أين ومتى كان هذا الحوار بين الخلق والرب ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172
أين كان هذا الحوار بيننا وبين الحق سبحانه الذى أشهدنا فيه على ربوبيته سبحانه ،فأجبنا جميعا :بلى شهدنا .
يقول علماء التفسير أقوالا كثيرة فى هذه الآية فمثلا فى التفسير الميسر :
واذكر -أيها النبي- إذ استخرج ربك أولاد آدم مِن أصلاب آبائهم, وقررهم بتوحيده بما أودعه في فطرهم من أنه ربهم وخالقهم ومليكهم, فأقروا له بذلك, خشية أن ينكروا يوم القيامة, فلا يقروا بشيء فيه, ويزعموا أن حجة الله ما قامت عليهم, ولا عندهم علم بها, بل كانوا عنها غافلين.
وفىتفسير الطبرى اقوالا كثيرة منها:
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمد ربَّك إذ استخرج ولد آدم من أصلاب آبائهم، فقرَّرهم بتوحيده، وأشهد بعضهم على بعض شهادَتَهم بذلك، وإقرارَهم به. (1) كما:-
حدثني أحمد بن محمد الطوسي قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنَعْمَان =يعني عرفة= فأخرج من صلبه كل ذرّية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذرِّ، ثم كلمهم قَبَلا (2) فقال: "ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا..." الآية، إلى(ما فعل المبطلون)، ". (3)

أى انها الفطرة التى تدلنا على الخالق سبحانه وهى فطرة يولد بها كل انسان فأبواه يهودانه او يمجسانه كما دل الحديث الشريف ..
وهذه الفطرة تطمسها الذنوب والخطايا ,والبعد عن الله ،
وتجليها الاعمال الصالحات والطاعات والقرب من الله فتلهم صاحبها فعل الخير والاكثار منه وتصبح كالحارس الامين على ما نفعله .فهى صوت الضمير بداخلنا يؤنبنا عند الوقوع فى الزلل ,وما الندم على المعصية الا عقاب ذلك الضمير وتلك الفطرة النقية التى خلقنا بها ،
ولو ان انفسنا كفت عن الاثام والاوزار ،وانصتت الى صوت الفطرة بداخلنا
لأرحنا واسترحنا .