رحلت أمي وكان رحيلها أشبه بالصدمة والمفاجأة ... تساوى العسل بالمر والنور بالظلام وما عدت أرى شيئاً... رحلت أمي التي كنت أشعر أمامها بصغري وضآلتي وطفولتي مهما كبرت ولو كنت أباً أو جداً... رحلت أمي التي كانت تحمل في أضلعها الحنان والود والعطف والشفقة...
رحلت أمي التي كانت تدفع عني برد الهم والغبار والنكد....
رحلت أمي التي كانت ترفرف بأجنحتها فوق بيتنا وبيت كل قريب، تستفسر عن الأهل والجار والصغير والكبير وتواسي الضعيف وتفرح لفرح الناس وتحزن معهم... كانت أمي مدار حديث الصغار والكبار لم تقصر في واجب ولم ترد حنانها على من يقرع الباب.... كانت أمي تتجول بين الأهل والأحبة حمامة سلام ورسول مودة....
رحلت أمي فماتت الدنيا في عيني، وتركتني أعيش في هذه الحياة ليلة عزاء طويلة.... رحلت أمي التي لو كنت أملك من سنوات عمري شيئاً لأعطيتها منها حتى لا أفارقها ساعة واحدة....
رحلت أمي واحترت كيف أخبر أطفالي الصغار بذلك الرحيل الأبدي كيف أشرح لهم معنى الموت فهم لا يفهمون أن جدتهم قد رحلت .... لازالوا ينتظرون عودتها... وكلما طرق الباب تسابق الصغار لفتحه ولكنها لم تطل عليهم ولن يروها في هذه الدنيا مرة أخرى... ينظرون لبعضهم البعض بعيون دامعة غير مصدقين أن جدتهم لن تعود وأصبحت رؤيتها من المستحيلات؛ معاناتي كبيرة مع تلك الصدمة لن أسمع صوتاً ينادي أمي، أنادي أمي بيني وبين نفسي أريد أن أسمع وقع هذه الكلمة في أذني وأحس بها، وأتلذذ بطعمها...
لا أستطيع أن أصف لك يا أمي كيف أصبحت الحياة موحشة برحيلك عن هذه الدنيا وكيف أن أوقاتي مملة بدونك فقد تبدل الفرح في قلبي إلى حزن وبؤس.... ماذا سأكتب بعد ذلك وماذا تراني سأحكيه بعد فراقك... سوى آهات ودموع.
لقد أدركت اليوم لماذا وضع الخالق جل شأنه مفتاح الجنة في يد الأم وجعله تحت قدميها؛ لأن الأم في ذاتها جنة بكل معانيها لأولادها ويكون صدرها أوسع وأرحب من القصور وريحها أطيب من ريح المسك فاللهم أكرم نزلها ووسع مدخلها وأغسلها بالماء والثلج والبرد واجمعني بأمي في مستقر رحمتك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
--------------------------------------------------------------------------------
http://www.alriyadh.com/2008/07/08/article357170.html
************************************************** ***********************************
ورحلت أمي ... رحلت أمي ... رحلت أمي ... أثارت حزني ، أثارت شجني ، أثارت ألمي هذه الترانيم الحزينه ، الترانيم الشفيفه كماء المطر ..
ماأجمل لحن الوفاء للوفاء
ماأجمل لحن الحب الخالد
قلب شفيف ، قلم شفيف ، إحساس شفيف ولاأصدق من الحزن
كم هي عظيمة الرجولة الخاشعة في محراب الأم
ترتل الحب ، الوفاء ، ألم الفقد ، ألم الشوق الغائب ..
أخي أحمد ..
موجع ماكتبت .. حزين هذا الجمال الذي يجبرني على الصمت فالصمت في حرم الجمال جمال ..
(( لن أسمع صوتاً ينادي أمي، أنادي أمي بيني وبين نفسي أريد أن أسمع وقع هذه الكلمة في أذني وأحس بها، وأتلذذ بطعمها ))
أريد أن أصمت لأترك هذا الشجن الجميل يترنم بالوفاء والحب وأقف إجلالا لقلم جميل جريء قلم رجل وقلب إنسان يعلنها ( حياة موحشه بدونك أمي )
فالرجوله هي الحب هي الوفاء
تحيه من القلب لكاتب هذه الكلمات الجميلة