كاتب الموضوع | رسالة |
---|
لمياء1 عضو فضى
العمر : 55 الدولة : السعودية عدد المساهمات : 1153 نقاط : 1271 تاريخ التسجيل : 07/04/2012
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الثلاثاء فبراير 19, 2013 7:18 pm | |
| اللهم كما زينت السماء بنجومك زين قلوبنا بالصلاة على حبيبك واشرح صدورنا لتلاوة قرأننا | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق السبت فبراير 23, 2013 5:48 pm | |
| چزآگَ آللهُ خيرآً وَ أثآپگْ آلچنة على المرور الطيب
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
لمياء1 عضو فضى
العمر : 55 الدولة : السعودية عدد المساهمات : 1153 نقاط : 1271 تاريخ التسجيل : 07/04/2012
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الأحد فبراير 24, 2013 3:56 am | |
| | |
|
| |
يوسف يوسف مشرف قسم السياحة
العمر : 38 الدولة : مصر عدد المساهمات : 337 نقاط : 363 تاريخ التسجيل : 07/09/2012
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الخميس فبراير 28, 2013 9:08 pm | |
| صلى آلله عليه وسلم سلمت على روعه طرحگ
| |
|
| |
كلمة حق نائب المدير
العمر : 34 الدولة : مصر التوقيع : محمد رسول الله عدد المساهمات : 2022 نقاط : 2518 تاريخ التسجيل : 13/07/2010
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الجمعة مارس 01, 2013 7:14 pm | |
| أذ خرج من مكة فى عامه السادس مع أمه آمنة ، ولكنه كان فى الحدائة بحيث لم يعلق فى ذهنه شئ مما رأى الا ما يشبه الطيف أما فى هذه الرحلة فقد كان على أبواب الشباب ، فأصبح يرى ويتأمل فيما يراه ، وأن يسأل عما يرى ويناقش فيما يجاب به . ولكنه كان كثير الصمت قليل الكلام ، مقلا من السوأل ، عوده رعى الغنم الصمت والتأمل . ولم تقف هذه الرحلة عند " يثرب " أو المدينة التى تقع شمال مكة ، بل مرت القافلة بالأبواء حيث دفنت أمه ، ولعله أحسن بالألم حينما عرف أن قبرها هناك ، ولعله شعر بهذا الألم يتضاعف حينما أقترب من يثرب ، وذكر أنها تحوى قبر أبيه أيضاً ، ولكنه لم يلبث حتى وصل إلى الشام ، فرأى فى الشام ما لم تقع عليه عيناه فى بلاده جميعا .
فهناك البساتين وجداول الماء والخضرة والبيوت أو القصور وهناك حياة أكثر رغدا ، وطبيعة أعظم سخاء وأناس نصيبهم من الرفه والنعيم أكبر .
وعادت القافلة الى مكة وعاد الى رعى الغنم من جديد ، ولكن أبا طالب كان يريد لابن أخية مرتزقا آخر غير رعى الغنم . وقد كانت فى مكة سيدة هى خديجة بنت خويلد . تزوجت مرتين ، وترملت .
وقد كانت أمرأة تاجرة ذات شرف ومال . تستاجر الرجال فى مالها وتجعل لهم شيئا مما يكسبون لها . فاقترح أبو طالب على أبن أخيه أن يعرض نفسه على خديجة ، لعلها تستأجره وتضاعف له الجعل لعلمها بمكانته من قريش ، ولم يكن محمد عليه السلام يميل الى التجارة لانه كان راضيا بحياته لا يطمع فى مال كثير .
ولكن أبا طالب قال له : " يا أبن أخ " . أنا رجل لا مال لى ، وقد أشتد الزمان علينا . خديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك فى مالها ، فلو جيتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت اليك " فأجابه : " ما أحست " نعم .
أجاب عمه الى ما ارتآه . لعلمه بأن عمه فى حاجة الى المعونة والى التخفيف عنه ، فقبل المقترح وعمل به . وقك كانت قريش قد أدركت ما فى محمد " صلى الله عليه وسلم " من صفات ليست عند سواه من أنداده فأسمته " الآمين " ، وكانت خديجة قد سمعت عنه وعن صفاته ، فرضيت به وكيلا لها فى تجارتها ، وأرسلته مع غلام لها اسمه ميسرة " وقد تولى الاتفاق معها أبو طالب ، وطلب أن يكون محمد أربعة من الجمال لا أثنين ، فأجابته خديجة الى ما طلب قائلة : لو أنك سألت هذا لغريب عنا لأجبنا ، فكيف وأنت تطلبه لآبن العشيرة ، القريب منا ، الأثير علينا ؟ " . وخرجت القافلة الى الشام ، فقطع محمد الطريق ما بين مكة والشام للمرة الثانية ، وما بين مكة والمدينة " يثرب ط للمرة الثالثة وقد كان ميسرة يظن أنه سيجد محمد شابا يحسن التجارة ، ويعف فلا يخون ولا يكذب . ولم تحدثه نفسه بأنه سيجد فيه رفيقا لا عهد له بمثله من قبل . فما أحسن ميسرة أنه خادم وأن محمدا سيده الذى يأمره ، بل راى من محمد تلطفا به ، وعطفا عليه ، وسمع منه حلاوة فى الحديث وطلاوة ، وأنسا فى المعاشرة ، وخفض جانب ، وسجاحة فى الخلق . وسماحة فى المعاملة ، ورأى نفسه أمام توفيق فى كل خطوة ، ونجاح فى كل صفقة ، حتى لقد أنقضت ايام الرحلة كحلم لذيذ ، راقب ميسرة محمداً وهو يبيع ويشترى ويساوم ويقبض ، فأستولى على مجامع قلبه ما رآه من حب الناس لمحمد ، ومن ثقتهم به ، وأطمئنانهم اليه ، وكلهم لا يعرفه من قبل وراعه أن تتم هذه الرحلة كلها فلا يسمع فيها كلمة نابية ، ولا لفظة جارحة ، ولا تململا من شئ ، ولا سخطا على أحد ، وكان عهد ميسرة بالقرشيين جميعا أنهم أهل صلف وعنجهية ، وأن التجار منهم يتكالبون على الكسب ، ويسرفون فى الحرص على الراهم والدينار . ولكنه لم يجد فى " محمد " خلة واحدة من هذه الخلال جميعا ولا أثر منها فيه ، فلم يكد يعود الى سيدته خديجة حتى حدثها عن كل ما راى ، وخالطت حديثه حرارة حب لمحمد وحماسة فى مدحه واطراء سجاياه
فانتبهت نفس خديجة على أثر هذا الحديث ، وزادت شغفا بأمر هذا الشاب الذى سمعت عنه وعن أماتنه والذى تسمع الآن عنه من خادمها ما هو خليق بأن يملأ قلب كل سيدة أعجابا به وقدرا لصفاته . وقد كانت خديجة سيدة تفهم أقدار الرجال . زادتها التجارة تجربة وحنكة . فودت أن تتصل أمورها بأموره ، وأن يكون لها لا أجيرا يشرف على تجارتها ويدبر أستثمار أموالها ، بل زوجا يكمل حياتها ويذهب عنها وحشة الوحدة التى لا يذهب بها المال مهما كثر .
وكانت نفيسة بنت علية ذات قرابة بخديجة ومن المترددات على دارها ، فأرسلتها الى محمد لتخطبه لها ، فذهبت اليه نفيسة وسألته : ما يمنعه أن يتزوج ؟ فأجابها : " ما يبدى ما أتزوج به "
فقالت له نفيسة لتوها : " فان كفيت ذلك ، ودعيت الى الجمال والمال والشرف ، ألا تجيب ؟ " فسألها وهو لا يدرى من هذه التى تجمع المال والجمال والشرف ، والتى يستطيع أن يتزوجها على فقره .. فأجابته نفيسة : " خديجة ! " فلم يصدق أن تكون خديجة قد فكرت فى زواجها منه ، وأن تكون قد ارسلت اليه نفيسة فى هذا الشأن . فقال مستغرباً : " خديجة بنت خويلد ؟ ! " فلما أكدت له نفيسة ذلك عاد يسأل : " ومن لى بذلك ؟ " فأجابته " على .. " ، أى دع الأمر لى فقال فرحا : " فأنا أفعل " ..
| |
|
| |
يوسف يوسف مشرف قسم السياحة
العمر : 38 الدولة : مصر عدد المساهمات : 337 نقاط : 363 تاريخ التسجيل : 07/09/2012
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الجمعة مارس 01, 2013 7:16 pm | |
| موضوع قيم وطرح رآئع
أگرمگ آلله من فضله وزآدگم من علمه دمتم في حفظ آلله ورعآيتهد | |
|
| |
ابوشادى
العمر : 57 الدولة : مصر عدد المساهمات : 546 نقاط : 806 تاريخ الميلاد : 20/11/1954 تاريخ التسجيل : 02/11/2010 العمر : 70 العمل/الترفيه : مجاهد بكلمةحق فى سبيل الله المزاج : الحمد لله
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الجمعة مارس 01, 2013 8:53 pm | |
| ما أجمل ومااروع من سيره العطرهاللحبيب وقرة العين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه أجمعين عليه الصلاة والسلام كل الشكر والتقدير لاستاذتنا /نبيله والشكر والتقدير موصول للاستاذ/كلمة حق اخيكم ابوشادى | |
|
| |
لمياء1 عضو فضى
العمر : 55 الدولة : السعودية عدد المساهمات : 1153 نقاط : 1271 تاريخ التسجيل : 07/04/2012
| |
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الجمعة مارس 29, 2013 7:38 pm | |
| ثم أخبر أعمامه ، فأجازوا له الزواج منها . وخرج معه عمه حمزة " وكان فى مثل سنه ، ودخلا معا على خويلد أبن أسد فخطبها محمد منه ثم تزوجها قيل أن خويلد لم يكن موافقا على هذا الزواج ، فقد كان يرى شأن محمد الفقير ، راعى غنم ، أصغر من أن يبنى بابنته الغنية . وقد لا يكون لهذه المعارضة اصل الا فى مخيلة القائلين بها ، ولكن الذى لا شك فيه أن أبا خديجة دهش حينما أحس من ابنته ميلا الى أتمام هذا الزواج . كان يعلم أن رجالا من قريش ن أغنياء ، وذوى مكانة ، قد خطبوا أبنته فلم تأبه بهم ، وقنعت بحياتها التى كانت تمارس فيها التجارة فتكسب ، وتدير شأن مالها الكثير فينمو ، لا سيما وقد تزوجت مرتين ، ورزقت أبنين وابنتة . ولكن فات أبا خديجة أن محمدا أستهواها بخلقه ، وبأمانته ، وفاته أيضا انها سمعته حينما عاد من رحلته فى الشام ، فوقف يقص عليها ما صادفه فى طريقه وما لقيه فى تجارته بصوت تملؤه نبرات الرجولة قوة ، وتزينه الدماثة والرقة بعذوبة آخذة جمعت حوله الرجال ، فلا عجب أن ظفرت له بأعجاب أبنة خويلد ، ثم بميلها الذى اصبح حبا وتزوج محمد خديجة بنت خويلد وهو فى الخامسة والعشرين من عمره وهى فى الأربعين ، فكان زواجا هانئا هادئا . وبقى يعنى بأمر تجارتها قليلا من الزمن ، ثم ترك لزوجته شأن هذه التجارة آخرا ، فجعلت تقوم عليها كسابق عهدها وقد أثمر هذا الزواج بنين وبنات ، كان أولهم جميعا " القاسم " فدعى رسول الله ابا القاسم على عادة العرب . ولكن القاسم لم يعمر كثيرا ، إذ مات فى الثانية من عمره ، على أن خديجة رضى الله عنها - حملت فى خلال هاتين السنتين وولدت ابنة سميت زينب . ثم وضعت ثلاث بنات أخريات هن : رقية وأم كلثوم وفاطمة . وكان آخر ما رزق رسول الله من خديجة " الطيب " الذى لحق بأخية ومات فى طفولته ، وعند مولد كل ولد كانت خديجة تذبح شاتين وفى مولد البنات تذبح شاة وتتصدق بلحومها جميعا ، على الفقراء والمساكين . ترك محمد رسول الله عمه ابا طالب ، بعد إذ تزوج خديجة ، ولكنه بقى يعنى بأمره ، فألمه أن راى عمه ، قد أشتد عليه الزمان فأفترح على عمه العباس أن يخففا عن ابى طالب ، فيأخذ كل منهما ولدا من أولاده يتكفل به ويحتضنه ويكون له بمثابة الوالد ورعاية واشفاقا ، فقبل العباس المقترح ، وذهبا إلى أبى طالب فأعلناه برغبتهما فقال لهما: " دعا لى العاقل والطالب وخذوا ما شئتما " فأخذ محمد عليا ، وكان جعفر من نصيب العباس . ولك يكن " على " فى هذه الآونة قد تجاوز الخامسة الا بقليل فشمله محمد بحب سابغ ، حتى كان بحس " على " أن محمدا أبوه حقيقة لا مجازا ، وكان محمد يحس أن عليا ابنه القريب إلى قلبه وهنا يجب أن نقف قليلا ، فقد كان أحتضان محمد لعلى ردا لجميل أبى طالب من ناحية ، ولكنه كان دليلا على عظم الحب الذى كان يفيض به قلب محمد من ناحية أخرى كان يحب زوجته خديجة وكان يحب بناتها ، ويدللهن ولا يدخر وسعا لاسعادهن ، ولكن كان قلبه العظيم مزيدا من الحب يستطيع أن يمنحه لعمه ، فيفكر فى التخفيف عنه ، فيأخذ أحد أبنائه فيكون له نصيب كبير من هذا القلب الكبير ، ولكن عشرة محمد وحدها لم تكن كافية لاستنفاد ما فى قلب محمد من رحمة وحنان ، فان لغيرهم حقا فى رحمة هذا الفؤاد ، حقا يأخذونه من غير أن يطلبوا به ، أو يجهدوا فى الحصول عليه ، لأنه معين سخى كريم لا ينضب ولا ينفد أبدا أغترف منع " على " فارتوى ونشأ النشأة التى نعرفها ، فكان الرجل العظيم الذى عرفه تاريخ المسلمين ، وتاريخ البشرية قاطبة واغترف من المعين نفسه زيد بن حارثة فمن يكون زيد هذا ؟ هو ابن قبيلة من قبائل العرب التى تستوطن جنوب الشام . خرج من عشيرته فى أحدددددى القوافل ، فسطا عليه بعض قطاع الطرق من الأعراب ، فسلبوه من بين أخضان والدية ، وجاءوا به الى مكة فباعوه هناك فاشتراه الحكم ابن أخى خديجة ، فلما بنى محمد خديجة ، أهدى الحكم الى عمته " زيدا " فى مناسبة زواجها هذا ولحق زيد بخدمة سيدته ، ولم يكن فى مظهر زيد ما يحبب الناس فيه ، كان قميئا أفطس الأنف ، أسود الوجه ، ولكن دمامته وقماءته لم تحل دون حب محمد له وعطفه عليه ، وكيف لا يحبه محمد وهوالذى أحب البهم التى لا تنطق ، والذى أحب " ميسرة " غلام خديجة من قبل . ولما رأت خديجة تعلق زوجها بهذا العبد ، أهدته أليه . على أن زيدا كان جديرا بالحب ، فقد كان نشيطا مخلصا وقد بقى زيد فى خدمة محمد عليه السلام ، وأبوه لا يعرف مقره وحزنه عليه لا يخفف ولا يهدأ ، بل يتضاعف على مر الأيام ، حتى فجر ينابيع الشعر فى نفسه ، فجعل يتظمه ليودع أبياته أساه وآلامه .. وجاء بعض أفراد من أسرة زيد الى مكة ، فلقوه هناك وقد أصبح شابا ، فتعرفوا عليه ، وعادوا الى أبيه يحملون بشرى عثورهم عليه ، فهرع الرجل الى مكة ، وهو لا يصدق أنه يرى أبنه بعد كل هذه الأعوام الطويلة ، وقد حمل معه مالا كثيرا ليفتديه به . وعرض الفدية على محمد ، فما كان من محمد الا أن نادى زيدا وأعلنه أنه لو أراد اللحاق بأبيه فهو حر ، لا قيد على ارادته ، بلا فدية ولا عوض . ولكن زيدا كان قد ارتبط بمحمد بوشائج الحب والولاء ، وكان قد التصق به ، حتى لا يستطيع أن يعيش بعيدا عنه فأبى أن يتركه ، قائلا : أنت أمى وأبى " .. فأخذه محمد الى الكعبة وأشهد الناس أن زيدا أبنه ، يرث أحدهما الأخر ، كما يتوارث الوالد والد . هنا رضيت نفس حارثة أبى زيد ، وعرف أن أبنه هانىء سعيد فى حياته بكنف هذا الرجل العظيم الذى لم يكن قد رآه من قبل ولا سمع به . وعاد وهو مأخوذ بهذه النفس التى تفتدى الأرقاء بلا عوض ، على غير عادة العرب فى ذلك الزمان ، وزاده عجبا أن يكون زيد ، قبل أعتاقه ، من نفس محمد كالابن من نفس أبيه .. ولعنا لا زلنا نذكر " بركة " جارية محمد التى خلفها له أبوه . كانت فى الأربيعين أو نحوها فى هذه الأيام ، فرأى محمد أن يربط جاريته التى أحبها وأحبته ، والتى حدثته طويلا عن أمه ، وشكلها ، وكيف كانت تحبه ، وترى السعادة بقربه بمولاه " زيد " الذى تبناه ، فبنى زيد ببركة ، وسميت بعد ذلك " أم أيمن " ولم يكن هذا أول زواج تم بيت محمد ، ولا آخر زواج فقد كان له أربع من البنات ، أكبرهن " زينب " وأصغرهن " فاطمة " . أما زينب الكبرى فقد زفت على أبن خالتها وهو أبو العاص أبن الربيع بن عبد شمس ، وقد كان شابا مستقيما ، صالحا ، وتاجرا غنيا مفلحا ، وقد حرصت خديجة لفرط أعجابها به على أن يكون هذا الزوج من نصيب أبنتها ، فرضى محمد عن هذا الزواج وزفت اليه ، وهى دون سن البلوغ على أن زينب لم تلبث حتى أكتمل شبابها فأدركت ما فى زوجها من صفات ، فتعلقت به أشد التعلق ، وبادلها حبها بحب عميق ، فكانت حياتهما وحبهما أشبه بالقصة الخيالية منها بالحقيقة أما رقية وأم كلثوم فقد زفتا الى عتبة وعتيبة أبنى عم محمد وبقيتا مع زوجيهما زمنا ثم انفصلنتا عنهما ، فتزوجت أحدهما عثمان بن عفان أحد أصحاب محمد ، فلما ماتت تزوج الثانية بقيت فاطمة صغرى البنات ، وبقى " على " أصغر الأبناء ، توزج كل من دار محمد سواهما ، ذلك أنهما كانا صبيين صغيرين ، يلعبان معا ، ويختصمان معا ، على أنهما وقد بقيا دون أهل البيت بلا زواج ، فقد تشابه مصيرهما وارتبطا برباط الألفة التى نمت مع الأيام ، حتى أصبح أحدهما مكملا للآخر ، فلما اكتمل شبابهما زفت فاطمة الى " على " كان محمد بفضل ثروة خديجة قادرا على أن ياخذ نصيبا كاملا من الراحة ، ينام ما أحب ويأكل ما شاء ، ويلبس من الثياب الغالية ما يهوى ، فهل كان ذلم شأنه ؟ صحيح أنه لم بعد يعنى بتجارة زوجته ، وترك لها أمرها تقوم عليه وتصرفه بما حصلت من خبرة ، وما جمعت من مهارة ، ولكنه لم يكن مع ذلك بالرجل المترف الذى يخلد الى الكسل ، ويؤثر الرخاوة . فقد كان بيته دائب العمل ، لا يرى بلا شئ يزاوله : كان ينظف ثوبه بيده ، ويحل شاته ، ويخدم نفسه ، ويعلف بعيره ويعالج أبله ، ويقوم على تمريض دجاجه وديكته كما يقوم الأنسان على تمريض أولاده وفلذات أكباده . على أنه مشغولا بشئ أكبر وأعظم من ذلك كله ، كان مشغولا بما صرفه عن التجارة ، وعن شؤون الدنيا قاطبة ، وبما جعله يترك داره ، ويلوذ بغار فى جبل على بعد فرسخين من مكة ، عال لا يصل اليه الانسان الا أن يناله العناء الشديد
ولو أن رجلا تزوج خديجة - الجميلة الغنية - لأقبل على الدنيا ، ولكان كل همه أن ينمى ثروتها ليربو حظه الراحة المادية ، ولغشى مجالس مكة حيث تدور الكؤوس الباعثة للنشوة فى الرؤوس ، وحيث تسمع أحلى الأحاديث وأحلى الدعابات ، وأطلى الأقاصيص . ولكن محمدا لم يقنعه أن يعف عن هذه المجالس ، وعن أحادثها ويقبع فى داره ، بل نأى عن مكة كلها وصعد الى غار ضيق ، لا يكاد يستطيع الانسان أن ينام فيه مستريحا : فما الذى حدا بمحمد الى أن ينهج هذا النهج ، وينزل بنفسه هذا الحرمان ؟ على أنه لا يجدر بك أن يفهم أنه كان منقطع الصلة فقد كان يزور الناس ، ويزور الكعبة ، وكان له أصدقاء أظهرهم وألصقهم به هو أبو بكر بن أبى قحافة . وقد كان له مواقف مشهودة يذكرها له العرب حسم لهم فيها شرا كان يوردهم موارد التلف والبوار . وكيف لا يذكر العرب يوم أنهارت الكعبة - وهى معبدهم الذى يتقربون فيه الى أصنامهم وأوثانهم - فأعادوا بناءها حتى وصل البناء الى مكان حجر أسود ، كانت له عند العرب قداسة خاصة فتنافست قبائلهم كل تريد أن تسبق سواها الى شرف رفع هذا الحجر ، ووضعة فى البناء ، حتى تباهى غيرها بأنها استأثرت بهذا الشرف لقوتها ومنعتها وسيادتها ، فألهم الله رجلا منهم - اسمه أبو آمية - فكرة صالحة فصاح فى شباب العرب شرعوا سيوفهم ، وتحفزوا للقتال كل فريق ينافح عن قبيلته - صاح فيهم صيحة الشيخوخة والحكمة معا : " يا معشر قريش ! احقنوا دماءكم واجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد - يقصد الكعبة - يقض بينكم فيه " فرضوا هذا الحكم .. فمن كان أول داخل ؟ كان محمدا .. وأفضت اليه قريش بسر نزاعها ، فأطرق قليلا ، ثم قال : " على بثوب " فأتو له بثوب ، أعطى كل قبيلة طرفا منه ورفع بيده الحجر الأسود الذى يتنازعون على شرف رفعه ، ووضعه فى وسط الثوب ، ثم أمرهم ، فرفعوه حتى دانى المكان الذى أعد له فى البناء ، ولم يدك يفعل ، وقد ذهب الغضب عن نفوس هؤلاء الذين كانوا ثائرين منذ لحظة حتى سمع صوت يهتف : " يا معشر قريش ! أرضيتم أن يضع هذا الركن - وهو شرفكم - غلام يتيم دون ذوى أسنانكم ؟ .. وقد كان القائل محقا فيما يقول ، فلم يكن محمدا الا يتيما صغيرا وكان من بنى هاشم حتى ليحق لبنى هاشم أن يدعوا لأنفسهم شرف رفع الحجر الأسود الى مكانه من بناء الكعبة .. ولكن لعل قريشا جميعها ، كانت تحس أن محمدا لا ينتسب الى بطن من بطون قريش ، دون بطن آخر منها ، وأنه لها جميعا .. ولعلها كانت تحس أن الرأى الذى رأى محمد ، لم يكن رأيه ، أنما كان رأى عناية كبرى ، أرادت حسم الشر ، ونجاة قريش من حرب تمزقها وتفنيها ومن هنا صاح أبو أمية : " من هذا الصائح ؟ " فأجابوه : " أنه شيخ من نجد " فصرخ أبو أمية : " بل أنه الشيطان .. أغرب أيها الرجل ، لا شأن لك بما نحن فيه فإن هذا الغلام خليق بأن يجمع العرب جميعا أمة واحدة . الى هنا أنتهت سلسلة ما أطيبك حيا
مع تحيات نبيلة محمود خليل - كلمة حق
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
ناريمان عضو مميز
الدولة : مصر التوقيع : رب ابنى لى عندك بيتاً فى الجنة ونجنى من القوم الظالمين عدد المساهمات : 1328 نقاط : 1501 تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الجمعة مارس 29, 2013 7:51 pm | |
| ما أطيبك حيا وما أطيبك ميتا سلسلتين في منتهى الجمال والافادة جزاكم الله خيرا | |
|
| |
جميلة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1107 نقاط : 1272 تاريخ التسجيل : 15/09/2009
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الجمعة مارس 29, 2013 8:08 pm | |
| موضوع بلبله شامل قوى ررائع قيم صلى الله عليه وسلم جزاك الله خيرا بلبله وكلمة حق | |
|
| |
ahmed
الدولة : مصر عدد المساهمات : 757 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 17/09/2009
| موضوع: رد: ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق الجمعة مارس 29, 2013 8:28 pm | |
| مشكورين على المعلومات القيمة ... | |
|
| |
| ما أطيبك حياً حصرياً مع نبيلة وكلمة حق | |
|