بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد ..
كلنا يعلم قصة الراهب برصيص ونعلم كيف عبد الله سبعين سنة أعيا فيها
ابليس فطلب من جنوده أن يكفيه احدهم أمره ومن ثم جاءه الأبيض ليقول
أنا لها سأغوي الراهب ..
نعلم كيف حارب الشيطان بدهاء ذلك الراهب وعلم أنه يستحيل عليه جعله
يعصى الله لو أمره بذلك فهو العابد القائم الصائم فأنى له ذلك !، فاستخدم
طريقة " خطوة تتبعها خطوات " .. وبدأ الشيطان يمارس دهائه عندما
أحضر الأخوة الثلاثة أختهم كأمانة لدى الراهب تعيش في صومعه بالقرب
من صومعته .. لم يرغب في البداية بتقديم الطعام لها وكان يضعه خارج
المكان ومن ثم زين له الشيطان أنها متعبه فلابد من إدخال الطعام لها إلى
الداخل ، مرة وأخرى حتى زنا الراهب ومن ثم حملت الفتاة فوسوس له
الشيطان قتلها وتخبئة العار تحت التراب ،وبعد فضح أمره تجلى له
الشيطان مقدم له يد المعونة لإنقاذه من جموع الناس الغاضبة ولكن بشرط أن يسجد له ..
وسجد !!
سجد ذلك العابد الصائم القائم سجد متوجاً أعماله الفاسدة بسجدة للشيطان
لم يكن ليسجد لولا تلك الخطوة التي بدأت بإدخال الطعام ...
ونفسها هي هي طريقة " الخطوة تتبعها خطوات " مستمرة حتى يومنا الحاضر .. والقصص كثيرة والضحايا أكثر ..
فما أكثر من ترك أو قصر بالفروض وكانت البداية ترك السنن والفضائل ..
وهناك من أهملت الحجاب فاليوم جلباب ساتر وغداً "اللبس الباكستاني"
ومن ثم البنطال العريض حتى تصل لخلع الحجاب بالكامل أو تبقى قطعة
خرقاء تشهد انه يوما ما كان هنا شيء اسمه " حجاب " .
نقلل وردنا اليومي من القرآن بحجة "الانشغال" بالرغم من وجود الوقت لكل شيء حتى نصل لهجره !!
نمضي سوياً مع الصحبة الصالحة ثم تنسينا الأيام وتشغلنا ملهياتها
ومتطلباتها ومن ثم !! لا وقت لصحبة صالحة والنتيجة التوغل في
المعاصي والتمادي في الآثام !!!
فيا حزني على نفسي وعلى كل من تقع في الخطوة الأولى !! يهون
الشيطان في نظرنا الأمر ونجد أنفسنا غرباء وأن الأمر لا يستحق التمسك
به ولا ضرورة للتشدد !! ومن ثم !! نجد أنفسنا خارج السفينة ...
متى نستفيق؟
قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ
الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ
قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16]
التوقيع:
إن المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع ، ويستطيع أن يحتمل الحرمان ..
يستطيع أن يعيش في العراء .. ولكنه لا يستطيع أن يعيش ذليلا ..
الخطوة تتبعها خطوات .!!
منقول