العنف الأسري وأشكاله
مفهــوم العنــف الأسري
وأســــبابـه
اليوم نتحدث عن مشكلة من المشاكل الاجتماعية التي نعيشها في حياتنا العامة داخل الأسرة وهى مشكلة العنف داخل الأسرة سواء إن كان هذا العنف ضد المرأة أو الأطفال أو المسنين أو ضد الآخرين وهو العنف المجتمعي فهذه المشكلة تستحوذ على جانب كبير من حياتنا الاجتماعية وبالطبع لها أسباب متعددة ومتشعبة سوف نتاولها في حديثنا اليوم لكونها مشكلة قديــمة قـدم الإنسان الذي ارتبط ومازال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه يؤثر وبه يتأثر وقد عرف العلماء العنف:بأنه كل تصرفٍ يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون هذا الأذى جسميًّا، أو نفسيًّا؛ كالسخريَّة والاستهزاء، وفرض الآراء بالقوة، وإسماع الكلمات البذيئة، وجميعها أشكال مختلفة لظاهرة العنف؛والعنف يختلف عن العدوان فى المفهوم العام فالعنف جزء من العدوان وله طابع مادي خالص، في حين أن العدوان يشتمل على المظاهر المادية والمعنوية معًا؛ وقد ظهر العنف منذ وجود آدم عليه وسلم، وابنيه هابيل وقابيل، على الأرض؛ حيث قتل قابيلُ أخاه هابيل حسدًا وظلمًا.
قال سبحانه: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾]المائدة: 27 – 31[
روى الشيخان عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا تُقتَل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْل من دمها (نصيب من إثم قتلها)؛ لأنه أول من سن القتل))(البخاري ومسلم)
فالعنف أصبح سمة من سمات الطبيعة البشرية
ومن أهم الأسباب التي تؤدى لوجود العنف داخل الأسرة هي:
أولاً:أسباب ذاتية
هي العوامل التي يكون مصدرها في الفرد ذاته، ومن أهم العوامل الذاتية المؤدية إلى العنف ما يلي:
الشعور المتزايد بالإحباط. ضعف الثقة بالنفس. طبيعة مرحلة البلوغ والمراهقة.
الاضطرابات الانفعالية والنفسية، وضعف الاستجابة للمعايير الاجتماعية.
وعدم القدرة على مواجهة المشكلات التي يعاني منها الفرد والرغبة في الحصول على أشياء يصعب قبولها والعجز عن إقامة علاقات اجتماعية سليمة والشعور بالفشل والحرمان من العطف.
عدم القدرة على تحكم الفرد في دوافعه العدوانية.الأنانية، وتعني حب الفرد لنفسه فقط، والتقليل من شأن الآخرين.الإدمان على المخدِّرات؛ لأن المدمنَ يعاني من اضطرابات نفسية تدفعه إلى العنف.
كذلك ضعف الوازع الديني؛ لأن الدِّين هو الذي يهذِّب سلوك الفرد، ويُبعده عن سلوك العنف والانحراف وكذلك ترجع إلى شخصية القائم بالعنف كأن يكون لديــه خلل في الشخصـــية بمعاناته من اضطرابات نفسية أو تعاطي المسكرات والمخدرات،أو يكون لديه مرض عقلي.
ثانياً:أسباب الاجتماعية الظروف الأسرية
1- فالأسرة هي الجماعة الإنسانية الأولى التي يمارس فيها الطفل أولى علاقاته الإنسانية؛ ولذلك فهي المسئولة عن إكسابه أنماط السلوك الاجتماعي، والكثير من مظاهر التوافق ترجع إلى نوع العلاقات الإنسانية في الأسرة، للأسرة دور مؤثر وفعال في الانحراف والسلوك العنيف؛ وذلك لما تحتله الأسرة من أهمية حيوية في عملية التنشئة الاجتماعية للفردفنجد كثير من الأسر بها التفكك الأسري و التدليل الزائد من الوالدين وعدم متابعة الأسرة لسلوك الأبناء علاوة على الضغوط الاقتصادية للأسرة مثل الفقر أو الدخل الضعيف الذي لا يكفي المتطلبات الأسرية أو حالة المسكن أو المنطقة التي يعيش فيها أو نمط الحياة الأسرية بشكل عام كثرة المشاحنات نتيجة للضغوط المحيطة اوعدم التوافق ألزواجي. بين الزوج وزوجته وكثرة طلبات الزوجة مع قلة الدخل وزيادة الضغط العصبي والنفسي على الزوج من متطلبات وظروف المعيشة وكثرة الإلحاح عليه من الزوجة والأبناء والواجبات الاجتماعية من مناسبات وغيره .-----------
للمتابعة
http://www.basmetaml.com/ar/page/1138