شكرا عمي
قصة
غريبة
وعجيبة
وحادثة فريدة من نوعها
هي قصة فتاة بلا مبالغة تملك الملايين من
الأرصدة في البنوك فضلا عن العقارات والأسهم، قبل أن أذكر لكم هذه القصة, نحب أن
نتفق على نقطه معينة, وهي أن المال فتنة وأي فتنة، كل شيء نستطيع مقاومته, إلا
بريق الخمسمائة ريال ومئات الآلاف
أحبتي
دعونا من المجاملة ومن المجادلة
فكم من عم ظالم لبنات وأولاد أخيه المتوفى؟
و كم
من أخ أخذ أموال أخواته وإخوانه الصغار دون وجه حق؟
بل أخذ أموال أبيه وحجر عليه
وأبعده وأخذ وكالة عامة ثم استولى على جميع المال بحجة أنه هو الذي يتصرف وأنه
هو الأكبر الذي يعرف ماذا يفعل وماذا يقدم
و أن لا أحد له سلطة عليه لكن تبقى
محاكمنا مليئة بالمشاهد المؤسفة من هذا النوع والأدهى والأمر أنه يعيش أصحاب الحق
وأصحاب المال في الضنك, والفقر, والحاجة محرومين من أموالهم ومستحقاتهم المالية
آمل وأنا أتحدث عن هذه الحادثة, وعن هذه القصص, أو عن هذه الفئة التي نشاهدها في
مجتمعنا, وأنا و أنتم نحمل, ونعرف, ونسمع قصصا تكدر الخاطر، ربما تهُم النفس,
تدمِع العين, جمعت منها الكثير, دعوني أكتفي بقصة واحدة وإن كانت بدايتها مؤسفة
ومحزنة؛ لكن نهايتها مشرفة ومفرحة
هذه
أسمت نفسها في رسالتها فاقدة أبوها تقول هذه الأخت:
توفي والدها وأخويها, في حادث
سيارة قبل فترة وكان عمرها آنذاك ثمانية عشر سنة أثناء كتابة رسالتها للقصة
أصبح عمرها إحدى وعشرون سنة في ثاني جامعة
تقول:
ترك لي أبي ست عمائر, فيها أربع
وثلاثون شقة, وبيت ملك قصر ستة ألاف متر, هذا غير الأسهم, غير الأراضي, غير النقود
التي في البنوك, وختمت كلامها عن نفسها وعن أبيها بأن يرحم الله والدها وإخوانها
ويجمعها بهم في جنات النعيم
تقول
هذه الأخت:
تريد أمها أن تزوجها ولد خالتها, وعمها الكبير أخو أبيها يريد أن
يزوجها من ولده الوحيد, كل هذا الكلام, وهذا الخلاف, وهذا النقاش, لأجل الثروة
والمال, كما يقولون حتى لا تذهب عند رجل غريب, المشكلة أنهم غير ملتزمين وليسوا
كفؤا لها, وهي لا تريدهم أصلا في البداية, تقول: أنا لا أريد إلا الرجل الطيب ولو
كان فقيرا, وذكرت من خلال رسالتها أنه تقدم لها من قبل سنة شاب حافظً للقرآن, و
كان يحضر الدكتوراه, ووضعه المادي متواضع، تقول: رفضت أمي, ورفض عمي الكبير
نهائياً, تدخل عمي الصغير ووقف معي بكل ما تحمله الكلمة من معنى, وقال: للشاب
أمهلنا أسبوعا فقط وسنرد عليك, تقول هذه الفتاة: أن عمها الصغير بذل الجهد مع عمها
الكبير, فاشترط أن يتنازل عمها الصغير لعمها الكبير عن جميع الميراث, وأنتم تعلمون
أن البنت الآن تأخذ النصف والباقي سيذهب بعد نصيب أمها إلى الأعمام بالعصبة و
يورثون الباقي
قال
العم الكبير:
لك أن تزوجها لهذا الشاب وتتنازل عن نصيبك، قال العم الأصغر: ليس
عندي مانع، أتنازل عنه, وكان المبلغ سبحان الله يا إخوان كما تقول الأخت قرابة
تسعة ملايين ريال، اشترط أن يتنازل له عنه, مقابل أن يوافق على الزواج من هذا
الرجل, الفقير, والذي ليس مؤهلاً أن يقترن بهذه الفتاة الثرية, الغنية, وفعلاً هذا
العم استطاع أن يقنع أمها بالزواج وحصل ذلك, وتقدم الشاب وتمت الموافقة, ومن ثم
الزواج تقول هذه الأخت:[/color]
أكتب لكم هذه الرسالة أشكر فيها عمي على وقفته معي في
سعادتي, وأن اختار لي الزوج المناسب, متنازلا عن حقه وقسمته من ميراث والدي وتقول:
قبل أن أطرح سؤالي عليكم أفيدكم أن عمي الصغير يملك الآن ضعف ما يملكه والدي رحمه
الله, وعنده أربعة أولاد صغار السن, أسـأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأوفاه, وهذه
نهاية كل من يقدم للناس خيرا, وكل من ينفع الناس, وكل من يصبر ويحتسب الأجر من
الله.
تقول:
لماذا لا يهتم الأعمام ببنات إخوانهم إذا مات إخوانهم ؟
لماذا لا يعاملونهن مثلما يعاملون بناتهم؟
فشتان
بين عمٍ وعم, وقد جمعهم رحم واحد مع والدي رحمه الله..
[font="]هذه
قصة غريبة, عجيبة لا تعليق عليها إلا كما قالت الأخت، أن نتوجه بالشكر الجزيل لهذا
العم الفاضل على نصرته للحق, وهنيئا له دعوات بنية أخيه له بالعوض والتوفيق, فأقول
لهذا العم ولكل عم وقف بجانب مثل هؤلاء الفتيات بأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا