اقتحمت قوات الأمن السورية مدينة درعا عند الثالثة فجرا اليوم الاثنين 25-4-2011
ومن أربعة محاور، حسبما أفادت الأنباء الواردة من هناك، حيث سمع دوي انفجارات
وإطلاق نار كثيف كما قطعت الاتصالات عن المنطقة.
كما أكدت وكالة "رويترز" أن
عناصر الأمن داهمت بلدة دوما بالقرب من العاصمة دمشق
وفي معلومات أولية
أشارت الأنباء إلى سقوط 5 قتلى ما بين درعا البلد ودرعا المحطة.
و أكدت
مصادر حقوقية سورية ارتفاع عدد قتلى المواجهات في مدينة جبلة الساحلية إلى 13 قتيلا
على الأقل برصاص قوات الأمن السورية، فيما شهدت مدينة نوى القريبة من درعا مواجهات
مع قوات الأمن خلال تشييع الأهالي لقتلى أحداث يوم الجمعة.
ونقلت وكالات
الأنباء صورا لما قالت إنه إطلاق نار على محتجين في حي الزبلطاني وسط العاصمة
السورية دمشق.
وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
بجروح الأحد عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار بدون تمييز في مدينة جبلة
القريبة من اللاذقية شمال غرب سوريا، كما أكد شاهد عيان وناشط حقوقي.
وأكد
شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن "مجموعة من القناصة ورجال الأمن أطلقوا
النار في شوارع جبلة بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد
الشيخ إلى المدينة للاستماع إلى مطالب السكان مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وجرح
العشرات"، وأضاف الشاهد "الوضع سيء جداً الآن".
وأوضح الشاهد "أن جبلة كانت
هادئة ومستقرة صباح اليوم والحياة تجري بصورة طبيعية حيث زارها المحافظ وقابل
وجهاءها في جامع الإيمان واستمع الى مطالب السكان وأخذها على محمل
الجد".
وتابع "بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الأطراف وانتشرت
عناصر من الأمن وبدأوا بإطلاق النار".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان
للوكالة أن "أكثر من 3 آلاف متظاهر تجمعوا بالقرب من بانياس على الطريق العام
المؤدي من مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) الى دمشق، معلنين اعتصامهم تضامنا مع أهل
جبلة"، ثم أضاف المرصد لاحقا "أن المتظاهرين دخلوا إلى بانياس خوفا من الاعتقال
لينتقلوا من حالة الاعتصام إلى حالة التظاهر".
من جانب آخر، قال ناشطون سياسيون إن المحتجين الداعين إلى
الديمقراطية في سوريا لن ترضيهم خطوات الإصلاح التي يقوم بها النظام وإنهم مصممون
على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بعد مقتل نحو 100 متظاهر الجمعة
الماضي.
وقالوا إن ارتفاع أعداد القتلى يُظهر أن الإصلاحات التي أعلن عنها
الرئيس السوري بما في ذلك رفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة
جوفاء.
وقال الناشط عمار القربي لرويترز "ما حصل يوم الجمعة هو نقطة تحول.
لقد فشل النظام في اختبار الإصلاحات. لقد فشلوا فشلاً ذريعاً وأثبتوا أن تلك
الإصلاحات كانت على الورق فقط وليس في الشارع".
"احتلال جديد"وأضاف أن "الشعب السوري نفد صبره مع كل يوم، لقد تعبوا من
الوعود. الناس أعطت السلطات الوقت الكافي لكنها لاتزال تستخدم سياسة القمع"، وقال
"أخشى أن يكون كل ما يريده الشعب الآن هو إسقاط النظام".
وتم تحويل 3 شباب
من الأكرد في رأس العين الى الحسكة، بعد مراجعتهم لفرع الامن العسكري في القامشلي.
وهم بدران شريف مستو،- والشاعر الكردي هوزان كرد كوندي، والشاب مسعود محمود عمو ابن
الناشط السياسي محمود عمو.
وقد شهد يوم الجمعة الماضي سقوط أكبر عدد من
القتلى منذ موجة الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي ضد الأسد، كما لقي ما لا يقل عن
12 شخصاً حتفهم السبت خلال تشييع جنازات ضحايا اليوم السابق ليصل إجمالي ضحايا
الاضطرابات خلال خمسة أسابيع الى نحو 300 قتيل.
وردّد المشيعون الغاضبون
والمحبطون هتافات وصفت الأسد بأنه خائن وجبان.
وتلقي السلطات باللوم على
الجماعات المسلحة بإثارة الاضطرابات بإيعاز من لاعبين في الخارج بما في ذلك لبنان
والجماعات الاسلامية.
وقبل الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت يوم الجمعة كان
الأسد قد ألغى قانون الطوارئ والمطبق منذ 48 عاماً وشكّل حكومة جديدة وأمر بزيادة
الرواتب ومنح الجنسية لآلاف الاكراد.
وقال ناشط من دمشق رفض الكشف عن اسمه
خوفاً من الاعتقال لرويترز الجمعة: "كانت بداية نهاية النظام السوري. كل هذه الدماء
تعني أن لا عودة الى الوراء ما عدا بعد سقوط النظام"، وأضاف "الآن الشوارع لن تكون
راضية مهما فعل الاسد. الشارع يريد إسقاط نظامه".
وكان الآلاف من السورييين
استلهموا انتفاضتي تونس ومصر اللتين أطاحتنا بالرئيسين السابقين زين العابدين بن
علي وحسني مبارك وخرجوا الى الشوارع الشهر الماضي للمطالبة بمزيد من
الحرية.
وتفجّر غضب المحتجين ايضاً من جراء الفساد الذي أدى الى إثراء
النخبة، بينما يعاني ملايين السوريين من الفقر والبطالة وارتفاع
الاسعار.
وقال ناشط آخر من خارج دمشق إن السلطات يجب ان توقف التعامل
بالطريقة الامنية، وأضاف الله وحده يعلم الى اين نتجه الآن.
ويؤكد نشطاء أن
عدم وجود شخصية أو مجموعة واحدة وراء الاحتجاجات يعني أن ما يحركها هو الغضب
والرغبة في تحدي السلطات بقدر ما تحركهم مطالبهم.
وقال محام يعمل في مجال
حقوق الإنسان في دمشق: "الناس الذين يحركهم الغضب لسقوط قتلى لن يعودوا الى ديارهم
في هدوء. أوضاع مخيفة. المستقبل غير واضح"، وأضاف ناشط آخر أن "العنف يوم الجمعة
يعني أن الأسد الذي قال إنه أمر قوات الأمن بعدم إطلاق النار على المتظاهرين إما
حاكم كاذب او أنه لا يحكم".
ويقول محللون إن إسقاط النظام في سوريا أصعب من
تونس ومصر، حيث رفض كبار قادة الجيش فتح النار على المتظاهرين، بينما يشغل الموالون
للنظام مناصب مهمة في الجيش السوري وتدير عائلة الأسد أجهزة أمنية ما يربط مصير
كبار الضباط بمصير الاسد.
وأكد أحد الناشطين "لن نتبع النموذج المصري.. إذا
تصاعدت الامور هنا فإننا ننظر الى نماذج اليمن وليبيا والبحرين. ليس أي منها
جيداً". وأضاف "بعد ما حدث أنا نادم على كل دقيقة اعتقدت فيها أن الإصلاح هو الحل.
النظام سقط بالفعل.. ونحن نعتبره احتلالاً".