استهدف تفجير "ارهابي" الخميس منطقة يؤمها السياح في
مدينة مراكش واسفر عن مقتل 14 شخصا من بينهم فرنسيون فيما امر العاهل المغربي محمد
السادس بفتح تحقيق سريع.
وافادت مصادر رسمية مغربية ان انتحاريا فجر نفسه في مقهى شهير في ساحة جامع
الفنا في مراكش التي تبعد 350 كلم من الرباط. واعتبرت الرباط وباريس التفجير "عملا
ارهابيا".
ودان مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاعتداء
"الشنيع" الذي وقع مراكش. وجاء في بيان ان مجلس الامن "دان باشد العبارات الاعتداء
الارهابي" الذي وقع في المدينة السياحية المغربية الكبرى.
واضاف البيان ان الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن "اعربوا عن تضامنهم العميق
وعن تعازيهم الحارة لضحايا هذا الاعتداء الشنيع" مجددين التأكيد على ان "الارهاب
وباي شكل كان ما زال احد التهديدات الاكثر خطورة على السلام والامن الدولي".
ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس في بيان "الاعتداء
الارهابي (...) الجبان" في قلب مدينة مراكش المغربية السياحية. وجاء في البيان ان
"الولايات المتحدة تدين باقسى العبارات الاعتداء الارهابي الذي قتل وجرح اليوم
(الخميس) ابرياء في مقهى بمراكش في المغرب".
واضافت كلينتون في بيانها "نقدم تعازينا الحارة لضحايا هذا الاعتداء ونؤكد
وقوفنا الى جانب الشعب المغربي في هذه الفترة الصعبة".
واعلنت وزارة الخارجية الهولندية لوكالة فرانس برس ان هولنديا قتل واصيب اثنان
اخران بجروح خطيرة في الاعتداء. وقال كريستوف كامب ان "هولنديا قتل" مشيرا الى ان
هولنديا اخر وامرأة هولندية اصيبا بجروح خطيرة.
واتصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس بالعاهل المغربي محمد السادس بعد ان
ادان في بيان تفجير مراكش واعتبره عملا "مشينا ووحشيا وجبانا اسفر عن عدد كبير من
القتلى من بينهم فرنسيون".
ولم يوضح بيان ساركوزي عدد القتلى والجرحى الفرنسيين لكنه اكد ان الرئيس "تلقى
باستياء نبأ الهجوم الارهابي الذي وقع في مراكش" في مقهى في ساحة جامع الفنا الذي
يعتبر مقصدا للسياح في البلاد.
ومساء، اعلن وزير الداخلية المغربي الطيب شرقاوي للصحافيين في مراكش ان الاعتداء
اسفر عن 14 قتيلا بعدما اشارت حصيلة سابقة الى 15 قتيلا.
واوضح الوزير انه "تم نقل جثث 11 اجنبيا وثلاثة مغاربة اضافة الى 23 جريحا الى
مركز ابن طفيل الاستشفائي الجامعي ومستشفى ابن سينا العسكري ومستشفيين خاصين".
وتحدثت مصادر طبية مغربية عن مقتل ثمانية فرنسيين فيما اكد مصدر حكومي فرنسي
مساء ان هناك قتلى فرنسيين من دون ان يحدد عددهم.
وكان مصدر رسمي مغربي تحدث اولا عن هجوم انتحاري، لكن وزير الداخلية رفض تاكيد
هذه الفرضية.
ولفت الى اجراء عمليات بحث بهدف "تحديد هوية مرتكبي الجريمة"، مؤكدا ان المغرب
"سيواصل محاربة الارهاب بكل الوسائل القانونية".
وتابع الوزير "بمساعدة الدول الصديقة والمجاورة، سنجري تحقيقا لتحديد ظروف
الجريمة ومرتكبيها".
وهذا الهجوم هو الاكثر دموية منذ هجمات الدار البيضاء التي نفذها متشددون
اسلاميون عام 2003 وادت الى مقتل 33 شخصا و12 انتحاريا.
وانتشرت قوات الامن المغربية في انحاء البلاد اثر الهجوم. وقال مسؤول كبير في
الشرطة لفرانس برس انه "تمت اقامة حواجز عند مداخل المدن الكبرى في المغرب لضمان
الامن الداخلي للبلاد".
وفي تصريح لفرانس برس، تحدث وزير الاتصال المغربي خالد الناصري عن "عمل ارهابي"،
مشيرا الى ان "المغرب يواجه الخطر نفسه الذي واجهه في ايار/مايو 2003".
وفي 16 ايار/مايو 2003، اسفرت اعتداءات نفذها متطرفون اسلاميون في الدار البيضاء
عن مقتل 33 شخصا اضافة الى الانتحاريين ال12.
وفي رد فعل سريع امر الملك محمد السادس الشرطة والقضاء باطلاع الشعب على خلاصات
التحقيق بحسب بيان للديوان الملكي.
واستهدف التفجير مقهى اركانة الذي يقصده السياح الاجانب في مراكش.
واكدت لطيفة ادريسي زوجة النادل ياسين بوزيدي (28 عاما) الذي قتل في الانفجار
لوكالة فرانس برس ان الانفجار وقع "في باحة المقهى".
وافاد احد رواد المقهى الذي لم يصب باذى ان "شخصا دخل المقهى، ثم طلب عصير
برتقال، ثم بعد دقائق فجر نفسه".
وروى طالب كان امام المقهى انه سمع ثلاثة انفجارات قوية ثم رأى الضحايا يفرون
بعد الانفجار.
والمغرب الذي يعد 32 مليون نسمة ويعتمد اقتصاده بشكل كبير على السياحة لم يشهد
ثورة على غرار تلك التي تهز العالم العربي منذ مطلع العام.
في منتصف نيسان/ابريل عفا الملك المغربي عن عدد كبير من السجناء السياسيين ومن
بينهم اسلاميون في بادرة رمت الى التهدئة مع المحتجين الذين طالبوا باصلاحات سياسية
عميقة.
وفي مطلع اذار/مارس اعلن الملك الذي لم يواجه مطالب بتخليه عن السلطة على غرار
تونس ومصر وليبيا، عن نيته تطبيق اصلاحات مهمة عبر تعزيز سلطات رئيس الوزراء
والبرلمان.