كانت المباراة النهائية بين فريق مصر الأول واحد الانديه الأفريقية المذيع الداخلي ينفعل بشده لإضاعه كابتن الفريق المصري فرصه نادره في ارض الملعب الحكم واللاعبون والكوتش يضربون كفا بكف الفريق الافريقي ضعيف للغاية الفريق المصري يفوقه قوه ومهارة هناك شيء خاطئ بكل تأكيد كأن الفريق المصري منوم مغناطيسيا ينزل احد المشجعين الي ارض الملعب ويتوجه الي حيث الفريق الخصم وبسرعه البرق من تحت الجانب الايسر يخرج لفافه ويهرع الي المدرجات خمس دقائق وكأن الفريق المصري نشط من عقال تتبدل النتيجه من اربعه واحد الي اربعه اثنين الي ثلاثه الي تعادل ثم هدفان للفريق المصري قبل ان تنطلق صافرة الحكم تضج المدرجات بالهتاف وتظهر خيبه الامل على الفريق الضيف
يتسلل برعي الأسود اللص الأشهر الي مدرجات الفريق الافريقي وفي غمره حزنهم تمتد يده بخفه الي متعلقاتهم
ثم بطرف خفي يلمح حقيبه كبيره تحت قدم احد المشجعين وبخفه الفهد تكون الحقيبه بين يديه ثم يتسلل الي مدرجات فريقه حاملا غنيمته،،،،،،،،،،
في غرفه حقيره متواضعة في احد احياء مصر القديمه يتقابل برعي مع اقرانه سوكه وجنش وطحيمر وتدور الشيشه المغمسه بالحشيش دقائق ويطرق الباب
شمشون زعيم الشله
يقف الجميع احتراما للزعيم الذي يجلس ثم يأمرهم بالجلوس ويسالهم عن حصيلة عمل اليوم
يقول برعي متفاكها مقلدا الليله الكبيره (مولد شيلاه يامعلم)
نظره صارمه من المعلم تخرسه
يبدا كل فرد عرض حصيلة يومه على الزعيم من ساعات الي محافظ جلديه متخمه بأوراق النقد الي المصاغ حتى يصل إلى برعي وما ان يفتح حقيبته حتي يزلزل كيانه مطرقه على قفاه بل ان يد المعلم اقسي من المطرقه ثم يتبع لطمته ساخرا(ياما جاب الغراب لأمه) وسط ضحكات الحضور اذ كانت الحقيبة تحتوي على عدد كبير من العرائس
القماشيه بشعه المنظر
عرائس سوداء حالكه السواد عليها قماش اسود وعيون جاحظه ترنح برعي من قوة الصفعات وخرج يجز اذيال الخيبة ناداه المعلم قائلا (تعالي ياحيلتها خد الجواهر بتاعك)
الساعة تجاوزت منتصف الليل برعي في حجرته يرص احجار الحشيش الدخان يملأ فضاء الغرفه الحقيبة ملقاه بإهمال في ركن الغرفه يبكي برعي ثم يحضر كوب ماء يضعه على الفحم الملتهب ويضع راسه على الوسادة ليذهب في نوم عميق
لا يدري كم مر من الوقت احس بعطش شديد قام لتناول القله ليروي غلته عاد الي سريره صرخه مدويه شقت سكون الليل اكثر من عشر عرائس قماشيه سوداء على سريره
من اخرجها من الحقيبه
العرائس تنظر اليه في تحد عيناها كأنها جمرات من نار متقده تقدم منها في بطء جمعها وجسده يرتجف كريشه في مهب الريح وضعها في الحقيبه وعلى طول ذراعه قذفها من الشباك الي الخرابه خلفه
لساعه او اكثر وهو يرتجف لقد بلل سرواله دون ان يشعر حتى غلبه النعاس مره اخرى
قام من نومه بعد ان
لفحته حرارة الشمس الساقطه من الشباك ولدهشته وجد العرائس مصفوفة علي منضده الطعام امامه وضع يده على فمه ليكتم صرخه كادت تفلت من فمه
لملم شتات نفسه حينما سمع طرقات على الباب قام مترنحا ليجد طحيمر يدخل مداعبا فينك يا معلم ثم مستدركا ايه الزفت اللي ع الترابيزه ده
يرد برعي متلعثما دي دي دي العرائس اللي نشلتها امبارح
يباغته طحيمر قائلا تلزمك العرايس دي
رد برعي مرتجفا حلال عليك يا عمنا
في إحدى اتوبيسات القاهرة يواصل برعي عمله ولكن منذ الصباح حتى اذان الظهر لم يظفر باي غنيمه ان يده ترتعش بشده لا يستطيع اي يقترب من اي شخص
راحت عليك يا ملقاط هكذا حدث نفسه
رن هاتفه اخرج هاتفه
مين. ايه. ازاي. كان معايا الفجر
طحيمر وجد مشنوقا في غرفته وقد قطعت ساقاه ويداه قبل شنقه
اظلمت الدنيا في عين برعي قفز من الاتوبيس وقفل عائدا الي غرفته
وما ان دخلها حتى وجد الحقيبه ملقاه في ركن الغرفه والعرائس مصفوفة علي سريره وتنظر اليه في تحدي
طفق يحدث العرائس وكأن به مس من الجنون (فيه ايه عملت إيه في طحيمر اعمل فيكي ايه) ثم وقع على ركبتيه يبكي في قهر
برعي يابرعي
ودقات على باب غرفته يقوم متثاقلا على الصوت انها جارته العجوز الطيبه ام مريم جارته في حجره السطوح
يفتح الباب يجد ام مريم تحمل على يديها صينية طعام مغطاه بشاش ابيض نظيف ثم تباغته
(فينك يا واد يابرعي ثلاث ايام لا حس ولا خبر ثلاث ايام لم تفتح باب غرفتك وشله المقاطيع كسرت عليك الباب) نظر اليها مشدوها ثلاث ايام ثم حانت منه التفاته الي هاتفه كان فاصل شحن وسمع قرآن الجمعة من المسجد القريب ثم محدثا نفسه تلات. اربع. خميس والنهارده الجمعه طيب ازاي
الحت عليه العجوز لكي يتبلغ اي لقمه يسند بها طوله تناول لقيمات على مضض الغريب انه لا يشعر بالجوع البته
خرجت ام مريم بعد ان اطمئنت عليه كانت صلاه الجمعه قد انتهت شعائرها نزل ليجلس على المقهي صفق بيديه للنادل جاء ريعو صبي القهوجي صرخ برعي في وجهه انه الرجل الافريقي الذي سرق حقيبته
زبائن القهوة كلهم هم ذلك الافريقي نسخه طبق الأصل
اسرع خارجا من المقهي وهو يترنح كل نساء ورجال الشارع نسخه من الافريقي
اسرع الي غرفته اوقد منقد الفحم تناول العرائس واحده واحده يلقيها في النار صرخات تمزق السكون من العرائس وفي لحظه واحده انطفئت النار نظر الي العرائس وجدها سليمه لم تمسها النار
في قسم الشرطة ام مريم ترتجف والضابط يسألها
(والله ياسعادة البيه ما اعرف حاجه كأن يوم القيامه حريقه هبت في اوضه الواد برعي صرخت لميت الناس دخلنا الأوضة ولا كأن فيه جنس حريقة والواد الغلبان شانق نفسه في جنش المروحه
في جنازة برعي شوهد رجل أفريقي يحمل على كتفه حقيبه مملؤه بعرائس سوداء كئيبه المنظر
تمت بحمد الله