يحيي ابراهيم يكتب ليله في فندق الرعب 2

اليوم هو الخامس عشر من اغسطس وقد حان الميعاد لأجازتي السنويه الي معشوقتي العريش في عاده لم اغيرها طوال خمسه عشر عاما الأسره تعد العده في الصباح الاكر سنستقل السياره الي العريش الي مرتع شبابي حيث انني من المحاربين القدماء الذين يغرفون فضل هذه البقعه الغاليه من وطننا الغالي وادرك تماما كم من دماء ذكيه اريقت لأستعاده هذه البقعه السليبه من ايدي عدو غاشم نحن الأن في القنطره شرق نزلنا من السياره وقصدنا احدي الكافتريات لتناول طعام الغداء وبعض المرطبات في هذا الجو الخانق بعد الغداء ركبا السياره ثم صعدنا الي العباره التي تقلنا الي الضفه الأخري من القناه نزل الاولاد من السياره وارتكنوا علي حافه العباره والنسيم يداعب وجوههم ورذاذ الماء يلطف من قسوه وحراره الجو كوبري السلام من فوقنا ايه من ايات ابداع العقل المصري هبطنا من العوامه وسارت السياره تنهب الطريق رمانه بالوظه بئر العبد احفظ تضاريس هذه الأماكن جيدا نحن الأن علي مشارف العريش جوال الملح اقصد زوجتي المصون تغط في نوم عميق كأنها لم تنم منذ نصف قرن ادهم ومروه يثرثران ثم انبري ادهم قائلا ابي هذا حي المساعيد هل تعرف لم سمي بهذا الأسم قلت لا تتذاكي علي ابوك طبعا اعرف عندما فتح عمرو بن العاص مصر عسكر بقواته هنا وكانت ليله عيد فقال لجنوده المسا عيد اي هذا مساء العيد ومن يومها وهي تسمي بهذا الأسم صفقت مروه في جذل وهي تقول في مرح طفولي برافو بابا طيب ممكن سؤال تاني ولم تنتظر ردي طيب يا بابا والعريش اصل تسميتها ايه قلت يا مروي حينما زار الخليل ابراهيم مصر نزل بهذا المكان وبني عريشا له فسمي المكان عريش ابراهيم ثم حرف الي العريش ابي ها قد وصلنا الي الفندق قلت للأولاد مداعبا ايه رايكم لو سبنا امكم نايمه في العربيه صدقوني هنخلص الأجازه ونرجع نلاقيها بتشخر هههههههه انتبهت زوجتي المصون علي دعابتي ونظرت الي نظره معاتبه لم يرحمني منها الا حاملي الحقائب اللذين جاؤ يجرون عرباتهم لحمل حقائبنا
دلفنا الي الفندق وبعد المجاملات المعتاده قال مدير الريسبشن برضه يا دكتور نفس الجناح محجوز لسيادتك تمتمت بكلمات غير مفهومه وان كان معناها اي نعم
نادي علي الحمالين شنط البهوات 1313 و1314 وانا استدير سمعت المدير يبرطم انا عارف ايه بس اللي عاجبه في الجناح النحس ده لم الق بالا لحديثه فأنا منهك جدا واشتاق الي حمام بارد ونوم كنوم اهل الكهف كاد اليوم الأول يمر بسلام الا من حادثه بسيطه حلم غريب وعجيب ومريب بعد تناول العشاء انصرف الأولاد للهوهم في البرجولا والنادي الصحي وانصرفت انا وحرمنا المصون الي اسرتنا النوم سلطان كما يقولون دقائق معدوده وكنت اغط في نوم عميق واثناء النوم احسست ان الغطاء يسحب من فوق جسدي هي عاده قد يراها البعض غريبه انا اتدثر صيفا وشتاء حتي في عز اغسطس تنبهت الي ان الغطاء يسحب من فوقي ربما تكون زوجتي ولكني اسمع غطيطها لو قامت القيامه ما انتبهت انا نومي خفيف كنوم الثعالب اي حركه بسيطه توقظني من نومي مددت يدي وانا نصف مغمض اشد الغطاء علي جسدي احسست بيد خشنه غليطه تنسحب بسرعه من تحت يدي فتحت عيني بسرعه واضأت النور النور يملاء الغرفه ولا يوجد الا انا وحرمنا المصون نظرت في ساعتي انها منتصف الليل تماما الجو ساكن لا حركه الا بعض الأضواء المتراقصه علي البعد في بعض الأماكن في الفندق انا لست واهما هناك يد كانت تسحب الغطاء لا تظنو بي الظنون من فضلكم قرأت الفاتحه والمعوذتين وحاولت نسيان الموضوع معللا ذلك بالوهم والتعب من اثر السفر دقائق ورحت في ثبات عميق قد يقول البعض انني شخص متبلد الاحساسيس كيف لرجل يقوم منتصف الليل علي يد تسحب الغطاء عن جسده ثم ينام قرير العين وينسون الحكمه القائله النوم سلطان خاصه لرجل لاقي من الأهوال ما يشيب له الولدان المهم نمت ثم رايت حلما عجيبا مريبا مرعبا اذ رايت نفسي في حديقه الفندق الغناء حيث تشدو الأطيار وحيث يوجد نوع غريب من النخيل تصل ارتفاع عالي نخله الي قامه الرجل ومع هذا جميع النخلات مثمره حيث تستطيع التقاط ما يشاء من حبات البلح وهو جالس وبينما انا مستمتع بأكل البلح اذ تخرج يد غليظه معروقه سوداء رهيبه
تسحبني الي اسفل اسفل النخله تسحبني بشده حتي غاصت قدماي وصرت اصرخ ادهم ادهم ادهم وجاء ادهم علي صراخي وظل يصرخ هو الأخر حتي وصل سحب اليد الي ان وصلت الي رقبتي واحسست بضيق كبير كمن تنزع روحه وانا وادهم نتبادل الصراخ ثم رايت يدا اخري تخرج من تحت النخله وتقطع تللك اليد التي تحاولي جري الي تحت النخله وتحاول دفني وكأني سمعت صرخه رهيبه حال قطع تلك اليد ثم انتهي كل شئ فجأه وفجأه صحوت من نومي وانا احس بضيق كبير في التنفس واتصبب عرقا رغم التكييف الذي يرطب من حراره الجو نظرت بجانبي اذ زوجتي تغط في نومها غير مدركه لما يدور حولها حاولت ايقاظها وجدت صوتي مبحوحا لا استطيع الحديث حاولت ان اشغل نفسي بأي شئ ولا افكر في ذلك الكابوس الرهيب دون جدوي ما هي حكايه هذه اليد لا بد ان هناك سرا ما لابد من اكتشافه طلع النهار وانا جالس وسمعت طرقات علي الباب خرج صوتي ضعيفا مبحوحا مسرسعا ادخل دخل ادهم صباح الخير يا بابا ما ذا بك يا ادهم صوتك مبحوح قال ادهم وانت كذلك يا ابي حقيقه لا ادري كيق افسر هذا الامر هل ادهم كان معي في الحلم ويصرخ مثلي هل هذا سبب ضياع صوته وما سبب ضياع صوتي انا فعلا امر محير واذا كنت اصرخ فعلا وبح صوتي فلماذا لم يستيقظ جوال الملح النائم جواري كتبت له بعض الأدويه والمستحلبات اشتراها من صيدليه الفندق كما شربنا كما هائلا من الينسون حتي استطعننا بالكاد ان نتكلم كباقي خلق الله ولا نسرسع كالعرسه انضم عقدنا علي مائده الأفطار وفي راسي الف الف سؤال ولا جواب واحد هناك لغز ما بل هناك جريمه يحاول احدهم دفعي لكشف لثامها لا ادري هل انا محظوظ ام منحوس اولا يد تحاول ان تسحب الغطاء عن جسدي وكأنها رساله ان اصحو وابحث عن شئ ما ثم حلم يد تشدني لأسفل كي تتخلص مني ثم يد تنقذني من اليد التي تحاول الفتك بي هل هي رسائل ما ولماذا انا بالذات شئ محير كل تلك الأفكار دارت براسي وانا في مطعم الفندق ثم اراد الأولاد النزول الي حمام السباحه واردت انا ان اتريض قليلا في حديقه الفندق تركت الأولاد يستمتعون بالماء وذهبت الي الحديقه والشئ العجيب انني رايت فيها نخلا غريبا بالضبط مثل الذي رايته في الحلم مر بجواري عامل الروم سرفيس طلبت منه سله فاكهه وجلست علي احد المقاعد في الحديقه رايت الحديقه مكتظه بالنزلاء ومعظمهم يتناول من ذلك البلح وهو جالس في مكانه النخل قصير جدا ومثمر بدرجه كبيره جاء عامل الروم سرفيس مالت نفسي ان اتذوق هذا البلح ولا سيما انه في متناول يدي وانا جالس مددت يدي الي سله الفاكهه واخرجت تفاحه شققتها نصفين بالسكين وانا اتناول نصف لكي التهمه لمحت علي حرف السكين قطرات من سائل احمر قاني دار بخلدي ان اشتكي لاداره الفندق ذي السمعه الطيبه كيف يكون سكينا ملوثا ويقدم للزبون مددت يدي الي بلحه من العزق المتدلي ضغطت عليها بين السبابه والأبهام وفزعت عندما رايت التمره ينزل منها ذلك السائل الأحمر الداكن لم يكن بها نواه ومكان النواه الخالي مملؤء بذلك السائل الذي وقع علي الشورت الأبيض الذي ارتديه وما زاد من فزعي معرفتي كنه هذا السائل انه دم نعم دم انا طبيب وادرك ذلك جيدا نظرت حولي في فزع جميع النزلاء يلتهمون البلح في شهيه غريبه حاولت ان اصرخ فيهم ان البلح به ولكن ماذا اقول هل هم لا يعرفون ذلك (الجميل قاعد لوحده بيعمل ايه)انه ادهم ولدي جلس بجواري ووجهي يحاكي وجوه الموتي ومد يده وتناول بلحه وقبل ان يرفعها الي فمه فوجئ بصراخي لا لا تفعل وضغطت علي يده اخلص البلحه من بين اطراف اصابعه فخرجت منها النواه لا دم لا سوائل بل بلحه عاديه جدا قال ادهم وسط ذهوله ولما يا ابي تمتمت وانا لا اكاد ادري بمن حولي علشان تعرف تتغدي كويس جلس ادهم برهه قصيره ثم قام لشأنه اكاد اجن بل انا جننت فعلا ماذا يحدث لي ولماذا انا بالذات وانا غارق في افكاري احسست بجسدي خفيفا رشيقا وكأني ورقه في مهب الريح احس بخلايا جسمي وكأنها تنقسم الي الاف بل ملايين الذرات احساس لم اشعر به من قبل وفي لحظه واحده احسست انني انتقلت الي مكان اخر وزمان اخر مع اني لم اقم من علي مقعدي في الحديقه رايت وكأن بناء يشيد هل هذا ما يسمي بالسفر خارج الزمكان ربما ثم بدات الصوره تتضح شيئا فشيئا انني في الفندق فعلا ولكن قبل او ان شئت الدقه اثناء انشأئه ورايت اثنان من الرجال يتجادلان (اسمع يا شنواني اللي بتعمله ده غلط وممكن يودينا اللومان
ما لكش دعوه يا صميده الولد راحو يجيبوا الغدا مش عاوزك تفتح الموضوع ده تاني يا شنواني انا شريكك وغش الأساس هيودينا في داهيه فيرد شنواني انا شريكك والداهيه هتاخد الكل انت مش فاكر عمار اسكندريه اللي وقعت بسبب الخرسانه ولولا ستر ربنا كان زمانا في السجن
اسمع يا شنواني لو عاوز تروح في داهيه روح لوحدك انا مش مستعد اودر نفسي يا واد عمي اعطيني حقي وانا اسيبها لك مخضره شنواني يرد لو مش عاجبك ارحل
وما لكش صالح باللي بعمله وما لكش عندي حاجه
صميده كده يا واد عمي هبلغ عنك في لحظه واحده يكشر شنواني عن انيابه ويهجم علي صميده في عراك طويل وانا واقف في ذهول لا اكاد اصدق
وعلي حين غره يخرج شنواني من جيب الصديري سكين يطعن بها صميده في قلبه يقع صميده مضرجا في دمائه يسرع شنواني بدفعه في حفره عميقه ثم يركب سياره الخرسانه سابقه التجهيز ويفرغ الحموله في الحقره علي جسد صميده وانا ذاهل وكأني اشاهد فيلما امامي ثم افقت فوجدت نفسي جالسا مكاني في الحديقه ان ما شاهدته هو عين الجنون انفصال عن الزمان والمكان ومشاهده جريمه مر عليها اكثر من ربع قرن من يصدق هذه القصه اخرجت هاتفي المحمول واتصلت بصديقي الضابط الكبير ما ان سمع صوتي حتي قال ماذا في جعبتك ايها المخادع ثلاثه ايام ولا تتصل بي قلت له وما ادراك انني هنا منذ ثلاثه ايام قال اخبرتني العصفوره ثم قال جادا الا تعلم ان كل الفنادق ترسل لنا قائمه بأسماء كل النزلاء وذلك لدواعي الأمن ولكني لم ارد الأتصال بك حتي لا اكدر عليك صفو رحلتك قلت له عندي قصه غريبه مرعبه جريمه قتل وحشيه رايتها الأن قال حدثت الأن قلت لا حدثت اثناء انشاء الفندق رد مشدوها كيف الفندق تم انشاؤه في عام 1985 وانت تري الجريمه الأن هل تهذي يا رجل قلت اه ارجوك استمع لي ولا تقاطعني ورويت له القصه كامله منذ اليد التي تحاول سحب الغطاء حتي الحلم ومحاوله سحبي الي تحت النخله وقتلي ثم مشاهده الجريمه كشريط فيديو واضح المعالم رد علي ساخرا انت رجل مبارك يحل القتل والدمار حينما تحل ثم انهي المكالمه وقال انه سيطلبني ثانيه بعد ساعه ونصف رن هاتفي المحمول واذ المتصل هو صديقي الضابط الكبير قال لي اسمع يا محترم انت تعلم انني لم استلم العمل هنا الا في عام 2000 قبل ذلك كنت في طنطا كما تعلم ولكني عدت المصادري الخاصه وزملائي الذين اكدوا حدوث جريمه اختفاء احد المقاولين اثناء انشاء الفندق قلت مقاطعا اسمه صميده قال نعم قلت متعجلا قتله شنواني قال لم يتم العثور علي صميده وقتها وحسب ما رويته لي انه دفن تحت كتله خرسانيه هائله بعد ذبحه قلت له وما المانع ان تقبض علي القاتل الأن قال هناك سببين اولهم ان الجريمه سقطت بالتقادم اذ مر عليها اكثر من ربع قرن فلو قبضنا علي القاتل لن ينال اي عقاب قلت والسبب الثاني قال السبب الثاني خاص بشنواني القاتل حيث اصابته لوثه عقليه اذ ترك العمل بعد اختفاء صديقه وفي اثناء عودته الي قريته بمركز البداري بأسيوط في القطار اصابته حاله من الهياج وهو يردد حوشوه عني صميده عاوز يموتني ويوكد شهود الواقعه انه شوهد وكأن يدا خفيه تدفعه من القطار فقتل من ساعته اذن انتهت القصه يا مبارك عاوز الجد رددت عليه جادا طبعا عاوز الجد قال ضاحكا انت معرفتك تأخر ثم انفجر ضاحكا وقال مداعبا سلأصدر اوامري حال رجوعك الي العريش في العام القادم بالقبض عليك وترحيلك الي القاهره انت يا مبارك اما رجل مبارك فعلا او رجل نحس وانا اعتقد انك من الصنف الأول كنت اود ان ادعوك لتناول قدح من القهوه في مكتبي في المديريه ولكني اخشي ان تحل علي بركاتك وتكتشف لي قتيلا في المديريه ثم انهي المكالمه علي وعد بلقاء قريب قبل سفري وهكذا انتهت سفريتي في معشوقتي وانتهت رحلتي في فندق الرعب وفي الغرفه 1313 تري هل سأعود اليها في العام القادم من يدري ماذا يخيئ لي القدر

قصة جميلة جدا
رعب فى فندق الرعب جميل يسلمووا