اكد الدكتور ناصر القدوة رئيس مؤسسة ياسر عرفات عضو اللجنة
المركزية لحركة فتح لـ'القدس العربي' الاحد بأن التوجه الفلسطيني هو ابقاء النسخة
الورقية الاصلية من ارشيف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تونس وتحت حمايتها
الامنية في حين ستنقل صورة الكترونية عن الارشيف للاراضي الفلسطينية بعد تنظيمه من
قبل الفلسطينيين.
وكانت تونس وافقت الاسبوع الماضي على تسليم ارشيف عرفات
المحتفظ به في مكتبه المغلق في تونس تحت حراسة امنية تونسية الى القيادة الفلسطينية
بعد ان كانت حكومة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي تماطل بالاستجابة
للطلب الفلسطيني بتنظيم الارشيف واخذ صورة الكترونية عنه.
ومن جهته اوضح القدوة
لـ'القدس العربي' بأن ارشيف عرفات في تونس هو ارشيف قديم ويتعلق بفترة وجود منظمة
التحرير في لبنان وخروجها منه عام 1982 والانتقال لتونس لحين توقيع اتفاق اوسلو عام
1993 وانشاء السلطة الفلسطينية وعودة عرفات للاراضي الفلسطينية.
واضاف القدوة
قائلا 'هو ارشيف قديم ومهم، وتم وضعه في تونس كمكان أمن للحفاظ عليه'، مشيرا الى
انه قبل حوالي سنتين بدأت القيادة الفلسطينية تفكر 'بدراسة الارشيف وتنظيمه وكانت
هناك محاولة للحصول على نسخة الكترونية من الارشيف، وهذا لم يتم لاسباب لم تكن
واضحة في حقيقة الامر، وربما يمكن القول بان الحكومة التونسية في ذلك الوقت لم ترغب
في هذا، وربما هناك اسباب اخرى'، مضيفا 'لم نطلب قط ان نأخذ الارشيف وننقله' من
تونس للاراضي الفلسطينية.
واشار القدوة الى موافقة تونس خلال زيارة عباس الاسبوع
الماضي اليها على تسليم ارشيف عرفات للجانب الفلسطيني بالقول'لا اعتقد بان المقصود
هو نقله -الارشيف- انا اعتقد بان المقصود هو بالضبط ما كان عليه الامر في السابق،
اي ننظيم هذا الارشيف ونأخذ منه صورة الكترونية وهذه هي الفكرة الفلسطينية التي
كانت في السابق واعتقد بانها ما زالت، وابقائه في تونس كمكان أمن'.
ورجح القدوة
ان يبقى الارشيف الاصلي لعرفات في تونس مع تنظيمه بشكل افضل من قبل الفلسطينيين
واخذ صورة الكترونية عنه، وقال 'سيكون هناك بعض العمل على تنظيمه ولكن يحتفظ بالاصل
في تونس لانه المكان الاكثر امنا'، مشددا على ان الجانب الفلسطيني لم يفكر اصلا
بنقل الارشيف الاصلي للاراضي الفلسطينية بسبب وجود الاحتلال الاسرائيلي وامكانية
استيلائه على ذلك الارشيف الذي يؤرخ للاحداث والتطورات الفلسطينية في عهد الرئيس
الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
واوضح القدوة بأن ارشيف عرفات موجود في مكتبه في
تونس وان هناك حراسة امنية تونسية على ذلك المكتب المغلق، منوها الى عدم التدخل
التونسي في الارشيف او الاشراف عليه، وقال 'لا يوجد هناك اشراف هناك حماية امنية
فقط'، مشيرا الى ان الجانب الفلسطيني يرغب ببقاء الحماية الامنية التونسية لارشيف
عرفات وقال 'نحن نريد ان تستمر الحماية الامنية، ونحن كل الذي كنا نطالب به ان نقوم
بتنظيم الارشيف ونأخذ صورة الكترونية عنه'.
واشار الى ان النظام التونسي السابق
لم يبلغ الجانب الفلسطيني برفض الطلب ولكن هناك عدم تجاوب وقال القدوة ' لا استطيع
ان اقول بانه كان هناك رفضا لكن لم يكن هناك تجاوبا بالمعنى الدقيق'.
واوضح
القدوة الذي يرأس مؤسسة ياسر عرفات بان الهم الفلسطيني حاليا هو الحصول على المادة
الارشيفية، وقال 'المهمة الاساسية الاولى عندنا ان نحصل على المادة عموما. كل
المادة الارشيفية من وثائق او صور او فيديو او غيرها، وان نحصل عليها وننظمها بشكل
حديث اي على حاسوب منظم ومصنف ويمكن الوصول الى محتواها بسهولة وفقا للانظمة
الحديثة'.
واشار القدوة بان مؤسسة الرئاسة الفلسطينية هي من سيتولى عملية تنظيم
الارشيف واخذ صورة الكترونية عنه قبل ان تعمل مؤسسة ياسر عرفات لنقل الصورة
الالكترونية للارشيف اليها كمؤسسة تعمل على ارشفة كل ما يتعلق بالرئيس الفلسطيني
الراحل.
واضاف القدوة 'نسعي للحصول على ما نستطيع الحصول عليه في هذه المرحلة،
لانه بعد الانتهاء من ارشفة كل المادة المتعلقة بعرفات باشكالها المختلفة، ولاحقا-
ولو بشكل تدريجي- عندنا قناعة سياسية وثقافية بانه يجب ان تكون تلك المواد
الارشيفية في متناول الجمهور ضمن محتويات المتحف' في اشارة الى متحف الرئيس ياسر
عرفات الذي جار العمل في انجازه.
وحول اذا ما كان هناك وجود ضمانات بعدم استيلاء
اسرائيل على ارشيف عرفات اذا ما نقل للاراضي الفلسطينية خاصة وان قوات الاحتلال
وصلت الى مقر عرفات عام 2002 عندما اجتاحت الاراضي الفلسطينية قال القدوة 'من اجل
هذا بالضبط كانت الفكرة الفلسطينية ان يبقى الارشيف بنسخته الورقية الاصلية في
تونس'، مشددا على انه لا توجد اية ضمانات لمنع اسرائيل في الاعتداء على اي شيء
للفلسطينيين، وقال 'لذلك وعلى سبيل المثال اتفقنا مع مصر كمؤسسة ـ مؤسسة ياسر عرفات
- ان يكون لها مقر في مصر- وهذا أمر نقدره لمصر. والهدف الاساسي من المقر في
القاهرة في حقيقة الامر هو الاحتفاظ بنسخ اضافية لكل ما لدينا' في اشارة الى انه
ستحتفظ مؤسسة ياسر عرفات بنسخ اضافية لكل ما لديها في مقرها الثاني بالقاهرة خشية
من الاعتداءات الاسرائيلية تحسبا الى اي طارىء.
واوضح القدوة بانه تم الاتفاق مع
الجهات المصرية المسؤولة على 'وجود مقر لمؤسسة ياسر عرفات في القاهرة'، واضاف
'وقعنا اتفاقا مع وزارة الخارجية واستأجرنا مبنى ولكن العمل الفعلي لم يبدأ بسبب
الاصلاحات التي تجري وبعض التحضيرات'.
وحول امكانية ان تقع الصورة الالكترونية
لارشيف عرفات في يد الاسرائيليين بطريقة ما قال القدوة 'هذا وارد ايضا'، مشيرا الى
ان مادة الارشيف ستصبح في متناول جميع الفلسطينيين وقال 'انا قلت لك بالاخر هذا شيء
من حق الشعب الفلسطيني ان يطلع عليه وهذا يعني ازالة كل السرية الموجودة حول ذلك
الارشيف، لان الاتجاه العام هو الكشف وليس بقائه سريا ولكن هذا يجب ان يتم بشكل
منظم وربما بشكل تدريجي، ودون ان نفقد الاشياء الاصلية لما لها من قيمة
تاريخية'.
واوضح القدوة بأن اخذ صورة الكترونية عن ارشيف عرفات يأتي في اطار
الارشفة الالكترونية العامة وضمن مشروع فلسطيني طويل الامد لان يكون ذلك الارشيف في
متناول الجمهور.
وبشأن متحف عرفات الذي يجري العمل لانجازه قال القدوة 'صحيح
أننا تأخرنا بعض الوقت ولكن العمل يسير بشكل جدي، وهدفنا الان افتتاح المتحف قبل
الذكرى السابعة' لرحيل عرفات.
واشار القدوة الى ان متحف عرفات هو 'متحف الذاكرة
الوطنية الفلسطينية الحديثة'، مقدرا ان يتم اجراء بعض التعديلات على واجهة الضريح-
قبر عرفات - الذي سيكون ضمن اجزاء المتحف.
وحول ما الذي سيضمه متحف عرفات قال
القدوة 'سيكون هذا المتحف هو متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية الحديثة وعرفات لعب
دورا مركزيا في هذا المجال، وايضا فان التوجه هو ان يكون المتحف بالمعنى الحديث اي
متعدد الاغراض وعدم اقتصار دوره على العرض بل ربما يكون متفاعلا مع الجمهور'، منوها
الى انه سيضم ضريح عرفات ومقر اقامته الذي تم حصاره فيه من الاسرائيليين، موضحا بأن
المتحف سيضم مقتنيات عرفات التي تؤرخ للعلاقات الفلسطينية مع العالم
الخارجي.
واشار القدوة الى ان جزءا اساسيا من مقتنيات عرفات كانت موجودة في
'المنتدى' مقر اقامته في غزة، وان تلك المقتنيات حاليا تحت سيطرة حركة حماس التي
تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007.
واوضح القدوة بانه طلب من عمرو موسى
امين عام جامعة الدول العربية الطلب من حماس تسليم مقتنيات عرفات لنقلها الى متحف
ياسر عرفات في رام الله بالضفة الغربية الذي جار العمل على انجازه، منوها الى انه
لغاية الان لم يصل رد من موسى حول ذلك الطلب واستجابة حماس له، مقدرا ان يطلعوا على
الرد خلال الاجتماع المرتقب لمجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات المزمع عقده في الثالث من
الشهر القادم بالقاهرة.
واضاف القدوة قائلا 'نحن نأمل بل اكثر مما نأمل ونثق بان
تتم المحافظة على المقتنيات-مقتنيات ياسر عرفات- لانها مهمة بالنسبة للشعب
الفلسطيني عموما، وهذه مقتنيات ليست شخصية بل هي للشعب الفلسطيني'.
وعبر القدوة
عن أمله ان تكون مقتنيات عرفات في غزة محفوظة ا لنقلها الى المتحف برام الله، وقال
'نحن مؤخرا طلبنا من السيد عمرو موسى بصفته رئيس مجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات ان
يطلب اعادة المقتنيات من قبل حماس'، مشيرا الى ان المؤسسة بانتظار الجواب على ذلك
الطلب، وقال ' عندما نذهب للقاهرة في بداية الشهر القادم لحضور اجتماع مجلس الامناء
في 3/5/2011 في مقر جامعة الدول العربية من المفروض ان نعرف ماذا جرى بهذا
الخصوص'.
واشار القدوة الى ان مؤسسة ياسر عرفات وجهت دعوة لوزير الخارجية المصري
الدكتور نبيل العربي لحضور اجتماع مجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات الشهر القادم بمقر
جامعة الدول العربية والقاء كلمة، مشيرا الى ان العربي عضو مجلس ادارة في المؤسسة،
منوها الى ان مجلس الامناء يتكون من حوالي 100 شخصية فلسطينية وعربية.