كد عمرو موسى، المرشح لانتخابات الرئاسية في مصر، أن محاور
العلاقة الاستراتيجية التي تربط مصر بالولايات المتحدة تحتاج إلى المراجعة،
وأنه لابد من أخذ التغيرات التي تحدث في العالم العربي في الاعتبار إذا
أريد لتلك العلاقة أن تستمر وتتعزز.
وأوضح أنه من الناحية الإيجابية فإن ذلك يعني أن مصر والولايات المتحدة
ستستمران في التعاون والتفاهم والتشاور، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن
هناك ديمقراطية ناشئة،وأن الأمر لم يعد يجري كالسابق بمجرد مكالمة
تليفونية لشخص واحد يملك وحده الإجابة بنعم أو لا.
وأوضح أنه في
العهد السابق سارت مصر مبارك في علاقاتها مع أمريكا على نحو لم يقبله الشعب
المصر؛ لأنها كانت تقوم على أن علاقة العرب بأمريكا شيء والقضية
الفلسطينية شيء آخر. وإغلاق معبر رفح وفرض حصار علي غزة لم يقبله
الشعب.وكان ينبغي علينا أن نصرّ ونستخدم علاقتنا مع إسرائيل ونضغط من
أجل فتح المعابر ووضع حد للحصار المفروض على غزة، وهذا رأي العالم كله
الذي يطالب برفع المعاناة عن الفلسطينيين، ولكن النظام السابق لم يكن
مع هذه الرؤية.
ورفض موسى النظر لحماس كمنظمة إرهابية، وقال إن هذه نظرة تعميم والأغلبية
ليست كذلك، وأن تكون إرهابياً لا يعني أن تكون هذه وصمة عار للأبد.
وحول العلاقة مع إيران قال موسى في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" إن إيران
ليست عدواً للعرب ولا ينبغي أن تكون كذلك، وهناك الكثير من المكاسب التي
يمكن أن نجنيها بوجود علاقات سلمية.
وبالنسبة لمعاهدة السلام مع إسرائيل قال موسى إن "المعاهدة معاهدة.
وبالنسبة لنا المعاهدة تم توقيعها وهي من أجل إقرار السلام، ولكن الأمر
يعتمد على الجانب الآخر، فإذا سألتني ما طبيعة العلاقات التي ستكون بين
العرب وإسرائيل؟ فإنني أود أن أراها وفقاً لما جاء في مبادرة السلام
العربية في عام 2002 والتي حددت موقف العرب ،ومن بينهم مصر بالطبع،
من السلام مع إسرائيل".
وعن الانتخابات المقبلة والأطراف المرشحة للفوز، أوضح موسى أنه كان يتعين
أن تجري الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، وكان من الواجب أن يتم
انتخاب رئيس مدني جديد، لكي يقود ويشرف على عملية صياغة مسودة دستور
جديد للبلاد، وتحديد مسار الجمهورية الجديدة، ثم يتم بعد ذلك إجراء
الانتخابات البرلمانية.
وعن فرص الإخوان السلفيين في الفوز في الانتخابات البرلمانية، قال موسى:
"يمكنهم الفوز وقد لا يمكنهم. فهناك أطراف أخرى تسارع الخطى لكي تعد
نفسها جيداً للانتخابات، ولكنني لا أعتقد أن هذه الأطراف أو القوى
الأخرى تملك ما يكفي من الوقت لكي تحجز لأنفسها مقاعد في البرلمان المقبل.
وأرجع موسى التوتر الحالي والعنف الطائفي الذي تشهده مصر بين السلفيين
والأقباط لسوء إدارة المجتمع والبلاد تحت حكم النظام السابق، فمصر كمجتمع
مستنير لم يكن لها أن تشهد مثل هذا التشاحن الطائفي، وأعرب عن اعتقاده بأن
أغلبية المصريين لا يريدون أن يروا مثل هذا الصراع القائم على الدين أو
الطائفة.
وقال موسى إن المشكلة الرئيسية في النظام السابق هي الاتجاه لخلافة مبارك،
ولولا الثورة التي قامت في يناير لكان توريث الحكم لابن الرئيس في مايو،
أو يونيو، حيث كان النظام (مبارك) سيعلن ترشيح ابن الرئيس (جمال)
ولم يكن أحد سيقبل ذلك.
ورفض موسى الإجابة عن رأيه فيما إذا كان يرى مبارك فاسداً أم لا، واكتفى
بالقول إن النائب العام سيأخذ هذا الأمر بجدية وسيخبر الشعب عما حدث.
وحول ما يدور في سوريا واليمن، قال موسى إنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما
سيحدث، ولكنني آمل أن يكون إقرار الديمقراطية هو نهاية ما يجري على امتداد
العالم العربي.