[size=39]بيان الخوف من الذنب[/size]
وعن وهب بن ورد قال : كان عيسي صلي الله علي نبينا وعليه وعلي سائر الأنبياء والمرسلين وسلم يقول : حب الفردوس وخشية جهنم يورثان الصبر عن المصيبة ، ويبعدان العبد من لذات الدنيا وشهواتها ومعاصيها .
وقال بكر بن عبد الله المزني : من أتي الخطيئة وهو يضحك دخل النار وهو يبكي .
وفي الحديث : ( لو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن النار)
( ص 207 )
وفي الصحيحين أنه " صلي الله عليه وسلم " ذكر من السبعة الذين يظللهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، رجلاً ذكر الله أي وعيده وعقابه خالياً ففاضت عيناه أي خوفاً مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب .
وفي حديث ابن عباس عن النبي " صلي الله عليه وسلم " أنه قال : ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت في جوف الليل من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالي ) .
وفي حديث أبي هريرة عن النبي " صلي الله عليه وسلم " أنه قال : ( كل عين باكية يوم القيامة إلا عيناً غضت عن محارم الله ، وعين سهرت في سبيل الله ، وعيناً يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالي )
( ص 208 )
وقال عون بن عبد الله : بلغني أنه لا تصيب دموع الإنسان من خشية الله مكاناً من جسده ، إلا حرم الله ذلك المكان علي النار ، وكان لصدر رسول الله " صلي الله عليه وسلم " أزيز كأزيز المرجل من البكاء ، أي فوران وغليان كغليان القدر علي النار .
وعن سفيان الثوري قال : دخلت علي جعفر الصادق فقلت له : يا ابن رسول الله أوصني . قال : يا سفيان لا مروءة لكذوب ، ولا راحة لحسود ولا إخاء لملوك ولا سؤدد لسيء الخلق .
قلت : يا ابن رسول الله " صلي الله عليه وسلم " زدني ، قال : ياسفيان كف عن محارم الله تكن عابداً ، وأرض بما قسم الله لك تكن مسلماً ،واصحب الناس بما تحب أن يصحبوك به تكن مؤمناً ، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره أي لحديث : ( المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) وشاور في أمرك الذين يخشون الله .
قلت : يا ابن رسول الله " صلي الله عليه وسلم " زدني . قال : يا سفيان من أراد عزاً بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان ، فليخرج من ذل معصية الله إلي طاعة الله .
قلت : يا ابن رسول الله زدني . قال : أدبني أبي ثلاث : قال لي : أي بني إن من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مدخل السوء يتهم ، ومن لا يملك لسانه يندم. ( ص 209 )
_________________
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا