حكمة القضاء فى السلب والعطاء " حصرياً "

حكمة القضاء فى السلب والعطاء
ماذا عن المجنون ؟
ج- إن الله سبحانه وتعالى قد ميز الإنسان بالعقل ، والمجنون لا عقل له .. أى أنه مسلوب مما يميز البشر .. نقول : أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن العقل مخلوق لله ، وليس من ذاتية الانسان . فهذا العقل الذى يرث الحضارات ،، ويصنع التقدم فى الدنيا ، قدراته مسخرة لك من الله ،وليست قدرات ذاتية منك .. حتى لا تغتر بعقلك وذكائك .. وتحسب أنك تستطيع بهذا العقل أن تستغتى عن الله ، أو أن تشرع لنفسك أحسن مما شرع الله لك .

ومع أن الله تبارك وتعالى خلق اعقل للأختيار بين البدائل إلا أننا لم نلتزم بمهمته فى الحياة ، بل جعلناه يخطط منهجاً بشرياً نستغنى به عن منهج الله ويحاول أن يضع حياة على الأرض يعتقد أن فيها صلاح الدنيا ، ولكنها فى الحقيقة تفسد كل شئ .

قد يقال ما ذنب المجنون ؟ نقول أن الله أعطاه ميزة كبرى هى أنه لا يحاسب فى الدنيا والآخرة .. ففى الدنيا قد يشمتك المجنون ، أو يقذفك بحجر أو يفعل أى شئ ، ولكنك لا تحاسبه ، بل ربما ضحكت من تصرفاته وتقبلتها على أنها تصرفات لا تعنى المقصود منها ، لان صاحبها لا يعقل .

يشتمك المجنون فتضحك ، وقد يمسك بملابسك فلا تغضب ، ليس له حساب فى الدنيا .. اما فى الأخرة .. فهو يدخل الجنة بلا حساب .. كل البشر يحاسبون ما عدا فاقد العقل .. إنه لا يحاسبه على أى شئ فعله ، لأن أساس الحساب هو الاختيار ، والمجنون فقد آلة الاختيار .

هذه هى بعض الخواطر . حول الخير والشر فى الكون .. أنها توضح لنا دقة الميزان .. الذى وضعت عليه الحياة .. أنه ميزان دقيق يعطى بالعدل .. لا يسلب من أحد ميزة إلا أعطاه ميزات . كل شئ فى الكون له مهمه وهدف .. وسواء ادركنا هذه المهمة .. أو لم ندرك هذا الهدف .. فإن كل مخلوق يؤدى مهمتة فى الحياة .. دون أن ينتظر فهمنا أو موافقتنا .. ولكن الظلم الذى قد يحس به بعض الناس إنما يإتى من عدم الفهم .. أو هو حدوث تصادم بين واقعهم وشهوات كانوا يريدون تحققها ولم يحققها الله لهم لحكمة خفيت عنهم .
والسعادة فى الحياة .. ان يرضى الإنسان بقدر الله .. فهذا الرضا هو الذى يضع السعادة فى حياة الإنسان .. أما عدم الرضا بقضاء الله .. فإنه يورث الشفاء .

وإقرأ الحديث القدسى عن رب العزة :

" عبدى أنا أريد وأنت تريد .. فإن رضيت بما أريد أغنيتك عما تريد ، وإن لم ترضى بما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد "

وهكذا رضيت أم لم ترضى ، فإن أمر الله سبحانه وتعالى نافذ ولكن الرضا بقضاء الله هو الذى يعطيك الخير فى الدنيا ، والسخط على قضاء الله هو الذى يعطيك الشقاء والعذاب فى الدنيا والأخرة .
إن عدل الله جل جلاله لا يمكن أن يميز إنساناً على إنسان إلا بالعمل الصالح ، أما ما يحدث لنا مما نعتقد أن فيه أحجافا وظلما لنا .. فهو سوء تقدير وغفلة منها .. والله سبحانه وتعالى يقول: (إِنّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً وَلَـَكِنّ النّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [سورة: يونس - الأية: 44]

المرجع / من كتاب الشعراوى الخير والشر

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أن العقل مخلوق لله ، وليس من ذاتية الانسان . فهذا العقل الذى يرث الحضارات ،، ويصنع التقدم فى الدنيا ، قدراته مسخرة لك من الله ،وليست قدرات ذاتية منك .. حتى لا تغتر بعقلك وذكائك .. وتحسب أنك تستطيع بهذا العقل أن تستغتى عن الله ، أو أن تشرع لنفسك أحسن مما شرع الله لك .

مشكورة على الموضوع القيم الغير عادى ومعلومات زادتنا علم مشكورة نبيلة

شكرا لك

إن عدل الله جل جلاله لا يمكن أن يميز إنساناً على إنسان إلا بالعمل الصالح ، أما ما يحدث لنا مما نعتقد أن فيه أحجافا وظلما لنا .. فهو سوء تقدير وغفلة منها .. والله سبحانه وتعالى يقول: (إِنّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً وَلَـَكِنّ النّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [سورة: يونس - الأية: 44]

السلام عليكم

كل الشكر والتقدير لكم جميعا على مروركم الطيب بارك الله فيكم جعله الله فى موازين حسناتك

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

" عبدى أنا أريد وأنت تريد .. فإن رضيت بما أريد أغنيتك عما تريد ، وإن لم ترضى بما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد "

موضوع رائع استاذة نبيلة جزاكى الله خيرا

تسلمــــــــــــــــــــــــــــــــ والله
علي موضوعك المتميز ابدعت
الله يعطيك الف عافيه يارب
تقبل مروري

. جزاك الله خيرا وكتب لك الجنة
موضوع رائع شكرررررا جزيلا

_________________

كلام جميل ورائع ورحم الله شيخنا رحمة واسعة وجزاه عن المسلمين خيرا

نبيلة
امر من صفحاتك وأقف أمامكـ .. صامت..
من جمال ما أراه
من حسن أبداعك
رحم الله شيخنا الفاضلـ

_________________

» بيان القضاء بين الخلائق
» حكمة
» القضاء ينحر العدالة بسكين النائب العام