آآآه لو أعــــود

آآآه لو أعــــود

في ليلة لا يسمع فيها إلا صوت الرعد القاصف وصرير الريح

المرعب في لية أنطفأت فيها الأنوار ،

وأطبق ظلام دامس على البيت بعد أنقطاع الكهرباء ، في ليلة

حرك رعبها قلبي وهز بردها جسمي ،

لاأرى مد يدي ظلام حالك وجو مرعب ، أغلقت شباك غرفتي

لأقلل وحشتي ، أنفاسي تتقطع في

صدري ، لا أحد حولي لا أمي ولا أبي ولا أخي وحيداً فريداً

ترتعد فرائصي فزعاً لا أستطيع فتح عيني

خوفاً من مصير لا أعلمه ينتظرني .

وفجأة ولسبب لم أتبينه شعرت بخفقات قلبي تزداد وأنفاسي تتلاحق

وأطرافي تضطرب وبشيء

يكاد يكتم أنفاسي صحتٌ ، ناديت ، يا إخوتي ياأصدقائي أغيثوني

مما ألم بي اتئوني بطيبي واخي

وصديقي لكن واحسرتاه .. واحسرتاه أصرخ بأعلى صوتي ، فلا

أسمع سوى صدى ندائي يتردد في

أرجاء غرفتي المظلمة .

أيقتن عندها أنه جاء يطلبني توسلت إليه ليمهلني لينظرني ولو

ساعة من نهار لكن دون جدوى

كان شديداً غاضباً مني رفض توسلي إليه قال بأعلى صوته :

ألم تعرفني ؟ ألم تسمع بي ؟

قلت :
بلى .. انت من جاء ليغمض عيني ويلفني بأكفاني بل ليبعدني عن

أهلي واحبابي انت من جاء

ليخطفني من بين أشرطتي وقنواتي ومواقعي ويدمر تسليتي

ردٌ بصوت مخيف : إنك راحل وإلى مطار تعرفه مسافر

زادت ألامي ، وحبست في جوفي أحرفي قبل كلماتي

انتهرني قائلاً : لما نسيتني ، لما نسيتني ؟

ارتجت كلماتي وخانني لساني ما فكرت يوماً أنك تطلبني مافكرت

يوماً انك تطرق بابي لتعيدني

لصوابي وتغلق صفحة حياتي

عندها تذكرت أنها صيحات فراق ، وألام وداع ، أودع الدنيا

راحلاً إلى مطار ارضه غير مرصوفة حيث

وسادة من تراب والمستقبلون أسراب من دود والغطاء من اللحود

برده شديد يفتك بالعظام يقطع الأوصال

صحت بأعلى صوتي آهٍ لو أعود

شبح الموت يتراءى أمام ناظري تدحرجت دموعي على خدي

خوفاً وهلعاً أن أفارق الحياة ، وأنا في ريعان الشباب

آهات وآلام تحفز دموع الندم لتقول لي : كم من متعة استمتعتها

وشريط غناء سمعته وصلاة تكاسلت عنها

أرتعش لساني وخرجت كلماتي : بأي وجه أقابل ربي ؟ كيف

أعتذر منه وقد عصيته ؟ هل سيعفو

عني أم سيلقي بي غير مبال في النار الأسئلة الملحة تطاردني

والحسرة والندم ينهشان قلبي .

سـأهرب ، ولكن إلى أين ؟ الدنيا كلها لن تخفيني ممن يطاردني

لساني يلهث يردد رحماك ربي

إلهي أتوسل إليك أمهلني لا زلت في ريعان شبابي .

وماهي إلا لحظات وإذا بباب البيت يفتح مبشراً بوصل أهلي

فرحت فرحاً لا يوصف استجمعت

أنفاسي ودبت الحياة في أعضائي تحرك لساني ناديتهم بأعلى

صوتي وهو يطادرني جاثماً على صدري

أمي الحبيبة أدركيني حبيبك يغادر الدنيا تودع آخر أنفاسه الحياة

أمي الحبيبة أدركيني

حبيبك أنفاسه محجوزة ومن الموت مفزوعة أمي الحنونة أين

حنانك مني بل أين حبك لي ؟ أماه

مدي لي يدك أعلق فيها آخر أنفاس الحياة ، أماه مدي لي يدك

أقبلها أودعها أشم فيها رائحة المحبة

أمي الحبيبة سامحيني كم تطاولت يوماً عليكي أماه إنها لحظات

الوداع وزفرات الفراق .

دنت مني أمي ودموعها تكاد تغرقني نادتني حبيبي حياتي ، أفديك

بنفسي وضعت رأسي في

حجرها وأمسكت يدها بيدي بكاؤها يقطع قلبي ويزيدني ألماً فوق

ألمي صحت آه آه يا أماه من

شيء يقطع قلبي يمزق أعضائي يجري مع دمي بل ياأماه يكسر

عظامي آه لو تعلمين إنه ألم

شديد وفراق إلى مدى بعيد

زاد بكاؤها ورفعت يديها إلى السماء تدعو إلهي أمهل حبيبي ليتوب

ليعود إلهي لا تخيب رجائي فيك

مددت يدي لآختي... لأبي تعلقت بهم وداعاً أحبتي علا بكاؤهم

وزاد أساهم يرون آلامي لا توصف

تعجز عن وصفها الأقلام ويقف عنها عاجزاً الكلام جبال على

صدري وهموم تثقلني إلهي من يفرج

همي وينفس كربتي ؟

أشتد نزعي ضاق ولله بها صدري ينادونني قل : لا إله إلا الله

وذاك يقول : احملوه للمشفى لازال فيه حياة

حملت للمستشفى واستقبلت بحفاوة ووضعت بين الأجهزة في غرفة

الأنعاش وبعد ساعات حار

الطبيب بعلمه وانثنى منكساً رأسه معلناً أمام الموت أخفاقه ، خرج

لأهلي دموعه على خده قابضاً

يده تعالوا لتحضروا وفاته ، دخلوا الغرفة كلهم ولساني يهذي

بأمور لا أشعر بها حكيت لهم قصة

حياتي بشريط مسجل على لساني كنت أظهر ألتزامي وأمامهم

مبتعداً علن الملهيات والأغاني

وإذا بهم يتفاجوؤن بالحقيقة المرة

انكشف الغطاء وبدأ الزيف والافتراء حقيقة مرة وكذبة كبيرة

عشت فيها سنين تذكرت عندها كلاماً

لسفيان الثوري رحمه الله : أكبر خيانة أن يخونك لسانك عند الموت فلا ينطق بها ، أتعرف ماهي ؟

إنها الشهادة

وفجأة تجمع الأطباء حولي واشتد نزعي وتمتعت بخفوت :

آه لو أعود من منكم يزيدني من عمره

ساعة دقيقة ثانية ؟ لأكشتف الحقيقة وأحطم زيف الكذبة

وفجأة وإذا بأجهزة الأطباء تضطرب وتخفق بسرعة هوت كلها

إلى مؤشر الصفر معلنة النهاية فدقت

أجراسها محذرة وعلا صوتها منذراً

وفاضت معها روحي ورأى كلهم مصرعي بل نهاية حياتي

خرج الجميع من الغرفة وتركوني وحيداً فريداً في غرفة باردة

تركوني مع أيد غريبة تقلبني وتلفني بأثواب ربطوا بها يدي وشدوا

بها رأسي واستدعوا موظف الثلاجة

ليحملني على عربته وحيداً لا مرافق لي تركني أهلي كأنهم

خائفون مني مستوحشون من

حالي لم يجرؤا أحد على لمسي فتحت لي أبواب الثلاجة وأدخلت

فيها وحملني اثنان وعن العربة أنزلوني وفي الدرج الاول تركوني
أغلقوا علي الباب اغلاقاً محكماً ثم أقفلوا الثلاجة خارجين إلى

أعمالهم عائدين ، أطفئوا الأنوار

زاد برد الثلاجة كل من فيها أناس صامتون جيران لا يتكلمون لا نفس فيسمع ولا داع فيجاب

كنت أمٌر بقرب هذا المكان لا استطيع النظر إليه خوفاً منه وها

أنا اليوم اٌوده فيه يالها من نهاية وماهي إلا لحظات وإذا بأبواب

تفتح ضجيج وأصوات عالية ومن بينهم صوت يقول :

أنا أغسله وآخر يقول أنا أكفنه

أخرجوني من درجي ووضعوني على مكان غسلي كأنهم خائفون

مني خلعوا ملابسي وستروا عورتي صبوا الماء فوق رأسي

وغسلوني قربوا الأكفان ونشروها ثم طيبوها بدوؤا بتغطية وجهي

أوثقوني بالأربطة مااشده وأظلمه من غطاء ! قبلني أبي وأخي

واستدعيت أمي فلم تتمالك نفسها حنت رأسها علي وقبلتني

تركوني في ناحية المسجد وحيداً انتهت الصلاة وتداعى أحبتي :

إلينا بعبد الله فاحملوه وللصلاة قربوه

حملت بين الايدي ورفعت على الاعناق صلى الناس وخرجوا

حملت على الاكتاف تتبعني الدعوات : اللهم ثبته عند السؤال

اين صار أصحابي يااحبابي دعوني معكم ولو ليلة أترمون بي ؟

قد كنت خادماً أخا صديقاً أفي حفرة تودعونني ؟

ضاعت هداياي لكم وخدماتي كم لية سامرتكم اضحكتكم صدق فيٌ

حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حديث قد طرق سمعي

لكني لم اعره بالاً تذكرت قوله :

" إذا وضعت الجنازة واحتملوها على أعناقهم ، فإن كانت صالحة

قالت : قدموني قدموني ، وإن كانت غير صالحة قالت : ياويلها

أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمعها

لصعق " [ رواه البخاري ]

تنادي جنازتي : دعوني ... دعوني ... أعرف ماأمامي إنها

أشرطتي وأفلامي أنزلوني أنزلوني ، أما

تسمعون ندائي لا أحد يبالي

وضعوني على شفير القبر وحافته أرى قبري يحفر أمامي

ياأبي أتحفر لي لتواريني أنظر إلى قبري موحش مظلم آه .. يا

إلهي ما أوحشه طين وتراب صخور

كبيرة تكتم الأنفاس هاهم انتهوا نادوا إلينا بالجنازة حملها الأقربون

مسرعين ينتحبون بكاؤهم يزيد

يعلمون أني بين اللحود عندها ودعت الدنيا وداعاً أيتها الشمس

آه ... أيها الظلام ، حلوا رباط أكفاني قبلني أبي وداعاً لي نادوا

باللحود حجارة كبيرة وضعوها فوق رأسي على رجلي وغطوا

جسدي ، أصيح فلا مجيب أيها الناس أغلقتم منافذ الهواء فإذا

بالنداء لا يقرع إلا آذاناً صماء زادوا

عليٌ التراب تراب فوق تراب كلهم يحثو حتى ردموا الحفرة ،

وأغلقوا معها آخر أنفاس الحياة وتهيؤا للرحيل .

ذهبوا وأبقوني وحيداً ذهبوا وتركوني أسامر الدود

استقبلني القبر بضمته واللحد بغمته ، أخذ التراب ينهال على

وجهي ، كفى أيها المستقبلون

أهكذا تستقبلون ضيفكم ؟!

عندها دبٌ الدود على وجهي وبداً يأكل أكفاني

صحت بأعلى صوتي

آه .. آه .. لو أعود.

استيقظ أبي وفتح باب غرفتي : بني مابك ؟ أبي .. أمي ..

آه لو أعود

بني من أين تعود ؟ أنت في البيت ، تعلقت به يا أبي أنقذني ،

أبعد الدود عن وجهي .

بني لا تخف أنت في بيتك ، تجمع الأهل حولي وانا أردد صيحة واحدة :

آه .. لو أعود

أضاوؤا الأنوار وإذا بي بينهم تلمست أيديهم ، عندها أدركت أنني

لازلت على قيد الحياة

آه يا لله ياله من حلم ... ماأبشعه بل ما أوحشه قد هز كياني أرعبني ومن الآخرة قربني

جلست على فراشي هاانت يا عبد الله في مهلة إذن فاعمل

عرفت أنه لا طريق للنجاة إلا طريق الأستقامة

كسرت أشرطتي ، وحرقت مجلاتي ، جددت أستقامتي البالية ،

وكانت التوبة الصادقة قطعت حبل كل ود بزملائي القدامى البعيدين

عن الله ، واستبدلت بهم إخوة يقربونني إلى الله عز وجل ،

فكلما هممت بمعصية تذكرت تلك الرحلة التي رحلتها فو الله بعدها ماهممت بمعصية

_________________

كل الشكر لمرورك سوسو سلامونتى الأبنه الفاضلة

السلام عليكم ورحمة الله

كل الشكر والتقدير لك اخى

ابو حبيبه

على تذكرة مباركه وطيبه

وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام

" إذا وضعت الجنازة واحتملوها على أعناقهم
فإن كانت صالحة

قالت :
قدموني قدموني
وإن كانت غير صالحة قالت :
ياويلها

أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان
ولو سمعها

لصعق " [ رواه البخاري ]

جزاك الله خيرا

دام قلمك عطاء وننتظر المزيد

_________________
آآآه لو أعــــود Zjy168901

السلام عليكم " أبو حبيبة "

كل الشكر والتقدير لك موضوع روعه

آهٍ ... لو أعود

سحبت جسمي وأسندت ظهري على جدار غرفتي المرعب وأنا أشعر بالوهن والمرض يدبُّ إلي . هل هو الموت؟ هل انتهت أيامي وجاء لقائي بربي ؟
حزنت ... بكيت ... رفعت صوتي , أيقنت أن لا أحد يسمعني . شبح الموت يتراءي أمام ناظري , تدحرجت دموعي على خدي , خوفاً وهلعاً أن أفارق الحياة وأنا في ريعان الشباب
آهات وآلام تحفز دموع الندم , لتقول لي:كم من متعة استمتعتها ,وشريط فسوق رايته او سمعته , وصلاة تكاسلت عنها , ارتعش لساني وخرجت كلماتي : بأي وجه أقابل ربِّي ؟
كيف أعتذر وقد خنته ؟ هل سيعفو عني أم سيلقي بي غير مبالٍ إلى النار؟ الأسئلة الملحة تطاردني , والحسرة والندم ينهشان قلبي . سأهرب ولكن إلى أين ؟ الدنيا كلها لن تخفيني ممن يطاردني , لساني يلهث يردد رحماك ربِّي ... إلهي أتوسل إليك أمهلني لازلت في ريعان شبابي , سفينة حياتي تتحطم على صخرة النهاية . الموت يدكها .. يحطمها .. يكسرها بشراسة

كأن بينه وبينها عداوة ... رحماك ربي

اشكرك " ابو حبيبة ما شاء الله " ربنا يكرمك

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

رررائع اخى " أبو حبيبة " حقيقى انا فخور وسعيد بك بالبداية المفيدة

عجبنى كثر التذكرة بالأخرة لا بد من الاستعداد إلى يوم الرحيل يوم لا ينفع مال ولا بنون غلا من أتى الله بقلب سليم

اشكرك اخى الرائع

احمد فرج كتب:: السلام عليكم ورحمة الله

كل الشكر والتقدير لك اخى

ابو حبيبه

على تذكرة مباركه وطيبه

وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام

" إذا وضعت الجنازة واحتملوها على أعناقهم
فإن كانت صالحة

قالت :
قدموني قدموني
وإن كانت غير صالحة قالت :
ياويلها

أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان
ولو سمعها

لصعق " [ رواه البخاري ]

جزاك الله خيرا

دام قلمك عطاء وننتظر المزيد

جزاك الفردوس مكانا أستاذى الفاضل

نبيلة محمود خليل كتب:: السلام عليكم " أبو حبيبة "

كل الشكر والتقدير لك موضوع روعه
آهٍ ... لو أعود
سحبت جسمي وأسندت ظهري على جدار غرفتي المرعب وأنا أشعر بالوهن والمرض يدبُّ إلي . هل هو الموت؟ هل انتهت أيامي وجاء لقائي بربي ؟
حزنت ... بكيت ... رفعت صوتي , أيقنت أن لا أحد يسمعني . شبح الموت يتراءي أمام ناظري , تدحرجت دموعي على خدي , خوفاً وهلعاً أن أفارق الحياة وأنا في ريعان الشباب
آهات وآلام تحفز دموع الندم , لتقول لي:كم من متعة استمتعتها ,وشريط فسوق رايته او سمعته , وصلاة تكاسلت عنها , ارتعش لساني وخرجت كلماتي : بأي وجه أقابل ربِّي ؟
كيف أعتذر وقد خنته ؟ هل سيعفو عني أم سيلقي بي غير مبالٍ إلى النار؟ الأسئلة الملحة تطاردني , والحسرة والندم ينهشان قلبي . سأهرب ولكن إلى أين ؟ الدنيا كلها لن تخفيني ممن يطاردني , لساني يلهث يردد رحماك ربِّي ... إلهي أتوسل إليك أمهلني لازلت في ريعان شبابي , سفينة حياتي تتحطم على صخرة النهاية . الموت يدكها .. يحطمها .. يكسرها بشراسة
كأن بينه وبينها عداوة ... رحماك ربي
اشكرك " ابو حبيبة ما شاء الله " ربنا يكرمك

السيدة الفاضلة نبيلة محمود كل الشكر مرورك المميز وارجو الله أن أكون مفيد بينكم كما استفدت منكم

aly issa كتب:: رررائع اخى " أبو حبيبة " حقيقى انا فخور وسعيد بك بالبداية المفيدة

عجبنى كثر التذكرة بالأخرة لا بد من الاستعداد إلى يوم الرحيل يوم لا ينفع مال ولا بنون غلا من أتى الله بقلب سليم

اشكرك اخى الرائع

وأنا فخور جدا وأشكر الصدفة التى ساقتنى بينكم