المال والنفوذ نعمة .. أم نقمة ؟ حصرياً

المال والنفوذ نعمة .. أم نقمة ؟ حصرياً

يقول الحق جل جلاله : قال تعالى: (كَلاّ إِنّ الإِنسَانَ لَيَطْغَىَ * أَن رّآهُ اسْتَغْنَىَ) [سورة: العلق – الأية6: 7]

إن المال يطغى الإنسان ويجعله يحسب أنه يستطيع أن يفعل أى شئ بقوته الذاتية .. ولماذا لا .. وهو يملك المال الذى يستطيع أن يحقق به ما يريد ؟!

حينئذ يحسب أنه قد استغنى عن الله سبحانه وتعالى ولم يعد فى حاجة إلى عونه ولا إلى رضاه ، فيطغى ويغتر .

ولعل قصة قارون تريتا هذا بوضوح ..

فقارون منحه الله من الأموال ما لم يمنح أحداً من خلقه .. فهل زاده هذ النعيم إيماناً وشكراً وذكرا الله ؟! أم جعله

يغتر وينسب المال لنفسه .. ويقول أنه قد حصل عليه بعلم من عنده وبقوته ال1اتية وليس بفضل الله !

وهذا هو القرآن الكريم .. يروى لنا قصة قارون :

قال تعالى: (إِنّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىَ فَبَغَىَ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي الْقُوّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ

إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْفَرِحِينَ) [سورة: القصص - الأية: 76]

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى لقارون كنوزا وأموالا لم يعطها لأحد من عباده ، ولكن هذه الأموال جعلته بدلا من ان يسجد لله شكرا .. يغتر ويبغى على

الناس ويفسد فى الأرض . وعندما ذكروه بمنهج الله وبنعم الله عليه قال كما يروى لنا القرآن الكريم :

قال تعالى: (قَالَ إِنّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىَ عِلْمٍ عِندِيَ) [سورة: القصص - الأية: 78]

قارون نسب الفضل لنفسه .. ونسى فضل الله عليه ..

وحسب انه استغنى عن الله جل جلاله .. فبماذا جازاه الحق سبحانه وتعالى على طغيانه وكفره ؟!

واقرأ قول الحق يحكى عاقبة قارون :

قال تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ) [سورة: القصص - الأية: 81]

أن المال فى كثير من الأحيان .. يكون نقمه على صاحبه .. لأنه فى حالة ضعف إيمانه – يحس انه استغنى عن الحق سبحانه وتعالى

، ويكفر بالله وينسب الفضل لنفسه .. ثم بعد ذلك يموت تاركاً ماله .. ويلقى الله فى الأخرة وحده بلا مال ولا جاه .. ليعذب أشج العذاب .

فهل كان المال فى هذه الحالة نعمة أم نقمة ؟

إن الإنسان أحياناً إذا كان رزقه قليلاً فأنه يحس بحاجته إلى الله .. فإذا جاءه المال أفسد حياته ، وحياة أهله ن وربما دفع هذا المال الكثير ابناءه إلى

ادمان المخدرات او القمار ..

أو يصيبه الله بداء بلا شفاء ، فينفق مئات الألوف من الجنيهات وهو يتناول الدواء المر ولا يبرأ .. وهو يصرخ من الألم وهو محروم من كل شئ .

. فى بيته كل ما تشتهيه النفس البشؤية من طعام أو شراب ، ولكن محروم منه .. لا يستطيع ان يضع لقمه فى فمه ، ولا يستطيع أن يأكل قطعة من

اللحم الذى يحبه .. وإذا أكلها سببت له ألاما لا تطاق .. أهذا خير ؟

هذه الأمثلة وغيرها التى يعطيها لنا القرآن الكريم .. تؤكد لنا أن المال ليس خيرا مطلقاً كما يتوهم بعض الناس .. فقد يلعن الانسان اليوم الذى جاءه

فيه هذا المال الوفير الذى حطم حياته وسلبه راحته .. وجلب له ولأولاده الشقاء ..

هذه هى عقوبة الدنيا ، فمادام هو لم يرع الله فى ماله ، فالله لا يراعاه فى هذا المال .. بل يسلطه عليه ليقوده إلى جهنم والعياذ بالله .

المرجع / من كتاب الشعراوى الخير والشر

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

انا واحدة من الناس كان المال نقمة فى حياتها ولكن بفضل الله بعد ان نور الله قلوبنا وهدانا الى طريقه صار نعمة

كل الشكر والتقدير لكى وعد

وأشكرك على مرورك الطيب بارك الله فيك

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

.
پآرگ آلله فيگ وچزآگ گل آلخير
تسلم آلآيآدي

_________________
<br>

» وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها
» نعمة البصر
» " ذم المال "