*القصة الاولى
في خلف جبال الهمالايا كانت تختبأ ولاية صغيرة وكان يحكمها رجل كبير ذو خبرة ووقار ولكن المرض كان قد انهكه وأحس بقرب نهايته وقد كان للحاكم ولد وحيد شاب في سن الطيش والمراهقة وذات يوم أمر الحاكم ابنه بالحضور وقال له يا بني: اني احس بقرب نهايتي وسأوصيك بوصية وهي ان ضاقت بك الحال يوما ما وكرهت العيش فاذهب الى المغارة المظلمة خلف القصر وستجد بها حبلا مربوطا الى السقف اشنق نقسك فيه لترتاح من الدنيا وما كاد الحاكم ينتهي من الوصية حتى اغمض عينيه ومات أما الوارث الوحيد للثروة فقد أخذ يبعثرها ويسرف ويبدد على ملذات العيش وعلى رفاق السوء وكان ابوه دائما يحذره منه ، وبعد فترة وجد الابن نفسه وقد أفنى تلك الثروة الهائله وتغير الحال وتركه اصحابه الذين كانوا يصاحبونه لأجل المال فقط ، حتى أقربهم من قلبه سخر منه وقال لن اقرضك شيء وانت من انفق ثروته وليس انا . لم يجد الشاب ملاذا وما عاد العيش يطيب له بعد العز فهو مدلل متعود على ترف الحياة ولا يستطيع ان يتأقلم مع الوضع الجديد ، فما كان منه الا ان تذكر وصية أبيه الحاكم وقال آآآه يا ابتاه سأذهب الى المغارة وأشنق نفسي كما أوصيتني وبالفعل دخل المغارة المخيفة والمظلمة ووجد الحبل متدليا من الاعلى فما كان منه الا ان سالت من عينه دمعة اخيرة ولف الحبل على رقبته ثم دفع بنفسه في الهواء فهــــــــــــــــــل مات هل انقضى كل شيء هل هي النهاية اليائسة ام ان الحال مختلف نعم فما ان تدلى من الحبل حتى انهالت علية أوراق النقود من السقف ورنين الذهب المتساقط من الاعلى يضج بالمغارة وقد سقط هو الى الارض وسقطت بجانبه ورقه كتبها له ابوه الحاكم يقول فيها يا بني قد علمت الان كم هي الدنيا مليئة بالامل عندما تنفض الغبار عن عينيك وتدع رفقاء السوء وهذه نصف ثروتي كنت قد خبأتها لك ، فعد الى رشدك واترك الاسراف واترك رفاق السوء. صدق رسول الله عليه افضل الصلاوات حين قال خذ من صحتك لمرضك ومن شبابك لهرمك
**القصة الثانية
كان لأحد الحكماء غلاما يساعده في حوائجه وكان هذا الغلام دائم التأفف والشكوى والتذمر من الحياة والناس ,,, فخطر على بال الحكيم خاطر حيث قال لغلامه : ... اذهب وائتني بحفنة من ملح ,,, ذهب الغلام وفعل ذلك فقال له الرجل : ضع حفنة الملح هذه في كوب ماء ,,, وضعها الغلام ,,, فقال له الرجل : اشرب الآن الماء ,,, فما اعترض الغلام رغم استغرابه ,,, فشرب الماء وبعد أن انتهى من شرب الكوب ما لبث سريعا أن أخرج ما علق بلسانه عندآخر الشراب وقال لمعلمه : إن طعمه مقزز جداً ,,, بعدها قال له الرجل : اذهب وهات حفنة أخرى من الملح ,,, فذهب وأحضر ذلك وكان بالقرب منهما بحيرة ,,, قال له الرجل : اذهب وضع الملح في هذه البحيرة ,,, فوضعها الغلام دون اعتراض فقال له الرجل : الآن اشرب من البحيرة فشرب ,,, فسأله الحكيم : والآن ما رأيك بطعم الماء ,,, فقال له الغلام بدهشة : إن طعمه عذب ,,, عندها توجه الرجل للغلام وقال له : هكذا فليكن قلبك يابني واسع مثل البحيرة وليس كمثل الكأس ,,, فأنت من تتحكم بطعم الحياة وتستطيع تبديد همومك وتذمرك ,,, فلا تبحث بعيداً,,,