| (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً | |
|
+6ahmed راجينى ناريمان جميلة مادو نبيلة محمود خليل 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً السبت مايو 22, 2010 10:53 am | |
| الصبر
لماذا .. الصبر :
الصبر على المكاره .. سمة المؤمن الحق .. أنه لا يدرى مقادير الله وحكمته فيما ألم به من مكروه .. أو لما يراه من أمور خفية لا يعرف كنهها .. فربما بعد فترة يعرف حقيقة القضاء الى تم .. ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى امرنا بالصبر وجعل ثوابة الجنة وذلك مصداقاً لقوله تبارك وتعالى : قال تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنّةً وَحَرِيراً) [سورة: الإنسان - الأية: 12] الحق سبحانه وتعالى .. طلب منا أن نتمسلك بالصبر .. لآننا لا نرى من أقدار الله .. إلا ظاهر الحياة الدنيا .. ولم نؤت من العلم ما يجعلنا نعرف من أسرار الله فى كونه .. ولآننا لا نعرف الحقيقة فإن صدونا تضيق .. ولكن لآننا مؤمنون .. نعرف ان الله سبحانه وتعالى حكمة فى قضائه وقدره .. فنصب ونحن واثقون أن ما حدث هو خير لنا .. رغم أن ظاهره تضيق به الصدور .. موسى " عليه السلام " .. حين طلب أن يكون مع العبد الصالح حتى يتعلم من العلم الذى أعطاه الله له .. عرف العبد الصالح أن موسى لن يستطيع معه الصبر ، لأنه لا يعرف الحقيقة كلها .. ويروى لنا القرآن الكريم حكاية موسى عليه السلام والعبد الصالح قال تعالى: (قَالَ إِنّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىَ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) [سورة: الكهف – الأية67: 68] ولكن موسى " عليه السلام " كان يريد أن يزداد معرفة بأسرار علم الله .. ولذلك قال كما يروى لنا الله سبحانه وتعالى : قال تعالى: (قَالَ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً) [سورة: الكهف - الأية: 69] أن أهل الصبر قليلون ، ولكنهم ينطلقون سراعاً إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة ، فيقولون إنا نراكم سراعاً إلى الجنة .
من أنتم ؟ فيقولون :
نحن أهل الفضل ، فيقول الملائكة ما كان فضلكم ؟
فيقولون :
إذا ظلمنا صبرنا ، وإذا أسيئ إلينا غفرنا وإذا جهل علينا حلمنا ، فيقال لهم ادخلو الجنة نعم أجر العالمين الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ،واعلم إن النصر مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسراً يقول الحق تبارك وتعالى : أنا عند حسن ظن عبدى بى فليظن بى ما شاء .
وسنتحدث كل مرة عن نوع من أنواع الصبر
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
عدل سابقا من قبل نبيلة محمود خليل في الأربعاء مارس 30, 2011 6:08 pm عدل 5 مرات | |
|
| |
مادو
الدولة : مصر التوقيع : لا اله الا الله عدد المساهمات : 985 نقاط : 1143 تاريخ التسجيل : 07/01/2010
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً السبت مايو 22, 2010 6:06 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
حبيبتى في الله بارك الله فيك على كل ما خطته يداك في هذه السلسلة فعلا قيمة وتستحق المتابعة والتثبيت ، ثقل الله بكل كلمة ميزان حسناتك .
تطرقت في هذه الحلقة لمفاهيم عديدة ومهمة جدا في حياتنا ، من الصبر على حكم الله ، والإيمان به ، والحكمة من ابتلاء الله لكل عباده ، هي مفاهيم أساسية بنسبة للمؤمن حتى تكون علاقته بربه و حبل الوصل أقوى وامتن . | |
|
| |
جميلة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1107 نقاط : 1272 تاريخ التسجيل : 15/09/2009
| |
| |
ناريمان عضو مميز
الدولة : مصر التوقيع : رب ابنى لى عندك بيتاً فى الجنة ونجنى من القوم الظالمين عدد المساهمات : 1328 نقاط : 1501 تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً السبت مايو 22, 2010 6:59 pm | |
| بارك الله فيك نبيلة وأسعدك الله في الدنيا والآخره ويارب يجعلنا من الصابرين الراضين بقضاء الله وقدره نبيلة ماشاء الله عليك الله يحفظك ويحميك وينور عقلك وقلبك باعلم النافع الذي يرفع درجتك في الدنيا والآخره | |
|
| |
راجينى مشرف منتدى مهارات الاتصال وتطوير الذات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1762 نقاط : 2060 تاريخ التسجيل : 11/09/2009
| |
| |
ahmed
الدولة : مصر عدد المساهمات : 757 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 17/09/2009
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الأحد مايو 23, 2010 1:21 pm | |
| | |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الإثنين مايو 24, 2010 8:48 am | |
| الصبر والمرض من أراد أن ينجو من عذاب الله وينال ثوابه ورحمته ويدخل جنته فلينه نفسه عن شهوات الدنيا وليصبر علي شدائدها ومصائبها كما قال الله تعالي : (وَاللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 146]والصبر علي أوجه : صبر علي طاعة الله ، وصبر عن محارمه وصبر علي المصيبة ، وعند الصدمة الأولي . فمن صبرعلي طاعة الله أعطاه الله تعالي يوم القيامة ثلاثمائة درجة في الجنة ، كل درجة ما بين السماء والأرض ، ومن صبر عن محارم الله أعطاه الله تعالي يوم القيامة ستمائة درجة ، كل درجة مثل ما بين السماء السابعة والأرض السابعة ، ومن صبر علي المصيبة أعطاه الله يوم القيامة سبعمائة درجة في الجنة ، كل درجة ما بين العرش إلي الثرى . يقول الله تعالى.....ما من عبد نزلت به بلية فاعتصم بى إلا أعطيته قبل أن يسألنى ..واستجب له قبل أن يدعونى ، وما من عبد نزلت به بلية فاعتصم بمخلوق دونى إلا أغلقت أبواب السماء عليه . قال الجنيد البغدادى رحمه الله.....البلاء سراج العارفين ويقظة المريدين وصلاح المؤمنين ، هلاك الغافلين ولا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء ويرضى ويصبر . قال ابن عطاء : يتبين صدق العبد من كذبه في أوقات البلاء والرخاء . فمن شكر في أيام الرخاء وجزع في أيام البلاء فهو من الكاذبين _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
عدل سابقا من قبل نبيلة محمود خليل في الأربعاء سبتمبر 01, 2010 9:19 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
ست الحباايب النائب العام
العمر : ربي اغفرلي الدولة : ارض الله الواسعه التوقيع : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله واكبر عدد المساهمات : 3733 نقاط : 4851 تاريخ الميلاد : 04/04/1955 تاريخ التسجيل : 25/10/2009 العمر : 69 الموقع : ارض الله الواسعه العمل/الترفيه : الاعمال اليدويه المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الإثنين مايو 24, 2010 12:20 pm | |
| بارك الله فيك اختي نبيله وجعلك من سعداء الدارين ان شاء الله لما تقدميه من مواضيع قيمه | |
|
| |
جمال جمال
الدولة : مصر عدد المساهمات : 726 نقاط : 824 تاريخ التسجيل : 08/10/2009
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الإثنين مايو 24, 2010 3:13 pm | |
| قال ابن عطاء : يتبين صدق العبد من كذبه في أوقات البلاء والرخاء . فمن شكر في أيام الرخاء وجزع في أيام البلاء فهو من الكاذبين ربنا يكرنك سلسلة جميلة منتظر التكملة اللهم اجعلنا من أهل الصبر
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:12 pm | |
| الصبر والرضا والقناعة أما فضل الرضا من الآيات ، فقوله تعالي : ( رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة: المائدة - الأية: 119] . وقد قال تعالي : (هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاّ الإِحْسَانُ) [سورة: الرحمن - الأية: 60] ومنتهي الإحسان رضا الله عن عبده ، وهو ثواب رضا العبد عن الله تعالي وفي الحديث : ( إن الله تعالي يتجلي للمؤمنين فيقول : سلوني فيقولون : رضاك ) . فسؤالهم الرضا بعد النظر نهاية التفضيل . وأما فضله من الأخبار فقد روي أن النبي " صلي الله عليه وسلم " سأل طائفة من أصحابه ( ما أنتم ؟ ) فقالوا: مؤمنون فقال : ما علامة إيمانكم ؟ فقالوا : نصبر علي البلاء ، ونشكر عند الرخاء ونرضي بمواقع القضاء فقال : ( مؤمنون ، ورب الكعبة ) . وفي خبر آخر انه قال : ( حكماء علماء ، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء ) . وقال " صلي الله عليه وسلم " : ( من رضي من الله تعالي بالقليل من الرزق ، رضي الله تعالي منه بالقليل من العمل . وقال أيضاً : ( إذا أحب الله تعالي عبداً ابتلاه ، فإن صبر اجتباه فإن رضي اصطفاه ) . وقال أيضاً : ( إذا كان يوم القيامة أنبت الله تعالي لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلي الجنان ، يسرحون فيها ويتنعمون فيها كيف شاؤوا ، فتقول لهم الملائكة : هل رأيتم الحساب ؟ فيقولون : ما رأينا حساباً . فتقول لهم : هل جزتم الصراط ؟ فيقولون : ما رأينا صراطاً فتقول لهم : هل رأيتم جهنم ؟ فيقولون : ما رأينا شيئاً . فتقول الملائكة : من أمة من أنتم ؟ فيقولون : من أمة محمد " صلي الله عليه وسلم " فتقول : نشدناكم الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا ؟ فيقولون : خصلتان كانتا فينا فبلغنا هذه المنزلة بفضل رحمة الله . فيقولون : وما هما ؟ فيقولون : كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه ، ونرضي باليسير مما قسم لنا . فتقول الملائكة : يحق لكم هذا ) . وقال أيضاً : ( الصبر كنز من كنوز الجنة ) . والأخبار في هذا لا تحصي ، وقال " صلي الله عليه وسلم " ( عز من قنع ، وذل من طمع ) . الصبر على البلاء - عن أبى أمامة " رضى الله عنه " عن النبى " صلى الله عليه وسلم " قال : يقول الله سبحانه : " ابن آدم إن صبر واحتسب عند الصدمة الأولى ، لم أرضى لك ثواباً دون الجنة " [ أخرجه ابن ماجه ] .فالإيمان هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره ، حلوه ومره .. وإذا أردنا أن نخلص الإيمان والإسلام .. نجد أن الإسلام أساسه لأوامر الله تعالى فأركان الإسلام هى : الصلاة والصيام والزكاة والحج بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداص رسول الله .أما الإيمان فهو عبارة عن التصديق بالغيبيات ، والرضا بالقضاء والقدر ، فنحن لم نرالله عز وجل ، ومع ذلك نؤمن به ونصدق بوجوده .. والملائكة غيب وكذلك الكتب السابقة والرسل ، فنحن لم نر الأنبياء ومع ذلك نؤمن برسالتهم جميعاً ونصدق بهم وبمعجزاتهم دون أن نراهم ما دمنا رضينا بالله ربا فله الحكم والأمر وله التصريف وله التدبير فلا يمكن أن يصدر حكمه أو أمره أو قضاؤه إلا عن حكمة وإن خفيت على ذوى الألباب فعلى ذلك علينا الرضا بكل ما يأتى من الله تعالى أى الإيمان بالقضاء والقدر فالقضاء فى اللغة هو القطع أو الفصل أو الانتهاء من الأمر والفراغ منه وإحكامه : قال تعالى: (فَقَضَاهُنّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [سورة: فصلت - الأية: 12] اى فراغ من إتمامهن وخلقهن على ما هن عليه الآن قال تعالى: (وَقَضَىَ رَبّكَ أَلاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ إِيّاهُ) [سورة: الإسراء - الأية: 23] أى حكم وأمر بذلك ؛ أما القدر فهو تفصيل القضاء : أين ؟ ومتى ؟ وكيف يكون ؟ فقد قضى ربنا تبارك وتعالى أ يخلق آدم ليكون خليفة فى الأرض قضاء وأما القدر فهو شكل آدم ، وطوله ، وأين ينزل ، وما إلى ذلك من تفصيلات .وكلمة قدر قد تأتى فى القرآن بمعنة تفصيلات القضاء ، وقد تأتى أيضاً بمعنى المقدار مثل قوله تعالى : (إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [سورة: القمر - الأية: 49] قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ) [سورة: المؤمنون - الأية: 18]والاستسلام لقضاء الله تعالى نعنى به الرضا أى أن الناس جميعاً يستسلمون لقضاء الله طوعاً أو كرهاً أى علينا أن نرضى بحكم الله تعالى فالإيمان الصادق يكون للملك الذى يحكم ما يريد .ويروى أن الله تعالى أوجى إلى داود " عليه السلام " " يا داود إنك تريد وأريد وإنما يكون ما أريد ، فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد " .فعجباً لأمر المؤمن يجزع ويسخط عند حدوث أية ابتلاءات له ولكن مطلوب منه العكس فلا بد أن يتحمل كل شئ ، لأن كل الفتن اختبارات له إذا كان من الصابرين والشاكرين أم يكون من الساخطين فعليه أن يعلم أن كل شوكة يشاكها تعتبر تكفيراً لذنب أذنبه .فعن أبى يحيى صهيب بن سنان عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سراء شكر فكان خير له ، وإن أصابته ضراء صبرفكان خيرراً له " [ رواه مسلم ] أى أن كل ابتلاء فهو منة من الله تعالى ويعتبر مغفرة وتطهيراً من الذنوب ورفع للدرجات فهذه قناطر الفتن [ تعتبر معبرة للخير ] فهى كلها خير له لأنها تعطيهمن خزائن المنن [ فضل وكرم وجود من الله تعالى له ] فمن أحبه الله عز وجل ابتلاه .قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " المؤمن بين خمس شدائد : مؤمن يحسده ، ومنافق يبغضه ، وكافر يقتله ، ونفس تنازعه، وشيطان يضله ويغويه .وأوحى الله تعالى إلى داود " عليه السلام " للوصول لمعرفة أ رضا الله فى أمرين : " يا داود ألا أعلمك عملين إذا عملت بهما ألفت بهما وجوه الناس إليك ، وبلغت بهما رضاى ، قال : بلى يا رب ؛ قال : اتجر فيما بينى وبينك بالورع ، وخالط الناس بأخلاقهم " . فمن أحبه وصدق مع الله عز وجل إبتلاه: أوحى الله تعالى إلى موسى " عليه السلام " " إنى إذا أحببت عبداً ابتليته ببلايا لا تقوم لها الجبال لأنظر كيف صدقه فإن وجدته صابراً اتخذته ولياً وحبيباً وإن وجدته جزوعاً يشكونى إلى خلقى خذلته ولا أبالى " .فالعبد المضيق عليه تحدث عنه رب العالمين مع مناجاته مع موسى " عليه السلام " فعن أبى سعيد الخدرى عن النبى " صلى الله عليه وسلم " أنه قال : " إن موسى قال : أى رب عبدك المؤمن تقتر عليه فى الدنيا قال : فتفتح له باب الجنة فينظر إليها قال يا موسى هذا ما أعددت له ، فقال موسى : أى رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط ثم قال موسى : أى رب عبدك الكافر توسع عليه فى الدنيا قال : فيفتح له باب من النار ، فيقال : يا موسى هذا ما أعددت له ، فقال موسى : أى رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان مصيره كأن لم بر خيراً قط " .أى أن كل الخير له فى الدنيا بكل المصائب والإبتلاءات ليقابل الله تبارك وتعالى يوم القيامة ولم يكن عليه أية شائبة ، طاهر مطهر ويكون تقياً نقياً وفى قوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 155] (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ ) للعدو ( وَالْجُوعِ ) بالقحط (وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ ) بالهلاك (وَالأنفُسِ) بالقتل والموت والأمراض (وَالثّمَرَاتِ ) بالحوائج ، أى لنختبركم فننظر أتتصبرون أم لا (وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) على البلاء بالجنة فعليهم فى كل الالاحوال الاسترجاع بمعنى تفويض الأمر والتسليم له تعالى وأن يكون صبرهم عند الوهلة الأولى كقوله تعالى : (الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ) [سورة: البقرة - الأية: 156] أى وهم (الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ) بلاء ( قَالُواْ إِنّا للّهِ ) ملكاً وعبيداً يفعل بنا ما يشاء (وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ) فى الآخرة فيجازينا .وفى الحديث : " من استرجع عند المصيبة آجره الله فيها وأخلف الله عليه خيراً ، وتكون ثمرة الصبر عند المصيبة الرحمة والمغفرة والهداية كما فى قوله تعالى : (أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 157] (أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ ) مغفرة (مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ ) نعمة (وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) إلى الصواب ، أى علينا الرضا بحكمه ونصبر على بلائه .اللهم اجعلنا نرضى بقضائك ونقنع بعطائك .فالعبد يتقلب بين الفضل والعدل فإذا كان فضلاً قال : الحمد لله وأنا لا أستحق هذا ، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء وإذا أصابه ما يسوء يعلم أن ذلك عدل الله فيه وأن الله تعالى ليس بظلام للعبيد ،وليس معنى ذلك أن كل من أصابته مصيبة يكون مستحقاً لها فقد تكتب له المنزلة فى الجنة لا يبلغها بعمله ؛ فيبتليه الله تبارك وتعالى بالمصيبة ، ويرزقه الصبر عليها فيبلغ منزلته بالصبر وليس بالعمل ، قال تعالى: (مَآ أَصَابَ مِن مّصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ فِيَ أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن نّبْرَأَهَآ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ) [سورة: الحديد - الأية: 22] ليس أحد إلا هو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً كقوله تعالى : (لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىَ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ) [سورة: الحديد - الأية: 23] .ولكى نستطيع أن نصل لمرحلة الصبر التى بدون سخط ولا جزع علمنا الله تبارك وتعالى فى القرآن الكريم فى سورة الحجر بالتسبيح والحمد والسجود أى بالعبادة فى قوله تعالى : قال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَكُنْ مّنَ السّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبّكَ حَتّىَ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [سورة: الحجر – الأية 97: 99] وهذا يعيننا على مواصلة الحياة بالصبر الجميل .( فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ ) أى قل سبحان الله وبحمده (وَكُنْ مّنَ السّاجِدِينَ )المصلين (حَتّىَ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )الموت فبالذكر والتسبيح فى معية الله تبارك وتعالى .أتحب أن يسكن الله تعالى معك ؟أوحى الله تعالى إلى موسى " عليه السلام " " أتحب أن أسكن معك بيتك ، فخر لله ساجداً ثم قال : فكيف يا رب تسكن معى فى بيتى ؟ فقال : يا موسى أما علمت أنى جليس من ذكرنى وحيثما التمسنى عبدى وجدنى " .يقول الأمام محمد ابن جعفر : عجبت لأربع كيف يغفل عن أربع 1- عجبت لمن ابتلى بالغفلة ، وكيف يغفل عن : " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين " ؟2- عجبت لمن ابتلى بالمكر ، وكيف يغفل عن :" وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد " ؟3- عجبت لمن ابتلى بالخوف ، وكيف يغفل عن :" حسبى الله ونعم الوكيل " ؟ .4- عجبت لمن ابتلى بالضر ، وكيف يغفل عن :" رب إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ؟ والمؤمن الحقيقى لا بفرح بدنيا تصيبه ، ولا يحزن على فو اتها ، ولكنه يفرح بالطاعة ، وتحزنه المعصية .. قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمّا يَجْمَعُونَ) [سورة: يونس - الأية: 58] (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ ) الإسلام (وَبِرَحْمَتِهِ ) القرآن (فَبِذَلِكَ) الفضل والرحمة ( فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمّا يَجْمَعُونَ) من الدنيا .ويقول رسول الإنسانية " صلى الله عليه وسلم " " إذا سرتك الطاعة ، وساءتك المعصية فأنت مؤمن " .اللهم ربنا اجعلنا ممن تسرهم طاعتهم ، وتسوءهم معصيتهم اللهم ربنا لا تحاسبنا بعدلك ولكن خاسبنا بفضلك وبكرمك وبجودك اللهم ربنا ارزقنا صبراً جميلاً ، وارزقنا الرضا بعد القضاء . _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:14 pm | |
| - الصبر:
وأما فضل الصبر فقد ذكر فى القرآن أكثر من تسع وتسعين موضعاً ، وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له ، وجمع للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم ، فقال تعالى: (أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 157] فالهدى والرحمة والصلوات مجموعة للصابرين .
وقال الله سبحانه وتعالى : قال تعالى: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 186]
وقال " صلى الله عليه وسلم " " الصبر نصف الإيمان "
وقال " صلى الله عليه وسلم " "من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ، ومن أعطى حظه منهما لم يبال بما فاته من قيالم الليل وصيام النهار ، ولأن تصبروا على ما أنتم عليع ، أحب إلى من أن يوافينى كل أمرئ منكم بمثل عمل جميعكم ، ولكنى أخاف أن تفتح عليكم الدنيا بعدى ، فينكر بعضكم بعضاً وينكرهم أهل السماء عند ذلك ، فمن صبرواحتسب ظفر بكمال ثوابه ، ثم قرأ قوله تعالى : (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنّ الّذِينَ صَبَرُوَاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: النحل - الأية: 96]
وروى جابرأنه سئل " صلى الله عليه وسلم " عن الإيمان فقال : " الصبر والسماحة " .
وقال أيضاً : " الصبر كنز من كنوز الجنة " .
وقال أيضا ً " صلى الله عليه وسلم " " أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس " .
قيل : " أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : تخلق بأخلاقى وإن من أخلاقى أنا الصبور "
وقال " صلى الله عليه وسلم " فى الصبر على ما تكره ، خير كثير
وقال " صلى الله عليه وسلم " لو كان الصبر رجلاً لكان كريماً ، والله يحب الصابرين .
القناعة :
وقال " صلى الله عليه وسلم " " القناعة كنز لا يفنى "
وقال " صلى الله عليه وسلم "" عز من قنع ، وذل من طمع "
وقيل الحكيم : ما تملك ؟ قال : التجمل فى الظاهر ، والقصد فى الباطن ، واليأس مما فى أيدى الناس .
ويروى أن الله عز وجل قال : يا ابن آدم ، لو كانت الدنيا لك كلها لم يكن لك منها إلا القوت ، وإذا أعطيتك منها القوت ، وجعلت حسابها على غيرك ، فأنا إليك محسن .
وقال بعض الحكماء : وجدت أطول الناس غماً الحسود ، وأهنأهم عيشاً القنوع ، وأصبرهم على الأذى الحريص إذا طمع وأخفضهم عيشاً أرفضهم للدنيا ، وأعظمهم هامة العالم المفرط .
قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً ، ولا يملأ جوف أبن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب " .
وقال " صلى الله عليه وسلم " " منهومان لا يشبعان : منهوم العلم ، ومنهوم المال " .
وقال " صلى الله عليه وسلم " " ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس " .
وروى أن موسى " عليه السلام " سأل ربه تعالى فقال : أى عبادك أغنى ؟ قال : أقنعهم بما أعطينه . قال : فأيهم أعدل ؟ قال : من أنصف من نفسه .
وقال ابن مسعود : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " إن روح القدس نفث فى روعى أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله ، وأجملوا فى الطلب " .
وقال أبو هريرة " رضى الله عنه " : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن قنعاً تكن أشكر الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً " .
ونهى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " عن الطمع ، فيما رواه أبو أيوب النصارى : أن أعرابياً أتى النبي " صلى الله عليه وسلم " فقال : يا رسول الله ، عظنى وأوجز فقال : " إذا صليت فصل صلاة مودع ، ولا تحدثن بحدبث تعتذز منه غداً ، وأجمع اليأس مما فى أيدى الناس " .
وقال عوف بن مالك الأشجعى : كنا عند رسول الله " صلى الله عليه وسلم " تسعة أوثمانية ، أو سبعة ، فقال : " ألا تبايعون رسول الله " صلى الله عليه وسلم " . قلنا : أو ليس قد بايعناك يا رسو الله ؟ ثم قال : " ألا تبايعون رسول الله " ، فبسطنا أيدينا فبايعناه ، فقال قائل منا : قد بايعناك ، فعلى ماذا نبايعك ؟ قال " أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وتصلوا الخمس ، وأن تسمعوا وتطيعوا ، وأسر كلمة خفيفة ، ولا تسألوا الناس شيئاً " قال : فلقد كان بعض أولئك النفر يسقط سوطه ، فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه وقال عمر " رضى الله عنه " : إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإنه من ييأس عما فى أيدى الناس استغنى عنهم .
وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : قلة تمنيك ، ورضاك بما يكفيك .
وقال ابن مسعود : ما من يوم إلا وملك ينادى : يا ابن آدم قليل يكفيك خير من كثير يطغيك .
الابتلاء :
الابتلاء يكون فى مجال الأنفس من نحو الصحة والقسم ، والقوة والضعف والسعادة والشقاء ، كما يكون فى الأموال من نحو الفقر والغنى ، والعوز والرفاهية ، وقد أشار المولى عز وجل إلى المجالين جميعاً قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِيَ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الّذِينَ أَشْرَكُوَاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 186] وقال عز من قائل قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 155] .
على المبتلى بالمصيبة أن يتيقن بأن هذه الدنيا وما فيها من ملذات هى بالقطع إلى زوال قال تعالى: (يَأَيّهَا النّاسُ إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ فَلاَ تَغُرّنّكُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَلاَ يَغُرّنّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورُ) [سورة: فاطر - الأية: 5]
والابتلاء يصح بها القلب وتزول عنه شةائبه . يقول الله موضحاً أثر الابتلاء الذى اصاب المسلمين يو أحد : قال تعالى: وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 154]
وعن أنس رضى الله عنه أن النبى " صلى الله عليه وسلام " دخل على شاب وهو فى الموت فقال : " كيف تجدك ؟ " قال : والله يا رسول الله أنى أرجوا الله وإنى أخاف ذنوبى : فقال رسول الله " صلى الله عليه وسلام " " لا يجتمعان فى قلب عبد فى مثل هذا المواطن إلا أعطاه الله ما يرجو ، وآمنه مما يخاف " وقد وعد الله الخائفين بالجنة فقال : قال تعالى: (وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ) [سورة: النازعات - الأية: 40]
قال تعالى: (فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ) [سورة: النازعات - الأية: 41]
ابتلاء العبد فى نفسه :
ما يصيب الإنسان فى نفسه أو فيمن من حوله من أفراد أسرته من السراء والضراء ، وإلى هذا النوع من الابتلاء أشارت الأية الكريمة قال تعالى: (إِنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) [سورة: الإنسان - الأية: 2]
قال تعالى: (إِنّا هَدَيْنَاهُ السّبِيلَ إِمّا شَاكِراً وَإِمّا كَفُوراً) [سورة: الإنسان - الأية: 3] وقال سبحانه وتعالى : وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 154]
ابتلاء العباد برفع بعضهم فوق بعض درجات :
وذلك برفع بعضهم فوق بعض درجات مصداقاً لقوله تعالى: (وَهُوَ الّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنّ رَبّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنّهُ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: الأنعام - الأية: 165] أو بالتفاوت فيما بينهم فى حظوظ العباد من الرفعة والضعة ، أو الغنى والفقر : قال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللّهُ الرّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي الأرْضِ وَلَـَكِن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مّا يَشَآءُ إِنّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ) [سورة: الشورى - الأية: 27] وقال عز من قائل: (وَاللّهُ فَضّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىَ بَعْضٍ فِي الْرّزْقِ فَمَا الّذِينَ فُضّلُواْ بِرَآدّي رِزْقِهِمْ عَلَىَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) [سورة: النحل - الأية: 71]
ابتلاء الناس بعضهم ببعض :
إن الله عز وجل قادر على أن ينصر أولياءه على أعدائه دون مجاهدة ولكن لم يفعل حتى يتحقق ذلك الأبتلاء ، فيظهر به عدوان الظالمين وطغيانهم وصبر الصابرين وتحملهم لمشاق مجاهدتهم ، قال تعالى : (وَلَوْ يَشَآءُ اللّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـَكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) [سورة: محمد - الأية: 4] ولم يفلت من هذا الأبتلاء حتى أنبياء الله – صلوات الله عليهم أجمعين – وقد سجلت هذه الآية الكريمة
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِيّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [سورة: الأنعام - الأية: 112]
الابتلاء والصبر على الشدائد :
وذلك اليقين بأن لله تعالى حكمة فى كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [سورة: السجدة - الأية: 24] وقد أخبر المصطفى " صلى الله عليه وسلم " أن جزاء الصابرين على الابتلاء بالضراء هو الجنة فقال " صلى الله عليه وسلم " " يقول المولى عز وجل : إذا ابتليت عبدى بحبيبته فصبر عوضته عنهما الجنة " يريد عينيه ، وقال " صلى الله عليه وسلم " " من ابتلى بشئ من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار " ، وإلى هذا المظهر من مظاهر الابتلاء أشارت الآية الكريمة قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِيَ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الّذِينَ أَشْرَكُوَاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 186]
الابتلاء بالنعم والخير :
يبتلى الإنسان بالنعماء أو الخير فتنة وتمحيصاً ، وذلك بأن يعطية الله المال واجاه أو العافية والمنصب والأولاد ونحو ذلك ، وهذا المظهر من اهم مظاهر الابتلاء نظراً لما يعقبه من شكر للنعمة او كفر بها ، قال تعالى فيما يحكيه القرآن عن سيدنا سليمان :
قال تعالى: ( قَالَ هَـَذَا مِن فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَنِيَ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنّ رَبّي غَنِيّ كَرِيمٌ) [سورة: النمل - الأية: 40] وشكر النعمة يعقبه زيادتها ، ويفيض الله عليه من النعمة مصداقاً لقوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [سورة: إبراهيم - الأية: 7]
ونتيجة هذا الشكر تعود على العبد نفسه ، أما إذا قابل العبد ما يناله من الخير أو السراء بالجحود ، فإنه يؤدى إلى الطغيان والاستعلاء فى الأرض وما يعقب ذلك من عتو وفساد .
الابتلاء بالمعصية :
كما يبتلى الإنسان بالمعصية لتتاح له فرصة التوبة والاستغفار ونحو ذلك فإنه يبتلى أيضاَ بالطاعات ليشكر ربه على ما هداه إليه وإلى هذا أشارت الآيات الكريمة قال تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَن يَإِبْرَاهِيمُ
قَدْ صَدّقْتَ الرّؤْيَآ إِنّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنّ هَـَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ) [سورة: الصافات – الأية 104: 106]
وقد أشارت إلى هذين النوعين من الأبتلاء ( الأبتلاء بالمعصية أو السيئات والابتلاء بالطاعة أو الحسنات ) الآية الكريمة قال تعالى: (وَقَطّعْنَاهُمْ فِي الأرْضِ أُمَماً مّنْهُمُ الصّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسّيّئَاتِ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 168]
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:15 pm | |
| - الصبر:
وأما فضل الصبر فقد ذكر فى القرآن أكثر من تسع وتسعين موضعاً ، وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له ، وجمع للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم ، فقال تعالى: (أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 157] فالهدى والرحمة والصلوات مجموعة للصابرين .
وقال الله سبحانه وتعالى : قال تعالى: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 186]
وقال " صلى الله عليه وسلم " " الصبر نصف الإيمان "
وقال " صلى الله عليه وسلم " "من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ، ومن أعطى حظه منهما لم يبال بما فاته من قيالم الليل وصيام النهار ، ولأن تصبروا على ما أنتم عليع ، أحب إلى من أن يوافينى كل أمرئ منكم بمثل عمل جميعكم ، ولكنى أخاف أن تفتح عليكم الدنيا بعدى ، فينكر بعضكم بعضاً وينكرهم أهل السماء عند ذلك ، فمن صبرواحتسب ظفر بكمال ثوابه ، ثم قرأ قوله تعالى : (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنّ الّذِينَ صَبَرُوَاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: النحل - الأية: 96]
وروى جابرأنه سئل " صلى الله عليه وسلم " عن الإيمان فقال : " الصبر والسماحة " .
وقال أيضاً : " الصبر كنز من كنوز الجنة " .
وقال أيضا ً " صلى الله عليه وسلم " " أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس " .
قيل : " أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : تخلق بأخلاقى وإن من أخلاقى أنا الصبور "
وقال " صلى الله عليه وسلم " فى الصبر على ما تكره ، خير كثير
وقال " صلى الله عليه وسلم " لو كان الصبر رجلاً لكان كريماً ، والله يحب الصابرين .
القناعة :
وقال " صلى الله عليه وسلم " " القناعة كنز لا يفنى "
وقال " صلى الله عليه وسلم "" عز من قنع ، وذل من طمع "
وقيل الحكيم : ما تملك ؟ قال : التجمل فى الظاهر ، والقصد فى الباطن ، واليأس مما فى أيدى الناس .
ويروى أن الله عز وجل قال : يا ابن آدم ، لو كانت الدنيا لك كلها لم يكن لك منها إلا القوت ، وإذا أعطيتك منها القوت ، وجعلت حسابها على غيرك ، فأنا إليك محسن .
وقال بعض الحكماء : وجدت أطول الناس غماً الحسود ، وأهنأهم عيشاً القنوع ، وأصبرهم على الأذى الحريص إذا طمع وأخفضهم عيشاً أرفضهم للدنيا ، وأعظمهم هامة العالم المفرط .
قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً ، ولا يملأ جوف أبن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب " .
وقال " صلى الله عليه وسلم " " منهومان لا يشبعان : منهوم العلم ، ومنهوم المال " .
وقال " صلى الله عليه وسلم " " ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس " .
وروى أن موسى " عليه السلام " سأل ربه تعالى فقال : أى عبادك أغنى ؟ قال : أقنعهم بما أعطينه . قال : فأيهم أعدل ؟ قال : من أنصف من نفسه .
وقال ابن مسعود : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " إن روح القدس نفث فى روعى أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله ، وأجملوا فى الطلب " .
وقال أبو هريرة " رضى الله عنه " : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " " كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن قنعاً تكن أشكر الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً " .
ونهى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " عن الطمع ، فيما رواه أبو أيوب النصارى : أن أعرابياً أتى النبي " صلى الله عليه وسلم " فقال : يا رسول الله ، عظنى وأوجز فقال : " إذا صليت فصل صلاة مودع ، ولا تحدثن بحدبث تعتذز منه غداً ، وأجمع اليأس مما فى أيدى الناس " .
وقال عوف بن مالك الأشجعى : كنا عند رسول الله " صلى الله عليه وسلم " تسعة أوثمانية ، أو سبعة ، فقال : " ألا تبايعون رسول الله " صلى الله عليه وسلم " . قلنا : أو ليس قد بايعناك يا رسو الله ؟ ثم قال : " ألا تبايعون رسول الله " ، فبسطنا أيدينا فبايعناه ، فقال قائل منا : قد بايعناك ، فعلى ماذا نبايعك ؟ قال " أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وتصلوا الخمس ، وأن تسمعوا وتطيعوا ، وأسر كلمة خفيفة ، ولا تسألوا الناس شيئاً " قال : فلقد كان بعض أولئك النفر يسقط سوطه ، فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه وقال عمر " رضى الله عنه " : إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإنه من ييأس عما فى أيدى الناس استغنى عنهم .
وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : قلة تمنيك ، ورضاك بما يكفيك .
وقال ابن مسعود : ما من يوم إلا وملك ينادى : يا ابن آدم قليل يكفيك خير من كثير يطغيك .
الابتلاء :
الابتلاء يكون فى مجال الأنفس من نحو الصحة والقسم ، والقوة والضعف والسعادة والشقاء ، كما يكون فى الأموال من نحو الفقر والغنى ، والعوز والرفاهية ، وقد أشار المولى عز وجل إلى المجالين جميعاً قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِيَ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الّذِينَ أَشْرَكُوَاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 186] وقال عز من قائل قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 155] .
على المبتلى بالمصيبة أن يتيقن بأن هذه الدنيا وما فيها من ملذات هى بالقطع إلى زوال قال تعالى: (يَأَيّهَا النّاسُ إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ فَلاَ تَغُرّنّكُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَلاَ يَغُرّنّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورُ) [سورة: فاطر - الأية: 5]
والابتلاء يصح بها القلب وتزول عنه شةائبه . يقول الله موضحاً أثر الابتلاء الذى اصاب المسلمين يو أحد : قال تعالى: وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 154]
وعن أنس رضى الله عنه أن النبى " صلى الله عليه وسلام " دخل على شاب وهو فى الموت فقال : " كيف تجدك ؟ " قال : والله يا رسول الله أنى أرجوا الله وإنى أخاف ذنوبى : فقال رسول الله " صلى الله عليه وسلام " " لا يجتمعان فى قلب عبد فى مثل هذا المواطن إلا أعطاه الله ما يرجو ، وآمنه مما يخاف " وقد وعد الله الخائفين بالجنة فقال : قال تعالى: (وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ) [سورة: النازعات - الأية: 40]
قال تعالى: (فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ) [سورة: النازعات - الأية: 41]
ابتلاء العبد فى نفسه :
ما يصيب الإنسان فى نفسه أو فيمن من حوله من أفراد أسرته من السراء والضراء ، وإلى هذا النوع من الابتلاء أشارت الأية الكريمة قال تعالى: (إِنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) [سورة: الإنسان - الأية: 2]
قال تعالى: (إِنّا هَدَيْنَاهُ السّبِيلَ إِمّا شَاكِراً وَإِمّا كَفُوراً) [سورة: الإنسان - الأية: 3] وقال سبحانه وتعالى : وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 154]
ابتلاء العباد برفع بعضهم فوق بعض درجات :
وذلك برفع بعضهم فوق بعض درجات مصداقاً لقوله تعالى: (وَهُوَ الّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنّ رَبّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنّهُ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: الأنعام - الأية: 165] أو بالتفاوت فيما بينهم فى حظوظ العباد من الرفعة والضعة ، أو الغنى والفقر : قال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللّهُ الرّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي الأرْضِ وَلَـَكِن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مّا يَشَآءُ إِنّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ) [سورة: الشورى - الأية: 27] وقال عز من قائل: (وَاللّهُ فَضّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىَ بَعْضٍ فِي الْرّزْقِ فَمَا الّذِينَ فُضّلُواْ بِرَآدّي رِزْقِهِمْ عَلَىَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) [سورة: النحل - الأية: 71]
ابتلاء الناس بعضهم ببعض :
إن الله عز وجل قادر على أن ينصر أولياءه على أعدائه دون مجاهدة ولكن لم يفعل حتى يتحقق ذلك الأبتلاء ، فيظهر به عدوان الظالمين وطغيانهم وصبر الصابرين وتحملهم لمشاق مجاهدتهم ، قال تعالى : (وَلَوْ يَشَآءُ اللّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـَكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) [سورة: محمد - الأية: 4] ولم يفلت من هذا الأبتلاء حتى أنبياء الله – صلوات الله عليهم أجمعين – وقد سجلت هذه الآية الكريمة
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِيّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [سورة: الأنعام - الأية: 112]
الابتلاء والصبر على الشدائد :
وذلك اليقين بأن لله تعالى حكمة فى كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [سورة: السجدة - الأية: 24] وقد أخبر المصطفى " صلى الله عليه وسلم " أن جزاء الصابرين على الابتلاء بالضراء هو الجنة فقال " صلى الله عليه وسلم " " يقول المولى عز وجل : إذا ابتليت عبدى بحبيبته فصبر عوضته عنهما الجنة " يريد عينيه ، وقال " صلى الله عليه وسلم " " من ابتلى بشئ من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار " ، وإلى هذا المظهر من مظاهر الابتلاء أشارت الآية الكريمة قال تعالى: (لَتُبْلَوُنّ فِيَ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الّذِينَ أَشْرَكُوَاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ) [سورة: آل عمران - الأية: 186]
الابتلاء بالنعم والخير :
يبتلى الإنسان بالنعماء أو الخير فتنة وتمحيصاً ، وذلك بأن يعطية الله المال واجاه أو العافية والمنصب والأولاد ونحو ذلك ، وهذا المظهر من اهم مظاهر الابتلاء نظراً لما يعقبه من شكر للنعمة او كفر بها ، قال تعالى فيما يحكيه القرآن عن سيدنا سليمان :
قال تعالى: ( قَالَ هَـَذَا مِن فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَنِيَ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنّ رَبّي غَنِيّ كَرِيمٌ) [سورة: النمل - الأية: 40] وشكر النعمة يعقبه زيادتها ، ويفيض الله عليه من النعمة مصداقاً لقوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [سورة: إبراهيم - الأية: 7]
ونتيجة هذا الشكر تعود على العبد نفسه ، أما إذا قابل العبد ما يناله من الخير أو السراء بالجحود ، فإنه يؤدى إلى الطغيان والاستعلاء فى الأرض وما يعقب ذلك من عتو وفساد .
الابتلاء بالمعصية :
كما يبتلى الإنسان بالمعصية لتتاح له فرصة التوبة والاستغفار ونحو ذلك فإنه يبتلى أيضاَ بالطاعات ليشكر ربه على ما هداه إليه وإلى هذا أشارت الآيات الكريمة قال تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَن يَإِبْرَاهِيمُ
قَدْ صَدّقْتَ الرّؤْيَآ إِنّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنّ هَـَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ) [سورة: الصافات – الأية 104: 106]
وقد أشارت إلى هذين النوعين من الأبتلاء ( الأبتلاء بالمعصية أو السيئات والابتلاء بالطاعة أو الحسنات ) الآية الكريمة قال تعالى: (وَقَطّعْنَاهُمْ فِي الأرْضِ أُمَماً مّنْهُمُ الصّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسّيّئَاتِ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 168]
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:16 pm | |
| حكمة الابتلاء :
من أسماء الله عز وجل ( الحكيم ) ولهذا الأسم كما لغيره من الأسماء الحسنى آثار فى الخلق تترتب عليه ، ومن مقتضى ذلك أن تكون أفعاله – سبحان وتعالى – وما يجرى به قضاؤه وقدره لا يخلو من الحكمة ، علمها من علمها وجهلها من جهلها .
قال تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السّمَآءِ وَالأرْضِ إِنّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ) [سورة: الحج - الأية: 70] قال تعالى: (مَآ أَصَابَ مِن مّصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ فِيَ أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن نّبْرَأَهَآ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ) [سورة: الحديد - الأية: 22] وعلى المسلمين أن يؤمنوا بمشيئة الله فما من شىء فى السموات أو فى الأرض إلا وهو ملك لله عز وجل قال تعالى: (للّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا فِيهِنّ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة: المائدة - الأية: 120] وما من شىء فى ملكه إلا وهو بمشيئته وإرادته فبيده الملك ، وبيده مقاليد السماوات والأرض ما من شىء يحدث من رخاء وشدة ، وخوف وأمن ، وصحة ومرض إلا بمشيئة الله تعالى .
فالابتلاء قد يقتضى فى بعض أشكاله أن يكون بالمصيبة وبما تكره النفوس ، وتحمل المؤمن مصائب الامتحان الإلهى بصبر وصدق مع الله ورضى بقضائه وقدره هو من أفضل أعماله الصالحة التى يكتب الله له بها أجراً عظيماً وثواباً جزيلاً . إن هذه الضراء ليست هى خاتمة المطاف ، وسرعان ما تنقشع وتزول ، يقول الله تعالى قال تعالى: (فَإِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً *إِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [سورة: الشرح – الأية 5: 6] فهذه مصائب امتحان ، وهى فى سبيل الله ، وتحملها والصبر عليها من صالح الأعمال .
التحذيز من العقوبة :
إن العقوبة العاجلة على ما اقترفه الإنسان أو الجماعة أو الأمة من معاصى تقتضى محمة المولى – عز وجل – أن تعجل عقوبتها حيث إن فيها ردعاً وتحذيراً وعبرة ، لهم ولغيرهم ، وقد أشارت إلى ذلك الأية الكريمة : قال تعالى: (كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 163] وقوله عنز من قائل :
قال تعالى: ( وَأَخَذْنَا الّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 165] وقال سبحانه : (قُلْ سِيرُواْ فِي الأرْضِ ثُمّ انْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ) [سورة: الأنعام - الأية: 11] ويقول عز وجل: (وَمَآ أَصَابَكُمْ مّن مّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) [سورة: الشورى - الأية: 30] .
- الابتلاء يذكر الإنسان اللجوء إلى الله :
على الإنسان أن يتذكر مصيره لو أنه ترك لهواه بدون تذكرة : قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتّخَذَ إِلَـَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلّهُ اللّهُ عَلَىَ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىَ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىَ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللّهِ أَفَلاَ تَذَكّرُونَ) [سورة: الجاثية - الأية: 23] وقال سبحانه : قال تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنّاسِ فِي هَـَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلّ مَثَلٍ لّعَلّهُمْ يَتَذَكّرُونَ) [سورة: الزمر - الأية: 27] وعند الابتلاء يتذكر الإنسان حاله فى الدنيا وحاله فى الآخرة ، وينظر أيهما أفضل أن يبتلى هنا أم هناك : قال تعالى: (فَإِذَا جَآءَتِ الطّآمّةُ الْكُبْرَىَ) [سورة: النازعات - الأية: 34] قال تعالى: (يَوْمَ يَتَذَكّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَىَ) [سورة: النازعات - الأية: 35] وقوله : (كَلاّ إِذَا دُكّتِ الأرْضُ دَكّاً دَكّاً) [سورة: الفجر - الأية: 21] قال تعالى: (وَجَآءَ رَبّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) [سورة: الفجر - الأية: 22] قال تعالى: (وَجِيَءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكّرُ الإِنسَانُ وَأَنّىَ لَهُ الذّكْرَىَ) [سورة: الفجر - الأية: 23] .
وعند ساعة الا ضطرار والابتلاء يعرف العبد أنه لن يكشف السوء إلا الله : قال تعالى: (أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ الأرْضِ أَإِلَـَهٌ مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ) [سورة: النمل - الأية: 62] .
الابتلاء والعقيدة الإيمانية :
هذه العقيدة الإيمانية رحمة من الله تملاً القلوب طمأنينة وتسليماً ورضى عن الله – عز وجل – فيما جرت به المقاديره .
فما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن يتمثل دائماً قول الله تعالى : قال تعالى: (قُل لّن يُصِيبَنَآ إِلاّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [سورة: التوبة - الأية: 51] والله عز وجل يقول :( وَعَسَىَ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَعَسَىَ أَن تُحِبّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرّ لّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 216] وعليه أن يعلم يقيناً أن الله وحده هو الذىيملك كشف الضر عنه مصداقاً لقوله سبحانه : قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: يونس - الأية: 107] وقوله : قال تعالى: (وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللّهِ وَتَعَالَىَ عَمّا يُشْرِكُونَ) [سورة: القصص - الأية: 68]
أن هذا الاعتقاد الجازم وذلك اليقين الإيمانى يجعلان المبتلى يجدد صلته بخالقه ويجلب له السعادة واطمئناناً ، ويلقى عليه من السكينة عند وقوع البلاء ما يجعل نفسه آمنة مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره ، وهنا يستطيع المسلم أن يتخلص من الاضرابات الانفعالية التى تصيب المرء عادة عند وقوع البلاء وافضل علاج نفسى لهذه الحالة هو ذكر الله عز وجل : (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ) [سورة: الرعد - الأية: 28] وتلاوة القرآن ، قال تعالى : (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً) [سورة: الإسراء - الأية: 82] .
الصبر على آثار الابتلاء :
أن الصبر الجميل والاحتساب تأسياً برسول الله " صلى الله عليه وسلم " الذى أمره ربه بالصبر على الأذى أسوة بأولى العزم من الرسل ، قال تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرّسُلِ) [سورة: الأحقاف - الأية: 35] إن الصبر يجعل العبد فى معيتة الله تعالى ، مصداقاً لقوله تعالى : (اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 153] كما يجعله من أهل محبته ، فهو سبحانه القائل : قال تعالى: (وَاللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 146]
وأن يتيقن أن مع العسر يسرا ، وأن مع الكرب فرجاً ، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذى يكشف ضره .
الابتلاء والتقوى :
إن التقوى من مفاتيح السعادة لأنها تجعل المؤمن فى معية الله تعالى وتجلب رحمته ورزقه ، قال تعالى :( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلّذِينَ يَتّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزّكَـاةَ وَالّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 156] كما أنها مفتاح للخروج من الأزمات ومجلبة للرزق ، قال تعالى :( وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً) [سورة: الطلاق - الأية: 2] قال تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [سورة: الطلاق - الأية: 3] وقيل ذلك وبعده ، فالتوبة تجعل العبد من أهل محبة الله تعالى: ( فَإِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتّقِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 76]
- الدعاء لدفع البلاء :
التوجه بالدعاء إلى الله – عز وجل – والتضرع إليه والاستغاثة به أن يكشف مابه من سوء ، وأن يرزقه العافية ، وذلك كما حدث من نبى الله أيوب – عليه السلام – ويستحب أن يتوسل إلى الله – عز وجل – بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، وقال تعالى : (وَللّهِ الأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ فَادْعُوهُ بِهَا )[سورة: الأعراف - الأية: 180]
كما يستحب أيضاً أن يدعوه بصالح أعماله كما حدث من الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فدعوا الله بصالح أعمالهم ففرج عنهم وبعد الدعاء ، تأتى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه ، قال تعالى
قال تعالى: (وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً) [سورة: الطلاق - الأية: 2]
قال تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنّ اللّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلّ شَيْءٍ قَدْراً) [سورة: الطلاق - الأية: 3] فالشدة يعقبها الفرج ، فإن مع العسر يسراً .
التوكل على الله لدفع البلاء :
يقول ابن القيم : فالتوكل من اعظم الأسباب التى يحصل بها المطلوب ويندفع بها المكروه ، فمن أنكر الأسباب لم يستقم معه التوكل ، ولكن من تمام التوكل عدم الركون إلى الأسباب وحدها ، فالأسباب محل حكمة الله وأمرة ونهيه والتوكل متعلق بربوبيته وقضائه وقدره ، قال تعالى : (اللّهُ خَالِقُ كُـلّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [سورة: الزمر - الأية: 62]
وقد استغاث النبى " صلى الله عليه وسلم " والصحابة الكرام بريهم يوم بدر ، فاستجاب الله لهم ، وسجل القرآن الكريم ذلك فى قوله تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنّي مُمِدّكُمْ بِأَلْفٍ مّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ) [سورة: الأنفال - الأية: 9] وقال عز من قائل : (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مّنَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: الأعراف - الأية: 56]
وعن ابن عباس – رضى الله عنهما قال : حسبنا الله ونعم الوكيل . قالها إبراهيم " عليه السلام " حين قالوا : (إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [سورة: آل عمران - الأية: 173] وعن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلام " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ، والتوكل يجعل صاحبه من أهل محبة الله تعالى الذى يقول : قال تعالى: (إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتَوَكّلِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 159]
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:17 pm | |
| الابتلاء ودفع العقوبة :
" أن يتوب فيتوب الله عليه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له قال تعالى : (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: المائدة - الأية: 39]
* أن يستغفر فيغفر له .
* أن يعمل حسنات تمحوها ، فغن الحسنات يذهبن السيئات ، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصّلاَةَ طَرَفَيِ النّهَارِ وَزُلَفاً مّنَ الْلّيْلِ إِنّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّـيّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَىَ لِلذّاكِرِينَ) [سورة: هود - الأية: 114]
* أن يبتليه الله تعالى فى الدنيا بمصائب تكفر عنه .
* أن يبتليه فى البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه .
* أن يبتليه فى عرصات القيامة من اهوالها بما يكفر به عنه .
* أن يرحمه أرحم الراحمين .
الابتلاء والاستغفار والتوبة :
بعد الإقلاع عن المعاصى ورد المظالم والأمانات ، يأتى الاستغفار والتوبة فهما الباب الذى لا يغلقه الله فى وجه أحد ، فالله عز وجل يغفر الذنوب جميعاً (( عدا الشرك بالله )) قال تعالى: (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ) [سورة: النساء - الأية: 48]وعليه أن يتحلى بصفتى العفو والصفح لان ذلك مجلبة لمغفرة الله تعالى مصداقاً لقوله تعالى : (وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: النور - الأية: 22] وعليه أيضاً بالذكر فإنه من موجبات الرحمة وغفران الذنب
قال تعالى: (وَالّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة: آل عمران - الأية: 135]
الابتلاء والثقة برحمة الله تعالى وسعة عفوه :
يقول الله تعالى :( كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَىَ نَفْسِهِ الرّحْمَةَ) [سورة: الأنعام - الأية: 54]وهو سبحانه يغفر الذنوب جميعاً مصداق ذلك قوله تعالى : (قُلْ يَعِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رّحْمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: الزمر - الأية: 53] ويذكرنا ربنا بهذه الرحمة الواسعة فى كل صلاة ، بل فى كل ركعة مرتين : الأولى فى البسملة والثانية فى قوله سبحانه : قال تعالى: (الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ) [سورة: الفاتحة - الأية: 3]
الابتلاء وجهاد النفس :
إن النفس مجبولة على اتباع الشهوات ولا تزال على ذلك إلا أن يبهرها نور الايمان ، يقول الله تعالى: (وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: يوسف - الأية: 53]
فلا يزال المؤمن طول عمره فى مجاهدة نفسه الأمارة بالسوء باستنزال نور رحمة الله .
أما تزكية النفس فهى التطهير من الادناس والسمو عن النقائص وهى بذلم تأخذ عند الله حظها من الرضوان وعند الناس حظها من الكرامة ، وقد وعد الله عز وجل بالفلاح من زكى نفسه فقال : (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكّاهَا) [سورة: الشمس - الأية: 9] وقال عز من قال : (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكّىَ) [سورة: الأعلى - الأية: 14] (وَذَكَرَ اسْمَ رَبّهِ فَصَلّىَ) [سورة: الأعلى - الأية: 15] وقال جل من قال : قال تعالى: (قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَىَ لَهُمْ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [سورة: النور - الأية: 30] يقول ابن تيمية – رحمه الله تعالى : جعل المولى سبحان غض البصر وحفظ الفرج هو أزكىللنفس وبين أن ترك الفواحش من زكاة النفوس ، وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم واكذب ونحوها .
أن يعلم يقيناً أن الطاعة هى من توفيق الله عز وجل وبمشيئته ، وعليهم أن يرددوا دائماً قول الله .
قال تعالى: (وَقَالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِي هَدَانَا لِهَـَذَا وَمَا كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآ أَنْ هَدَانَا اللّهُ) [سورة: الأعراف - الأية: 43]
أن يتحلى بالخوف من الله عز وجل وأن يرجوه قبل طاعاته .
يكثر من دعاء النبى " صلى الله عليه وسلم " : يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك " .
أن ينأى عن التطرف والتشدد فى أمر الدين فإنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه .
أن يعلم أن هناك عدواً هو الشيطان يتربص به الدوائر ويريد الإقناع به ، وأنه قد يدخل عليه من باب الطاعة فيجعله متكبراً على غيره من العصاة ، جاعلاً نفسه فى مكانه فوقهم .
فضيلة الصبر :
وقد وصف الله تعالى الصابرين بأوصاف كثيرة وذكر الصبر فى القرآن فى نيف وسبعين موضعاً ، وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له فقال عز من قائل: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [سورة: السجدة - الأية: 24]وقال تعالى: (وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ الْحُسْنَىَ عَلَىَ بَنِيَ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ) [سورة: الأعراف - الأية: 137] وقال تعالى: (وَلَنَجْزِيَنّ الّذِينَ صَبَرُوَاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: النحل - الأية: 96] وقال تعالى : (أُوْلَـَئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مّرّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السّيّئَةَ وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [سورة: القصص - الأية: 54] وقال تعالى : (وأَنّ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [سورة: الإسراء - الأية: 10] ، ولأجل كون الصوم من الصبر وأنه نصف الصبر قال الله تعالى " الصوم لى وأنا أجزى به فأضافه إلى نفسه من بين سائر العبادات فقال تعالى : (وَاصْبِرُوَاْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ) [سورة: الأنفال - الأية: 46] فقال تعالى : (بَلَىَ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَـَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبّكُمْ بِخَمْسَةِ آلآفٍ مّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوّمِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 125] وجمع للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم فقال تعالى : (أُوْلَـَئِكَ عَلَىَ هُدًى مّن رّبّهِمْ وَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 5]فالهدى والرحمة والصلوات مجموعة للصابرين وقال تعالى : قال تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصّابِرينَ) [سورة: النحل - الأية: 126] قال تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مّمّا يَمْكُرُونَ) [سورة: النحل - الأية: 127]
قال " صلى الله عليه وسلم " الصبر نصف الإيمان" أبو النعيم الطيب وقال " صلى الله عليه وسلم " من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ومن أعطى حظه منهما لم ينال بما فاته من قيام الليل وصيام النهار ، ولآن تصبروا على ما أنتم عليه أحب إلى من أن يوافينى كل امرئ بمثل عمل جميعكم ولكنى أخاف أن تفتح عليكم الدنيا بعدى فينكر بعضكم بعضاً وينكركم أهل السماء عند ذلك ، فمن صبر واحتسب ظفر بكمال ثوابهم ثم قرا قوله تعالى : (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنّ الّذِينَ صَبَرُوَاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: النحل - الأية: 96]
وروى جابر انه سئل " صلى الله عليه وسلم " عن الإيمان فقال " الصبر والسماحة " وقال أيضاً " الصبر كنز كم كنوز الجنة " وسئل مرة ما الإيمان ؟ فقال " الصبر " اخرجه الديلمى " . وقال " صلى الله عليه وسلم " أفضل الأعمال ما اكرهت عليه النفوس " رواه ابن أبى الدنيا " وقيل : أوحى الله تعالى إلى داود " عليه السلام " ، تخلق بأخلاقى ةأن من اخلاقى أى انا الصبور وفى حديث عطاء عن ابن عباس : لما دخل " صلى الله عليه وسلم "على الأنصار فقال : امؤمنون أنتم " فسكتوا ، فقال عمر : نعم يا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال " وما علامة إيمانكم ؟ قالوا : نشكر على الرخاء ونصبر على البلاء ونرضى بالقضاء : فقال مؤمنون ورب الكعبة قال " صلى الله عليه وسلم "من مرض ليلة فصبر ورضى عن الله تعالى خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ؛ فإذا مرضتم فلا تتمنوا العافية " .
قال الضحاك : من لم يبتل بين كل أربعين ليلة ببلية أو هم أو مصيبة فليس له عند الله خير .
عن معاذ بن جبل " رضى الله عنه " قال إذا ابتلى العبد المؤمن بالسقم قال لصاحب الشمال : ارفع القلم عنه ، وقال لصاحب اليمين : اكتب لعبدى أحسن ما كان يعمل .
وجاء فى الخبر عن النبى " صلى الله عليه وسلم " إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فيقول انظروا ما يقول عبدى ، فإن هو قال : الحمد لله رفع ذلك إلى الله وهو أعلم فيقول : لعبدى على إن أنا توفيته أن أدخله الجنة ، وأن إنا شفيته أن أبدله لحماً خيرا من لحمه ، ودماً خيراً من دمه ، وان اكفر عنه سيئاته "
إذا مات الغريب بكى عليه اهل السماوات واهل الأرض رحمة له ، فكيف لا ارحمه وانا ارحم الراحمين ؟
وقال ابن عطاء : يتبين صدق العبد من كذبه فى أوقات البلاء والرخاء فمن شكر فى أيام الرخاء وجزع فى أيام البلاء فهو من الكاذبين ولو اجتمع فى رجل علم الثقلين ، ثم هاجت عليه رياح البلاء فأظهر الشكوى لما نزل به لا ينفعه علمه ولا عمله ، كما جاء فى الحديث القدسى يقول الله تعالى : " من لم يرضى بقضائى ولم يشكر لعطائى فليطلب ربا سوائى " .
حكى وهب بن منبه : أن نبيناً عبد الله خمسين عاماً ، فأوحى الله إليه : أنى قد غفرت لك ، فقال : يارب لماذا تغفر لى ولم أذنب قط ؟ فامر الله عرقه فضرب عليه ولم ينم تلك الليلة ، فجاء ملك الصبح فشكا إليه ما لقى من ضربان العرق فقال : إن ربك يقول لك : عبادة خمسين عاماً ما تعدل شكوى هذا العرق .
الصبر والجنة :
من أراد أن ينجو من عذاب الله وينال ثوابه ورحمته ويدخله جنته فليقى نفسه عن شعوات الدنيا وليصبر على شدائدها ومصائبها ، كما قاله الله تعالى : (وَاللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 146] .
ما يعطيه الله للصابرين فى الجنة :
من صبر على طاعة الله تعالى أعطاه الله يوم القيامة ثلاثمائة درجة فى الجنة ، كل درجة بين السماء والأرض .
من صبر على محارم الله اعطاه الله تعالى يوم القيامةستمائة درجة فى الجنة ، كل درجة مثل بين السماء السابعة والأرض السابعة .
من صبر على المعصية وعند الصدمة الأولى أعطاه الله تعالى يوم القيامة سبعمائة درجة فى الجنة كل درجة ما بين العرش والثرى .
من لم يكن فيه شئ لا إيمان له ، التسليم لأمر الله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى الله ، والتوكل على الله ، والصبر عند الصدمة الأولى .
روى عن النبى " صلى الله عليه وسلم " أنه قال : يقول الله تعالى : ما بين عبد نزلت به بليه فاعتصم بى إلا أعطيتة قبل أ يسألنى ، واستحببت له قبل أ يدعونى ، وما من عبد نزلت به بليه فاعتصم بمخلوق دونى لا أغلقت أبواب السماء عليه .
قال الجنيد البغدادى : البلاء سراج العارفين .
الصبر عند المرض :
على المريض أن يصبر على ما ينزل به من ضر ، فما أعطى العبد عطاء خيراً واوسع له من الصبر .
ورى مسلم عن صهيب بن سنان أن النبى " صلى الله عليه وسلم "قال " عجبا لأمر المؤمن إن أمره خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وأن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:20 pm | |
| المسافر المتبصر - الإنسان لأنه فى رحلة سفر لا بد أن يكون صابراً على متاعب هذه الحياة ، لأجل هذا من جاوز قناطر الفتن فإنه يصل إلى خزائن المنن ، والإنسان إذا أراد أن يصل إلى رحمة وعطاء الله الواسعة فى الدنيا والآخرة لا بد وأن يبتلى ويختبر ولا بد وأن يمحص الحديد الصلب ، فلا يكون صلباً إلا إذا احترق أى وضع فى درجات حرارة عالية حتى يكون فولاذيا وأنت لكى تكون فولاذياً إيمانياً وصلباً فى فى إيمانك لا بد وأن تمر بهذه المراحل الفولاذية وهى مراحل الإيمان كقوله تعالى : (وَكَأَيّن مّن نّبِيّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبّيّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاّ أَن قَالُواْ ربّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيَ أَمْرِنَا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [سورة: آل عمران – الأية 146: 147] أى كثيرمن الأنبياء السابقين قاتل معهم جموع كثيرة من أصحابهم فما ضعفوا لما نزل بهم من جروح أو قتل ؛ لأن ذلك فى سبيل ربهم وما عجزوا ، ولا خضعوا لعدوهم ، إنما صبروا على ما أصابهم والله يحب الصابرين ؛ وما كان قول هؤلاء الصابرين إلا أن ربّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ، وما وقع منا من تجاوز فى أمر ديننا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا حتى لا نفر من قتال عدونا ، وانصرنا على من جحد وحدانيتك ونبوة أنبيائك .- قال تعالى : (فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الاَخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 148] فأعطى الله أولئك الصابرين جزاءهم فى الدنيا بالنصر على أعدائهم وبالتمكين لهم فى الأرض ، وبالجزاء الحسن العظيم فى الآخرة وهو جنات النعيم ، والله يحب كل من أحسن عبادته لربه ومعاملته لخلقه .أى لا ترتفع فى هذه الدنيا إلا إذا كنت صابراً على جميع الفتن التى تأتى إليك (فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الاَخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: آل عمران - الأية: 148] لأجل هذا من جاوز قناطر الفتن وصل إلى خزائن المنن أى خزائن التوفيق والعطاء والنصر من الله لا يأتى لأمة ضعيفة أو مسكينة وإنما لا بد أن تعيش حالة من الثبات القلبى ؛ لا تكن منزعجاً أو مضطرباً على كل ما سيجرى لك لأن ما سيجرى لك هو مرحلة إعداد لما هو أهم من هذا ، لأجل هذا من طلب العوالى أى من طلب المعالى استقبل العوالى أى استقبل الفتن والبلايا الصعبة الشديدة التى لا يتحملها إلا الرجال ، ففى قوله تعالى : (أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوَاْ أَن يَقُولُوَاْ آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) [سورة: العنكبوت - الأية: 2] أظن الناس إذ آمنا ، أن الله يتركهم بلا ابتلاء ولا اختبار ؟لأجل هذا فإن المسافر يصبر نفسه على كل ما سيجرى عليه فى رحلة الحياة ، الله سبحانه وتعالى هو الذى يتولى أمرك فلا بد وأن تكون منتظراً للفرج ، الإنسان يستيقظ ليصلى الفجر وكل قلبه أنه ينتظر الفرج من الله ، ينتظر الفتح من الله تعالى والهدايا والنصر لأمته ، ويظل دائماً منتظراً يدعو الله بحضور قلب وهو مشتاق إلى أن يستجيب له .- لو يعاقب الله الناس بما عملوا من الذنوب والمعاصى ما ترك على ظهر الأرض من دابة تدب عليها ، ولكن يمهلهم ويؤخر عقابهم إلى وقت معلوم عنده ، فإذا جاء وقت عقابهم فإن الله كان بعباده بصيراً ، لا يخفى عليه أحد منهم ، ولا يعزب عنه علم شىء من أمورهم ، وسيجازيهم بما عملوا من خير أو شر ؛ غير صحيح أبداً أن البلايا والمحن التى تأتى عليك فى هذه الحياة إنما هى من غضب الله ، إنما يريد الله تعالى أن يرفعك درجات ودرجات ولن ترتفع هذه الدرجات إلا بعد مرحلة انتظار وإعداد فإذا ما صبرت فى مرحلة الإعداد الإيمانى عندئذ تصير من الرجال عند الله سبحانه وتعالى كقوله تعالى : (مّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مّن قَضَىَ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدّلُواْ تَبْدِيلاً) [سورة: الأحزاب - الأية: 23] .- من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع الله تعالى ، وصبروا على البأساء والضراء وحين البأس ؛ فمنهم من وفى بنذره ، فأستشهد فى سبيل الله ، أو مات على الصدق والوفاء ، ومنهم من ينتظر إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة ، وما غيروا عهد الله ، ولا نقضوه ولا بدلوه ، كما غير المنافقون .- خير المسافر هو الحبيب " صلى الله عليه وسلم " فهذا مثال لصبره وتأدبه مع الله تعالى " صلى الله عليه وسلم " الذى كان يتألم ويشتد عليه المرض كما يتألم رجلان .السيدة فاطمة الزهراء " رضى الله عنها " كانت متعبة حزناً على حال أبيها " صلى الله عليه وسلم " وكان لسان حالها لماذا يشتد عليك الألم يا رسول الله وأنت الآن أحوج إلى عدم الألم " صلى الله عليه وسلم " إنه يشدد على ليزاد لى فى الأجر. إنها معادلة إيمانية فيها راحة إيمانية أنه يشدد عليه الألم، الإنسان فى هذه الحياة يزداد عليه البلاء لأجل ماذا ؟ ليس لأن الله تعالى غاضب عليه لأن الله تعالى يريد أن يمحص ويختبر فالبلاء يشتد على الأمة لأن الله تعالى يريد أن يختبر ويمحص هذه الأمة ولما رأى المؤمنون الأحزاب هذا ما وعدنا الله ورسوله أى المصائب قادمة عليك وتقول هذا وعد الله ، الله تعالى هو الذى رتب هذا ، إنا لله وإنا إليه راجعون (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ) [سورة: البقرة – الأية 155: 156] ولنختبركم بشىء يسير من الخوف ، ومن الجوع ، وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها أو ذهابها ، ومن الأنفس : بالموت أو الشهادة فى سبيل الله ، وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب ، بقلة ناتجها أو فسادها ، وبشر – أيها النبى – الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويسرهم من حسن العاقبة فى الدنيا والآخرة من صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم بشىء يكرهونه أنا عبيد مملوكون لله ، مدبرون بأمره وتصريفه ، يفعل بنا ما يشاء ، وإنا إليه راجعون بالموت ، ثم بالبعث للحساب والجزاء - فالمسافر لا يشتكى ولكنه فى حاجة إلى السكينة فى هذه الحياة فمن الذى يجعلك فى حالة هدوء وسكينة وإيمان (هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً) [سورة: الفتح - الأية: 4] هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين لكى يزدادوا إيماناً ؛ لأن المؤمن يواجه فى هذه الحياة تعباً كثيراً المنافقون يتربصون به والكفار يتربصون ببلاده ؛ فإن ضعيف الإيمان يستخف به ، والذى لم يصل يستخف بالذى يصلى لأجل هذا أنت فى حاجة إلى سكينة ، أما الغافل فليس فى حاجة إلى سكينة لأن قلبه ليس فيه مكان للسكينة لأن السكينة معناها كما يسكن الماء فى الأرض فى مكان مفتوح لاستقبال هذا الماء والسكينة تأتى من الله فتسكن فى قلبك وتجعلك هادئاً غير مضطرب وغير فزع وغير متسرع .أى ساعة يرتفع فيها الإيمان ويزداد وساعة ينخفض فيها الإيمان ويضعف ما الذى يثبت الإيمان فى قلبك ، ففى قوله تعالى : (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَىَ رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ) [سورة: الأنفال - الأية: 2] .إنما المؤمنون بالله حقاً هم الذين إذا ذكر الله فزعت قلوبهم ، وإذا تليت عليهم آيات القرآن زادتهم إيماناً مع إيمانهم ، لتدبرهم لمعانيه ، وعلى الله تعالى يتوكلون ، فلا يرجون غيره ، ولا يرهبون سواه .فكلما يزداد الإيمان فالمسافر إلى الله يزداد صبراً ولا يتعجل حتى يصل إلى هذه المرتبة . _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:21 pm | |
| تفريج الكربات تفريج الكربات ربما يرزق إنسان بأن يتحمل الكرب في ذاته ويكتفي بهذا لكن هناك أناس من الله عليهم أن يتحمل الكربات ثم يصيغ من داخل هذا التحمل محور لحياته ف قضية الصبر والتصبر والتعامل مع الكربات. لكن لا يستطيع أن يصبر الغير أو أن يفرج كربته. لأن الغير هذا له علينا حقوق في تفريج كربته..كيف أفرج كربة الغير وأنا لم أفرج كربتي. كيف أصبر الغير وأنا غير صابر يعني فاقد الشيء لا يعطيه.
ترى ما معنى الكربات؟ وكيفية تفريج الكربات في الحياة الدنيا-ولماذا يبتلى الإنسان المسلم بالكربات وكيف يصل إلى هذه المرحلة؟
ولماذا تحمل سلفنا الصالح الكربات حتى فرجها الله تبارك وتعالى عليهم ولم نتحملها نحن الخلف؟! هناك سؤال أيضا كيف للمسلم أن يتعامل مع الكربات وهل الكربات أنواع وأصناف من وجهة نظر الشرع الإنساني؟
وكيف يرى الداعية الإسلامي الكبير الدكتور عمر عبد الكافي الكربة من ناحية الطبع الإنساني . وعندما يبتلى الإنسان وتصيبه كربه من كربات الدنيا ماذا يصنع؟ ولمن يلجأ وكيف يتعامل مع جاره المسلم ؟
مع الكربات أجدك تبتسم كيف ذلك؟ نحن مع تفريج الكربات فلا بد أن نبتسم بهذه المناسبة. الكربات عند الناس أنواع وأصناف هل لفيضلتكم تصنيف آخر.
أحمد الله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد, نبدأ بالدعاء أولا بان يفرج الله كربات المسلمين والمسلمات وإذا ابتلي الإنسان أن يرزقه الله الصبر والأجر إن شاء الله رب العالمين. أولا: الكربات: جمع كربة فالكربة هي الشدة, ساق فيها كربة ساق قوية فيها شدة من ناحية اللغة ( قوة ). فالكربة شئ شديد لأنه يقهر الإنسان فالناس إذا سألتهم ( يعني ) أعكس القضية من جانب آخر.
الكرب أمامه من الناحية الأخرى الفرج , الحزن والألم أمامه السعادة. لو سألت إنسان ما تفريج كربتك؟ المريض سوف يقول أن أعافى والمدين يقول أن يسد ديني ويقضى , والذي منع البنين والبنات يقول أن أرزق من يحمل اسمي والخائف يقول أفضل تفريج الكربة أن أشعر بالأمن والذليل يقول أن أشعر بالعزة والفقير يريد الغنى وهكذا
هذه صورة للحياة لكن هناك كرب أهم من هذا كله يتغافل عنه الكثيرون ألا هو أن يحجب عن الله عز وجل فهذه المصيبة هذا هو الكرب، فهذه هي المصيبة الحقيقية والكرب الحقيقي.
المصيبة أن أجد نفسي لست مندفعا لصناعة الخير, لست مندفعا إلى مرضات الله لست متعجلا في القرب من الله لست متعجلا في الاستغفار من الذنب ليس عندي هذه الملكة . لأنه لأضرب لك مثال بسيط : لو قيل إن المدير الفلاني أو المسؤول الفلاني في المؤسسة الفلانية سوف يأتي بعد انتهاء العمل الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى مكتبه ليقضي حاجات المحتاجين من الذين يعملون عنده, من يريد إجازة، من يريد زيادة راتب؟ من له شكوى معينة . لك أن تتخيل هل هناك طابور طويل أم ليس في الطابور أحد!!
طابور طويل كل له مصلحة لو حدث هذا الحدث !!
إذا وعدني رب العباد عز وجل ولكل مسلم أنه يتنزل في الثلث الأخير وهو الرحمن الرحيم القادر الغني المقتدر. يقول ألا من صاحب حاجة فأقضيها له؟ ألا من مستغفر فأغفر له ألا من كذا ألا من كذا, سبحان الله! حتى يطوى الليل. هذا التنزل الإلهي والترحم الإلهي من الرحمن الرحيم. من منا يطرق الباب في هذا الوقت؟ الله يتنزل يقول العلماء ليست القضية وليس العجب في فقير يتودد لكن الأعجب في غني يتحبب.
غني يتحبب . هو الغني الذي يعود على الملأ الأعلى ولا الملائكة حتى من أن نطيع جميعا أو أن نعصي جميعا. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد شرا فلا يلومن إلا نفسه ، فانظر إلى البيوت التي تفرج بها الكربات بقيام الليل، ما الذي يحدث في قيام الليل.
مسألة خطيرة لأنه قبل أن نتكلم عن الكرب نتكلم عن الاستعداد له لا بد من الاستعداد أن نستعد للكرب ليس من باب ترقي الشر وإنما من باب زيادة اليقين داخل قلب المسلم. فلما يزداد اليقين ينشرح الصدر ولما ينشرح الصدر يصير كالقاعة المتسعة. فرضنا جدلا أن ثعبانا دخل لبيت صغير غرفة أو غرفتين يحصل انزعاج رهيب تماما. لو أخذنا هذا الثعبان ووضعناه وسط الأستاد الذي يلعب فيه 100 ألف لا يزعج لأن الملك اتسع فعندما ينشرح الصدر إذا يدخل الإيمان إلى قلب العبد انشرح وانفسح ولما ينشرح وينفسح يرى بعين البصيرة لا بعين البصر . فيرى أن هذا الكرب منة من الله عليه.
الكرب لما يبتلى فيه كالما بعيد عن الدين يقول يا سلام مرحبا بشعار الصالحين هو أنا صالح لهذه الدرجة حتى تنزل الكربات علي. الله عز وجل يريد أن يسمع صوت العبد ولا يحب أكثر ما يحب أكثر من عبد يتذلل إلى الله عز وجل لماذا وعد الله المظلوم؟ المظلوم بالذات. اتقوا دعوة المظلوم والصائم هذا هو الثاني عندك المظلوم والصائم هذان العنصران يستجيب لهما رب العباد عز وجل. لماذا؟ لأن في كليهما مذلة لله. الصائم أذله الجوع وقهره فيدعو فدعاؤه من خارج القلب به أنه حرمه على نفسه "إني حرمت الظلم على نفسي"، يقول "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". لذلك أول درجة من درجات الترقي في درجات الإيمان للصديق يوسف عليه السلام كان عند أول كرب في إلقائه في الجب، أول درجة من الرحمة. كيف حدثت الرحمة ؟ أولا الكرب أن يلقى في الجب هذا كرب شديد أن ينزع من حضن أبيه هذا كرب, أن يقسو عليه أخوته وظلم ذو القربى أشد وطأة على النفس من وطأة حسام المهند. تخيل أن أخاك هو الذي يظلمك . أخوتك يظلمونك لو غريب تقول غريب ما يقدرني لكن أخي!! ويجتمع الأخوة, حتى إن الصالح فيهم يقول لا تقتلوا يوسف ، ظننا فيه خيرا. هذا هو الكرب هذا بعين البصر ترى غلاما. عين البصيرة: أولا لن يترقى الإنسان في درجات الإيمان حتى يبتلى وتزوره الكربات. هذه القاعدة: إذا زارك الكرب فكلما اشتد هان. يتعامل المؤمن مع الكرب بعين البصيرة فيرى أنه أقرب إلى الله من غير المكروب لأن غير المكروب يدعو وهو آمن. مثلا حتى في المسجد تلاحظها مثلا إنسان غير مديون ( ما ليس عليه دين) رجل من الأغنياء. أثرياء يدعو "اللهم لا تدع لنا في يومنا هذا دينا إلا قضيته" المدين يقول آمين آمين ويجهر بها، أما الغني آمين ما عليه دين ما هو محتاج. هذا هو قصور في الفكر لأن العبد إذا افتقر إلى الله أغناه الله. إن الافتقار إلى الله عز الاستغناء وعز الغنى. لن تكون غنيا إلا إذا افتقرت إلى الله. والله ما طلب منك الافتقار لأحد . قال أمير المؤمنين : يا أبا حازم سلنا حاجتك، قال أمير المؤمنين استحي أن أطلب من غيره وأنا في حرمه (عيب أنا داخل الحرم وأطلب من غيره!!) . فراقبه أمير المؤمنين حتى خرج، قال: يا أبا حازم سلنا حاجتك ، قال: يا أمير المؤمنين استحي منه وأنا في مكة ( أنا في أم القرى استحي أن أطلب من غيره) فراقبه وتبعه حتى غادر الحرم ( أرض الحرم كله )، يا أبا حازم سلنا حاجتك؟ يا أمير المؤمنين حاجة من حاجات الدنيا أم حاجة من حاجات الآخرة؟ قال أبا حازم: أما حاجات الآخرة فهي ملك لله، حاجات الدنيا قال يا أمير المؤمنين والله ما طلبتها من من يملكها فكيف أطلبها من من لا يملكها؟!. هذه هي العزة (ما طلبت دنيا من الله ) ، أطلب الفردوس الأعلى, أطلب النظر إلى وجهه الكريم، أطلب أن أتفقه في دين الله، أطلب أن يشحن قلبي باليقين والإيمان والتوكل. هذه هو الغنى الحقيقي
سبحان الله يوسف ( بعين البصر هذا كرب ) أوقع في الجب, عين البصيرة: أول شئ كانت كف جبريل تحت أقدامه. الله في هذه اللحظة يوحي إليه لتنبئهم بأمرهم هذه وهم لا يشعرون . إذا صلة الأرض بالسماء في لحظة واحدة كانت عبارة عن بلسم على صدر يوسف ليملأه يقينا.
هذا أمر ولذلك تجد في كلام عن كليم الله موسى. الله يقول: " فلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما "، يقول في يوسف : " فلما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما". ما فيش استوى، لأن الابتلاء والكروب تأتي مبكرة ليوسف فلا بد من الاستعداد للكرب. الاستعداد للكرب يعطيه المناعة الطبيعية القوية حتى إذا جاء فيروس ومكروب الكرب كان عنده مناعة ولا يهمه الكرب بالعكس يشعر أهلا به لأنه كفارة للذنوب، أهلا به لأني بعين الله عز وجل.
طالما أن الكرب ينزل أعلم أنني عبد لخالقي والخالق قد كتب في سابق علمه أن الكرب سوف ينزل عليّ في هذا الحين، أنني مبتلى في هذا الوقت، هذا هو الاستعداد للكرب.
الإنسان من كرم الله على العبد حتى لو أذنب- ما يشاك عبد شوكه إلا بذنب سبحان الله والله يعفو عن كثير ما من عثرة بقدم أو يشاك بشوكة إلى بذنب، إذاً من جميل صنع الله لنا أن يكفر عنا أول بأول. العلماء قالوا لنا إذا مر بك أربعون يوماً ما ابتليت فيها راجع حساباتك مع الله فأنت بعيد، طبعاً لابد لأن أهل الكرب هؤلاء هم أهل الله وخاصته لذلك في الحديث القدسي: عبدي جعت فلم تطعمني يقول يا رب كيف تجوع وأنت رب العالمين، أما علمت أن عبدي فلان قد جاع أفلو أطعمته لوجدت ذلك عندي.
عبدي مرضت ولم تعدني قال كيف تمرض وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلاق قد مرض، أو لو عدته لوجدتني أنا عنده ( أنا عند المنكسرة قلوبهم) عند ذليل القلب لله، وصف المؤمنين أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين من باب أولى أن تقول أنا العبد الذليل، يتجلى علي رب جليل، نسأل الله الهداية لنا جميعاً.
نعود للقضية الأساسية أن الناس عندها تقسيم للكرب، هذا تقسيم الكرب عند الناس: المال-الولد- سقوط الولد في الامتحان- طلاق البنت- بلوة معينه. ولكن الكرب الحقيقي أن أحجب عن نور رب العباد أو لا أجد لذة في طاعة أو عبادة، أو لا أجد إقبال مني علي مرضات الله سبحانه وتعالى.
إذا ابتلى إنسان بكرب أو مجموعة كربات- هل هناك روشته محددة ننصح بها المسلمين ونحن منهم ، كيف نتعامل مع الكربات ؟
أول ما يأتي الكرب أول شئ أنظر إلى جانب النعم التي أعطيت لي منذ أن ولدت العبد غفل عنها، لو نسيناها لما حاسبنا رب العباد ، هؤلاء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم قال ربنا "ولا تكن من الغافلين ". الغفلة: نسيان عن عمد لأن الله يحاسب الناس ، رفع عن أمتي الخطأ والنسيان لكن الغافل إنسان مصر على النسيان- على التناسي. لو ظن العبد أن رب العباد يعطيه لعلمه أو لتقواه أو لعمله أو لصلاحه أو لشهادته أو لقبيلته هذا أمر خطأ. الله يعطيه من فضل الإنعام والتفضل لأن العبد ماذا قدم وهو جنين في بطن أمه ويعطيه رب العباد لأن الحنان المنان الذي يعطي النوال من غير سؤال. من فضل الله عليك أنه خلق ثم نسب إليك، خلق الخير وأنت تعمل الخير، عبدي صلى عبدي صام عبدي زكى، من فضل الله عليك أنه خلقك ثم نسب إليك. خلق الخير وبعدين يا فلان في ناس لماّ أحبهم ولما أحبوه فتح لهم الطريق فرأوا بعين البصيرة حقائق الأمور. زوجة أبي الدحداح أول ما قيل لها اخرجي من البستان قالت ربح البيت أبا الدحداح- ناس واصلين بالله. أول شيء عندما يأتيني الكرب انظر إلى النعم منذ أن كنت جنيناً في بطن أمي لأن القلوب- قلوب العباد ثلاثة: الأول قلب لم يولد والثاني قلب ولد، الثالث قلب كأنه في البرزخ. القلب الذي لم يولد قلب مازال في رحم الشهوات جنيناً، هذا قلب تقرأ عليه القرآن ما يبكي- طيب الصحابة كانوا يقرؤون القرآن يبكوا سبحان الله، عمر بن الخطاب تحت عينيه خطان أسودان من كثرة الدموع. رسول الله يقوم بآية ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118) يسمع ابن مسعود ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدا ً)(النساء:41) يبكي سبحان الله!! لماذا جفت دموعنا ؟ ومآقينا ؟ وكثرت دموع أسلافنا من الصالحين ؟ لأن القلب قد ولد وخرج من مشيمة الطباع- هذا النوع الثاني لما خرج من مشيمة الطباع رأى نور الله قادم. قلوبنا لم تولد يا مولانا؟ نسأل الله لها ولادة، لأن الإنسان يا أخي، في ناس مثل ما قال العلماء: إن لم تصاحبنا فلا تضاربنا، ففي ناس ده يرفض صحبتك ويضاربك، طب تغلق باب الخير ليه يعني رأيت خيراً في هذا الباب اسنده لا داعي لأن تغلق الباب أمامه، يا أخي كن صناع خير. فالعبد لما تأتي الكربة أول شيء ينظر إلى النعم، أول ما أرى جانب النعم تهون البلية، يا رب إن كنت قد أخذت القليل فقد أبقيت الكثير. عمر بن مسعود لما قطعوا ساقه ومات الأولاد وبقي له ولد، 7 أولاد ماتوا في ريح أو إعصار وهو ضربته الناقة على رأسه فأصيب بالعمى، قال يا رب إن كنت قد أخذت القليل فقد أبقيت الكثير يا بر يا وصول فكيف أشكرك. الإنسان استعد قلبه لأن تنزل الكربات فتجد في قلبه الفرحة. من كسب الله فقد كسب كل شي، ومن فقد جانب الله فقد كل شيء ما كسب شيء، هذا جانب النظر إلى النعمة وهو الأمر الأول الأمر الثانى : أعلم أن الذي أصابني بهذا الكرب إنما هو الرحمن الرحيم، عشان يمحصني ويختبرني قال ربنا: ولنبلونكم فبكي الحسن البصري قال: إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا،نحن إيماننا ضعيف. لما قرأ السابقون أولئك المقربون قال ا لحسن البصري: لقد ذهب السابقون، الهم اجعلنا من أهل اليمين، رضيع أبو سلمى يقول السابقون سبقوا. لما قسموا الناس العالم إلى قسمين، عاقل ومجاهد، عرفوا العاقل:محسن خائف والجاهل مسيء آمن.
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:23 pm | |
| أولاً:
العاقل إنسان محسن ولكن خائف، عمر بن الخطاب خائف محسن، المؤمن يزرع ويخشى الكساد، والمنافق يقلع ويرجو الحصاد . ومن المهم أن نهتم بهذه التعريفات البسيطة، لكن هذه القضية قضية يقينية لكن عايزين القلوب تعمر حتى لما يأتي الكرب. فعلى سبيل المثال لو جئنا بهذه القاعة نجلس فيها( الأستوديو) أو لأي غرفة كالتي جالسين فيها الأخوة والأخوات غلقناها سنة واثنين وثلاثة لا يدخل لها شمس ولا تيار هواء تعشعش فيها العناكب والخفافيش والحيات. ثم فتحنا الأبواب ودخل تيار الهواء نظفناها تهرب هذه الخفافيش، قلب العبد هذه الغرفة إن فتحناها بنور التوحيد والعقيدة ( عقيدة أهل السنة والجماعة) لا يستطيع الشيطان أن يعيش فيها- لا يعيش مع ذكر الله ولا يعيش مع تقوى الله ولا يعيش مع الإخلاص "إلا عبادك منهم المخلصين " ليست أرضا لهم. حتى تكون أرضاً له ؟ حين تدخل الشهوات ويدخل في مشيمة الطباع ويدخل في رحم الانحرافات يتملكه الشيطان ثم يأتي بعد ذلك، كما قال الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين. إذاً بعد جانب النعم انظر إليها، انظر إلى أن هذا الكرب، وإنما الذي كرّبني والذي دخل علي هذا إنما هو الرحمن الرحيم. الأمر الثالث نتيجة الكرب أولا: ليس بمؤمن مستيقن إيمانه هكذا قال علماؤنا وعلمونا، ليس بمؤمن مستيقن إيمانه من لم يعد البلاء نعمة والنعمة بلية، قالوا كيف قال؟ لأن البلاء لا يعقبه إلا الرخاء والنعمة لا يعقبها إلا البلية. أنا اليوم صحيح غداً أكون مريض سقيم، أنا اليوم مديون لكن اتقي الله سبحانه وتعالى، القضية نحن ندخل مع الدين في تجارب، لا نريد الدين تجارب، الدين يقين.
لما دخل الصحابي وجد رجل حاط يده على كفه لأنه مهموم مديون، قال أعلمك حديث أعلمك دعاء، نعم يا رسول الله، ودعاء الدعاء "اللهم أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال. لما وقع السبي-الأسرى فعلي رضي الله عنه نادى فاطمة: يا فاطمة اذهبي إلى أبيك صلى الله عليه وسلم وأتينا بخادم يعيننا أنت حامل ومتعبة، راحت إلى أبوها المشرع بعد الله عز وجل، قال يا فاطمة أأعطيك وابن عمك وأدع فقراء المسلمين ألا أدلك على شيء إن صنعتيه أنت وزوجك ذهب عنكما عناء اليوم كله. قالت دلني يا أبي: إذا أويتما إلى فراشكما فقولا سبحان الله 33 والحمد لله 33 والله أكبر 33، فما أن قلناها إلا أن أذهب الله عنا عناء اليوم كله. لا يجرب مع الله تعالى، سبحان الله يا كرم الله. أنت راجع متعب لا تستطيع وأذن العصر، تريد أن تتوضأ، مجرد أن تتوضأ وتسيل الماء كأن هذه الشحنة انتهت وصرت إنساناً آخر كأنما كنت نائم ومسترسل في نومك ثم استيقظت وقد أخذت حظاً وافراً. أنت دخلت في المعية، يا أبا بكر "لا تحزن إن الله معنا"، هذه القضية إذاً
1. النظر إلى جانب النعم
2. الرحمن الرحيم هو الذي ابتلاني
3. النتيجة: لما أرى النتائج سبحان الله كما قالت الصحابية " لما رأيت ثمرة المصيبة نسيت مرارة الألم" فلما أنا أشوف النتيجة، نتيجة واحدة حامل 9 أشهر وتعبانه تقول يا بفضل الله سبحانه وتعالى، فهناك واحدة تدفع الملايين عشان تحمل وعندها عقم ويعمل لها عمليات، يا كرم الله سبحان الله.
الأولاد يتعبوك ياه، في ناس نفسها في عيل نفسها في طفل، نفسها في ولد في البيت، هكذا العبد يقارن ولو كورت المصائب كوراً ( أبناءنا الشباب يفهمون هذا المثال أكثر) ونضع على بساط واحد مصائب الناس التي كورت كوراً وقف الناس طابوراً ليختار كل واحد أقل مصيبة ما اختار كل واحد إلا مصيبته مفصلة عليه لو أعطاها لغيره لذهل عقله.
هناك روشته أخرى في خطوات أخرى؟
ننظر إلى جانب النعم ثم لما أعلم أنني إن خرجت من الكربة (من أمثلة الكربات التي تصيب الناس المرض) وهذا من أشد الكربات على النفس الإنسانية، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين. المرض هذا لما أعلما أن أنيني تكتبه الملائكة تسبيحاً وأن الله مجري علي من الأعمال الصالحة التي كنت أقوم بها قبل المرض كأني أقوم بها. وأنا جالس في بيتي كتب لي درس العلم ،وكتبت لي صلاة الجماعة، كتب لي حضور المسجد يأخذ أجرها لأنه ما منع إلا المرض. أجروا على عبدي من الثواب ما كنت تجرون عليه أيام صحته مادامت قد قيدته بقيد المرض، طالما قيده ربي بالمرض، ما منعه من صناعة الخير إلا المرض . ومن يصنع السوء والفحشاء؟ والعياذ بالله يجري عليه ما يجري، ولم لم يكن مريضاً لصنع والله أعلم بالنيات طبعاً . من هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه سيئة لكن هو ما منعه إلا هذا،العلماء يتكلمون عن توبة العاجز. المهم يعني إذا هذا المرض أولا أنني يجري علي نفس الثواب، وثانيا أن أنيني يكتب تسبيحاًُ ثم أنا أقرب إلى الله من أي وقت لأنني ذليل، المرض يضعف الإنسان حتى الذي عنده جبروت لما تدخل عليه، تدخل عليه يقول يا فلان ادعوا لي خيراً حتى لو لم يكن له في الدين نصيب، أسألوا شيخ فلان خليه يدعو لي، سبحان الله، ثم أن المرض هذا لما ينظر الإنسان إن عوفي قد أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه وأخرجته من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، إنسان ولد اليوم ما الذي يكون؟ ثم إن العبد لا إله إلا الله كما قال العلماء أنه يحمد في الضراء لأن الله اختاره ليكون محلاً للكربات، يا أولياء هل أنا في معية الصالحين، أكثر الناس بلاءً الأنبياء فالأمثل، هل أنا مع هؤلاء، إذا هذا خير وبركة. ما هذا الإنسان الذي لم يمرض، يقال أن فرعون ما أصابه المرض قط طوال حياته إلى أن أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، أما المؤمن أول بأول، المؤمن أول بأول فلا يتراكم عليه الابتلاءات، يشعر الإنسان أنه في معية الله حتى وإن كان تنبيه. يعني إنسان سادر في الغي يرتكب معصية ما، جاءه المرض كأن الله يقول يا عبدي استيقظ توقف راجع حساباتك، في ناس تبقى في دائرة العمل هذه محبة لأنه سد عليه باب المعصية وهذا دليل محبة يسد عليه باب المعصية وهو سائر إليها، (من كرم الله)، الفضيل بن عياض، الفضيل كان سارق بيوت قبل أن يهديه الله، كان يتسور بيت في الليل فسمع صاحبة البيت تتهجد وتقرأ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) (الحديد: من الآية16) قال قد آن يا رب، هو الفضيل نفسه ثم صار الفضيل. يعني إذا ربما فتح الله لك باب العمل واغلق عليك باب القبول، وربما آتك بذنب لتتوب فكان سبباً للوصول، يعني يفتح إليك طريقاً إليه عن طريق الذنب نفسه فتفيق معقول أنا أعمل هذا! فيتوقف العبد هذه الوقفة هي بداية الخير، وكل هذا من ثمرات الكرب، فيكف لا يفرح العبد.
هل الكروب تكون نعمة من الله سبحانه وتعالى أم تكون انتقاماً من الله عز وجل للعبد جراء صنيعه في الحياة إذا كان مذنباً ، ويذهب للفحشاء ؟
أولا: نحن في هذه الدنيا، والدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضه، لكن المؤمن لما يتقي الله هو أعظم حرمة من الكعبة، كعبة الرحمن التي يتوجه إليها القصار على مر الزمن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ابن عمر ينظر إليها ويقول: يا كعبة الرحمن ما أبهاك وما أجملك وما أعظم حرمتك ولكن حرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك، تخيل المؤمن هذا.
قال سيدنا علي: وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر.
لما أهديت مناديل حرير من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجب الصحابة، ما ألينها وما أنعم هذا الحرير قال: والله والذي بعثني بالحق نبيا لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين وأنعم من هذا الحرير، أتضحكون من دقة ساق ابن مسعود والذي بعثني بالحق نبياً لساق ابن مسعود في الميزان يوم القيامة أثقل عند الله من جبل أحد.
الكرب تطهير ورفع درجات وتنبيه للغافل وإعانة للذاكر ثم رحمة من الله عز وجل وإن كان العبد ظالماً فالله عز وجل أكرم من أن ينتقم من عبده لأن العبد كما قال أحد الصالحين يا رب أنا أنا وأنت أنت، أنا العواد إلى الذنوب وأنت العواد إلى المغفرة، الله يغضب من العبد إذا لم يسأله، يقبل الله من المحب مالا يقبله من غيره، كيف؟ الإنسان الذي له دلال عند الله، الزوجة الصالحة عندها 9 بنات مات زوجها فدخل تابعي التابعين يعزونها (جيرانها): ماذا تصنعين؟ من أين تأكلين ومن أين تطعمين البنات من أين؟ هذه المرأة تجدها صناعة أخرى قالت كلمتين ( ولو أخذها المشاهدين عنوانا، سبحان الله) قالت عهدت زوجي أكالاً لا رزاقًأ فإن ذهب الأكال فقد بقي الرزاق، هذه كيمياء السعادة، إنسان يصير له هذا القلب.
الكرب ذات الشيء، كان العلماء يعلموننا حين كنا صغار ومازلنا صغار نحن على مدارج العلم نتعلم، يقولون في شئ اسمه حنان الألم ، الألم عندما يأتي، الله عز وجل يعطي المصيبة ويعطي بجوارها الصبر، يلهم العبد اليقين.
الحسن البصري دخل يعزي الرجل في ابن وحيد قد مات، فوجده صابراً محتسباً مبتسماً مرحباً، قال يصنع العاقل ما يصنعه الجاهل بعد 10 أيام، فهم الموضوع من أوله. ماذا صنعت زوجة الصحابي لما مات ابنها غطته (القصة المعروفة) الأمانة وضع جيراننا الأمانة- أصحاب الأمانة هذه قلوب موصولة بالله.
الكربات ليست انتقاماً وإنما هي تطهير وتذكير وإعانة للمؤمن ولغير المؤمن أن يفتح باباً مع الله عز وجل أو أن يفتح طريقاً أو أن يعلو درجة نحو رب العباد عز وجل ففي كلها خير.
انظر إلى الحديث: يقول الحديث القدسي أنه من جاءني تائباً (مرحباً بالتائبين) تلقيته من بعيد ومن ذهب منهم عاصياً ناديته من قريب إلى أين تذهب أوجدت رباً غيري أم وجدت رحيماً سواي أهل ذكري أهل شكري، أهل طاعتي أهل محبتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي.من تاب إليّ منهم فأنا حبيبهم ومن لم يتب فأني طبيبهم وأنا إليهم أرحم من الأم بأولادها، أي جمال هذا أي رحمة بعد هذا.
حتى أضرب لك مثال بسيط، كان لنا علماء فضال رحمهم الله كان يقول لنا يا بني عندما يصيبك الهم والكرب، لا تقل يا رب عندي هم كبير قل يا هم عندي رب كبير، لا كبير مع الله، وهذا الهم وهذا الغم إما مني وأنا السبب أو أنه ابتلاء من الله عز وجل.
جعفر الصادق كان يعزي الحسن البصري يقول له أطع من أحسن إليك وإن لم تطعه فلا تعص له أمراً. يعني يجب أن تطع الأوامر، لم تطع خليك على الصفر لا تذهب نحو السالب.
يا حسن أطع من أحسن إليك فإن لم تطعه فلا تعص له أمراً، وإن لم تطعه وعصيت أمره فلا تأكل من رزقه، وإن لم تطعه وعصيت أمره وأكلت من رزقه وسكنت داره فأعد له جواباً وليكن صواباً ( جهز نفسك تعمل ايه).فلما يجيء الكرب على قلب يتعلم هذا التعليم خلاص يصير مصقول.
قلب المؤمن: قطعة ذهب قد اختلطت بها معادن خسيسة أخرى من عجب ورياء وغش وتدليس، ولما تدخل في آتون الاختيارات والابتلاءات تخرج ذهباً خالصاً ابريزاً تسر الناظرين من الملائكة والصالحين.
إذا كان هذا الابتلاء من الله سبحانه وتعالى والكربات حب من الله على اختلاف درجات الحب أو منع المعصية، إذا أصابني مكروه وأصابتني مصيبة استسلم أم أطرق أسباب الخير والدعاء من هذه المصيبة والمكروه.
طرق الأسباب شيء مشروع ولكن إذا قوي اليقين قلت الأسباب، نحن مطالبين بطرق الأسباب يعني مثال واحد أصابه مرض يعمل إيه؟ يذهب للطبيب ويرقي نفسه بالرقية الشرعية أو يأتي بصالح ليرقيه لأسباب لكن من الداخل قلبه معلق بالله عز وجل، كرجل حمل أغلى ما يمتلك ووضعه في خزانة بنك فاشتعلت النار في بيته، فخاف الجيران على أن الرجل سوف يموت بالسكتة بأن البيت اشتعل بما فيه، لكن هو 98% مما يملك واضعه بعيد عن النار فواثق، فالمؤمن لما يكون قلبه موصول بالله وتأتي المصائب هو قلبه عند خالقه، فلما تأتي المصائب ويقول الله اذبح ابنك يا إبراهيم يقول حاضر يا رب، يا إسماعيل أني رأيت في المنام أني أذبحك فقل ما ترى، قال يا أبتي افعل ما تؤمر.
صبر أم موسى عليه السلام :
أم الكليم ألقي ابنك،حاضر يا رب ألقت ابنها "إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين" لأنه قدم خيراً.
سؤال: أم موسى كانت خائفة لولا ربط الله على قلبها ؟
هذه عظمة طبيعة القصة لأنها بشر، تخاف هي ليست من حجر هي بشر ولكن الطبع الإنساني كما قلنا من قبل يجعل موسى في حضنها، والشرع الرباني يأمرها أن تلقيه، بل بالعكس لم يقل ألقيه مرة "أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَه"ُ
الله عز وجل يوجد غلاله رقيقه من محبة في قلب آسيا امرأة فرعون تحمي الكليم للبشرية.
فانظروا ماذا تصنع المحبة، قرة عين لي ولك، فالكرب لما يجيء أنا مشروع علي أن اتخذ الأسباب.
لنظل مع أم موسى اقذفيه فليلقه فليأخذه عدو لي وعدو له، ولكن كل هذه تزول بكلمة واحدة "وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني" تخيل إنسان مصنوع على عين الله، أنت تسافر تقول لجارك أبو فلان عينك على الأولاد، تخيل أن الله عز وجل هو الذي ألقى هذه المحبة بالأمر " وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِيُ" ( طـه: من الآية39) واحد صنع على عين الله فماذا يضره.
يعني فرعون يقول اقتلوا كل ولد من بني إسرائيل، يقول ابن القيم ولكن القدر يقول يا فرعون لن يربى موسى إلا في حجرك وتحت رعايتك، فإذا أراد الله شيئاً ويسر هل الأسباب تمنع فيكف هذه القصص لاتهزنا.
العقيدة في الداخل تتجذر وتصير شجرة باسقة الظل أصلها ثابت في قلب العبد وفرعها في السماء تؤتي كل يوم ثمرات الخير وثمرات الصبر والتصبر.
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:24 pm | |
| إذا لم أصب أنا بمكروه وأصيب أخو لي مسلم هل له حق علي؟
هذه هي كارثة الكوارث، لأن هناك حديث "من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة"
إذا أنا مطالب أولاً مع محبتي لنفسي سبحان الله في محاولة تفريج الكربات بالأسباب وبغير الأسباب أن أفرج كربات الغير، وفي تفريج كربات الغير الخير الكثير لأن الله عز وجل كأنما أنت يا عبد يا ضعيف تفرج كربة أخيك وتعطل وقتك وجهدك في أن تصنع الخير، وأن تجلس ساعات لتصلح بين طرفين متخاصمين، وأن تدخل الهدوء على نفس خائفة وتفرج كرب مسلم بأن تقضي له أمراً إذا كنت تستطيع.هل تظن أن رب العباد عندئذ يضيع وقتك! هذا وأنه يكتبك في العباد الصالحين الذين يفرجون الكربات.
الله يرضى عن سيدنا عكرمة بن أبي جهل عندما وقع مجندلأ في معركة اليرموك ويأتيه الساقي ليسقيه قال اذهب إلى أخي فلان ثم فلان فيمر على سبعة ماتوا. الرجل يأتي برأس شاة فيطرق باب أمير المؤمنين( رأس الشاة عند العرب لا يساوي شيء) يقول ما وجدت بيتاً أفقر من بيتكم يا أمير المؤمنين، قال يا أخي بارك الله فيك أخي عمار بن ياسر أشد حاجة، ذهب إلى عمار يا عمار قال أخي عبد الله بن مسعود، يذهب إلى ابن مسعود يقول روح إلى بلال بن أبي رباح يقول بلال روح لابن مكتوم.
فراح للسابع فقال له أين أنت من بيت أمير المؤمنين، وعمر يجمع السبع ويجتمعون على الطعام ويأكلون، هذا ما يحسدنا عليه الغرب، لابد أن نتمسك فيه، المودة، التواد، إدخال السرور على الناس، تفريج كربات الناس، "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" وهذا خائب.
الجار للجار حتى وإن جار هكذا علمنا، عبد الرحمن بن عوف يقول يا رسول الله هذا رجل أطال معك الحوار حتى كدت أن آتي لأنهره، أرأيت يا ابن عوف، نعم يا رسول الله، قال هذا جبريل مازال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، كان منتظر الرسول الجملة الأخيرة من جبريل لما تموت يأخذ النصف مثلاً.
أبو حنيفة قال أضاعوني وأي فتى أضاعوا، واليهودي الذي يرنم من التوراة والأغاني يشوش على أبي حنيفة قيام الليل وأبو حنيفة يحسن إليه، الرجل ييأس من أبي حنيفة فينتهي عما يصنع فيطرق بابه أبو حنيفة بعد صلاة الصبح يقول افتقدت صوتك منذ يومين، والله لن تسعوا الناس بأموالكم وإنما تسعهم بحسن الخلق، أن تفرج كربات الناس ولو بالكلمة الطيبة ولو بالدعاء، معقول أنام في بيتي هكذا من غير دعاء لأبني وابنتي وأخي وأختي الذين في فلسطين والعراق والمضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها؟ من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم., كلنا في سفينة واحدة لابد من محاولة تفريج كربات المسلمين وليعذروا الناس، الناس إن لم يستطيعوا تفريج الكربات لان في إمكانيات الناس محدودة.
كيف تقيّم المسلمين في واقعنا المعاصر؟ هل هم يتحملون الكربات؟ أم لا ؟ هم لا يتحملون الكربات إلا قلة
لماذا تحمل السلف الصالح الكربات وهم مسلمون ولم نتحملها نحن اليوم؟ هذه المنضدة التي نجلس عليها يعلم الأخوة المشاهدين أنها من الخشب ضعيفة، لو جئنا ب 5 أطنان أو 10 طن ستتهشم وتصير دماراً، لو كانت هذه المنضدة من حديد وضعنا عليها، القلوب إذا قوي فيها الإيمان فصارت قريباً من قلب رسول الله.
قال ربه: "لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ" (الحشر: من الآية21) ونزل القرآن على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنه هو في حنانه لو أن النسمة السكرة مرت به تجرح خده، في هذا الحنان ورغم ذلك قلبه كان إذا حمي الوطيس أحمر الحدق كنا نحتمي بظهر رسول الله فلا يكون أحد أقرب إلى العدو منه، المتحدث علي : "لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ" ( الحشر: من الآية21) فارس العرب وفارس الإسلام. أقرب واحد إلى سيدنا الحبيب هو في هذا العمر، لكن رقته يذوب هذا القلب.
يقول الرجل: هون عليك ما أنا إلا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة، أسماء لما جرت الناقة تنزل سورة المائدة دفعة واحدة تقول كنت أسمع أزيز لعظام الناقة لأنها السورة الوحيدة الطويلة التي نزلت دفعة واحدة والرسول فوقها، وكانت عائشة تقول كان رأسه على حجري فخذها كان نائم، فنزل عليه جبريل وكادت عظامي تقد، هذا الثقل نزل على قلب الحبيب المليء بالحنان، كان يبكي طوال الليل، : " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً" ،" نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً" ، "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ" ، "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ "
هذا الكلام كله ، "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ورغم ذلك كان قلبه وكانت قلوب صحابته بما رثت عائشة أباها أبا بكر يا أبا بكر كنت ضعيفاً في نفسك قوياً في أمر الله، كنت كالجبل الأشم
لا تزيلك العواصف ولا تزلزلك القواصف، في الردة يقف موقف عجيب يقول يا ابن الخطاب أجبّار في الجاهلية خوان في الإسلام، أجئتك لنصرتي فتأتيني بخذلانك. إذا نعود إلى القضية، هل ترى المسلمين يتحملون؟ لماذا لا يتحملون لأن القلوب ما قويت بعد، تقوى القلوب بالعقيدة السليمة وبالتربية السليمة وبالاقتراب من الدعاة المخلصين وبالاقتراب من العلماء ومجالس العلم، ركعتين في جوف الليل وبالدعاء المخلص وبحب صناعة الخير، بزرع الخير بين الناس، أن تكون مع الناس كالشجر يقذفون إليه بالحجر فيلقي إليه بالثمر، هكذا تقوى القلوب فيأتي الكرب يصير هيناً.
الإنسان في الدنيا محط للكربات ولكن الكرب إذا كان بعيد عن الدين فليس بكرب، طالما أصبح مؤمناً وأمسى مؤمناً وأحافظ قدر ما أٍستطيع على مرضات الله عز وجل.
وإسعاد الناس وإدخال الخير في قلوب الناس، فأنا لا أعتبر الكرب كرباً إنما أعتبره نيشاناً من الله سبحانه وتعالى، يمحص به قلب العبد فيتقبل الإنسان الكرب بقبول حسن، نسأل الله أن نكون من الصابرين الصادقين.
وجودنا في الدنيا هو نفسه كرب لأن الدنيا كفى بها دناءة أن الله لا يعصى إلا فيها. فعندما ينظر الإنسان إليها، أنا أنظر إليها بفضل الله بما علمت بمنطق رياضي بعد منطق إيماني طبعاً، أي رقم تقسيمه على مالا نهاية يساوي صفر، الدنيا رقم والآخرة مالا نهاية فكم تساوي الدنيا بالنسبة للآخرة! تساوي صفر.
نتعامل مع الصفر فإذا هجم عليك كرب تعامل معه على أنه جزء من الدنيا وجزء من الصفر، وإذا كنت ما اعتبرت الصفر أصلاً فكيف بالجزء من الصفر!
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الجمعة مايو 28, 2010 7:28 pm | |
| قصص من القرآن عن الصبر
قصة سيدنا ابراهيم وأسماعيل :- المؤمن عندما يكون قلبه موصول بالله وتأتي المصائب هو قلبه عند خالقه، فلما تأتي المصائبويقول الله اذبح ابنك يا إبراهيم يقول نعم يا رب ، يا إسماعيل أني رأيت في المنامأني أذبحك فقل ما ترى، قال يا أبتي افعل ما تؤمر… سبحان الله ما هذا الصبر- أم موسى والصبر :أم الكليم ألقي ابنك، نعميا رب ألقت ابنها "إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين" لأنه قدم خيراً.
سؤال: أم موسى كانت خائفة لولا ربطالله على قلبها ؟هذه عظمة طبيعة القصة لأنها بشر، تخاف هي ليستمن حجر هي بشر ولكن الطبع الإنساني كما قلنا من قبل يجعل موسى في حضنها، والشرعالرباني يأمرها أن تلقيه، بل بالعكس لم يقل ألقيه مرة "أَنِاقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّبِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَه"ُالله عز وجل يوجد غلاله رقيقه من محبة في قلب آسيا امرأة فرعونتحمي الكليم للبشريةفانظروا ماذا تصنع المحبة، قرة عين لي ولك، فالكربلما يجيء أنا مشروع علي أن اتخذ الأسبابلنظل مع أم موسى اقذفيه فليلقهفليأخذه عدو لي وعدو له، ولكن كل هذه تزول بكلمة واحدة "وألقيت عليك محبة منيولتصنع على عيني" تخيل إنسان مصنوع على عين الله، أنت تسافر تقول لجارك أبو فلانعينك على الأولاد، تخيل أن الله عز وجل هو الذي ألقى هذه المحبة بالأمر " وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىعَيْنِيُ" ( طـه: من الآية39) واحد صنع على عين الله فماذا يضرهيعني فرعون يقول اقتلوا كل ولد من بني إسرائيل، يقول ابن القيم ولكن القدريقول يا فرعون لن يربى موسى إلا في حجرك وتحت رعايتك، فإذا أراد الله شيئاً ويسر هلالأسباب تمنع فيكف هذه القصص لاتهزنا.العقيدة في الداخل تتجذر وتصير شجرةباسقة الظل أصلها ثابت في قلب العبد وفرعها في السماء تؤتي كل يوم ثمرات الخيروثمرات الصبر والتصبر.صبر الأنبياء :صبر سيدنا أيوب " عليه السلام "صبر سيدنا يوسف " عليه السلام "صبر سيدنا عيسى " عليه السلام "صبر سيدنا نوح " عليه السلام "صبر سيدنا موسى " عليه السلام "صبر سيدنا إبراهيم وسيدنا أسماعيل " عليهما السلام "صبر أمرأة فرعون .صبر السيدة مريم العذراء .صبر السيدة هاجر .صبر أمهات المؤمنين .صبر الصحابه والتابعين المراجع :1- من تفسير فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى 2 سلسلة لقاء الإيمان : فى صحبة الأحاديث القدسية ، الكتاب الثالث ، " فضيلة الدكتور : أحمد عبده عوض : الداعية والمفكر الإسلامى 1427 هجرياً – 2006 م 3- كتاب مكاشفة لعلام الغيبوب للشيخ الغزالى رحمه الله 4- الطريق إلى الجنة : أعداد أ. د . علية عابدين _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
عدل سابقا من قبل نبيلة محمود خليل في الأربعاء مارس 30, 2011 6:10 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
رؤية قسم الأسرة والطفل- الاشغال الفنيه ,, والأزياء والموض
العمر : -- الدولة : مصــر التوقيع : لا إله إلا الله محمد رسول الله عدد المساهمات : 3071 نقاط : 5514 تاريخ التسجيل : 13/05/2010
| |
| |
نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً السبت مايو 29, 2010 5:06 pm | |
| أشكرك يا عمرى على ردك الجميل المميز جزاكى الله خيرا _________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|
| |
جمال جمال
الدولة : مصر عدد المساهمات : 726 نقاط : 824 تاريخ التسجيل : 08/10/2009
| |
| |
أسينات
الدولة : مصر عدد المساهمات : 610 نقاط : 753 تاريخ التسجيل : 02/09/2009 العمل/الترفيه : مهندسة كهرباء
| موضوع: رد: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:30 am | |
| | |
|
| |
| (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ ) حصرياً | |
|