مكاشفه القلوب للغزالى
النهي عن الغيبة والنميمة
أما الغيبة : فقد نص الله سبحانه وتعالي علي ذمها في كتابه ، وشبه صاحبها بآكل لحم الميتة ، فقال تعالي : ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) ( الحجرات آية 12 ) .
وقال أبو برزة : قال " صلي الله عليه وسلم " : ( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ، ولا تدابروا ولا يغتب بعضكم بعضاً ، وكونوا عباد الله إخواناً ) .
وعن جابر وأبي سعيد قالا : قال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " : ( إياكم والغيبة ، فإن الغيبة أشد من الزنا ، فإن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله سبحانه عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه ) .
وقال أنس : قال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " : ( مررت ليلة أسري بي علي قوم يخمشون وجوههم بأظافرهم ، فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم ) .
وقيل : أوحي الله إلي موسى عليه السلام : من مات تائباً من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة ، ومن مات مصراً عليها فهو أول من يدخل النار .
وأما النميمة : فهى خصلة ذميمة . قال الله تعالي : ( هماز مشاء بنميم ) ( القلم آية 11 ) ثم قال : ( عتل بعد ذلك زنيم ) ( القلم آية 13 ) .
قال عبد الله بن مبارك : الزنيم ولد الزنا الذي لا يكتم الحديث . وأشار به إلي أن كل من لم يكتم الحديث ، ويمشي بالنميمة ، دل علي أنه ولد زنا استنباطاً من قوله عز وجل : ( عتل بعد ذلك زنيم ) ( القلم آية 13 ) والزنيم : هو الدعي .
وقد قال " صلي الله عليه وسلم " : ( لا يدخل الجنة نمام ) .
وقال أبو ذر : قال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " : ( من أشاع علي مسلم كلمة ليشينه بها بغير حق ، شانه الله بها في النار يوم القيامة ) .
وقال أبو هريرة : قال رسول الله " صلي الله عليه وسلم " : ( من شهد علي مسلم بشهادة ليس لها بأهل ، فليتبوأ مقعده من النار ) .
وعن ابن عمر عن النبي " صلي الله عليه وسلم " : ( إن الله لما خلق الجنة قال لها : تكلمي ، فقالت : سعد من دخلني . فقال الجبار جل جلاله وعزتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس : لا يسكنك مدمن خمر ولا مصر علي الزنا ، ولا قتات – وهو النمام – ولا ديوث ، ولا شرطي ولا مخنث ، ولا قاطع رحم ، ولا الذي يقول : علي عهد الله إن لم أفعل كذا وكذا ، ثم لم يف به ) . ( ص 277،276 )
_________________
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا