فيما تستمر الأزمة بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للثورة
الإيرانية، آية الله علي خامنئي، قالت مصادر إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
قد يخاطب الأمة الأسبوع المقبل عبر مقابلة تلفزيونية.
ولم يظهر أحمدي نجاد منذ نحو أسبوع غداة الضربة التي تلقاها
من خامنئي برفضه إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي.
وإلى ذلك، بادر مئة
نائب محافظ لإعداد عريضة تطلب من الرئيس الإيراني المثول أمام البرلمان للاستماع
اليه واستجوابه.
هذا ويثير استمرار الخلاف بين أحمدي نجاد والمرشد علي
خامنئي جدلا داخل إيران، ويهدد بانقسام حاد داخل المؤسسة الدينية أكثر مما هو عليه
بسبب أزمة الانتخابات الرئاسية المستمرة.
وطالبت رابطة مدرسي الحوزة العلمية
في قم والنجف، مراجع الدين المؤيدين للنظام بأن ينأوا بأنفسهم عن المرشد وعن
الرئيس، ووصف بيان للرابطة خامنئي بالسلطان الجائر.
وأشارت الرابطة المدعومة
من كبار المرجعيات الدينية، إلى مشروع "تقديس" المرشد المتواصل على رغم الاعتراضات،
وما يروج له بعض أنصار خامنئي من أن الأخير من أبرز الرجال الممهدين لظهور المهدي
المنتظر وقيادة المنطقة في حروب مقدسة.
ويتم الترويج للرئيس أحمدي نجاد،
على أنه من الشخصيات الممهدة للظهور تحت قيادة المرشد، فيما يواصل تواريه عن الساحة
السياسية بعد بروز خلافه مع المرشد بسبب قضايا عدة فجرها عزله لوزير الاستخبارات
وإبقاء المرشد عليه.
ووجهت صحيفة إيران الرسمية انتقادا للرئيس ودعته بوضوح
الى إطاعة خامنئي بشكل كامل.
وحذر ممثل خامنئي في الحرس الثوري، علي سعیدي،
حذر أحمدي نجاد من مغبة التباطؤ في تنفيذ سيسات الولي الفقيه، وهو ما فعله أيضا
أمام جمعة مشهد، أحمد علم الهدى، الذي شدد على أن شرعية أحمدي نجاد رهن بتأييد
خامنئي له حتى وإن حصل على مئة بالمئة من أصوات الناخبين.
وشن عدد من قادة
الحرس الثوري هجوما عنيفا على أحمدي نجاد، ولمح بعضهم الى أنه قد يواجه مصير من
سموهم "رؤوس الفتنة" أي زعماء الإصلاح، وهو الإقصاء والسجن، بينما يهدد البرلمان
بمصير الرئيس الأسبق أبو الحسن بني صدر وهو العزل والإقالة.
وقد تجاوز عدد
الموقعين على رسالة المطالبة باستجواب الرئيس الإيراني المئة من أعضاء البرلمان,
لكن المؤيدين للرئيس هددوا من جهتهم بتدمير أعداء الرئيس والحكومة، ملمحين بشكل
واضح الى خامنئي، ما يشير الى أن الأزمة السياسية في إيران تكبر يوما بعد
آخر.