تأملات في خطبة الجمعة

بسم ألله ألرحمن ألرحيم
اخوتي الكرام
اخواتي الكريمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

موضوع خطبة الجمعة لهذا اليوم يتناول فضل الانفاق في سبيل الله

استهل خطيب الجمعة حديثه بالآية الكريمة .
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم)
مبينا معنى البر بانه "
جميع ما ينفقه المرء في سبيل الخيرات"


فالانفاق أولا:
هو تطهير للنفوس وتزكيتها ،ففي حياتنا الدنيوية
اذا شعر اي منا ان جسمه متسخا وملابسه ليست لائقة
فإنه يشعر بالضيق تجاه نفسه وتجاه الاخرين
فإن اغتسل وارتدى ملابس نظيفة
سوف يشعر بالرضا عن نفسه ومظهره
وينتابه شعور برضا الناس عنه .
هذا مثل عن جسم الانسان ومظهره
ولكن الا تحتاج انفسنا وارواحنا الى الطهارة؟
فاذا كانت اجسامنا وملابسنا تنظف وتتطهر بالماء والصابون ؟؟؟
فما هي وسيلة تطهير ارواحنا...انه الانفاق في سبيل الله
ففي قوله تعالى في الاية الكريمة آنفة الذكر
اشتراط لنيل البر وتطهير ألنفوس
ان يكون الانفاق من احب ما لدينا,
بخلاف الانفاق عما زاد عن الحاجة الذي
قد لا تتحقق به الطهارة كاملة .

كما أن نصوص السنة الثابتة
جاءت بما يؤكد هذا المعنى الذي دلت عليه آيات الكتاب،
ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - :
( .. وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة
إلا زاده الله بها كثرة ).... رواه أحمد ، وقوله :
( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان
فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ،
ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا )
أخرجاه في الصحيحين .

وفي حديث لفضيلة الشيخ عائض القرني
يتحدث فيه عن فضل الانفاق في سبيل الله
"إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه
وعوائده عقاقير مباركة تصرف
في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والاحسان"
فيا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف
هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالخير،
عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة
وستجدون السعادة طعما ولونا وذوقا..
(وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى*
إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى* ولسوف يرضى)
وفي فضائل القصة التالية يتبين لنا فيها
صدى العمل خيره وشره
يذكر أن رجلاً نزل هو وولده واديًا،
انشغل الرجل بعمله ، وأخذ الولد الصغير يلهو
بكلمات وأصوات، فوجئ الولد أن لهذه الأصوات
صدًى يعود إليه، فظن أن هناك من يكلمه
أو يرد عليه، فقال: من أنت؟ فعاد الصدى:
من أنت؟ قال الولد: أفصح لي عن شخصك؟
فرد عليه: أفصح لي عن شخصك؟ فقال الولد غاضبًا:
أنت رجل جبان وتخفي عني، فرجعت إليه العبارة نفسها،
فقال الولد: إن صاحب الصوت يستهزئ به ويسخَر منه
، فانفعل وخرج عن طوره، وبدأ يسبّ ويلعن،
وكلّما سب أو لعن رجَعت عليه مثلها.
جاء الوالد ووجد ولده منهارًا مضطربًا،
فسأله عن السبب، فأخبره الخبر، فقال له:
هوّن عليك يا بني، وأراد أن يعلّمه درسًا عمليًا،
فصاح بأعلى صوته: أنت رجل طيّب،
فرجع إليه الصوت: أنت رجل طيب، ثم قال:
أحسن الله إليك، فكان الردّ: أحسن الله إليك،
وكلّما قال كلامًا حسنًا كان الرد بمثله.
سأل الولد والده بدهشة واستغراب:
لماذا يتعامل معك بطريقة مؤدّبة
ولا يسمعك إلا كلامًا حسنًا؟! فقال له الأب:
يا بني، هذا الصوت الذي سمعته هو صدَى عملك،
فلو أحسنتَ المنطِق لأحسن الردّ،
ولكنك أسأت فكان الجزاء من جنس العمل .
واختتم امام المسجد حديثه بالحث على الانفاق
في سبيل الله قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا تجارة
حيث توفى كل نفس بما عملت .


وكعادة الناس تراهم يتساءلون في قرارة انفسهم
بعد ان استمعوا الى هذا الخطاب ,قد نكون قد تصدقنا وأنفقنا
في رمضان. لكن هل استمرت تجارتنا مع الله
بعد هذا الشهر الفضيل؟؟

وما ان باشرنا بمغادرة المسجد
حتى امتدت ايدي معظم المصلين الى جيوبهم
ليدخلوا الفرحة في قلوب الفقراء السائلين على الابواب ،
ففرحت لان معظم المصلين تصدقوا بعد
الانتهاء من الخطبة ،فقلت جزى الله شيخنا خير الجزاء