السلام عليكم " عابر سبيل
كل الشكر والتقدير لك على ما تقدمة من فائدة لنا وللأسلام
جزاك الله خيرا
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (
إن كثيرا من الناس من يكفر بالله ظانا أنه يحسن بكفره صنعا، أو يسيء ظانا أنه محسن، أو يفسد في الأرض ظانا أنه يصلح، أو يشرك ظانا أنه موحِّد،او يظلم ويعتقد انة مظلوم.
يشرك ظانا أنه موحِّد،او يظلم ويعتقد انة مظلوم.
غَرِقَ فريقٌ في بحار الضلالة، والَى الشيطان وعادَى الرحمن، فاستحق الغواية، ويحسَب أنه في رُبَى الهداية، فالناس فريقان، قال سبحانه: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} لماذا حَقَّت على هذا الفريق الضلالة؟ السبب وضحه الله سبحانه: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أنهم مُهْتَدُونَ} [الأعراف/30]
والبعض يمنع غيره من الحق والهدى، ويظن نفسه أنه أهلُ الحق والهدى، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف/36-39]
{وَمَنْ يَعْشُ} [أي: يعرض ويصد {عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} الذي هو القرآن العظيم، الذي هو أعظم رحمةً رحم بها الرحمنُ عبادَه، فمن قَبِلَها؛ فقد قَبِل خيرَ المواهب، وفاز بأعظمِ المطالبِ والرغائب، ومن أعرض عنها وردَّها؛ فقد خابَ وخسرَ خسارةً لا يسعدُ بعدها أبدا، وقيَّضَ له الرحمن شيطانا مريدا، يقارنه ويصاحبه، ويعِدُه ويمَنِّيه، ويؤزُّه إلى المعاصي أزًّا، {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} أي: الصراطِ المستقيم، والدينِ القويم. {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} بسبب تزيينِ الشيطان للباطل وتحسينِه له، وإعراضِهم عن الحقِّ، فاجتمع هذا وهذا.
فإن قيل: فهل لهذا من عذر، من حيث إنه ظن أنه مهتدٍ، وليس كذلك؟
قيل: لا عذر لهذا وأمثاله، الذين مصدرُ جهلِهم الإعراض عن ذكر اللّه، مع تمكنهم على الاهتداء، فزهِدوا في الهُدَى مع القدرة عليه، ورغبوا في الباطل، فالذنب ذنبهم، والجرم جُرمهم.
فهذه حالة هذا المعرضِ عن ذكر اللّه في الدنيا مع قرينه، وهو الضلال والغيّ، وانقلاب الحقائق.] (تفسير السعدي) هذا في حق أهل الكفر والشرك، وأهل الضلالة والغواية، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا
_________________
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا