شيع الآلاف في مدينة بنغازي معقل الثوار في ليبيا، اليوم الجمعة، جنازة
عبدالفتاح يونس القائد العسكري للمعارضة الليبية, والذي أعلن المجلس
الانتقالي في ليبيا أمس مقتله في ظروف غامضة.
وقال أحد أقارب يونس إن مشيعين حملوا نعشاً به جثمان يونس وطافوا به في
ساحة التحرير في مدينة بنغازي، وأوضح أن أسرة يونس تسلمت جثمانه أمس.
وقتل يونس في ظروف غامضة بعد أن استدعي إلى بنغازي من جبهة القتال قرب ميناء البريقة النفطي.
وكان المحلل السياسي زكريا صهد قال في وقت سابق لـ"العربية" إنه "ستجرى
جنازة رمزية ليونس من ساحة الحرية وسط بنغازي رغم فقد جثته".
وأكد المحلل "وجود جماعات مسلحة في بنغازي تعمل بعيداً عن سيطرة المجلس
الانتقالي"، وتوقع أن يعقد الأخير مؤتمراً صحافياً ثانياً اليوم لتوضيح
تفاصيل حادث مقتل يونس الغامض.
وتعهّد الثوار في بنغازي بالانتقام لمقتل يونس. وشهدت المدينة التي تعد معقل الثوار الليبيين مظاهرة طالبت بالثأر له.
وقال مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية
للثوار، خلال مؤتمر صحافي ليل الجمعة: "بكل أسى وحزن، نعلن عن وفاة اللواء
عبدالفتاح يونس، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، ورفيقيه العقيد محمد
خميس والمقدم ناصر مذكور".
وأضاف أن يونس وخميس ومذكور تعرضوا لإطلاق نار من مسلحين، مشيراً إلى أن
القائد العسكري للثوار كان استُدعي للمثول أمام لجنة "للتحقيق بموضوعات
تتعلق بالشأن العسكري"، لكنه قتل قبل مثوله.
وذكر عبدالجليل أن الجثامين الثلاثة لاتزال مفقودة، وأن البحث جار عنها
وعن الجناة. وأعلن الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، مؤكداً اعتقال رئيس
المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال.
غموض يحيط بعملية الاغتيال
وقالت مصادر بالمعارضة الليبية، أمس الخميس، إن مسؤولي المعارضة استدعوا
يونس، الذي يقود حملة المعارضين العسكرية ضد معمر القذافي، من خط جبهة
القتال.
ولم يتضح على الفور سبب استدعاء يونس، وهو وزير سابق للداخلية، انشق على
القذافي في فبراير/شباط الماضي، لكن شائعات سرت بأنه أجرى محادثات سرية مع
حكومة القذافي. وقال مصدر بالمعارضة إن يونس استدعي من البريقة في وقت
مبكر، الخميس، لكن لم يمكنه توضيح السبب.
وأكد عضو قيادي بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل المعارضة، أن يونس
عاد قبل مقتله من خط الجبهة وهو غير سعيد بالوضع على الأرض، وأن المسؤولين
حاولوا إقناعه بالعودة.
وكان يونس يتولى منصب أمين أمانة الأمن العام (وزارة الداخلية) التي ظل
فيها حتى أعلن في 22 فبراير 2011 استقالته منها ومن جميع مناصبه, وانضمامه
إلى الثوار الليبيين.
ومثّلت استقالته وانضمامه للثوار ضربةً موجعة لنظام القذافي، لأن يونس كان
أبرز مسؤول ليبي، بعد وزير العدل مصطفى عبدالجليل، يعلن انضمامه للثوار.
من هو يونس؟
وقد ولد يونس في منطقة الجبل الأخضر عام 1944، وهو ينتمي إلى قبيلة
العبيدات، أكبر القبائل الليبية في شرق البلاد. والتحق بحركة الضباط
الوحدويين الأحرار التي كانت تعد لانقلاب عسكري بهدف إسقاط الملكية
الليبية، وكان ليونس آنذاك دور مهم، حيث تولى مهمة اقتحام إذاعة بنغازي
الرئيسية في ليلة الانقلاب عام 1969.
وعند تأسيس العقيد معمر القذافي الجماهيرية الليبية حصل يونس على مناصب
رفيعة ومهمة في السلك العسكري, أهمها رئاسة القوات الخاصة الليبية التي
قادها في حرب ليبيا مع مصر والصراع الليبي التشادي, وفي عام 2009، تولى
حقيبة وزارة الداخلية وبقي في هذا المنصب إلى أن أعلن استقالته وانضم
للثوار.