سؤال معضل ،ورد بليغ ،مع الامام على عليه السلام .

اشتهر الامام على بن ابى طالب بالعلم الغزير والفهم العميق ، فقصده محبو العلم واصحاب المسائل يستفتونه فيها ، واسترشد برأيه أكابر الصحابة مثل سيدنا ابو بكر وعمر
حتى قال سيدنا عمر قولته المشهورة "لولا على لهلك عمر " و "لا أبقانى الله ليوم لست فيه يا أبا الحسن " .
وكان الامام على يقول :اسألونى قبل أن تفقدونى . تحدثا بنعمة الله عليه ونشرا للعلم بين الناس أجمعين .
وذات يوم جاءه سائل يقول له :
أريد أن أعرف نفسي هل أنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟ قال جواب هذا السؤال ليس عندى بل عندك. قال الرجل كيف ذلك؟ قال إذا دخل عليك رجلان أحدهما إعتاد أن يأتى لك بهدية والآخر إعتاد أن يطلب منك حاجه أو معونة فأنظر إلى أى منهم تبش وترحب.. فإن رحبت بالذى يأتيك بهدية فأنت من أهل الدنيا لأنك تحب من يعمر لك دنياك ، أما إن رحبت بمن إعتاد أن يطلب منك حاجه أو معونة فأنت من أهل الآخرة لأنك تحب من يعمر لك ما تحب والذى يأخذ يعمر لك آخرتك .
يالهذا الرد البليغ ، والميزان العجيب الذى نصبه الامام على لنا جميعاَ.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الآخرة الراغبين فيها والعاملين لها .