى القرآن العظيم :

قال تعالى: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصّلْنَاهُ عَلَىَ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 52]

(وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ) [سورة: يونس - الأية: 57]

(تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ"2"هُدًى وَرَحْمَةً لّلْمُحْسِنِينَ) [سورة: لقمان – الأية2: 3] . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

فالرحمة لن تأتى إلا لقلب به هداية وإيمان ونور وإشراقات وكذلك من نور الله تعالى الذى تتنزل على قلب كل مؤمن فيصبح من أهل الهداية أولاً ثم بعد ذلك تأتى الرحمة , وقد لاحظنا فى الآيات السابقة الكتاب الذى أنزل من الله تعالى ينير القلب بالهداية والرحمة للمؤمنين وأيضًا للمحسنين , أى يتعلم دين رب العالمين ثم يمن عليه بالهداية ثم الرحمة أى سكينة وطمأنينة وأنوار فى القلوب . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

قال تعالى: (اللّهُ نَزّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مّتَشَابِهاً مّثَانِيَ تَقْشَعِرّ مِنْهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهُمْ ثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىَ ذِكْرِ اللّهِ ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [سورة: الزمر - الأية: 23] .

( الله أنزل أحسن الحديث كتابا ) أى قرأناً ( متشابها) يشبه بعضه بعضاً فى النظم وغيره ( مثانى ) ثنى غبه الوعد والوعيد وغيرهما ( تقشعر منه ) ترتعد عند ذكر وعيده ( جلود الذين يخشون ) يخافون ( ربهم ثم تلين ) تطمئن ( جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) عند ذكر وعده ( ذلك ) أى الكتاب ( هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ) المتاعيش مع القرآن الكريم يتعايش مع الرحمات فيستشعر معنى إيمان قوى , ولو تفلت منه ورده اليومى الخاص به يشعر بشدة وصعوبة ( ضيق فى صدره ) فمن التأدب مع الله أنه كلما يتم خاتمته فى المصحف يتصدق بالتالى ينال رحمات من الله عز وجل , ولو أنه قام بقيام ليلة وقرأة القرآن لأصبح أيضاً من المستغرين بالأسحار ؛ ثم علينا أن نقوم بأى طاعة أخرى كأن نصبح صائمين يوماً لله تعالى , أو دعاء , أو تهجد فبذلك تصبح الرحمات والنورانيات والإشراقات كلها بفيض من الله تعالى على قلوبنا وفى أنفسنا وعلى جوارحنا .

من مظاهر رحمة الله تعالى على العباد :

1- عن البراء رضى الله عنه قال : كان يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فنغشته سحابة فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبى صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك , فقال : " تلك السكينة تنزلت للقرآن " متفق عليه ( الشطن : بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة : الحبل ) .

2- عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة , والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول الم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حر " رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح .

3- عن ابن عباس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الذى ليس فى جوفه شئ من القرآن كالبيت الخراب ) " رواه الترمذى , وقال حديث حسن صحيح " .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "يقال لصاحب لقرآن : أقراء وارتق , ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا , فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " ( رواه الترمذى , وقال حديث حسن صحيح ) . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

4- ذكر الإمام السيوطى فى كتابه ( بشرى الكئيب بلقاء الحبيب) ذكر الحديث إذا مات حامل القرآن العامل به فإن الله تعالى يوحى إلى الأرض فيقول للأرض : يا أرض لا تأكلى لحمه :قالت كيف يارب أكل لحمه وكلامك بين جبينه , ثم يؤدى بنا القرآن بعد أن تكون لنا الرحمة فى الدنيا ثم تأتى بفضله الرحمة فى القبر , يكون لنا مؤنساً ثم يكون لنا نوراً على الصراط ثم يشفع لما يوم الفزع الأكبر .

(وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلّكُمْ تُرْحَمُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 204]. فى الفرق بين الأستماع والأنصات : خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

استمعوا : شدة الأنتباه وايضاً ليس كافياً , ولم يقل : اسمعوا : لأن الزيادة فى المبنى زيادة فى المعنى .

وقال : أنصتوا : أقوى من الاستماع دليل على أن الإنصات بالقلب وبحضور نفس وبعزيمة واهتمام وليس بالأذن .

أى أنه يقرأ ثم يستمع , ثم يتشرب , ثم يتذوق , ثم يكون فى حالة معاينة أو معايشة . خاص بمنتديات الرحمة والمغفرة

فعند الفزع الأكبر يخرج الناس لا يكادون يبصرون شيئاً , عندئذ يأتى رجل عظيم فيه جمال فيه نور فيضم المؤمن قارئ القرآن ويقول له : أنا صاحبك , فالقرآن ملازم له ويصحبه فى الآخرة , دليل على الملاصقة والمتابعة .

ويقول : انا القرآن الذى أظمأت الهواجر لآجلى .

أنا القرآن الذى أسهرت الليالى لأجلى .

فصار القرىن له موجبات فهو الصحاب والمحب مثل

أظمأت : صوام أسهرت : قوام

فالصيام والقرآن يشفعان لنا يوم القيامة .

مع تحيات

نبيلة محمود خليل

و

كلمة حق

زائر

موضوع شامل ومفيد جدا

اعطانا الكثير مما لا نعرفة عن الرحمة

شكرا لكم على هذة الرسالة الجميلة

والمعانى الفاضلة التى تقدموها

جزاكم الله خيرا

استاذة نبيلة

اخى كلمة حق

[b]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخى وحبيبى كلمة حق

لك وحشه اخى طال الغياب

مرحبا بعودتك يا رجل

رائع موضوع .. سرد الموضوع رائع لم اجد كلمات لك اخى كلمة حق على حسن اختيار مثل هذا الموضوع

قال رسول الله
" صلى الله عليه وسلم "" إن الله تعالى خلق مائة رحمة فأنزل رحمة
واحدة وادخر عنده تسهة وتسعون رحمة " كأن الرحمة الكبرى والعفو الأكبر والفتح
الأكبر سيأتى لنا فى الآخرة .

أما أنتى سيدة القصر" نبيلة محمود خليل " ما أروع اختيارك لأقيم مواضيع ذات فائدة عظيمة

وحصرية وأنتظر من سيدة القصر أن اشارك فى موضوع مشترك أنتظر بكل ترحاب

قال تعالى:
(وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ
وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً) [سورة: الإسراء - الأية: 82]
أى ذلك للمؤمنين فيستشعرون بالرحمة والذين يعتقدون أيضاً أن القرآن فيه
شفاء وجعل الله تعالى التنزيل مستمراً وأن الرحمات والفيض والعطاء فى (
النور والرزق واليقين وفى العلم ) يقول تعالى مخبراً عن كتابه الذى أنزله
على رسوله محمد وهو القرآن الذى لا ياتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد :إنه "شفاء ورحمة للمؤمنين " أى يذهب ما فى القلوب من
أمراض , ومن شك ونفاق وشرك وزيغ وميل , فالقرآن يشفى من ذلك كله .

ا ومن هنا لا بد أن نصفى اذهاننا من متاعب الحياه

برحمة الله
اشكركم

يعافيكم ربي ويبارك لكم
اخي الغالي
كلمة حق
والف حمد على سلامتك والعودة معنا من جديد منور
واختنا
نبيلة محمود خليل
لهذا الموضوع القيم والرائع والعمل والتعاون الناجح
واسعد الله ايامكم بكل خير

رررررررررررررررررررائع شكرا بلبله

اللهم افتح لنا ابواب الجنة

اشكركلمة حق موضوع ررائع

_________________

موضوع ما شاء الله

مريح مفيد قد ايه ربنا عظيم وحليم ورحمان ورحيم

قال تعالى:
(رَبّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن
لّدُنْكَ رَحْمَةً إِنّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ) [سورة: آل عمران - الأية: 8]

اشكرك بلبله على حسن اختيارك أنت واخى كلمة حق

لقد احسنتم الاختيار نحن فى امس الحاجة لنتذكر ونفق شكرك لكم

مشاركة جميلة من مبدعين

سيدة القصر نبيلة محمود خليل
وكلمة حق
جزاكم الله خير موضوع استفدت منه كثير
مرحبا بعودتك كلمة حق

فالدعاء بموجبات الرحمة أى بكل ما فيها من
بركان ويمن وخيرات من الله تعالى , وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : كان من دعاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك ,
وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من
النار "

_________________
<br>

بارك الله فيكم موضوع رائع ويدل على نعمه الله علينا

اشكرك مديرتنا على هذا الجهد جعله الله فى ميزان حسناتك

اشكرك كلمة حق على هذا الجدهد الطيب

بورك عملك

:kgtrnj:

شكرا لك استاذ كلمة حق
وشكرا لكى ابلة نبيلة
بارك الله فيكما

_________________
*^ الرحمة *^ مع نبيلة محمود خليل * وكلمة حق * Jd0c2j74wjlt

*^ الرحمة *^ مع نبيلة محمود خليل * وكلمة حق * 0zbogz8tx11v

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرك كلمة حق

شكرك نبيلة

1- تتواجد الرحمات
فى الطاعات , فقراءة القرآن رحمة وحضور مجالس العلم رحمة , واتباع الرسول صلى الله
عليه وسلم رحمة , فمن أطاع الحبيب دخل أبواب الرحمة .
سبحان الله الله موضوع رائع جعله الله فى ميزان الحسنات

السلام عليكم

كل الشكر والتقدير لكم جميعا على مروركم الطيب وعلى المشاركات الررررررائعه

جزاكم الله خيرا

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

اشكرك اخى كلمة حق وبلبله حبيبتى على الموضوع الررررائع القيم

ربنا يرحمنا برحمته اللى وسعت كل شئ

قال تعالى: (إِنّ

رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مّنَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: الأعراف - الأية: 56

السلام عليكم

كل الشكر والتقدير لكم جميعا على مروركم الطيب

بارك الله فيكم جميعا

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

يسلمووووا على الموضوع القيم

فى ميزان حسناتكم

مشكورة بلبله وكلمة حق

_________________

چزآگم آلله گل آلخير پلپله وكلمة حق

موضوع شآمل ومفيد چدآ
شكرا بولا وكلمة حق