^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله الرحمن الرحيم

{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ
فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ
أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي
الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29
وما رواه ابوهريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "لا تسبوا أصحابى ، لا تسبوا أصحابى فوالذى نفسى بيده لو أن أحدكم انفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " ......... صحيح مسلم

فماذا يقول القائل عن قوم هذا وصفهم فى القرآن ،
وذلك قدرهم عند سيد الانام .
إذا كان الصاحب بصاحبه ،فكيف بمن صحبوا خير البشر
وضحوا فى سبيل الدين بالمال والاهل والنفس والولد
أحبوا النبى حبا يفوق كل وصف ،ويطغى على كل حب
ولا نعدو الحقيقة قيد انملة اذا قلنا انهم احبوا النبى أكثر من حبهم
لأنفسهم و أكثر من حبهم للحياة .
واسمع الى أحدهم وقد أحاط به كفار قريش ليقتلوه فقال له ابو سفيان : أنشدك
الله يا زيد ، أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه ، وأنك في أهلك ؟ قال : والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه ، وأنا جالس في أهلي .
قال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحدا يحب
أحدا كحب أصحاب محمد محمدا
واسمع الى آخر وهو يجود بآخر أنفاسه فيقول لمن رآه من الصحابة :أهذه ميتة ترضى عنى رسول الله ؟؟.
وانظر بعين قلبك الى الصحابيات يسألن العائدين من الجهاد عن رسول الله ،فلا تسأل عن اولادها الذين خرجوا للجهاد مع النبى
وانما تبتدر بالسؤال عن النبى ،فاذا علمت انه بخير ،تسأل عن اولادها واقربائها ،
ومنهم من جاءها خبر استشهاد ثلاثة اولاد لها فى الغزوة ،فتقول
بقلب امتلأ محبة وايمانا : الحمد لله الذى شرفنى باستشهادهم فى سبيله .
وإنه لفخر لنا وشرف ان نستعيد تاريخ الحبيب المصطفى وأصحابه الكرام
ما أروع ان نستعيد ذكرى اسلافنا الابطال ،فتهب على قلوبنا نفحات الايمان
وتسمو ارواحنا الى تلك القمم الشامخة وتهفو
أفئدتنا إلى اؤلئك العظماء الذين أحبوا وأحاطوا بعظيم العظماء
فعلى بركة الله نسير ....

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 002m052Z9QF

بارك الله فيك استاذة نبيلة على ما تمتعينا
به من سيرة الثائر الاعظم صلوات الله عليه
وما اجمل ان نتذكر سيرته الان ونحن بصدد الثورات الاجتماعية هنا وهناك فنستلهم من هذا الثائر الاعظم خطى الحق وهدى البصيرة
دمت ودام عطاؤك

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 002m052Z9QF

في كل ركن في صفحتكم يوجد ابداع

وأنا لا أريد أن يفوتني أي ابداع هنا

سلمت الانامل على روعة ما نثرتم

تحياتى لكم مع اطيب الامنيات

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 Zjy168901

جزاك الله خير نبيلة وعابر سبيل
كتير موضوع جميل ومفيد

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

_________________

اسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال

حاولت قريش جاهدة بكل ما اوتيت من قوة وبأس ان تمنع
الدعوة الاسلامية من الانتشار ،فلم تدع وسيلة تعينها على هدفها الا اتبعتها ، وكان من جملة وسائلها هذه هى تحذير كل الزائرين القادمين الى مكة من الاستماع الى النبى وسحر حديثه الذى يجذب القلوب ويستولى على العقول لما فيه من انوار الحق وشواهد اليقين وهى ملكة اوتيها النبى صلوات الله عليه فى حديثه فكانت كلماته تلامس النفس الانسانية فى اعمق اعماقها حتى عند اولئك المنكرين له والكافرين بدينه
وحدث هذا مع صاحبنا الطفيل بن عمرو حين قدم الى مكة
ويروى ذلك قائلا:
كنت رجلاً شاعراً سيداً في قومي فقدمت مكة فمشيت إلى رجالات قريش فقالوا : يا طفيل إنك امرؤ شاعر سيد مطاع في قومك وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يُدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا فإنه يفرق بين المرء وابنه وبين المرء وزوجه وبين المرء وأبيه فوالله ما زالوا يحدثونني في شأنه وينهونني أن أسمع منه حتى قلت والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني .
قال : فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفاً ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائماً في المسجد قال : فقمت منه قريباً وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال : فقلت في نفسي : والله إن هذا للعجز والله إني امرؤ ثبت ما يخفى علي من الأمور حسنها ولا قبيحها والله لأستمعن منه فإن كان أمره رشداً أخذت منه وإن كان غير ذلك اجتنبته فقلت بالكرسفة فنزعتها من أذني فألقيتها ثم استمعت له فلم أسمع كلاماً قط أحسن من كلام يتكلم به. قال: قلت في نفسي يا سبحان الله ؟ ما سمعت كاليوم لفظاً أحسن منه ولا أجمل . قال : ثم انتظرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى انصرف فاتبعته فدخلت معه بيته فقلت له : يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا كذا وكذا فأخبرته بالذي قالوا وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول وقد وقع في نفسي أنه حق وإني شاعر فاسمع ما أقول. فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : هات.فأنشدته. فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: وأنا أقول فاسمع. ثم قرأ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص:1) إلى آخرها
و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق:1) إلى آخرها و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1) إلى آخرها وعرض علي الإسلام فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه فأسلمت .

تهديد قريش له :
وبعد إسلامه بلغ ذلك قريشا فهددوه وتوعدوه وذكَّرهم بأنه سيد دوس وأنهم لو تعرضوا له فلن تتركهم دوس فهابوه
دعوته قومه
قال -رضي الله عنه- : قلت يا رسول الله إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأنا داعيهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه فقال: " اللهم اجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير " .
قال: فخرجت حتى أشرفت على ثنية أهلي التي تهبطني على حاضر دوس. قال: وأبي هناك شيخ كبير وامرأتي ووالدتي قال: فلما علوت الثنية وضع الله بين عيني نوراً يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل وأنا منهبط من الثنية. فقلت: اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم فتحول في رأس سوطي فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم وإنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق فيه حتى قدمت عليهم .

لذا كان لقبه ذا النور
قال: فأتاني أبي فقلت: إليك عني فلست منك ولست مني قال: وما ذاك يا بني؟ قال: فقلت: أسلمت واتبعت دين محمد. فقال: أي بني فإن ديني دينك قال: فأسلم وحسن إسلامه ثم أتتني صاحبتي فقلت إليك عني فلست منك ولست مني. قالت: وما ذاك بأبي وأمي أنت! قلت: أسلمت واتبعت دين محمد فلست تحلين لي ولا أحل لك . قالت : فديني دينك قال: قلت فاعمدي إلى هذه المياه فاغتسلي منها وتطهري وتعالي. قال: ففعلت ثم جاءت فأسلمت وحسن إسلامها.
وهنا نلاحظ كيف أنه -رضي الله عنه- وقد قطع تلك المسافة الطويلة من مكة إلى بلده على جمل ومع ذلك بدأ بالدعوة إلى الله تعالى قبل أن يرتاح ويلقي تعب السفر ووعثاءه عنه فهم القوم صدقوا الله تعالى فصدقهم .
قال -رضي الله عنه- : ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبت علي وتعاصت ثم قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله غلب على دوس الزنا والربا فادع الله عليهم فقال: " اللهم اهد دوساً " .
ثم رجعت إليهم. قال: وهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام حتى استجاب لي منهم من استجاب وسبقتني بدر وأحد والخندق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس إلى المدينة فكنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى فتح الله مكة .
وبعد فتح مكة في السنة الثامنة بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ببعث رسله لهدم الأصنام وحرقها وممن بعثه صاحبنا -رضي الله عنه- قال -رضي الله عنه- :
فقلت يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكَفَّين صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي - وهو الصنم الذي كان يعبده في الجاهلية - حتى أحرقه قال: أجل فاخرج إليه فحرقه قال: فخرجت حتى قدمت عليه. قال: فجعلت أوقد النار وهو يشتعل بالنار واسمه ذو الكفين وأنا أقول :

يا ذا الكَفَّين لست من عِبَادِكا ميلادنا أكبر من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادك

قال فلما أحرقته أسلموا جميعا .
نستفيد هنا أنه -رضي الله عنه- طلب أن يهدم صنم قومه بيده نصرة لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- .
وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا فوافوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام .
وفاته
لما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتد مَن ارتد مِن العرب عن دين الله تعالى واتفاق الصحابة على قتال المرتدين وبدأ أمير المؤمنين أبو بكر -رضي الله عنه- ببعث الجيوش لقتالهم كان صاحبنا -رضي الله عنه- ممن ذهب لقتال مسيلمة الكذاب وخرج معه ابنه عمرو قال -رضي الله عنه- : حتى إذا كنا ببعض الطريق رأيت رؤيا فقلت لأصحابي إني رأيت رؤيا عبروها قالوا: وما رأيت ؟ قلت : رأيت رأسي حلق وأنه خرج من فمي طائر وأن امرأة لقيتني وأدخلتني في فرجها وكان ابني يطلبني طلباً حثيثاً فحيل بيني وبينه . قالوا : خيراً . فقال : أما أنا والله فقد أولتها ؛ أما حلق رأسي فقطعه وأما الطائر فروحي وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأدفن فيها فقد رجوت أن أقتل شهيداً وأما طلب ابني إياي فلا أراه إلا سيغدو في طلب الشهادة ولا أراه يلحق بسفرنا هذا . فقتل الطفيل -رضي الله عنه- شهيداً يوم اليمامة وقطعت يد ابنه، ثم استبل وصحت يده. فبينا هو عند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إذ أتي بطعام فتنحى عنه ، فقال عمر: مالك لعلك تنحيت لمكان يدك ؟ قال: أجل ، قال : واللّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك ، فواللّه ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك . ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقتل شهيداً -رضي الله عنه-م أجمعين وحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 002m052Z9QF

شكرا لك عابر سبيل ونبيلة على روعة الموضوع
كالعادة ابداع رائع
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع القيم الجميل
معلومات قيمة سعدت بها كثير

_________________

يعطيك الف عافيه على الموضوع الرووعه
دمت ودام قلمك

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله كل خير

موضوع رائع جدا

بارك الله فيك

لكم مني اجمل تحيه

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 Zjy168901

السلام عليكم
والكل لا يزال على عهده القديم لم يغير من حياته شيئا ...

وفرضت الصلاة على محمد ركعتين فى الصباح وركعتين فى الظهر ومثلهما فى العصر ومثلهما فى المغرب والعشاء ...
فعلم زوجته الصلاة والوضوء ، ثم علم غلامه زيدا ، كما علم عليا

وفيما يخلوا رسول الله مع على فى شعب من شعاب الجبل خب اارج مكة اذ لقيهما أبو طالب ، وهما يصليان ، فيسأل أبو طالب ابن اخيه محمدا :

- ما تصنع هنا ؟
ولم يكن رسول الله ينتظر هذه المفاجأة ، فيعود أبو طالب الى السؤال
- انك تصلى وتتعبد ..
فيجيبه رسول الله : نعم !
فتتحرك طلعة هذا الرجل الطيب إلى معرفة نظام هذه الصلاة ، وناموس هذه العبادة . ولعل أبا طالب كان لا يتصور سيسمع عن دين جديد كل الجدة ، وأن ما يعلمه لله لن يعدو ما يتحدث به بقية المفكرين من العرب الذين يقعون على افكار فى الدين ، لا يراها غيرهم . ولكن أبا طالب سمع :
- أى عم ! هذا دين الله ، ودين ملائكته ، ودين رسله ، ودين أبينا إبراهيم ، بعثنى الله به رسولا إلى العباد . وأنت أى عم ، أحق من بذلت له النصيحة ودعوته الى الهدى ، وأحق من أجابنى اليه وأعاننى عليه
لقد كانت دهشة مفاجئة لابى طالب : قال :
- أنا ؟

ومن حقه أن يسأل ، بل من حقه أن يسأل ، بل من حقه أن تلم به حيرة من هذا الكلام الذى أراد أبن أخية أن ينقله به من دنيا العرب ودينهم ، وأفكارهم ، وعاداتهم ، الى شئ آخر لا يعرف مداه ، ولا أوله منتهاه ..

أدرا ابو طالب الفكرة فى رأسه سريعا ، فأدرك أ بقية العرب - حين تسمع ما سمعه الآن - لا بد ثاثرة ، وأنها ستصيب محمدا بأذى كبير ولعل أبا طالب كان يحب أن يدخل فى هذا الدين الجديد ، لانه يحب كل ما يقوله أخيه ، ولانه يثق فيه ، حتى لا يعقل أن يكذب أو أن ينتحل لنفسه صلة له بالسماء ، أدار كل هذه المعانى فى نفسه ثم قال :
- يا أبن أخى إنى لا أستطيع أن أفارق دين آبائى وما كانوا عليه ، ولكن والله لا يخلص اليك شئ تكرهه ما بقيت ...
ثم نظر أبو طالب إلى ابنه الصغير على ، واقفا إلى جانب محمد ، فرنا إليه رنوة كلها الحب له وقال :

- وأنت يا بنى ! ما هذا الدين الذى أنت عليه ؟

فأجاب على : يا أبت ! آمنت بالله وبرسول الله ، وصدقت بما جاء به وصليت معه وأتبعته .
فأجابه أبوه بعد أطراقة قصيرة : أما أنه لم يدعك إلا ألى خير ، فالزمه .!
بهذه المقابلة خرجت الدعوة المحمدية من عتبة داره خطوة قصيرة الى الخارج ، وكان لا بد ، وقد خرجت ، أن تجد لها أنصارا . ولكنها عثرت على أنصارها فى خفية وهدوء ، لم يسمع لها صوت ، ولم يحس لسيرها وقع ..
خرجت من دار محمد ، لتبحث فى مكة عن صديق محمد لتبحث عن عبد الله ، الذى أسماه الناس " عتيقا " لحلوة وجهه " وجمال قسماته. لتبحث عن الرجل الذى عرفه المسلمون فيما بعد بأبى بكر بن أبى قحافة ، وكان يتردد على منزل محمد ويعرف خديجة ، ولم تكد الدعوة تصل اليه حتى فتح لها . قلبه فاحتواها ، فلما مرت الأيام بعد ذلك، وتعاقبت السنون ، كان رسول الله يذكر الذين دعاهم أول ما دعا الى الاسلام فيذكر أبا بكر ويقول : " ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردد ، الا ما كان من أبى بكر بن أبى قحافة . ما عكم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه "

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

نبيلة وعابر سبيل
دائما متميزين في الانتقاء
سلمتم على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدكم الرائع عن السيرة العطرة وعن سيرة الصحابة
دمتم ودام لنا روعه مواضيعكم

عابر سبيل ونبيلة
ننتظر منكم الكثير من خلال ابداعاتكم المميزة
لكم منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي

نبيلة وعابر سبيل
تقف الكلمآت عآجزة ..
عن وصف روعة وآنتقآء طرحكم عن الصحابة الكرام وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

_________________

نبيلة محمود

وعابر سبيل

سلمت يمينكم على الاختيار الطيب

أسأل الله لكم دوام الصحة والعافية

جزاكم الله عنا خيرا

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 Zjy168901

موضوع: التقى المغمور الأحد أغسطس 05, 2012 3:47 pm

التقى المغمورالذى بكى لزهده الفاروق عمر
أحد كبار الصحابة، أسلم قبل فتح خيبر، ولازم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في جميع غزواته، وكان تقيًّا ورعًا زاهدًا، فذات يوم أخذ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يبحث عن صحابي يوليه على الشام، وكانت الشام في ذلك الحين بلدًا كبيرًا، ومركزًا هامًا للتجارة، ودار إغراء لكثرة ثرواتها، ولا يصح لها في نظر عمر إلا زاهد تفر أمام زهده كل شياطين الإغراء.فمن يا ترى يصلح لذلك ؟؟
وبعد قليل صاح عمر قائلاً: ائتوني بسعيد بن عامر، فجاء سعيد إلى أمير المؤمنين، فعرض عليه ولاية حمص، فاعتذر سعيد قائلاً: لا تفتني يا أمير المؤمنين، ولكن عمر أصر على رأيه وقال: والله لا أدعك، أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي، ثم تتركونني!!. فوافق سعيد سمعًا وطاعة لأمير المؤمنين، وخرج إلى حمص ومعه زوجته، وكانا عروسين جديدين، وزوده عمر بقدر من المال.
ولما وصلا إلى حمص أرادت زوجته أن تستفيد من المال الذي أعطاه عمر لهما، فأشارت على زوجها سعيد أن يشتري لها ما يلزمها من الثياب والمتاع، ثم يدخر الباقي، فقال لها سعيد: ألا أدلك على خير من هذا؟ نحن في بلاد تجارتها رابحة، وسوقها رائجة، فلنعط هذا المال لمن يتاجر لنا فيه ويزيده. فقالت: فإن خسرت تجارته؟ قال سعيد: سأجعل ضمانها عليه، فقالت: نعم، وخرج سعيد فاشترى بعض ضرورات حياته، ثم تصدق بجميع ماله على الفقراء والمحتاجين، وكانت زوجته كلما سألته عن التجارة ، يقول لها: إنها تجارة موفقة، وإن الأرباح تزيد كل يوم.
وذات يوم أعادت سؤالها عليه أمام قريب لهما يعرف حقيقة الأمر، ويعلم ما صنعه سعيد، فضحك ضحكة فهمت منها الزوجة شيئًا، فألحت عليه أن يصارحها بالحقيقة، فقال لها: إنه تصدق بالمال كله في ذلك اليوم البعيد، فبكت زوجته، وحزنت على المال الذي لم تنتفع منه بشيء.
فنظر إليها سعيد، وقال: لقد كان لي أصحاب سبقوني إلى الله، وما أحب أن أنحرف عن طريقهم، ولو كانت لي الدنيا بما فيها. ثم قال: تعلمين أن في الجنة من الحور العين، والخيرات الحسان، ما لو أطلت واحدة منهن على الأرض لأضاءتها جميعًا، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معًا، فلأن أضحي بك من أجلهن أحرى وأولى من أن أضحى بهن من أجلك. فاقتنعت زوجته، وعلمت أن ما فعله زوجها هو الصواب.
وما هو إلا قليل حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل " حمص " ، فقال لهم : اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أسد حاجتهم .
فرفعوا كتابا فإذا فيه : فلان وفلان وسعيد بن عامر ، فقال : ومن سعيد بن عامر ؟! فقالوا : أميرنا . قال : أميركم فقير ؟! قالوا : نعم ، ووالله إنه ليمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار . فبكى عمر حتى بللت دموعه لحيته ، ثم عمد إلى ألف دينار فجعلها في صرة وقال : اقرؤوا عليه السلام مني ، وقولوا له : بعث إليك أمير المؤمنين بهذا المال لتستعين به على قضاء حاجاتك . جاء الوفد لسعيد بالصرة فنظر إليها فإذا هي دنانير ، فجعل يبعدها عنه وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ـ كأنما نزلت به نازلة أو حل بساحته خطب ـ فهبت زوجته مذعورة وقالت : ماشأنك يا سعيد ؟! أمات أمير المؤمنين؟!

قال : بل أعظم من ذلك ، قالت : أأصيب المسلمون في وقعة ؟! قال: دخلت علي الدنيا لتفسد آخرتي ، وحلت الفتنة في بيتي . قالت : تخلص منها ـ وهي لا تدري من أمر الدنانير شيئا ـ قال : أو تعينيني على ذلك ؟ قالت : نعم .

فأخذ الدنانير فجعلها في صرر ثم وزعها على فقراء المسلمين.
وحدث أن اشتكاه بعضهم لأمير المؤمنين عمر؛ فعندما سألهم عمر قائلا: ما تقولون في سعيد؟ فقال بعضهم: نشكو منه أربعًا لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحدًا بليل، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا، وهى أنه تأخذه الغشية (الإغماء) بين الحين والحين، فقال عمر في نفسه: اللهم إني أعرفه من خير عبادك، اللهم لا تخيب فيه فراستي، ثم دعا عمر سعيدًا ليدافع عن نفسه.

فلما أصبحوا عند عمر هم وأميرهم ، قال عمر : ما تشكون من أميركم ؟

قالوا : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار

فقال لسعيد : وما تقول في ذلك يا سعيد ؟

فسكت قليلا ، ثم قال : والله إني كنت أكره أن أقول ذلك أما وإنه لابد منه ، فإنه ليس لأهلي خادم ، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم ، ثم أتريث قليلا حتى يختمر ، ثم أخبزه لهم ، ثم أتوضأ وأخرج للناس .

قال عمر : فقلت لهم : وما تشكون منه أيضا ؟

قالوا : إنه لايجيب أحد بليل .

قال عمر: وما تقول في ذلك يا سعيد ؟

قال : إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضا فأنا جعلت النهار لهم والليل لله عز وجل .

قال عمر : وما تشكون منه أيضا .

قالوا : إنه لا يخرج إلينا يوما في الشهر

قال عمر: وما هذا يا سعيد ؟

قال : ليس لي خادم يا أمير المؤمنين ، وليس عندي ثياب غير التي علي ، فأنا أغسلها في الشهر مرة وأنتظرها حتى تجف ، ثم أخرج إليهم في آخر النهار .

قال عمر: وما تشكون منه أيضا.

قالوا : تصيبه من حين إلى آخر غشية فيغيب عمن في مجلسه

قال عمر : وما هذا يا سعيد ؟!

فقال : شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك ، ورأيت قريشا تقطع جسده وهي تقول : أتحب أن يكون محمد مكانك ؟ فيقول : والله ما أحب ان أكون آمنا في أهلي وولدي ، وأن محمد تشوكه شوكة... وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لي ... وأصابتني تلك الغشية .

ففرح عمر لما سمع هذا، وقام يعانق سعيدًا ويقبل جبهته ويقول: الحمد لله الذي لم يخيب ظني به .
ولما قال له عمر بان يرجع الى ولايته رفض سعيد رضى الله عنه العودة للولاية خوفا من فتنتها مع شدة زهده فى الدنيا وحطامها
وتوفي سعيد -رضي الله عنه- سنة (20 هـ) في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب، وهو ابن أربعين سنة.
رضى الله عن سيدنا سعيد بن عامر الجمحى وجمعنا الله به وبسلفنا الصالح عند حوض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 002m052Z9QF

قال عمر: وما تقول في ذلك يا سعيد ؟

قال : إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضا فأنا جعلت النهار لهم والليل لله عز وجل

ماشاء الله عابر سبيل ربنا يكرمك جعله الله فى موازين حسناتك

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

أقدم لكم الشكرِ والاحترامْ
تعبيراً عن شكري وإمتناني لهذه السلسة القيمة ,,
تحياتي الوردية ...
لكـ خالص احترامي

_________________
<br>

السلام عليكم

لنكمل معاً
ولم يكن ممكنا وقد وصلت الدعوة الى أبى بكر أن تبقى فى نطاق دار محمد ، أو فى دائرة أصحابه والمتعلقين به هو ، فان أبا بكر كان فى هذه الآونة فى شبابه الاخير - أى فى الثامنة والثلاثين من عمره - يصغر رسول الله سنتين - وكان وسيما ، أنيسا محببا الى القلوب ، يعرف أنساب العرب ، وتاريخ قريش ، ويعى كل وقائعها وأشعارها . وكان الناس يألفونه ، ويستطيبون التحدث اليه ، لغير صفة واحدة لعلمه ، ولتجارته ، وحسن مجالسته . والدعوات فى أول أمرها ، تريد الصبر واللين ، الى جانب الحزم والاستبسال ، فكان أبو بكر بابتسامته الآخذة ، وبصوته الآنيس المحبب وبأحاديثه العذبة السهلة كان أبو بكر بكل هذه الصفات مظهر اللين فى هذه الدعوة الجديدة التى كان عليها أن تسير فى طريق من الصخر ، تحف به قلوب لا تعطف ولا تلين .
وقد كان لأبى بكر صحب كثار من علية القوم فى قريش أكثرهم من الثراة والتجار المعروفين ، فحدثهم فى غير جلبة ولا ضجيج عن أمر هذا الدين الذى آمن به فأضاء قلبه ، وأرتاح إليه ، . وكان أول من حدثه أبو بكر فى شأن هذا الدين هو عثمان بن عفان ، فانصت عثمان وكان رجلا حييا خافت الصوت ، وثريا من أثرياء مكة ، فقال لبى بكر أنه لم يعلم على محمد الكذب قط ، وأنه يعلم عن أبى بكر الصدق ، ثم أعلن أسلامه لصاحبه ابى بكر قائلاً : اللهم أنى على هذا الدين ! فدعاه أبو بكرللقيام اللا رسول الله ، فقاما ..
وحدث أبو بكر بقية أصحابه ودعاهم الى الدين الجديد ، فأقبل على هذه الدعوة بفضل الله أبى بكر كثيرون يجمل بنا أن نعرف منهم الزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص وطلحة بن عبد الله

ثم أسلم بعدهم آخرون ، كعبيد الله الجراح ، وعبد الله ابن الحارث ..

ومن النساء فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد ، وأسماء بنت أبى بكر زاختها عائشة ، وكانت طفلة ..

كما أسلم عامر بن فهيرة مولى أبى بكر ، وبلال وياسر وعبد الله بن مسعود .

وكلم لا تحسبن أن الدعوة أعلنت على الملا ، وأن الناس تسامعوا بها
إذ بقيت يحوطه جو أشبه شئ بالسرية والتخفى ثلاث سنوات كاملات

فإذا أراد هؤلاء المسلمون الى الصلاة خرجوا الى شعب من شعاب الجبال خارج مكه ، حتى لا يجبهوا قريشا بهذه الصلاة التى لا تعجبها ولا ترضى عنها ، إلا أن تكون لاصنامها العزيزة عليها : الأت والعزى وهبل وما نحوها .

وفيما كان سعد بن أبى وقاص يصلى بنفر من المسلمين الأوائل فى الجبل ظهر عليهم نفر من قريش ، فجعلوا يضحكون عليهم ، ويهزؤون بهم ، ويقلدونهم فى قيامهم ، وفى قعودهم ، ساخرين مازحين ، ثم يمزجون كل هذا بعتاب المسلمين الذين كفروا بألهة قريش ، ويدعونهم الى العودة الى الدين القديم ..
ضاق سعد ذرعا بهذا كله ، فأقبل على واحد من القرشيين وبيده عظمة بعير ، وأمسك بخناقه وما تركه حتى أسال دمه ...
قطرات قليلة سقطت من دم القرشى قد لا تزيد عن أربع أو خمس ولكنها لم تكن إلا أيذانا بان عهد السلم أنتهى ، وأن هذه الحفنة التى أمنت بدين محمد يجب أن توطن النفس على مجابهة الأخطار والصعاب الشداد ..

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

وأقف أمامكـم .. صامت..
من جمال ما أراه
حسن أبداعكـم وصياغتكـم المتقنة والعمل المشترك القيم

_________________
<br>

موضوع: ام الشهداء .. الأربعاء أغسطس 08, 2012 3:34 pm

اشتهرت بين جموع النساء فى الجاهلية بقدرتها الادبية الفائقة
فى صياغة الشعر ولا سيما شعر الرثاء
وكانت تنشد الشعر فى سوق عكاظ بين يدى فحول الشعر واساطينه من الجاهليين مثل النابغة الذبيانى وجرير وغيرهم
وقيل عنها انها اشعر امرأة ،وكان بشار بن برد يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال، وعدَّها البعض أعظم الشعراء على الإطلاق، حتى قال النابغة الذبياني:"الخنساء أشعر الجن والإنس"،
انها الخنساء او تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمى
صاحبة اشهر قصائد الرثاء فى تاريخ الادب العربى كله
نشأت في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر،
كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته:
قذى بعينك أم بالعين عوار أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت فيض يسيل على الخدين مدرار
وإن صخرا لوالينا وسيدنا وإن صخرا إذا نشتو لنحار
وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا وإن صخرا إذا جاعوا لعقار
وإن صخرا لتأتم الهداة به كــأنـه عـلـم في رأســــــــــه نار
حـمـال ألويـة هبـاط أوديــة شهــاد أنديــة للجيــش جرار
ومما فعلته حزنا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها.
اسلامها :
أدركت الإسلام، فأسلمت، ووفدت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مع قومها بنى سليم .
اشتهرت بإيمانها العظيم باللَّه ورسوله، وجهادها فى سبيل نصرة الحق
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستنشدها، ويعجبه شِعرها.
ويستزيدها قائلا : هيه يا خناس .
ولنعرف عظمة هذا الدين وما يفعله بنفوس متبعيه ننتقل لموقف اخر فى حياة الخنساء وهو ليلة معركة القادسية ، وهى توصى ابناءها الاربعة وهم يستعدون لخوض غمار الحرب
قبل المعركة أوصت الخنساء أولادها بوصيتها الخالدة:
“يا بنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها، وحلت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها (جيشها) تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة”.
ولما جاء الصباح تقدموا الصفوف يحركهم إيمانهم وتدفعهم وصيه الأم الصالحة، وباشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا ... وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد

فقد قال الأول : يا إخوتي إن العجوز النّاصحة قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة
بمقالـة ذات بيـان واضحـة..وإنّما تَلْقَـونَ عندَ الصّابِحة
من آل ساسان كلاباً نابحة )

وأنشد الثاني : إن العجـوز ذات حزم وجَلَـد ... قد أمرتْنَا بالسّـدَادِ والرَّشَـد
نصيحـةً منها وَبرّاً بالولـد...فباكِرُوا الحَرْبَ حماةًفي العدد )

وأنشد الثالث : واللهِ لا نعصي العجوزَ حَرْفَا ....نُصْحاً وبِرّاً صَادِقاً ولطفا

فبادِرُوا الحربَ الضَّروسَ زَحْفاً ...حتّى تَلَقَّوْا آل كسْرَى لَفّا )

وأنشد الرابع : لسـتُ لخنساءَ ولا للأخر. .ولا لعمروٍ ذي السِّعاءِ الأقدم

أنْ لم أرِد في الجيش خنس الأعجمي ...ماضٍ على الهولِ خِضَمّ حَضْرِمي )

ضربت أعظم الأمثلة في الصبر والتضحية والفداء، ومن يستطيع الصبر كما صبرت، أو يقول كما قالت، أو يحتسب كما احتسبت، أو يفعل كما فعلت.
عندما سمعت منادي الجهاد كانت أول الملبين، وعندما خرج فرسان المسلمين كانت مع أبنائها الأربعة في طليعة الصفوف، لم تلن لها قناة أو يرتجف لها قلب أو يهتز لها يقين.
باتت ليلتها تنصح أبناءها وتدفعهم إلى القتال في سبيل الله دفعا، وفي الصباح استجاب الأبناء البررة إلى دعوة الأم الكريمة المؤمنة، قاتلوا قتال الفرسان وجاهدوا جهاد الشجعان وشاركوا في الفوز بالنصر، وفي نهاية المطاف مع النبيين والصديقين شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
سألت الخنساء عن أبنائها وعرفت مصيرهم، فدعت الله أن تكون معهم في مستقر رحمته، لم تلطم خدا ولا شقت جيبا، لكنها قالت كما يقول المؤمنون الصابرون “إنا لله وإنا إليه راجعون”.!
هذه التى ظلت اكثر من نصف قرن ترثى اخويها معاوية وصخر حتى عرف مراثيها كل ناطق بالضاد فى بادية او حضر ،تقول عند سماع خبر استشهاد ابنائها الاربعة
الحمد لله الذى شرفنى باستشهادهم فى سبيله !!
انه الايمان اذا خالط النفس وتوغل فى القلوب .
توفيت بالبادية في أول خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 24هـ.
رحم الله الخنساء وجمعنا بها وبأبناءها عند حوض الحبيب المحبوب يوم الموقف العظيم

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 002m052Z9QF

السلام عليكم

رحم الله الخنساء وجمعنا بها وبأبناءها عند حوض الحبيب

المحبوب يوم الموقف العظيم

لكم مني أرق و أعذب التحية

دمتم ودام عطائكم

_________________
^سلسلة ^صحابة خير البشر^"ومحمداً صلى الله عليه وسلم والرسالة " متجدد وحصرى ^مع نبيلة محمود خليل وعابر سبيل ^ - صفحة 2 Zjy168901

وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك

ونتمتع بيما يزرعه قلمك

من علم متقن وابداع متقن

تقبل مروري وشكري

_________________

جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المفيد والقيم
جعله الله فى ميزان حسناتكم

حقيقتا عابر سبيل ونبيلة سيدة القصر أجد ررروعة وتألق وجهد كبير فى سلسله من أقوى السلاسل النادرة
أجد حلاوة فى الكلام مشكورين

وجاء الملك الى محمد وقال له :
" أنذر عشيرتك الأقربين ، وأخفض جناحك لمن أتبعك من المؤمنين وقل أنى أنا النذير المبين . فاصدع بما تؤمروأعرض عن المشركين

وتمهل رسول الله قليلا فلم يبادر أهله بالدعوة التى جاء بها ، لانه يعلم شدة ما سيلقى من عنت حينما تغضبهم هذه المناداة . ولكن لم يلبث أن دعى مرة أخرى لان ينذر عشرته القاسية القلب ، الجامدة الشديدة التعلق بماضيها وما جرى عليه الأجداد من العادات . فدعاهم إلى طعام شهى وأعد لهم لبنا سائغا ، فأقبلوا . اكلوا حتى شبعوا وشربوا حتى أرتووا ، فلما أراد رسول الله أ يحدثهم فى الشأن الذى دعاهم اليه عاقه عن ذلك عمه أبو لهب . فأعاد رسول الله الدعوة ، وهيا لهم طعاما وشرابا فطعموا وأرتووا ثم قال لهم رسول الله :
" يا بنى عبد المطلب " إنى قد جئتكم بخير الدنيا والأخرة . وقد أمرنى الله تعالى أن أدعوكم إليه . فأيكم يؤازرنى على هذا الأمر على أن يكون ووليى وخليفتى فيكم ؟"
وسمع صوت يقول : أنا يا نبى الله أكون وزيرك عليه ! " وتلتفت القوم ليروا هذا الذى أراد أن يكون وزير محمد ، فأذا صبى صغير هو على ؟!

فلا تزال الدعوة اذن فى طفولتها الأولى ، ولا يزال "على "هو الذى يؤازر رسول الله من عشيرته الأقربين ..

فأعتنق محمد عليا رحمة اليه وهو يقول : " أن هذا أخى ووصيى فيكم وخليفتى فيكم "

وقام الناس يتضاحكون ويتصايحون ، ويقولون لآبى طالب :
- لقد أمرك أن تسمع لآبنك وتطيع

وجلس محمد والى جانبه على ، وخرج الناس ورنات ضحكاتهم تصل الى أذنى الرسول وابن أخيه الصبى الصغير وعادت الرنات تتعالى ... ثم خفتت قليلا قليلا حتى غابت ولم يبق فى أذن الرسول إلا : " وأنذر عشيرتك الأقربين ..
ثم أصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " فيردد : سأصدع بما أمرت .. "
وذهب رسول الله إلى حبل الصفا فى " مكة " ووقف عليه وهتف : " يا معشر قريش ! " فيجيبه عمه أبو لهب : " مالك يا محمد ؟ "

فيطلب إليهم رسول الله أن يدنوا منه يكلمهم ، ثم يسألهم :
- أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل ، أكنتم تصدقونى ؟
فيجيبونه :
- نعم . أنت عندنا غير متهم ، وما جربنا عليك كذبا قط فيقول لهم :
" اذن فأسمعوا . إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد . يا بنى عبد المطلب ، يا بنى عبد مناف ، يا بنى زهرة ، يا بنى تميم ، يا بنى مخزوم ، يا بنى أسد ، أن الله أمرنى أن أنذر عشيرتى الأقربين وإنى لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله "
فيجيبه - عليه السلام - أبو لهب ويقول : " ألهذا جمعتنا ؟ تبا لك سائر اليوم " .
بقى أهل قريش ينظرون إلى دعوة محمد بالاستخفاف وعدم الاكتراث ، ظانين أنها لن تعدو هذا المحيط الضيق الذى تضطرب فيه ، وأنها لن تلبث أن تموت ما دام كل شئ فى مكة يجافيها ولا تميل اليها : تقاليد العرب وأخلاقهم ومكانة مكة المادية التى تقوم على أنها موطن الآلهة والكعبة التى تحوى الآلهة ..
ولم يكن رسول الله يقول فى حق الآلهة شيئا ، ولكن كان يقول عن دينه أنه خير الأديان ، وأن أهله وذوى عشيرته لن يصيبهم خير فى الدنيا ولا فى الآخرة إلا إذا آمنوا به ولكن هذا الأسلوب لم يطل كثيرا فقد أدرك الرسول أن قلوب هؤلاء القوم لا تلين للدعوة الهادئة ، وأن الترغيب لا يفيد فيهم ، فلا بد أذن من قارعة تزلزل لهم أيمانهم بهذه الأحجار التى يصفونها فى الكعبة ، والتى يقيمها بعضهم فى بيته تأنقا
ولم يكد محمد يمس دينهم حتى ثارت ثائرة العرب ، وودوا لو يقضوا على محمد ، ولكنهم ذكروا أبا طالب وأنه يكلؤه بالعناية ، وأن عليا بن أبى طالب مع أتباع محمد ، فذهبوا إلى أبى طالب ، ورجوه أن يكف عنهم ابن أخيه قائلين : يا أبا طالب إن أبن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فأما أن تكفه عنا وأما ان تخلى بيننا وبينه ..

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

أقدم لكم الشكرِ والاحترامْ
تعبيراً عن شكري وإمتناني لهذا الطرح القيم
صلى الله عليه وسلم

_________________

دمت ودام لنا روعه مواضيعك

موضوع في غاية القمة والجمال
طرحت فابدعتم
دمت ودام عطائك
بولا وعابر سبيل

مشكورة نبيلة
جعله الله فى ميزان حسناتك
مشكور عابر سبيل
جعله الله فى ميزان حسناتك