سوداء اقبلت نجيه وظلت تهادن امي وتمازحها وتمنيها ان ولدت ولدا وعاش ستجزل لها العظاء فوق ما تتخيل ستبني لها بيتا بدل الجحر الذي تعيش فيه وسوف تعطي زوجها قيراطان من الارض سال لعاب امي ولكنها قالت في توجس والثمن يا ست نجيه
قالت نجيه وهي تتلعثم ولا حاجه المحروس ييجي معايا مشوار لحد الجبانه
كنت اجلس في احدي زوايا الغرفه عندما رايت اصابعها تشير نحوي كنت اخطو وقتها نحو العاشره
نظرت امي في فزع الي نجيه وقالت جبانه ايه اللي الواد يروحها معاكي لن ادخل في تفاصيل ولكن ربع جنيه دسته نجيه في يدي وجنيهان في كف امي حسما الامر لا ادري ان كان عدم وجود ابي وسفره مع التراحيل في هذه الفتره من حسن او من سؤء حظي ناهيك عن حاله القحط التي نعانيها
قالت نجيه وهي تنصرف ميعادنا بعد صلاه العشاء
قالت امي في توسل اريد المجئ معكم
اكفهر وجه نجيه
وهيا تقول الشيخ قال انا والواد وبس
بعد صلاه العشاء وصلت نجيه كائن اسود مريع يلتحف بالسواد من قمه راسها الي اخمص قدميها حاولت امي الاعتراض اخرستها نجيه بصفعه علي وجهها وجرتني من يدي جرا سرت انا ونجيه علي شاطئ الترعه اصوات الضفادع وصراصير الحقول تصم الاذان وفجأه يظهر كائن اسود مريع لا حدود ولا ملامح له كائن هلامي يسقط في الترعه بدوي هائل تشهق نجيه وتجذبني من يدي بعنف وهي تعدوا وتبسمل وتحوقل وانا اجري في اثرها مفزوعا لا نتوقف الا علي ابواب المقابر وقفت تلهث وصدرها يعلو ويهبط وانا ارتجف فرقا وفزعا ورعبا تلتقط انفاسها اقول
تعالي نرجع يا خالتي نجيه
تشعل مصباح يدوي صغير في يدها وهي تلطمني وتقول رجعت الميه في زورك ثم تجذبني نحو المقابر ظلام دامس اسود من قلب الكافر ورعب لا نهائي لطفل لم يتعد العاشره في صحبه شمطاء مجنونه عشر دقائق ندور في حواري المقابر حتي نصل الي مقبره نجيه
هذا هو القبر قالتها وعيناها تلمع ببريق مفزع
اخرجت من طيات ملابسها قادوما صغيرا وجعلت تحفر في اللحد اوصالي ترتجف وانا اسمع صوت الهواء المار من خلال المقابر همسات ووساوس تتسلل الي اذني طرقاتها علي اللحد وتهشم الجبس جعلا المصباح يسقط من يدي افلتت القادوم وانحنت تمسك بالمصباح الزاوي انها ليست نجيه هي جنيه بكل تاكيد شيطانه قادمه من اعماق الجحيم عيناها مشقوقه طوليا كعيون الثعابين قرنان صغيران في مقدمه راسها عينها حمراوان تتقدان باللهب لطمه من كفها المكتنز اعادتني لعالم الواقع هي نجيه ولا شك كانت قد انتهت من تهشيم اللحد وازاله الاحجاز البسيطه التي تغطي مدخله وقفت مشط قدماي حتي اري ماذا تفعل رايت عده اكفان مهترئه بداخلها عظام تشبه عظام الارانب ثم مدت يدها الي كفن تطاير قماشه في الهواء من فرط البلي وعدلت من وضعه علي ظهره لحظات رعب حين رايت عظام الطفل في لحظات تكتسي لحما ثم يفتح عينيه ويطلق صرخه مريعه صرخه اهتزت لها جدران المقابر ووقع قلبي بين قدمي ووجدت نجيه وقد اطلقت ساقها للريح ونسيت وجودي تماما واللحد مفتوح وتنطلق منه صرخات وانات كانها قادمه من اعماق الجحيم لحظات وكنت قد عبرت المقابر كنت كعداء في مسابقه للعدو قدماي تكادان لا تلمسان الارض الا حين وقعت في احضان امي اسبوع وانا غائب عن الوعي لم تحكي امي لاحد وكذلك نجيه
تمت بحمد الله