قتل 50 شخصا على الاقل خلال اربعة ايام من المواجهات الدامية في مدينة
حمص، احد مراكز حركة الاحتجاج في سوريا، حيث اتهم ناشطون الثلاثاء النظام
السوري بالتحريض على العنف الطائفي.
وعنونت الثلاثاء صحيفة الوطن القريبة من النظام "حمص تعيش كابوسا"، وكتبت
انه منذ البداية حذر الجميع من الانزلاق الى الحرب الطائفية (...) التي
لا تميز بين مسلمين ومسيحيين، مؤكدة انه لا يمكن حل الخلافات الا بالحوار.
واتهم ناشطون حقوقيون النظام ب"تأجيج الانقسامات الطائفية".
وباتت حمص، ثالث مدن سوريا، والواقعة على بعد 160 كلم من دمشق، احد معاقل
المعارضة على اثر اندلاع الاحتجاجات الشعبية في منتصف اذار/مارس. وارسل
الجيش اليها قبل شهرين لاحتواء التظاهرات التي طالبت باسقاط نظام الرئيس
بشار الاسد.
والثلاثاء، قتل سبعة اشخاص في حمص برصاص ميليشيات موالية للنظام اطلقت
النار على مشاركين في مراسم تشييع، لترتفع الى عشرين حصيلة القتلى في هذه
المدينة منذ الاثنين، وفق ما افاد ناشطون.
واكدت "لجان تنسيق الثورة" السورية على موقعها الالكتروني ان "سبعة شهداء
سقطوا واصيب اكثر من اربعين شخصا في حي الخالدية في حمص خلال مراسم تشييع
امام مسجد خالد بن الوليد".
واضافت اللجان ان "الميليشيات الموالية للنظام نزلت من سيارتي اسعاف امام المسجد وبدأت باطلاق النار على الجمع".
وتعذر تأكيد هذه الحصيلة لدى ناشطين حقوقيين اخرين.
وقتل 13 شخصا اخرين منذ الاثنين بنيران الجيش السوري الذي ينفذ عمليات في
حمص لاحتواء حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام، وفق معارضين اخرين.
وتشهد المدينة منذ السبت مواجهات ذات طابع طائفي هي الاولى بهذا الحجم
منذ بدء الحركة الاحتجاجية منتصف اذار/مارس، بحسب المصدر نفسه.
وكتب ناشطون الثلاثاء على صفحة "الثورة السورية 2011" على موقع فيسبوك ان
اطلاق النار يتواصل في اكثر من حي في حمص. واضافوا ان الاجواء متوترة
والميليشيات الموالية للنظام تدخل الاحياء وتطلق النار من دون تمييز
لارهاب السكان.
وادت مواجهات غير مسبوقة بين معارضين للنظام ومؤدين له الى سقوط ثلاثين
قتيلا في الساعات ال48 الاخيرة في المدينة التي تضم سنة وشيعة ومسيحيين،
كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
واندلعت هذه المواجهات بعد مقتل ثلاثة من مناصري النظام تلقت عائلاتهم السبت جثثهم مقطعة.
وقال احد سكان حمص رافضا كشف هويته ان "مناصرين للنظام هاجموا احياء يقيم
فيها معارضون (سنة) وقاموا بتخريب ونهب متاجر"، متهما احزابا ب"زرع بذور
الطائفية لحرف الثورة عن هدفها" الديموقراطي.
وكتب عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان ان "سكان حمص نددوا
بالشائعات التي اطلقتها احزاب قريبة من النظام عن وقوع مواجهات طائفية.
الواقع ان الاجهزة الامنية وعناصر الجيش بلباس مدني هم الذين يهاجمون
المدنيين".
وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس
برس، ان "السلطات السورية بعد ان فشلت في خلق فتنة طائفية في حمص بسبب وعي
الاهالي من كافة الطوائف، نفذت عملياتها العسكرية والامنية".
واضاف "اكد اليوم (الثلاثاء) قيادي معارض وسجين سياسي سابق للمرصد وجود
اسماء 30 شخصا قتلوا السبت والاحد من مختلف الطوائف في حمص وان المرصد
يعلن تضامنه مع اهالي حمص في محنتهم".
واوضح ان "هذا الشيء سيفشل مثلما فشل مخطط زرع الفتنة في اللاذقية وجبلة
وبانياس في شهر نيسان/ابريل الماضي عندما اطلق الرصاص على مسجد ابو بكر
الصديق"، مضيفا ان هذا المخطط "فشل الان فشلا ذريعا في حمص".
في هذا الوقت، تواصلت الضغوط الدبلوماسية على الرئيس بشار الاسد، بعد ان
اعلنت المنظمات الحقوقية ان عدد القتلى بات يفوق 1400 والمعتقلين 12000.
كما تسببت اعمال العنف في نزوح الالاف.
وجدد البيت الابيض الثلاثاء دعوته السلطات السورية الى انهاء "حملة
العنف" بحق المدنيين والبدء ب"عملية انتقالية نحو الديموقراطية".
وكرر موقف الادارة الاميركية لجهة ان الرئيس بشار الاسد "فقد شرعيته"،
موضحا ان الولايات المتحدة "تواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتصعيد الضغط
على النظام السوري ليضع حدا لاعمال العنف ويلبي تطلعات السوريين".