بـسـم الله الـرحـمـن الـرٍحـيـم
ـآ‘لـبـاقـيـات ـآ‘لـصـالـحـات للآباء وٍ ـآ‘لأمـهـات
** كثيراً ما يتساءل البررة الأوفياء الكرام الأتقياء :-
- ماذا نقدم لأبائنا بعد مماتهم ...؟! فللأباء فضل وللأمهات فضل ، وللآباء حق و للأمهات حق ، فلا يصح منا وقد ربونا صغاراً ورعونا شباباً و كباراً أن نتناسي حقوقهم أو نجحد فضلهم ، وقد قال الله وقوله الحق :" أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير " ، وكيف نغفل عن حقوقهم وهي أعظم الحقوق علي الإطلاق بعد حق الله ورسوله ...
كيف وقد قال تعالي :" وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً "... فلزاما أن نحسن إلي الوالدين في الحياة وبعد الممات ..
- وبين يديك - أيها الأخ الكريم وأيتها الأخت المسلمة .. إجابة نرجو أن تكون شافية علي هذا السؤال الذي يتردد في الحين بعد الحين في خواطر البررة المحسنين وأهل الوفاء من المؤمنين :
** ماذا نصنع للوالدين بعد الممات ..؟؟
- هذه بعض سبل الخير وأعمال البر والصلاح التي يصل ثوابها بإذن الله تعالي إلي الأبوين فيرفع الله لهما الدرجات ويحط عنهما الخطايا والسيئات .
ونذكرك أولا بما ينبغي أن تفعله لحظة الإحتضار من تلقين الميت قول : لا إله إلا الله ، لقول النبي صلي الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله .. ولقوله صلي الله عليه وسلم : من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنه ....
ونذكرك أيضا بأن الحاضرين لهذا المشهد المهيب ينبغي أن يكثروا من الدعاء بالخير للمحتضر ولأنفسهم فالملائكة هنالك تؤمن علي مايقولون ...
ولكم البشري : إذا كان ميتكم قد مات مبطونا أو غريقاً أو حريقاً أو مطعوناً أو هدم عليه بيت أو صدمته سيارة فمات أو كانت امرأة ماتت فى حملها أو نفاسها .. قال صلي الله عليه وسلم .. " الشهداء خمسة : المطعون ( الميت بالطاعون ) والمبطون ( الميت بمرض فى بطنه ) والغريق وصاحب الهدم والشهيد فى سبيل الله ( والمرأة تموت بجمع أي تموت فى حملها أو نفاسها ) ..
- إياك والنياحة : احذري أيتها المسلمة النياحة علي والدك أو والدتك ، قال صلي الله عليه وسلم " النائحة أذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سريال ( ثوب داخلي ) من قطران ودرع ( قميص ) من جرب ... والميت يعذب بنياحتك عليه إذا كان ممن يحبون ذلك .. قال صلي الله عليه وسلم : " الميت يعذب فى قبره بما ينح عليه "... أما مجرد البكاء مع دمع العين وحزن القلب فلا شئ فيه
- وأحسن غسل ميتك :- واتبع فيه سنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، واختر الأمناء العالمين بصفة الغسل يغسلون ميتك .. واستر علي مايظهر من الوالدين وسائر الأموات عند تغسيلهم ولا تحدث بما يظهر منهم ، فإن للمؤمن حرمه حياً وميتاً ...
- وأحسن كفن الوالدين من غير تبذير ولا إسراف : قال صلي الله عليه وسلم " إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه "...
- وأحرص علي الصلاه علي والديك إذا ماتا وأخلص فى الدعاء لهما واجتهد لتكثير عدد المصلين عليهما ، قال صلي الله عليه وسلم : مامن رجل مسلم يموت فيقول علي جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ..
- وإحرص علي دفن والديك بجوار أهل الفضل والصلاح مااستطعت إلي ذلك سبيلاً وكذلك فى أرض الصلاح فقد سأل موسي عليه السلام ربه بين يدي موته ..أن يدنيه ( يقربه ) من الأرض المقدسة رمية بحجر ( أي علي بعد رمية بحجر ) وذلك لأن الأرض المقدسة لم تكن قد فتحت لهم فسأل الله أن يكون قريباً منها .. وسأل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها واستأذنها فى أن يدفن بجوار صاحبيه : رسول الله صلي الله عليه وسلم والصديق أبو بكر رضي الله عنه ..
- إذا فرغت من الدفن قف واستغفر لهما واسأله لهما التثبيت ، فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الأن يسأل ...
- أكثروا من الاستغفار للوالدين والدعاء لهما وطلب الرحمه .. قال تعالي: ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) .. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) ...
** وعليك بأداء الدين عن والديك : مااستطعت إلي ذلك سبيلاً فتركة الوالدين لا تقسم إلا بعد أداء الديون التي عليهما أو بعد استخراجهما وفصلها من أصل التركة ، كما قال تعالي :" من بعد وصية يوصي بها أو دين " ومن شدة أمر الدين كان النبي صلي الله عليه وسلم في أوائل امره لا يصلي علي من عليه دين .. وكان يقول : ( صلوا علي صاحبكم ) ..
- والصدقة الجارية : والصدقة عموماً عن الميت يصل ثوابها إليه وينتفع بها .. فعن عائشة رضي الله عنها - أن رجلاً قال للنبي صلي الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها "أي ماتت فجأه " وأراها لو تكلمت تصدقت ، أفا تصدق عنها .؟ .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" نعم تصدق عنها .. وقد مر بك قوله صلي الله عليه وسلم :" انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ..
والصدقة عن الميت وإن كان ثوابها يصله وينفعه إلا أنه ينفع المتصدق أيضاً ، والحمدلله .. ومن أفضل الصدقات الجارية سُقيا الماء .. كما فى حديث الرجل الذي سقي الكلب ( فشكر الله له فغفر له ) ..
- وأما قراءة القرآن ووهب ثوابها للميت : فليس بين ايدينا دليل صريح صحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يفيد أنه فعل ذلك مع كثرة من دفن من أهل وعشيرة وولد - ولا حث عليه ولا أمر به ، مما يرجع قول القائلين بأن القراءة لا يصل ثوابها إلي الميت .. ولو كان ذلك نافعاً للميت لسنه لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وسبقنا إليه ...
- والصوم عن الوالدين جائزاً إذا ماتا عليهما صيام ، قال صلي الله عليه وسلم ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ) ..
- أما الصلاة عن الوالدين لم يرد بها دليل عن النبي صلي الله عليه وسلم ولذا فإنها لا تجوز .
- الحج عن الوالدين مستحب إذا ماتا أو كانا كبيرين لا يستطيعان الحج بشرط أن تكون حججت عن نفسك فقد جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وسلم قالت : يارسول الله .. إن فريضة الله علي عباده فى الحج أدركت شيخاً كبيراً ، ولا يستطيع أن يثبت علي الراحلة أفأحج عنه .؟ قال صلي الله عليه وسلم : نعم .. وكذلك العمرة عنهما فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : لرجل .. أحجج عن أبيك وأعتمر ...
- وقضاء النذر عن الوالدين مستحب : فقد استفتي سعد بن عبادة النبي صلي الله عليه وسلم في نذر كان علي أمه فتوفيت أمه قبل أن تقضيه فأفتاه أن يقضيه عنها وفي حديث ابن عباس قال صلي الله عليه وسلم : فدين الله أحق بالقضاء .. والنذر دين ..
- واسترضاء الخصوم من برك بوالدك بعد موته : فإذا كنت هناك شحناء بين الوالد وبعض الناس قبل الممات ، وكان الوالد فيها ظالماً فقم بتأدية المظالم إلي أهلها ، واطلب عفو الناس عن أبيك ودعاءهم له وكذلك والدتك ..
- وإحداد المرأة علي أبويها جائز وليس بواجب عليها علي ان لا تزيد عن ثلاث ليال .. قال صلي الله عليه وسلم :" لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد علي ميت فوق ثلاث ليال إلا علي زوج أربعة أشهر عشراً "
- وأبر البر ان يصل الرجل أهل ود أبيه : كأصدقائه وأبنائهم ، وأرحامه ، فصل عماتك وأعمامك وخالاتك وأخوالك ، واعلم أن الله يأجر والدك علي تلك السنه الحسنة التي سنها لك وانت علي أثره وعملك فى موازين حسناته فالدال علي الخير كفاعله ..
- وإذا كان أبوك يكفل أيتاماً وفي وسعك أن تكفلهم فلا تشعرهم بانقطاع الكفالة بل واصل العطاء وواصل الكفالة لتؤجر ويؤجر والدك .
- واصل مسيرة الخير التي سار فيها والدك فأحسن إلي الجيران كما كان أبوك يحسن إليهم وقدم لهم الهدايا الحين بعد الحين وعد المرضي الذين كان أبوك يزورهم واتبع الجنائز كما كان يفعل ، وأصلح بين الناس كما كان يصلح ولا تبغ الفساد فى الأرض فإن الله لا يحب المفسدين .. واعمر مساجد الله كما كان أبوك يعمرها ، وان استطعت الزيادرة فلا تتوان ففي ذلك خير .. وإن كان والدك يعطي الفقراء والمساكين فواصل عطاءه ولا تبخل عليهم ..
- ويستحب للولد أن يخلف أباه فى الذرية بخير وإحسان وحسن رعاية وإن قدم ذلك علي شئ من رغباته .. وأن يحسن تربية إخوانه وإخواته بعد وفاة أبيه أو أمه ...
- وإذا كان الوالد قد وعد وعداً فاانفذ الوعد فهذا من الإحسان إلي والدك ..
*** تـنـبـيـــه :- أصلح مااستطعت ما أفسده الوالد ، فإن كان ظلم شخصاً أو قطع رحماً أو إختلس أو سرق فعليك إن كنت تريد رحمة والدك مما هو فيه من العذاب عليك أن تصلح ماأفسده الوالد فتصل الرحم المقطوعة وترد الأموال المغصوبة وترفع الظلم عن المظلومين وإذا كان والدك منع إخواتك البنات من الميراث فأعط البنات ميراثهن إنقاذاً لوالدك من ظلمات القبر وزلات الصراط والعذاب يوم الوعيد .
- وإذا كان والدك قد أوصي بوصية جائرة ظالمة لا تمضها ( لا تنفذها ) فالوصية الجائرة منكر يجب تغييره ...
- وإذا كان والدك او والدتك قد أوصياك بقطع أرحامك فلا تقطع رحمك ، بل صلها فمن وسل رحماً وصله الله ومن قطعها قطعه الله .. وإذا كان الوالد قد ظلم أحداً وأخذ منه مالا ً بغير حق ثم مات فعلي ولده أن يرده إلي أصحابه ..
*** وٍـأخـيـٍرٍاً :- أخي المسلم .. أختي الحبيبة عليك بالقرآن - تعلماً وحفظاً وتعليماً فإنها اعظم هدية تتقدم بها لوالديك وتنفع بها نفسك وحسبك أن تكون ممن يقال له .." اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند أخر آية تقرؤها " .. وحسب والديك أن يوضع علي رأس الواحد منهما تاج الوقار ويُكسي حُلة لا تقوم لها الدنيا بأسرها ... " ذلك الفضل من الله ويكفي بالله عليماً "
وشـكـرٍاً .....
وٍ ـآ‘لـسـلام عـلـيـكـم وٍرٍحـمـة الله وٍبـرٍكـاتـه ..