قالت صحيفة الشروق الجزائرية:" في تحقيق أعده ثلاثة باحثين جزائريين، كشف
عن ارتفاع معدل التنصير في الجزائر، إذ بلغ عدد المرتدين عن الإسلام 10
آلاف شخص أي بمعدل 6 أشخاص في اليوم معظمهم من الشباب، وحسب تقرير أصدره
مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لكتابة الدولة الأمريكية، فإن فئة
غير المسلمين في الجزائر بلغت نصف مليون شخص يرتادون 300 كنيسة وأغلبها في
منطقة القبائل، وذكر تقرير آخر أن نسبة 25 ٪ من سكان بعض القرى في منطقة
القبائل وفي بعض مناطق الجنوب الجزائري ارتدوا عن دين الله أفواجا، فيما
انتهز المنصرون في الجنوب الجزائري تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية
ليقبضوا على رقاب الأهالي وينحرفوا بهم إلى المسيحية، إذ يقول تقرير أعدته
باحثتان جزائريتان، أن المنصرين تغلغلوا في مناطق الجنوب الجزائري وصاروا
يشاركون الأهالي أكلهم وشربهم ويتحدثون لهجتهم ويمتهنون رعيهم بل هناك من
نسائهم من تتبادل الزيارات مع نساء
"الطوارڤ" بغية تنصيرهن وحسب نفس التقرير، فإن نسبة المتمسحين في منطقة
"تيميمون" الواقعة في الجنوب الجزائري، بلغت نسبة 5 ٪ بزيادة 3 ٪ مقارنة بالسنوات الماضية.
ويضيف تقرير آخر أن نشاط مختلف الكنائس بلغ 70 ٪ خلال السنوات الماضية في
حين لا يتعدى نشاط الكنائس التي تعمل في إطار قانوني نسبة 5،30 ٪ والملاحظ
أن هذه الكنائس تحاول اجتذاب الشباب البطال والفقير بتقديم يد المساعدة له
حتى يسهل اقتياده فيما بعد إلى المسيحية، وهو الأمر الذي تعكف
عليه الكنيسة البروتستانتية في ولايات "بسكرة"
و"ورقلة" و"تڤرت" و"جامعة" بولاية "الوادي"، حيث تشرف هذه الكنيسة على
المشاريع المصغرة لاستصلاح الأراضي الفلاحية ودعمها ماديا، كما تعمل على
إنشاء مطبعة خاصة بطباعة الإنجيل بالجزائر العاصمة حتى تسهل مهمة توزيعه في
كل ولايات الجزائر، وحتى تضمن استمرار نشاطها، قامت بتوزيع عناصرها على
أربع جهات من البلاد، حيث تختص كل مجموعة بجهة معينة ليتم تقديم تقارير
للكنيسة الكاثوليكية في العاصمة حول أوضاع الأقلية المسيحية في مختلف مناطق
الجزائر، كما تقوم هذه الكنيسة من خلال جمعيات نشيطة بتنظيم مخيمات لـ
"المؤمنين الجدد" ويتم خلالها تعليمهم عقيدة التثليث وقواعد
المسيحية بشكل عام، ويجدر بالذكر أن الكنيسة
"البروتستانتية" بالجزائر تلقى كل الدعم المادي من طرف
المنظمة الدولية للكنائس الموجودة بالولايات المتحدة.
المنصرون يعملون في صمت
محاولة الولوج إلى عالم المنصرين الذين باعوا دينهم مقابل حفنة من الوعود
والأماني ليس بالأمر السهل على اعتبار أن 99 ٪ من الشعب الجزائري مسلم وليس
من السهل أن يعلن المرء عن مسيحيته أمام الملأ لأن الأمر يعد"ردة في
ثقافتنا الشعبية، والمرتد عندنا مارق عن الأصل ومنبوذ اجتماعيا من ذوي
أرحامه ومحتقر من كافة أفراد المجتمع" مثلما جاء على لسان أبوجرة في الحوار
الذي أجريناه معه على هامش هذا الموضوع، لذلك يحاول المنصرون إخفاء أمر
اعتناقهم للمسيحية خاصة في تلك المناطق التي لا تعرف انتشارا واسعا
للتنصير، ففي ولاية سطيف لا أثر ظاهر للمسيحية فيها، ولكن
قادنا تحقيق حول هذا الأمر إلى اكتشاف خلية تدير
نشاطاتها في مقر سري وتحت إشراف قس فرنسي يعمل كطبيب
للمعاقين.
ولكن الوصول إلى هذه الخلية السرية كان من أصعب المهمات التي صادفتنا لأن
التكتم الشديد يطبع أمر التنصير في هذه المدينة المحافظة، غير أن العناصر
التي تنتمي إلى هذه الخلية تحاول أن تنشر المسيحية بين الناس في صمت، وهو
الأمر الذي تعرض إليه أحد الأشخاص الذي كان مسافرا في الحافلة أين جلست
بالقرب منه فتاة عرضت عليه المسيحية فنهرها، هذا وتحدث لنا مسؤول رفيع
المستوى أن التنصير في المناطق الشمالية لولاية سطيف يعرف نشاطا متزايدا
على عكس المناطق الأخرى وبعض السكان هناك أبلغونا أنهم عثروا على كتيبات
ومنشورات على قارعة الطريق تتحدث عن مزايا المسيحية، ويضيف ذات المسؤول، أن
الجامعة هي أكثر البؤر التي ينتشر فيها التنصير كونها تضم طلبة أفارقة
استطاعوا أن يؤثروا على بعض الطلبة ويردونهم عن دينهم، ومع ذلك يعتبر طلبة
الجامعة أكثر وعيا في التصدي لظاهرة التنصير على عكس طلبة الإكماليات
والثانويات الذين يسقطون في فخ التنصير من أول وهلة.
وفي هذا الصدد عبّر أولياء تلاميذ إحدى الثانويات بالجزائر العاصمة عن
قلقهم إثر عثورهم على أناجيل وصلبان في محافظ أبنائهم، وتبين فيما بعد أن
هذه الأناجيل والصلبان قدمت إلى المنطقة عبر البواخر القادمة من مختلف
الدول الأجنبية، والملاحظ أن الإغراءات المادية ليست وحدها وراء تنصر
العشرات من الشباب، فهناك من ارتمى في أحضان المسيحية هروبا من تشريعات
الإسلام، كهذا الشاب الذي اعتنق المسيحية لكونها تبيح النساء والخمر، وآخر
لا يعني له الإسلام أكثر من رداء يلبسه ويخلعه متى شاء، فما إن وطئت قدماه
أرض الكنيسة، حتى تأثر بمشهد المسيحيين وهم يؤدون صلاتهم وتوطدت
علاقته بالمسيحية بعد أن قرأ الإنجيل فترك الإسلام غير
آسف عليه بعد أن كان يصلي ويصوم.