قالت الولايات المتحدة الخميس 28-4-2011 إن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير
بأن الخرطوم لن تعترف بدولة جنوب السودان إذا ما طالبت بمنطقة أبيي المتنازع عليها،
"لا تؤدي سوى إلى تأجيج وتصعيد التوتر".
وقال دبلوماسي أمريكي كبير إن
تأكيد البشير أنه لن يعترف بجنوب السودان كدولة مستقلة إذا ضم إليه منطقة أبيي
المتنازع عليها هو تأكيد غير ذي فائدة ولن يؤدي سوى لإذكاء التوترات.
وقال
وكيل وزارة الخارجية جوني كارسون للصحافيين بعد إدلاء البشير بتصريحاته في ولاية
جنوب كردفان هذه التعليقات ليست ذات فائدة على الإطلاق ولن تؤدي سوى لإذكاء وتصعيد
التوترات.
وكان الرئيس السوداني قد قال في وقت سابق إنه قد لا يعترف
بجنوب السودان كدولة مستقلة، إذا حاول الجنوب ضم منطقة أبيي الحدودية بين الشمال
والجنوب المتنازع عليها.
وقال البشير أمام جمع من الجماهير في ولاية كردفان
الجنوبية في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الخميس 28-4-2011، إنه إذا كانت هناك أي
محاولة لفصل أبيي بحيث تكون داخل حدود الدولة الجديدة فلن يعترف الشمال بهذه
الدولة.
وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان رفض الأربعاء الاعتراف
بدولة جنوب السودان، المتوقع إعلانها في التاسع من يوليو/ تموز 2011، في حال ضمت
منطقة أبيي المتنازع عليها.
وقال مسؤول أبيي في المؤتمر الوطني الدرديري
محمد أحمد، لوكالة فرانس برس "يعد تضمين مشروع دستور دولة جنوب السودان نصاً يجعل
منطقة أبيي جزءاً من دولة الجنوب خرقاً لاتفاقية السلام الشامل، وتجاوزاً لاستفتاء
تقرير المصير لجنوب السودان، والذي ينص بأن جنوب السودان هو ما يقع جنوب حدود يناير
1956".
وأضاف أن "المؤتمر الوطني يعلن بأنه لن يقبل هذا النص ولن يعترف بهذا
التجاوز وسيعيد النظر في الاعتراف بدولة الجنوب المتوقع إعلانها في التاسع من تموز/
يوليو في حال أصر الجنوب على تضمين هذا النص في دستوره".
وكانت مسودة دستور جنوب السودان التي تسلمها رئيس حكومة
الجنوب سلفاكير ميارديت، نصت في الباب الأول حول جمهورية جنوب السودان وحدودها في
الفقرة الثانية أن "حدود جمهورية جنوب السودان هي الأرض والفضاء للمحافظات
الاستوائية الكبرى وبحر الغزال الكبرى وأعالي النيل الكبرى وفق حدودها في الأول من
يناير 1956، ومنطقة أبيي بحدود مشيخات دينكا أنقوك التسع، والتي تم نقلها من بحر
الغزال إلى كردفان في عام 1905، وكما عرفها قرار لجنة التحكيم الدولية لأبيي
والصادر في يوليو 2009".
وكان اتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية
بين الشمال والجنوب، وتم توقيعه في يناير/ كانون الثاني 2005 بالعاصمة الكينية
نيروبي نص على إجراء استفتاء خاص بمنطقة أبيي متزامناً مع استفتاء جنوب السودان
يقرر بموجبه أهالي منطقة أبيي هل يريدون الالتحاق بجنوب السودان أم
بشماله.
ولكن الاستفتاء تأجل بسبب خلاف حول من يحق له التصويت في هذا
الاستفتاء.
ويتنازع شمال السودان وجنوبه على منطقة أبيي الغنية بالنفط
والواقعة على الحدود بين المنطقتين.